مقدمة البحث عن أحوال المجتمع المصرى فى عصر السلطان قايتباى وتطبيق الشريعة السنية

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

كتاب ( المجتمع المصرى فى ظل تطبيق الشريعة فى عصر السلطان قايتباى):دراسة فى كتاب ( إنباء الهصر بأبناء العصر ) للمؤرخ القاضى ابن الصيرفى .

مقدمة البحث  عن أحوال المجتمع المصرى فى عصر السلطان قايتباى وتطبيق الشريعة السنية

مقدمة للمقدمة  :

1 ـ ليسمح لى القارئ العزيز أن نقرأ معاً تاريخ أجدادنا المصريين منذ خمسمائة عام تقريباً وأن نصطحب في هذه الجولة الشيخ المؤرخ القاضى ابن الصيرفي، وهو ابن البلد الذى واتاه الخط فدخل في زمرة الحكام وصار يدخل على السلطان، وتأرجح بين ولائه لولى نعمته السلطان قايتباى وبين معاناته من الظلم الذى عانى منه الشعب ووصل إلى أرباب الوظائف وهو منهم. وليسمح لى القارئ ونحن نقرأ معاً هذه الجولة أن أتخفف قليلاً من الأسلوب العلمى المتخصص أو المتجهم وأن أخلع رداء الباحث لأرتدي بدلاً منه رداء السائح، وليغفر لى القارئ العزيز إذا ضحكت أو سخرت أو إذا غضبت أو صرخت، فأمام تاريخ أجدادنا لا أملك فضيلة الحياد فنحن مع معاناتهم وآهاتهم على ميعاد، وأنا واثق تمام الثقة أن القارئ سيشاركني نفس الشعور وسيقاسمني الغضب والسخرية والعتب.

2 ـ في الستينيات حين كنا نعيش الأحلام والمبادئ العظام دخلت إحدى دور السينما ومعى عمتى ، وكانت يرحمها الله ترى الشاشة لأول مرة بعد عمر تعدى الستين عاماً وجلست معى مبهورة تشاهد فيلماً عن رعاة البقر لا تفهم شيئاً من أحداثه، وإن كانت تتجاوب مع المناظر التى تراها بحسها الإنساني ووجدانها الذى يمتد سبعة آلاف عام من الحضارة.  ولا أنسي هذا الدرس الذى تعلمته منها، كنت أصيح بإعجاب طفولى حين طعن هندي أحمر جندياً أمريكياً أبيض، ورأيت في تلك الطعنة في ذلك المشهد السينمائى انتصاراً لكل شعوب العالم الثالث التى أرهقها الاستعمار الأبيض وفي مقدمته أمريكا الإمبريالية. وانتظرت أن تشاركنى عمتى نفس الشعور ولكنى فوجئت بها تتوقف عن متابعة الفيلم وتبكى لأول حادثة تراها على الشاشة، وتوقفت عن الصياح وسألتها عن سبب البكاء، ففوجئت بها تقول: هذا الشاب المقتول أليس له زوجة! أليس له أولاد؟ أليست له والدة تلطم خديها على شبابه؟ يا ترى ماذا سيفعل هؤلاء بعد موته بعيداً عن أهله؟.

وبدأ لى الأمر مضحكاً، ولكن دموعها صدت نفسي عن الانبهار بالفيلم، وأخذتني إلى التفكير فيما أثارته عمتى من ملاحظات عفوية. وفيما بعد أخذنى التفكير إلى قضية أعم وأرحب، فعلاً هذا الجندي الأبيض مظلوم، ومثله ذلك الهندي الأحمر الذى قتله. كل أولئك الجنود الذين ينفذون الأوامر بالقتال ويموتون في ساحة الوعي ماذا يكسبون؟ لا شيء. أن الذين يربحون هم أولئك السادة الذين يملكون القرار في مقاعدهم الوثيرة وفي حياتهم المترفة ،  ثم يأتى التاريخ ولا يتذكر ذلك الجندى المسكين القتيل ولا ما تركه خلفه من أرملة وأم ثكلى وأولاد أيتام، كل ذلك يضيع، ولا يبقي من ذلك الجندي القتيل إلا مجرد رقم في عدد القتلى في المعركة، وربما يكون العدد الحقيقي للقتلى أكبر من الأرقام المعلنة، ومعناه أن ذلك الجندي يموت بلا رقم! . ثم لا يأبه به التاريخ ولا حتى بالشعب الذى أنجبه لأن التاريخ يدور دائماً حول أولئك السادة من الحكام الذين يملكون القرار ويتصرفون في مصائر الشعوب بالنيابة عنهم، ويأمرون زهرة شباب الشعوب بالموت دفاعاً عن شعارات ضخمة فيموتون، وعندما ينتصرون فإن شرف الانتصار يكون من حق الحاكم وحده، وربما يتعطف ذلك الحاكم فيقيم نصباً من حجارة لأولئك الجنود المساكين الذين أضاعوا حياتهم سدى وتركوا خلفهم قصصاً مؤلمة لآلاف العائلات ما بين أرامل وأيتام.. وربما يأتى المؤرخ ليشيد بذلك الحاكم إعجاباً لأنه وضع أكاليلاً من الزهور الصفراء أمام عدسات المصورين أمام النصب التذكاري، ولا عزاء للمساكين من اليتامي والمحرومين. ويستأنف التاريخ نفاق الحاكم المستبد وتسجيل دقائق حياته الظاهرة، و يرفع الحاكم المستبد الذى هو خائن لشعبه إلى درجة القديسين ، ويدافع عن أعوانه من الظلمة والمرتشين.

3 ـ ومنذ أن تخصصت في التاريخ وأنا لا أنسى هذا الدرس من عمتي، ودائما أبحث بين سطوره عن الأبطال المجهولين وعوام الشعب الذى يصنعون التاريخ الحقيقي ، وأرى أن مهمة الباحث التاريخي ينبغى أن تكون كذلك لتوضيح ما خفي ولتسجيل تاريخ أجدادناً الحقيقى من فلاحين وأرباب حرف وزعر وحرافيش وعوام وجنود ، فهم المصريون الحقيقيون الذين عملوا وانتجوا والسياط فوق ظهورهم، وبذلك يمكن أن نجبر النقص في أعمال المؤرخين السابقين الذين داروا حول الحكام وأهملوا المحكومين إلا قليلاً، وهى سقطة هائلة لم ينج منها مؤرخو عصرنا الراهن.

4 ـ ثم أرانى مضطر لتقديم اعتذار لعمتى، فكم كنت أتمني أن أبدأ هذا الفصل بالحديث عن أجدادنا المحكومين، لولا أن مؤرخنا الصيرفي الذى نعتمد عليه في التاريخ وضع السلطان وحاشيته نصب عينيه ومن خلال ذلك نظر أحياناً إلى عوام الشعب، ولأنه المصدر التاريخي الذى نأخذ عنه فالمنهج العلمى يقتضى مسايرته.. ثم كان الشعب نفسه يدور حول السلطان ويدعو له بالنصر مهما فعل ولا يزال.

سامحيني يا عمتي....

أولا :

وبعد ..!! فقد عشنا فى قراءة متخصصة نقدية لكتاب ( إنباء الهصر بأبناء العصر ) للمؤرخ إبن الصيرفى . بعدها نتأهب لاستخلاص ما جاء فى هذا الكتاب عن أحوال المجتمع المصرى فى ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر السلطان قايتباى .لقد كتب ابن الصيرفى تاريخ الهصر ليعطى أحداث عصره باليوم لكل عام وحول . لم يقصد أن يسجل الأحوال الاجتماعية ، بل مجرد تسجيل الأحداث اليومية المتنوعة والتى يراها هامة تستحق التسجيل . ووظيفتنا فى هذا البحث هو إستنطاق تاريخ الهصر لنتعرف منه على حال المصريين من خلال عشرات الآلاف من الأحداث التى سردها ابن الصيرفى.

ومنهجنا هنا هو الالتزام بعنوان هذا البحث ، وهذا يعنى الآتى :

1 :  لن نتعرض لماهية الشريعة السّنية وأحكامها وكتب الفقه السّنى والأحاديث التى كانت مطبقة أو غير مطبقة فى هذا العصر ، فالفارق هائل بين أحكام الفقه النظرية والتطبيقات التى كان يحكم بها قضاة الشرع السّنى ، فالقاضى إذا كان مالكيا أو حنفيا أو شافعيا أو حنبليا لا يلتزم بمذهبه الفقهى إلا ظاهريا ، وكان فى الواقع يحكم بما يرتئيه وبما يراه ويحلو له إذ كان يلعب دور المشرّع الذى يخترع القانون ، ثم القاضى الذى يحكم به فى نفس الوقت ، وإذا عوتب قال مقالة القاضى المؤرخ ابن الصيرفى : ( هذا على مذهبى ) ، ولديه العذر ، إذ لم يكن هناك قانون موحد محدد بمواد وفقرات مرقّمة، بل مئات الألوف من الأحكام الفقهية المتضاربة فى المذهب الواحد،ومئات الآراء المختلفة فى القضية الواحدة. وهذه المتاهات ليست مجالنا هنا.

2 ـ لن نتعرض للنظام القضائى فى العصر المملوكى ، والذى كان سائدا فى عصر السلطان قايتباى ، ولقد عرضنا فى كتاب لنا منشور وسبق نشره فى سلاسل مقالات عن التعارض بين الاسلام والمسلمين فى نظام القضاء ، وجاءت فيه لفتة عن عصر قايتباى . التعرض للنظام  القضائى فى عصر قايتباى يخرج عن موضوع الكتاب الذى يقتصر على تسجيل أحوال المجتمع فى ظل هذا التطبيق للشريعة السّنية دون الدخول فى آلية النظام القضائى ورسومه. أى بعيدا عن كل الشعارات يهمنا الخلاصة والنتيجة ، وهى أحوال الناس ، وهل تمتعوا بالعدل أم عانوا من الظلم .

 3 : وفى تسجيلنا لأحوال المجتمع المصرى فى ظل تطبيق الشريعة السّنية فى عصر قايتباى سنلتزم فقط بما أورده المؤرخ القاضى ابن الصيرفى فى تاريخ ( الهصر ) ، بمعنى : أننا لن نلجأ لمؤرخين آخرين ممن سجلوا أحداث نفس العصر مثل أبى المحاسن والسخاوى و إبن إياس ، إلّا عند الضرورة ، فيما يستلزم التوضيح لحادث أورده مؤرخنا إبن الصيرفى ، وبمعنى أننا لن نفرض أمانينا على مؤرخنا إبن الصيرفى وكتابه (الهصر)، فالعادة أن المؤرخ الحولى الذى يسجل أحداث عصره بالعام والحول ، لا يستطيع أن يسجل إلّا ما يصل اليه العلم به ، أى تظل هناك آلاف الأحداث التى لايسجلها . وبالتالى لن نستخلص كل أحوال المجتمع المصرى فى هذا الوقت، ولن نسائل ابن الصيرفى لماذ أهمل هذا أو لماذا ترك ذاك . نستخلص أحوال المجتمع المصرى من خلال ما ذكره فقط . ونسكت عما سكت هو عنه .

 ثانيا

وعليه فسنتعرض لأحوال المجتمع المصرى طبق ما جاء فى تاريخ ( الهصر ) فى بابين .

1 ـ يبحث الباب الأول  طوائف المجتمع المصري في ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر السلطان قايتباى    خلال إثنتى عشر فصلا . يعطى الفصل الأول  لمحة عن مجتمع المماليك ، وكيف كان يجدد دماءه باستمرار باستقدام مماليك جدد ، ولم يعد هذا متقيدا باستقدام مماليك من الأطقال ثم تنشئتهم وتدريبهم كما كان يحدث من قبل بل أصبح يؤتى بالرقيق من الشباب والرجال ، وأحيانا يختارون الاسترقاق على أمل الوصول للحكم فى مصر ، وهو ما كان يعرف بالمماليك الجلبان ، ثم هناك ذرية وأبناء المماليك الأحرار المولودين فى مصر ، ممن كان يطلق عليهم ( أولاد الناس ) ومنهم ابن إياس وأبو المحاسن ، ويعرض الفصل لأهم الوظائف المملوكية، وأثر التقلبات السياسية فى ظهور نوعيات : (المماليك البطالون)و(الأمير الطرخان ) والسلطان المملوكى السابق المعزول . ويبحث الفصل الثانى : المماليك وتطبيق الشريعة فى المجتمع المصرى فى عصر قايتباى ، فى موضوعات : القسوة أسلوب التعامل في مجتمع المماليك، المماليك يضربون كبار الموظفين المصريين ، أنين الشعب من قسوة المماليك ، المحتسب المملوكي وظلمه لأهل القاهرة . ويتوقف الفصل الثالث مع السلطان قايتباى فى تطبيقه العملى للشريعة السنية بعيدا عن الشعارات والنصوص الفقهية ، ويبدأ الفصل بشخصية قايتباى بين التدين والظلم والجشع، ويستعرض مظالمه حين كان يصادر التركات ويأكل أموال اليتامي ويصادر أموال الأحياء . ويتوقف الفصل الرابع مع تطبيق  شريعة السجن والتعذيب ، وسجن الضحية للحصول على أمواله ، وإستغلال التعذيب لاستخلاص الأموال ، وتنوع العقاب للضحية من العزل عن الوظيفة مع المصادرة والتعذيب ، وأثر التعذيب فى خوف الموظفين من مقابلة قايتباى المشهور بالورع والتقوى . ثم تفنن المماليك في التعذيب ، من التعذيب بالضرب ، وعقوبة كشف الرأس، وعقوبات الشّيّ بالنار والسلخ والتشهير ، وطريقة المماليك فى القتل بالتوسيط ، وعقوبة قطع الخصيتين . ويعرض الفصل لأحوال السجون والمساجين في عصر قايتباى، واستغلال المساجين فى التسول فى الشوارع وفرض ضريبة يومية عليهم وإلا فالعقوبة تنتظرهم ، مما يجعل بعض المساجين يفضل الانتحار أو الهرب خوف تكرار التعذيب .! ويتعرض الفصل الخامس لمجتمع أرباب الوظائف القائمين بتطبيق الشريعة فى عصر قايتباى ، يبدأ بأنواع الوظائف وإغتصاب  العسكر المماليك لبعض الوظائف المدنية ، ويعطى فكرة سريعة عن أهم الوظائف في العصر المملوكي مثل القضاء والوزارة وبقية الوظائف الديوانية ، وأحوال أرباب الوظائف مع التقلبات السياسية ومرتباتهم والأزمة الاقتصادية لأرباب الوظائف سنة 873هـ . ويعطى الفصل السادس لمحة عن كبار أرباب الوظائف الديوانية فى عصر قايتباى ، مثل الوزير قاسم جغيته وموسى بن غريب الاستادار ، وكيف كان السلطان الورع يتنزه مع أرباب الوظائف الظلمة ومنهم ابن البقري . ويعطى فكرة عن ظلم كبار الموظفين وسرقاتهم من الشعب وكيف إبتدع المصريون وسائل ساذجة لمقاومة الظلم المملوكى الذى يتخفى بالشريعة . ويتعرض الفصل السابع لعلماء الدين القائمين  بتطبيق الشريعة فى عصر قايتباى ، من حيث المستوى العلمى ، وطرق الوصول للمناصب ، بالمحسوبية والصلة بالمماليك وبالرشاوى وبشراء المناصب ،أو وراثة المناصب بغض النظر عن الكفاءة . ويحلل الفصل الثامن  قضاة الشريعة فى عصر قايتباى بين الظلم والجهل ، حيث كانت وظيفة القاضى هى الظلم وليس العدل ، مما جعل قايتباى يحتقر شيوخ القضاء ، بل قام بعزلهم جميعا وتصدى للقضاء بين الناس بنفسه .!! بل أخذ يتفحص بنفسه أحوال القضاة ، وهبت نوبة عدل على السلطان فأخذ الناس يحتكمون له في قضاياهم الشرعية .!!. ويتعرض الفصل التاسع   لعوام الشعب المصرى  فى ظل تطبيق الشريعة فى عصر قايتباى ، ونظرة المؤرخ ابن الصيرفي الظالمة لهم نفاقا للسلطان ، ويرصد الفصل مظاهر متباينة للعوام بالنسبة للسلطة ، مثل حب العوام للسلطان قايتباى ، ورفض طوائف من العوام للظلم ، ووصول بعض العوام لمناصب عليا، وإستغلال العوام للإشاعات كتعبير سياسى.  ويتعرض الفصل العاشر لأهل الكتاب فى ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر قايتباى ، من حيث المناصب ، والتعصب ضد أهل الكتاب . ويعطى الفصل الحادى عشر فكرة عن الأعراب فى ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر قايتباى ، و بداية الصراع بين الأعراب والمماليك ، وأهم القبائل الأعرابية الثائرة في عصر قايتباى . أمّا الفصل الثانى عشر فيوضح معاناة أهل الريف فى ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر قايتباى ، وكيف كان الريف المصري مسرح الصراع بين المماليك والأعراب ، وأحوال أهل الريف البائسة وإحتقار المماليك للفلاح المصري ، وإرهابهم له ، وبعض إصلاحات قايتباى للريف ، وكيف كان قايتباى يتنزه في الريف فيزيد من معاناة أهله ، وبعض الأعراب الذين كانوا يسرقون الريف بمباركة المماليك ، وأرباب الوظائف ونهبهم الريف وظلمهم للفلاحين ، و قضاة الظلم في الريف ، ومقاومة الفلاحين للظلم ، ودخولهم السجن ، وكيف أدى الظلم الى هروب بعض الفلاحين من الريف الى القاهرة ، بل ووصل بعضهم الى المناصب. وينتهى بهذا الباب الأول .

2 ـ يدور البابالثانى حول أحوال الشارع المصري في ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر السلطان قايتباى. فالفصل الأول يتوقف مع أحوال السلطان وأخباره الشخصية ، من نزهات السلطان ولعبه بالكرة ، ومرضه، واللباس الرسمى للسلطان للشتاء والصيف ، وحضور السلطان حفلات الزفاف والميلاد، وأخبار أخرى للسلطان أوردها مؤرخنا ابن الصيرفى الذى كان يسجل كل صغيرة وكبيرة يعرفها عن مولاه السلطان . ويتعرض الفصل الثانى للمظاهر الاجتماعية للمصريين فى ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر قايتباى ، عن المنتزهات ، و طقوس الجنازات ، والنعي ، والجنازات للأغنياء وللفقراء ( جنازة حافلة أو جنازة بالفقيرى) والعادات فيها من الإشادة بمحاسن الميت، والمبالغة في الحزن على المتوفى وماقد يحدث لأولاد المتوفي . ويتعرض الفصل الثالث  للفضائح الخلقية فى ظل تطبيق الشريعة السنية فى عصر السلطان قايتباى من خلال أخبار العلاقات الاجتماعية بين المماليك والشعب كعلاقات المصاهرة ، وقصص الحب والغرام المشهورة وقتها التى إستحقت أن يسجلها ابن الصيرفى ، وعلاقة بعض المماليك ببعض العوام . ويتنزّه الفصل الرابع مع  المصريين على نهر النيل وقتها فى ظل تطبيق الشريعة فيعطى الأخبار المتعلقة بالنيل ، وعيد وفاء النيل وطقوس موكب وفاء النيل و أخبار زيادة النيل ونقصانه ، وتوارث عائلة أبى الرداد لوظيفة أمين النيل لعدة قرون ، والانحلال الخلقي عند زيادة النيل ، وإنشاء سدود على النيل ، وغرام المصريين بالبناء والسكني على النيل . ويعطى الفصل الخامس تقريرا بالكوارث الى حدثت للمصريين وقتها ، وكانت معتادة فى العصور الوسطى مثل وباء الطاعون و أخبار الغلاء والأسعار ، وقد يصاحب الغلاء الطاعون مع مصائب أخرى ، ويعرض لأسباب متنوعة للغلاء ، و أنواع الطعام وأسعارها سنة 873هـ ، وأثر  نقص النيل  فى ارتفاع الأسعار ، و استمرار الغلاء بسبب حمق المحتسب يشبك ، مما جعل قايتباى يفرض التسعيرة ويصلح الحال.  ويتعرض الفصل السادس  للاحتفالات الدينية فى ظل تطبيق الشريعة فى عصر قايتباى ، ويعطى أخبار المناسبات الدينية ، و تحديد المناسبات برؤية الهلال ، وقيام القضاة بتأخير أو تقديم رؤية الهلال نفاقا للسلطان ومظاهر الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى ، وكيف كانت التبرعات لا تصل إلى مستحقيها، ثم طقوس الاحتفال السلطانى بالمولد النبوي السلطانى، ودوران المحمل بكسوة الكعبة .  ويعرض الفصل السابع  لتقديس البخارى المصدر الأساس للشريعة فى عصر قايتباى ، من خلال ( ميعاد البخاري ) ، وبداية الاحتفال بميعاد البخارى ، و(الخناقات ) والمشاجرات بين العلماء  في ميعاد البخارى ، ومراسيم ميعاد البخارى في عصر قايتباى . ويتوقفالفصل الثامن مع  غرائب ومعتقدات وفواجع كانت من ملامح المجتمع المصرى وقتها ، منها الاعتقاد فى التفاؤل والتشاؤم ، وغارات الفرنجة البحرية على الموانى المصرية . ويعطى الفصل الثامن صحيفة الأحوال الجنائية للمجتمع المصرى وقتها ، من تقرير بأخبار الجرائم عموما ، وبالأخص جرائم السرقة والسرقة مع القتل ،والقتل وحده، وجرائم قتل غامضة ، ومنها ما يمكن تسميته ب ( ريا وسكينة في العصر المملوكي ) . أمّا الفصل التاسع  فيتميّز بأخبار المشايخ وصحيفتهم الجنائية ، تحت عناوين : انحرافات المشايخ وما ترتب عليها ، عقوبات تعرض لها الأشياخ ، صراعات المشايخ فيما بينهم. ويتعرض الفصل العاشر لكائنة الشيخ البقاعي ، ذلك الحدث الذى هزّ الركود فى الربع الأخير من القرن التاسع الهجرى .. وفى النهاية خاتمة البحث . والله جل وعلا هو المستعان .

السطر الأخير: نهدى آلام المصريين فى هذا العصر للمخدوعين فى عصرنا بشعار تطبيق الشريعة ..السّنية ..

اجمالي القراءات 12667