أصوات الحرية الأردنية

د. شاكر النابلسي في الخميس ١٢ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

قالت الأخبار الواردة من عمَّان، أن "ائتلاف العشائر الأردنية للإصلاح" استنكر ما سمّاها "الأساليب الهمجية"، التي يتم انتهاجها من قبل الجهات الأمنية بحق الأردنيين. وقال إنها " تخالف قيم الأردنيين العريقة".
وأعرب الائتلاف في بيان حصلت جريدة "في المرصاد" الأردنية، على نسخة منه، عن رفضه "اعتقال أي أردني بسبب آرائه، ومواقفه السياسية، مهما كانت سواءً اتفقنا معها أم لا، ما دامت تعبيراً سلمياً عن الرأي."
وطالب البيان بالإفراج عن الناشط في تيار (36)، المعتقل منذ أسبوع، سعود العجارمة.

 

بيان ائتلاف العشائر

وقال بيان ائتلاف العشائر:

"بكل أسف وغضب، يُعبِّر [ائتلاف العشائر الأردنية للإصلاح] عن رفضه للأساليب الهمجية، التي يتم انتهاجها من قبل الجهات الأمنية بحق الأردنيين، والتي تخالف قيم الأردنيين العريقة، التي لا تقبل بأي شكل من الأشكال استخدام التنكيل والتعذيب وامتهان المعتقلين، والنيل من كرامتهم، مهما كانت أسباب ومبررات اعتقالهم، لا سيما على خلفية أحداث (السلط) الأخيرة. وكذلك، نرفض اعتقال أي أردني بسبب آرائه، ومواقفه السياسية، مهما كانت سواءً اتفقنا معها، أم لا، ما دامت تعبيراً سلمياً عن الرأي. وبهذا الصدد نرفض اعتقال الناشط (سعود العجارمة)، بسبب آرائه، ولو اختلفنا مع كثير منها، ونحمِّل الأجهزة الأمنية المسؤولية عن إخفاء مكان اعتقاله، وأي ضرر يلحق به، وبأي أردني يتم اعتقاله، أو احتجازه. ونؤكد أن هذه التصرفات المرفوضة تعبّر عن [الوضع المأزوم للمؤسسة الرسمية]، وضيقها بالرأي المخالف، والعقلية الأمنية، التي تتعامل به مع المطالب السياسية، والاجتماعية، للأردنيين.

عاش الأردن وأبناؤه بعزة، وكرامة."

ولا نامت أعين الجبناء والمرتزقة و(الصحيّجة)!

 

الموقعون على بيان الائتلاف العشائري

ووقع على هذا البيان:

1- تجمُّع أبناء قبيلة بني صخر للإصلاح.
2- تجمُّع أبناء عشائر الدعجة الأحرار للإصلاح.
3-حركة أبناء العجارمة للإصلاح.
4- تجمع أبناء عشائر الحجايا للإصلاح.
5- التجمع السياسي لأبناء بني حسن للإصلاح.
6- حراك أحرار خرجا للإصلاح.
7- تجمع شباب العدوان للإصلاح.
8- تجمع الرمثا وبني عبيد للإصلاح.
9- حركة أبناء العشائر الأردنية للإصلاح.

     

الفتى ليث القلالوة، الذي تعرض لاعتداء وحشي، من

قبل قوات الدرك في السلط .

 

أصوات الحرية تعلو وتعلو

وهكذا، أخذت أصوات الحرية في الأردن، تعلو وتعلو، في هذه الأيام، أكثر فأكثر، بعد أن فاض الكيل، وبلغ السيل الزبى. فقالت الكاتبة، والناشطة السياسية الأردنية، احسان الفقيه، في صحيفة "خبر جو" (6/7/2012) الالكترونية، في مقالها، تحت عنوان (ما أبشع العنتريات حين تصدر من أحمق!):

"في حلقة جديدة، من مسلسل تعذيب المعتقلين، اتهم حدثٌ يدعى [ايهاب محمود النسور، 14 عاماً]، قوات الدرك، بضربه، وتعريته، واهانته.

وتابع النسور يقول:

"قاموا باعتقالي بعنف، وأخذوا مني هاتفي النقَّال، وأغلقوه، وانهالوا عليَّ بالضرب، داخل مركز الفحيص" .
وأشار إلى أن:

"أفراد الدرك، مزقوا ملابسه، التي كان يرتديها بالكامل، وربطوا يديه، وقدميه. وأن أحد أفراد الدرك انهال عليه بالضرب، على وجهه، ورقبته، وقام بضربه على الأعضاء الحساسة، وأطفأ أعقاب السجائر على ظهره وكتفه. ومكث محتجزاً لمدة ثلاثة أيام دون طعام أو شراب، مشيراً إلى أن محتجزيه أبقوه عارياً، ومنعوا نقله الى المستشفى، رغم اصابته، ورفضوا جلب الماء له."

والفتى إيهاب النسور، يذكرنا بالطفل السوري، حمزة الخطيب، الذي عذبته المخابرات السورية في درعا حتى الموت، في بدء انطلاقة الثورة السورية المباركة ضد الطاغية الدكتاتور بشّار الأسد، بداية عام 2011. فالأنظمة الدكتاتورية، جمهورية كانت، أم ملكية، تجلِد شعوبها، بالكرباج نفسه!

لن يُوقف أحدٌ عربة الحرية!
وتُعلِّق الأستاذة احسان الفقيه، على تعذيب الفتى ايهاب النسور، بقولها:
"العربة انطلقت، ولن يوقفها أحد. وجسدُ ولي عهدكم المُقدّس ليس بأغلى من جسد [ايهاب النسور]. والبادي أظلم، أيها المسؤول عن رعيتك، وسلامة أبناء قومك، وتمهيد الطرقات لهم، ولبهائمهم، يا أمير المؤمنين."

وتختم مقالها، بقولها، في ثقة، وشجاعة:

"تعثّرنا كثيراً . وسنتعثر كل يومٍ، وسنقف، ولن يفرقنا أحد بعد الآن!

الطريق الذي قادتنا الى شيخوختنا الأردنية المُبكرة، وإلى عجزنا الذي أضفى على قصورهم بهجة لن تطول. وإنَّا ها هنا، نراقب انفراط دوائرهم، على مهل. وعلى شفا سقوط!"

اجمالي القراءات 8436