السُّكّر والسّكر .!!

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٧ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
يقول بعضهم إن الخمر كانت مباحة فى أول الاسلام بدليل قوله تعالى( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا... ))[النحل:67]. فكانوا يتخذون من نخل السكر الخمر، حين كانت مباحة، ثم نسخ الله ذلك وحرمها بقوله جل وعلا: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) سورة المائدة، وكانت في الأول مباحة يشربها الناس، في مكة وفي أول الإسلام وفي أول الهجرة ثم حرمها الله في المدينة ولعن شاربها.
آحمد صبحي منصور

( سكرا ) بفتح السين وفتح الكاف فى قوله جل وعلا : ( وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا... ))[النحل:67]. لا تعنى السكرة من الخمر ، ولكن تعنى ( السّكر ) ذى الطعم الحلو ، أى السكر الذى نضعه فى الشاى مثلا . وبدليل وصفه بأنه رزق حسن ، والخمر رجس من عمل الشيطان .

وليس فى القرآن نسخ بمعنى الحذف بل بمعنى الاثبات والكتابة ، والتفاصيل فى بحثنا  ( النسخ فى القرآن بمعنى الاثبات والكتابة وليس الحذف والالغاء ) وهو منشور فى موقعنا (اهل القرآن ). وقلنا فيه إن تحريم الخمر جاء إجمالا فى التشريع المكّى الذى كان ينزل عموما بتحريم الاثم ، فى قوله جل وعلا : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) ( الاعراف ). والخمر من ضمن الإثم ، ففيها (إثم كبير ) ، وجاء تحريمها فى تفصيلات التشريع فى المدينة ووصفها بالإثم الكبير ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا)  (219) البقرة  ). والأمر جاء باجتنابها ، وهو تغليظ التحريم .

اجمالي القراءات 9605