الدعاء للميت

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٧ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
افيدونا جزاكم الله خيرا هل الادعية للميت والصدقات تصل اليه؟ ماذا يفيد المؤمن من خيرات إذ كان قد قرر مصيره ؟}
آحمد صبحي منصور
لا يأخذ الانسان معه الى الآخرة سوى عمله الذى عمله وهو حى يسعى فى الأرض فى هذه الدنيا. إذا عمل عملا ظل ينتج خيرا بعد موته فانه بمجرد أن عمله وهو فى حياته يأخذ أجره ، و ليس مسئولا بعدها اذا استمر هذا العمل فى بث الخير أو إذا انحرف الى الشر. يتحمل النتيجة الاخرون. و نفس الأمر اذا أقام بيتا للدعارة واستمر بعده. مجرد اقامته لهذا البيت أخذ جزاءه السىء معه ، أما اذا استمر هذا البيت فى تأدية دوره فى نشر الرذيلة أو إذا تحول الى مستشفى أو ملجأ للأيتام فذلك يقع الجزاء فيه ـ إن خيرا وإن شرا ـ على من قام بذلك . المهم أنه ليس للانسان إلا ما سعى فى حياته الدنيا. يسرى هذا على ما يقال على الانسان بعد موته من دعاء أو من لعن. لا يناله من ذلك شىء ـ فقد تحددت درجته بالفعل عند الاحتضار و مجىء الملائكة تقبض نفسه ، و هى إما أن تبشره بالجنة إن كان من أصحاب الجنة ـ أو أن تبشره بالنار إن كان من أصحاب النار. بالموت يغلق كتاب أعمال الانسان و لا يمكن الزيادة فيه أو الانتقاص منه.
أما الذى يدعو لوالديه أو للآخرين فمجرد الدعاء لنفسه أو للآخرين هو طاعة و عبادة. حين تدعو الله تعالى متضرعا خاشعا فأنت فى حالة عبادة بغض النظر عن فحوى الدعاء. المهم أن تكون مخلصا لله تعالى و أنت تدعوه.
أما اذا كنت تلعن فأنت مسئول عما تفعل ومؤاخذ بلسانك حسب القول و النية. ولا يزيد ذلك و لا ينقص من درجة من تلعنه من الموتى ، فقد أغلق كتاب أعماله و تحددت درجته .
ونفس الموضوع فى الصدقات على اسم الموتى أو رغبة فى طلب الغفران لهم. لا يستفيدون منها بعد الموت حتى لو كانت من المال الذى تركوه ، وحتى لو كان ذلك طبقا لوصية أوصوا بها، إذ أنه بمجرد أن أوصى يأخذ أجره كاملا ، و ليس مسئولا بعد موته عن تنفيذ وصيته أو عدم تنفيذها.
اجمالي القراءات 39446