لا نحتكر الحقيقة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٤ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
يا أستاذ .ز انت باحث عظيم ..وتنشر مئات المقالات ، ولكنك تعتبر من لم يقرأ هذه المقالات لا يعرف الاسلام . هل يعنى أن كل من لا يعرف ما تعرفه عن الاسلام سيدخل النار ..وإن الجنة تبعكم وحدكم انت والجماعة القرآنيين ؟
آحمد صبحي منصور

 

أخى العزيز .. معذرة .. فأنت لم تقرأ مقالاتى . ومنه منشور عن موضوع الهداية . المهم أوفّر عليك الوقت والعناء ، وأقول :

1 ـ الذى لا تبلغه دعوة الحق لن يدخل النار (  وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً     ) ( الاسراء 15)

2 ـ المطلوب لدخول الجنة هو الايمان الحق بالله جل وعلا وحده بلا تقديس لبشر أو حجر ، والعمل الصالح الذى يشمل العبادات والاخلاق الحميدة ، وهذا متاح للجميع لو أرادوا : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا   ) ( الكهف 110 )، أو المطلوب هو التقوى ، أى خشية الله جل وعلا فلا نقدّس غيره ، ولا نعبد غيره ولا نظلم أحدا من الناس .

3 ــ القرآن الكريم ميسّر للذكر ، أى ميسّر لمن يطلب الهداية الايمانية . ولكن هناك مجال للتعمّق مفتوح لكل من أراد أن يكون ممّن أوتى العلم أو من ( أهل الذكر ) أو من ( الراسخين فى العلم ). وفى الجنة متسع لكل المهتدين طبقا للإيمان والعمل الصالح .

4 ـ ليس المطلوب فى الايمان بالقرآن التعمق فيه ، ولكن الايمان العام بكل ما أنزل الله جل وعلا من كتاب ، أى بكل الكتب السماوية ، وبكل الرسل والأنبياء دون أن نرفع واحدا منهم فوق الآخرين ، أى بدون أن نفرّق بينهم (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ  ) ( البقرة 285).

أخيرا فنحن مدرسة علمية بحثية تتدبر فى القرآن الكريم وتحتكم اليه فى أديان المسلمين الأرضية بهدف الاصلاح . ولا نفرض رأينا على أحد ولا نفرض فكرنا ورأينا على أحد ، وندعو الله جل وعلا أن يجعلنا من المهتدين . الذى يجادلنا بالباطل ويدخل موقعنا ليفرض علينا رأيه نضطر للإعراض عنه حتى لا يعطّل مسيرتنا . ونرحّب بكل من يأتى ليقرأ ثم بعدها يستسفر ويتعلم منا ونتعلم منه . ونحن مجرد باحثين عن الحقيقة ، ونرحب بالنقد المفيد الذى نتعلم منه . ولكن يضيق الصدر بمن لا يقرأ ويعيد أسئلة سبق أن أجبنا عليها كثيرا . لكى يرفّر على نفسه عناء القراءة يقوم بتعطيلنا . من الأفضل له ولنا أن يقرأ أولا ما سبق لأننا نبنى على ما فات ، ويتراكم البحث طبقة فوق أخرى . وبالتالى لا بد أن يقرأ لنا ، يبدأ بالأقدم فالقديم الى أن يصل الى الحديث والأحدث من المنشور ، بذلك يستفيد ويفيدنا .

اجمالي القراءات 8635