المصاريف والزكاة

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لدي أم في الجزائر و منذ أن تحصلت على منصب منذ بضعة سنين و بما أنها محتاجة لمصاريف أو طبيب فأنا لم أتوقف ارسل لها مبالغ مالية أحيانا مرة وأحيانا مرتين الى ثلاث مرات في السنة . ولما أسافرلزياراتها أتكفل بالانفاق على كافة أعضاء المنزل بما أنها مقيمةمع أخي و أولاده.هل هذا يعتبر من زكاة أموالي ؟ أنوي ذلك في نفسي طالبة من الله عز وجل لتقبل مني. سؤال اخر ما الفرق بين الزكاة و الصدقات؟ هل يجوز تقسيم مبلغ الزكاة و إعطائها إلى شخصين محتاجين؟ شكرا لكم على الرد
آحمد صبحي منصور

يجب على المؤمن والمؤمنة معرفة الواجب عليه فى الزكاة المالية . فهى ثلاثة أنواع : خاص للاقارب والوالدين وما يعرفهم من اليتامى والمساكين وابناء السبيل . ما تعطينه لوالدتك هو من الزكاة التى للاقارب ، وأيضا ما تعطينه لأخيك ،أو أى واحد من الأقربين . تنفيذا لقوله جل وعلا (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)  ( البقرة ). ثم هناك ثانيا :الانفاق فى الدعوة فى سبيل الله (  وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة )( هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) ( محمد ). ثم هناك ثالثا الزكاة العامة للفقراء والمساكين أو السائل والمحروم . وهذا بمقدار يحدده المؤمن فى تعامله مع ربه جل وعلا : ( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) الذاريات ) (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) ) ( المعارج )

فى النهاية فالزكاة بكل أنواعها الثلاثة ــ وحدها لا تكفى لأنها جزء من العبادات التى تعبّر عن إيمان صادق ، ويتبعها أخلاف عالية من الصبر والوفاء بالعهد وحُسن التعامل مع الناس . فالتقوى الاسلامية ليست كلاما يقال أو مجرد تأدية مظهرية للصلاة والعبادات ، ولكنها إيمان حقيقى بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وإعطاء المال للأقارب واليتامى والمساكين والوفاء بالعهد والصبر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177)

وزكاة المال والتصدق بالمال وانفاق المال فى سبيل الله كلها بمعنى واحد .

اجمالي القراءات 7023