في ذكرى النكبة الناصرية

كمال غبريال في الإثنين ٢٣ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

ستون عاماً مرت على حركة ضباط يوليو 52، ذكرى انكفاء مصر على وجهها، وسقوطها بين براثن المغامرين ومخالب الإسلاميين، يطحنون بعضهم بعضاً تارة، وتارة أخرى يتفاهمون ويتآمرون على شعب مسلوب الإرادة ينخر الفقر في عظامه. . ستون عاماً ومازلنا رغم ما نسميه ثورة شعبية نسير على ذات الطريق السفلي المظلم. . ستون عاماً هي الأسوأ في تاريخ مصر الذي بدأ مع فجر الضمير الإنساني.يقولون تستراً على توجهات عبد الناصر الكارثية أننا ينبغي أن نقيم التجربة الناصرية في سياقها التاريخي، ولست أدري عن أي إطار تاريخي يتحدثون. . لو دخلت مصر مثلاً حلف بغداد بدلاً من طريق النضال الناصري الذي كانت آخرته ما نرى، لكانت المنطقة بكاملها أصبحت كأوروبا بفضل مشروع مارشال، ولما دخلنا إلى تلك السراديب السوداء التي قد يستحيل الخروج منها.
ستون عاماً من الناصرية وما تلاها من تخبطات ونحن نرى الوطنية أن نكره الآخر، والاشتراكية أن يعم الفقر على الجميع فلا يقوم للاقتصاد قائمة، وقد وفرت لنا نظرية المؤامرة شماعة نحمل عليها فشلنا وخيباتنا، ستون عاماً نتوق لأن نناضل ضد الاستعمار وأعوان الاستعمار فنسحقه، حتى صارت القمامة تلالاً في شوارعنا، واختلطت مياه الشرب بمياه الصرف، لتصير مصر بحق مستنقعاً للفشل. . ستون عاماً ونحن ننظر لمصر نظرة دونية، فنراها تارة إقليماً عربياً أو جنوبياً، وتارة نراها واحدة من الأمصار في خلافة إسلامية عاصمتها "أورشليم القدس"!!
ستون عاماً بدأت بتحالف بين المغامرين العسكر العائدين بخيباتهم من حرب 1948 وبين الجماعة الإرهابية، لتنتهى بنا إلى تولي تلك الجماعة الحكم في البلاد.
اجمالي القراءات 7556