الشّك ثم اليقين

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٦ - أكتوبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
عزيزي الدكتور أحمد منصور تحية طيبة وبعد ، في رحلتي القصيرة للبحث عن الحقيقة تفاجأت كثيرا أن للحقيقة أنواع وألوان كثيرة، لا يوجد للحقيقة حقيقة أساسا لا أدري ما الذي أوصلني إلى مفترق طرق أخاف فيه من أفكاري وأخاف فيه ممن حولي ، عزيزي دخلت إلى موقع أهل القرآن وقرأت كثيرا وأعجبتني رؤيتكم لبعض الأشياء إلا أني لم أفهم بعد أين الحقيقة ،من أين نبدأ ؟ وكيف نبدأ ؟ هل من الداخل ؟ أم من الخارج ؟ أم هناط طريق آخر .. لا أدري منذ 5 سنوات تقريبا وأنا أقول في نفسي لنفسي ... هل السنة هي الطريق لله أم أحد المذاهب الأخرى هل الإسلام هو الطريق لله أم هناك دين آخر ..وأغرقت نفسي في قراءة حجج الكثير من الأديان والمذاهب ولم أحصل على جواب شاف من خلال رؤيتكم تفاجئت ،، وأعجبني كلامكم أنت والقرآنيون إلا أني في نفس اللحظة أفكر ماذا لو كنتم أنتم أيضا مخطئين ،، أأحرق معكم لا أريد ذلك ،، أم أحرق مع السنة ولا أريد ذلك أم مع أي دين او مذهب آخر وايضا أنا لا أريد ذلك ... جاوبني على أسألتي إذا سمحت وتكون عملت معي معروفا يأجرك الله عليه إن شاء الله .. لماذا القرآن هو حجتك ،،، هل لأنه كتاب سماوي غير محرف على حد قولك وذلك لحفظ الله له أم هناك سبب آخر ((ارجو ذكره ))ان وجد وما أدراك أنه غير محرف ففي أعتقادك أنه بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كان هناك الكثير من النصابيين الذي أرادوا الدنيا وكراسيها و ألفو أحاديث عجيبة وقالوا أنها سنة الرسول ... إذا كان من نقل القرآن هو نفسه من جلب الحديث (( من وجهة نظري على الأقل )) وكذبناه في تقوله على الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ما الذي يجعله لا يتقول على الله ... أوردتم حجج كثيرة على بطلان السنة وبذلك يكون الرسول عليه السلام شخص غامض بالنسبة لنا ... إذا هذا يزيد من أحتمالية نقله الدين عن غيره من الأديان ،، أي انه يدعم ما يقوله الغرب عن الرسول عليه السلام ، بأنه صنع دينا من نفسه(( والعياذ بالله )) هذا ما أفهمه أذا كان هناك بالفعل أناس بهذه الوحشية بأنهم تقولو على الرسول الكذب ما اللذي منعهم من التقول على الله .. ليس بافتراض أن التفسير هو التقول وانما حدوث تحريف في القرآن والعياذ بالله وحجتكم أن الله حفظ القرآن وذلك موجود بنص القرآن ،، ما الدليل على أنهم لم يقوموا بوضع هذه الآية أيضا استغفر الله .. عزيزي لم أفهم لماذا نشكك بمن نقل لنا الدين بكل أوجهه إلا القرآن في حال فعلا هم زوروا وحرفوا وتقولوا ما الذي منعهم من تحريف القرآن أعطيني حجة منطقية رجاء .. ولا تلعب بالألفاظ عزيزي مع احترامي الشديد لك ولفكرك في حال كان هناك مخادعون كما تتدعي فأنا أراهم مخادعون في كل شيء ،، أي أنه لو فعلا كلامك صحيح حول ما يقوله السنة والشيعة وغيرهم إذا ما الذي يجعلني أعتقد أنهم لم يقوموا بخداعنا في كل شيء أنا لا أرى ما تراه ولكني أشعر بما تشعر به أنا أشعر بوجود خطأ إنما لا أقول هنا الخطأ لأني لا أميزه بل أشعره أنا احس أننا ككل مسلمون بوذيون يهود مسيحيين صابئة ومجوس قد تمادينا حتى ضعنا ولكني لا أعرف في أي نقطة وقع الخطأ وضعنا إذا كانت السنة باطلة كما قلت ما الذي يجعل من أتو بها حامون للقرآن والآن لنقل أن القرآن غير محرف ما الذي يجعل تنقيطها صحيحا فمن وضعوا التنقيط دجالون على حد قولكم لأنهم من أهل السنة ومن متبعيها قواعد اللغة العربية وضعت بعد وفاة الرسول عليه السلام والكثير من علماء النحو أعاجم ما الذي يجعل قواعدهم صحيحة إذا ما الذي يجعل الحركات الضابطة للإعراب صحيحة فالكل خائن والكل منافق أخي العزيز ،، أكثر ما أخشاه أن تكون أنت أيضا ضائع أرجو منك أن تسامحني ،، لأني أخشى أن أكون قد تماديت معك ولكن سامح صغر سني ،، فأنا لا أتجاوز 23 سنة وأعتقد أني بعمر أبنائك ،، اعتبرني ابنا او أخا ... وأهديني أن كنت مهتد ولكن أسألك في الله أن لا تضلني أنا ربما لم أفهم الدين بعد ولكني أفهم أن هناك إله لا إله إلا هو وأفهم بل موقن وأشعر أن لله دين يرضاه وانتم سنة شيعة قرآنيون (مسلمون ) تكفرون بعضكم بعضا أما بالنسبة لغيركم حدث ولا حرج إلا من رحم ربي لا أسأل الله سوا أن يهدينا ،، إن شاء هدانا وإن لم يشأ ....فلا إله إلا هو حسبنا ووكيلنا .. فليحرقنا فنحن في ضلال ... كلما هدانا أعرضنا فو الله والله أننا أحق أن نحرق من أن ننعم فوالله ،،، إن أفواهنا تقول عكس ما بقلوبنا عزيزي ،،، إن كنت تخشى النار فهذا شأنك ،،، فأنا أخشى الله قل لي الحقيقة
آحمد صبحي منصور

 

الشّك هو بداية المعرفة إذا أعقبه بحث عن الحقيقة . والبحث الحقيقة يلأتى من سؤال من يعرف من المتخصصين ، أو أن يقوم الباحث عن الحقيقة بالبحث بنفسه مسلحا بأدوات البحث ومؤهلاته .

بالنسبة لى ـ وقد قلت هذا كثيرا ـ فعندما فوجئت برفض شيوخ الأزهر لما أقوله فى رسالتى للدكتوراة ، رجعت للقرآن محتكما اليه ، هل أنا على الحق أم هم ؟ وهل كل أولئك الشيوخ الكبار وكل الناس على ضلال وأنا وحدى على الحق . وقبل الرجوع للقرآن بدأت بالشك ، هل القرآن إفتراه محمد أم هو وحى الاهى ؟ لو إفتراه محمد سيكون من السهل علىّ أن أكتشف ثغراته بمثل ما أفعله مع كتب التراث ، ولأننى كباحث أكثر علما من ( محمد بن عبد الله ) العربى الذى عاش فى القرن السابع الميلادى ، لأن العلم جاء لى بالتراكم بعده بقرون . من هنا بدأت بدراسة القرآن وبحث ما فيه من متشابهات وتداخلات توحى بالتناقض والاختلافات فيما بينها . وبعد عام من البحث سجدت لله جل وعلا إيمانا بأن هذا القرآن لا يمكن لبشر فى عصر محمد او فى أى عصر أن يأتى بمثله ، وأنه ( محمد بن عبد الله ) هو رسول الله المبعوث بهذا القرآن ، وأن هذا القرآن لم يمسّه تحريف أو تغيير .

أكثر من ذلك ، فعملى فى المخطوطات ومنها نسخ مكتوبة بخط اليد للقرآن الكريم فى العصر المملوكى ــ وهو مجال تخصصى فى الدكتوراة ، جعلنى أتأكّد من تماثل طريقة الكتابة فى المصحف من وقتها حتى الآن ، بل إن دراستى البحثية للكتب المخطوطة فى التفسير والحديث وما يسمى بعلوم القرآن ، وكتب التصوف والمواعظ وهى تستشهد بمئات من الآيات القرآنية تثبت بم لا يدع مجالا للشك إلتزام من قام بكتابة تلك المخطوطات بالنصوص القرآنية كما هى بنفس الخط العثمانى نسبة الى ( عثمان بن عفّان ). الغريب أنهم يعلقون على الايات القرآنية بالطعن فيها وتأويل معانيها وإفتراء أحاديث كاذبة ، ولكن مع نقل الآية الكريمة كما هى . وفى أبحاثى فى العصر العباسى وفى كتابات ( المصحف ) وتدوينه تأكّد لى هذا ـ بل تأكّد من خلال أخبار ووقائع محاولات تزييف للمصحف تم معاقبة أصحابها . وهذا كله يؤكّد لى علميا وتاريخيا ما قاله رب العزة من أن حفظ القرآن هو من لدن الله جل وعلا ، وفوق إمكانات البشر . وهناك مقال لى تحدث عن هذا فى موضوع ( تدنيس القرآن ) .

وأخير ، جاء إكتشاف الاعجاز العددى الرقمى ليؤكد الحفظ الالهى للقرآن الكريم بطريقة كتابته الفريدة .

وهذا الحفظ الالهى للقرآن الكريم هو حجّة على الناس ، فالحفظ الالهى للنّصّ القرآنى لا يمنع أعداء القرآن ، ومعظمهم مسلمون أصحاب ديانات أرضية من تأويل معانى النصوص القرآنية ، أى إن عجزهم عن تحريف النصوص جعلهم يحرفون معانى النصوص بالتأويل ، وأن يلغوا تشريعات القرآن بما يعرف بالنسخ ، وأن يثبتوا ما يناقض القرآن بما يعرف بالحديث النبوى وبالحديث القدسى وسائر تلك المفتريات .

إننى بدأت بالشّك ، وأتبعته بالبحث ، فوصلت من الشك الى اليقين .

أما من يستسلم للشّك فسيظلّ تائها موسوسا مشوشا مبلبلا حيران .

اجمالي القراءات 13976