دولة لكل الكرد

آحمد صبحي منصور في الأحد ١١ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ديننا دين السماحة واليسر ومتأكدون من ذلك . جزاكم الله خيرا. ونحن معجبون ومعي الكثير بأرائكم المتنورة. نحن نعيش في الغرب ، ولابد لنا من اسلوب وسطي علمي لنفهّم غير المسلمين بأمور ديننا , سيدي الكريم ارجوا ان تفتينا بحق الشعب الكوردي بالتمتع بكافة حقوقه و بدولة مستقلة مثل باقي الامم . لنا حق العيش سيما ونحن خدمنا الاسلام والمسلمين كثيرا ، والح لو سمحتم لان الكثير يتهمنا بأسرائيل ثانية
آحمد صبحي منصور
أنشأت رواق ابن خلدون فى مركز ابن خلدون ـ وكان يعقد جلسات اسبوعية مفتوحة مساء كل ثلاثاء ، وقد استمرت فيما بين 2 يناير 1996 الى آخر ثلاثاء من يونية 2000 بدون انقطاع . وقد تنوعت المناقشات لتشمل كل هموم العرب و المسلمين ، و كان من أهم موضوعاتها الصراع العربى الاسرائيلى و حقوق الانسان و التطرف الدينى وحقوق الأقليات الدينية و المذهبية و العرقية و اللغوية فيما يسمى بالوطن العربى. وكانت ندوات الرواق مشحونة بالحاضرين ، وينعكس صداها فى الصحف المصرية لأنها كانت أول جلسات صريحة وشجاعة يقول فيها الحاضرون كل ما يريدون مع الالتزام بمبادىء الرواق التى اعلنتها وهى عدم التكفير و عدم التخوين و عدم التحقير لأحد. لم يكن لهذا الرواق مثيل فى كل الوطن العربى ، ولذلك كان يتابعه الصحفيون الأجانب و مندوبو السفارات فى القاهرة لأنها كانت تعكس بصدق آراء النخبة واختلافاتهم الفكرية و السياسية.
وكانت مشكلة الأكراد فى العراق وتركيا أهم الموضوعات و أكثرها سخونة. وفى الجلسات التى نوقشت فيها مشاكل الأكراد فى العراق كان يحضرها السيد عدنان المفتى الذى كان ممثلا للسيد الطلبانى فى القاهرة ، وبعده جاء السيد حازم اليوسفى ، و كان هناك أيضا ممثلون يحضرون عن تنظيم عبد الله اوجلان و أكراد تركيا.
هذه خلفية لا بد من الاشارة اليها تاكيدا على ما أقوله ـ والذى قلته من قبل، وهو معلن فى حينه : لا بد من تطبيق الديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المواطنة للجميع على قاعدة العدل و المساواة بغض النظر عن كل الفوارق اللغوية و الجنسية و الدينية و المذهبية . هذا على مستوى الأفراد ، أما على مستوى الطوائف فلا بد من ضمان حقوقها فى الحكم الذاتى أو فى تقرير المصير طبقا لاستفتاء عادل يجرى تحت مظلة الأمم المتحدة، وتضمن تطبيقه.
هذا كلام عام لكل الطوائف و الأقليات .
أما عن الأكراد بشكل خاص فهم فعلا شعب مظلوم . لقد قام المنتصرون فى الحرب العالمية الأولى برسم الحدود فى منطقة الشرق الأوسط وفق أطماعهم ،وأيضا وفق مخاوفهم ، فأرضوا العرب و الأتراك والايرانيين على حساب الأكراد ، وتوزع الأكراد رعايا و اقليات بين دول عربية جديدة تم إنشاؤها ( سوريا ـ العراق ) وبين دول أخرى قديمة تم تعديل حدودها (تركيا وايران). وكان يمكن إحقاقا للحق تجميع كل الأكراد فى دولة واحدة تشملهم جميعا ، أو تشمل الأغلبية منهم .
يزيد فى ظلم الأكراد أنهم أهل البلاد الأصليون ، فقد عاشوا فى هذه المنطقة قبل الفتح العربى ، و توافد على بلادهم كثير من الهجرات التركية الآتية من أواسط آسيا كل منها يكونّ دولة على حسابهم ـ لم يكن أولها الأتراك السلاجقة ، ولم يكن آخرها هجرة الأتراك العثمانيين الذين مالبث أن كونوا الدولة العثمانية ، و التى أسقطها الحلفاء فى الحرب العالمية الأولى ، ثم أعاد كمال أتاتورك إقامتها تحت اسم تركيا وفقا لعصبية أتاتوركية جعلها بديلا للخلافة ( الاسلامية ) و أنكر حقوق الأكراد السكان الأصليين وأسماهم أتراك الجبل.

أعتقد أن من حق الأكراد أن تكون لهم دولتهم الديمقراطية المستقلة ـ اذا تمت إعادة رسم الخريطة بشكل أكثر عدلا..





اجمالي القراءات 12537