التحايل على الميراث

آحمد صبحي منصور في السبت ١٠ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
* وردت للصفحة عدة أسئلة واستفسارات عن موضوعات خاصة بالميراث ومنها رسالة غاضبة وحزينة جاءت من قارئ يقول أن أباه وقع تحت تأثير زوجته الثانية الصغيرة فكتب لها ولابنها منه عقداً صوريا ببيع ثلثي أملاكه , وترك الثلث الباقي حتى مات , وأصبح هو كل التركة التي تقسم على الورثة من أبناء وبنات , ومن بينهم الابن الأصغر ومعه أمه زوجة الأب الصغيرة.. ويتساءل القارئ عن حكم الشرع فيما فعله أبوه .
آحمد صبحي منصور

* ولصاحب هذه الرسالة نقول أن الله تعالى حين بدأ تفصيلات الميراث أختار لفظاً شديد التأثير وهو قوله تعالى : " يوصيكم الله " والله تعالى حين يوصينا بأمر من أوامره فإنما يؤكد على أهمية التفاني في طاعة هذا الأمر وتنفيذ تلك الوصية , وفي نهاية تفصيلات الميراث قال تعالى مشيراً لما سبق من أحكام " تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب عظيم" النساء 13 , 14 .
* والمفهوم أن ذلك الترغيب والترهيب للمسلمين الذين يقرأون القرآن وينبغي عليهم أن يلتزموا بما فيه من أحكام .
وما من شك أن الذي يتحايل على شريعة الميراث التي أصبحت معروفة للجميع ويطبقها الناس منذ نزول القرآن .. إنما هو مدرك لما يفعل أي لا عذر له بالجهل , وإنما هو يفعل ذلك العصيان عن عمد ويقترف ذلك الإثم عن قصد وحسابه عند ربه الذي نزل الكتاب.
* إن توزيع المال قبل أن يكون تركة إنما هو تحايل مفضوح على شريعة الله , صحيح أن القانون يقف عاجزاً أمام هذا التحايل الذي يتخذ صورة قانونية ظاهرية, ولكن الله تعالى قد توعد الذين يتعدون حدوده بالخلود في النار وكفى بذلك عقاباً .
أما المظلوم الذي ضاعت حقوقه فليعلم أن الله تعالى سيكون معه إذا صبر على الظلم, وسيبارك الله تعالى له في القليل ليكون كثيراً .
اجمالي القراءات 39978