خدعتنى إمرأة

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٩ - سبتمبر - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ذهبت الى أفغانستان ، وتعرفت هناك بموظفة مصرية تعمل فى الاغاثة الدولية ، إحترمتها ، وساعدتها كأخّ لها فى عملها هناك . وبعد رجوعى لأمريكا ورجوعها لمصر استمرت الصداقة والاتصال بيننا ، وهى تحكى لى عن سوء معاملة زوجها لها . وأنه طردها من البيت بطفليها . ثم أخبرتنى أنه طلقها ورماها بلا نفقة . ولأننى أعزب أعيش وحيدا فقد فاتحتها فى الزواح وعاهدتها أن أكون خير عوض لها وأن أكون الأب الحنون لولديها . ووافقت . وسافرت لمصر ، وتزوجتها فى مصر ، وقدمت الأوراق للسفارة الأمريكية ، وجئت بها الى أمريكا ووقفت الى جانبها حتى حصلت على عمل بمرتب هائل ، واشتريت لها بيتا فى فرجينيا وبيتا فى حى المعادى بالقاهرة ، وفتحت لها حسابا فى البنك ، وجعلتها شريكا لى فى حسابى بالبنك ، وسمحت لها بزيارة أهلها فى مصر وقت ما تشاء كى تزور ولديها وهما فى رعاية أمها بالقاهرة ، بل واعتبرت ولديها ابناء لى ، ولم أشعر بامتعاض حين كان زوجها السابق يزور الولدين فى حضورى ، بل كان يسعدنى أن الولدين يعتبروننى ابوهما . وكل زيارتها لولديها فى مصر كانت على حسابى ، وبعد أن حصلت على الجنسية الأمريكية أقنعتنى بأن أطلقها عرفيا فى السفارة المصرية حتى تستطيع أن تحضر ولديها لمصر باعتبارها خالية وتستطيع رعايتهما ، فوافقت ، وطلبت منى 20 الف دولار كاش لتنفق على الرشاوى فى مصر حتى تتمكن من احضار ولديها فأعطيتها الكاش . وأحضرت ولديها ليعيشا معى فى بيتنا فى فرجينيا . وبدأت تتغير معى ، طلبت بيع البيت وأن اشترى بيتا لها باسمها فوافقت واشتريت بيتا باسمها ، وقبل تأثيث البيت ذهبت الى هناك ففوجئت بها تمنعنى من الدخول ، وتستنجد بالشرطة ، وتطردنى من البيت الذى اشتريته لها بمالى . جن جنونى ، فسلطت علىّ ضابط البوليس ، وعرفت أنها لها علاقة به ، وأخذ يطاردنى ، وبحجة أننى أهدد حياتها وأننى أطاردها وأقتحم البيت الذى تملكه أدخلتنى للمحكمة والسجن أياما. و الان أصبحت مهددا فى عملى بسبب أنها نجحت فى ان جعلت المحكمة اصدرت حكما ضدى بالتعدى عليها .ونحن منفصلان وفى طريق الحصول على الطلاق .أتصلت تليفونيا بأمها وأبوها فى القاهرة فردّ علىّ زوجها السابق وأخذ يسبنى ويلعننى ويهددنى ، طلبت أن اكلم حماى وحماتى وشكوت لهما ابنتهما فردا على بالشتيمة وقلة الأدب ....المصيبة أننى لا زلت أحبها ..ولكننى مجروح منها ولا أستطيع نسيان خديعتها وخيانتها .. ماذا أفعل ؟؟
آحمد صبحي منصور

 

فى العادة أن أحكم على الموضوع الذى يصل الى مصدقا ما فيه . ولكن أحيانا تطاردنى مهنة الباحث التاريخى الذى يتشكك فى الرواية ، ويحتاج الى روايات مختلفة ليقارن بينها ويصل الى الحقيقة . ويحدث هذا عندما تأتى لى فتوى مثل رسالتك ، فيها شكوى أو قصة فيها ظالم ومظلوم . هنا يكون أمامى رواية لطرف ضد طرف آخر لا أعرف روايته ورأيه وقصته . وعلى أى حال سأبحث رسالتك بمنطق التصديق لها أو حتى لمعظمها ، فأقول :

1 ـ على فرض أنك تبالغ ، بل حتى مع فرض أنك أسأت معاملة زوجتك ، فهناك حقائق ثلاث : هى أنك استقدمتها لأمريكا وقفت الى جانبها حتى حصلت على عمل ، وعلى الجنسية الأمريكية وحتى جلبت ولديها من مصر الى أمريكا . هذا كله يكفى لأن تعيش شاكرة ممتنّة لك . وأن تتغاضى عن سيئاتك مهما كانت . فمن يفعل هذا لا يمكن أن يكون إنسانا سيئا جدا . وكل انسان له مساوىء ومزايا ، ولكن الذى يفعل هذا من المنتظر أن تكون مساوئه أقل من مزاياه . فكيف إذا صدقنا كل ما قلته ؟

2 ـ دعنى أتخيل ما حدث وأقرأ ما بين سطور رسالتك مصدقا لها .

أعتقد أنك رجل طيب وقد وقعت ضحية لمؤامرة ماكرة شريرة . يبدو أنها خطة رسمتها هذه المرأة مع زوجها الأول ليأتيا الى أمريكا . وطبقا لهذا التصور ، فهى لم تتكلم معك فى افغانستان تشكو من زوجها . لم يحدث هذا إلا بعد عودتها  . أى تم الاتفاق بينها وبين زوجها على استغلال اعجابك بها لاتخاذك كوبرى يعبران عليه لأمريكا . لذا قام بتطليقها ، وأخذت تشكو اليك وتستعطفك ، وأنت بشهامتك عرضت عليها الزواج ، وإستغلت حبك لها فى الحصول على كل ما تريد منك ، من الرصيد الى البيت والشقة ، وحصلت على الجنسية الأمريكية واستقدمت ولديها بمساعدتك . بعدها رسمت للتخلص منك بالتعرف بضابط البوليس ، وأن تفاجئك بتصرفاتها كى تنفعل وتغضب فتستخدم هذا ضدك بمساعدة ضابط البوليس ، وكلما أغاظتك أوقعتك فى التهديد ، فوصل الأمر بك الى المحكمة والسجن . وانتما الآن على طريق الانفصال ثم الطلاق وفقا للقانون الأمريكى . وأتوقع طبقا لهذا السيناريو أنه عندما يتم طلاقها منك ستعود الى مصر وتتزوج طليقها السابق ، وتستقدمه الى أمريكا ، ويعيشون معا فى تبات ونبات ويخلفوا كما صبيان وبنات ..أما أنت فقد انتهت مهمتك ، فقد كنت مجرد كوبرى ووسيلة مواصلات لأمريكا .

3 ـ أعتقد أنه يجب أن تفعل الآتى :

بعد الطلاق وطبقا للقانون الأمريكى من حقك مشاركتها بالنصف فى البيت الذى كتبته باسمها وكل ثروتها التى هى فى الاصل منك . و ضابط البوليس هذا لا بد أت تشكوه فى وزارة الداخلية التى تقوم بالتفتيش على البوليس . وممكن أن تكلف أحد من يعملون بالتحرى الخاص ليعاونك .

وحتى تتخلص من حبك البائس اليائس التى لا تستحقه تلك المرأة عليك أن تتزوج ، ولكن تخيّر زوجة صالحة خالية من زواجات سابقة واطفال . 

اجمالي القراءات 10952