المشهد المصري في خمسة ايام

محمد عبد المجيد في الخميس ١٤ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

البيضة الأول أم الدجاجة؟
مجلس الشعب الأول أم الدستور؟
رئيس الجمهورية قبل معرفة صلاحياته، أم الدستور ليعرف الرئيس الجديد صلاحياته؟
اللجنة التأسيسية التي يتحكم فيها، ولو ضمنيا، قندهاريو البرلمان، أم اللجنة التأسيسية المستقلة التي تختارها الثورة من آلاف الاسماء المعروضة عليها من مثقفين وأكاديميين وقانونيين غير منتمين لأي حزب؟
كل ضيوف الفضائيات أصبحوا بقدرة قادر خبراء استراتيجيين، ومفكرين يستشرفون الم...ستقبل رغم أن كل تنبؤاتهم تنتهي إلى فياسكو!
الإخوان المسلمون يمكن أن يحصلوا على جائزة أفضل الحالمين: يحلمون بالسلطات الثلاث، وبالجنة، وبالحور العين، وبمناطحة أحمد شفيق، وبوضع ختم الجماعة على ميدان التحرير لتقرأ الأجيال القادمة أن أحفاد حسن البنا هم أبطال ثورة 25 يناير!
السلفيون يبحثون عن أب جديد بعدما كانوا لفترة عصيبة أولاد الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل، هل يمكن أن يصبحوا فجأة أولاد الشيخ الفريق الرئيس أحمد شفيق؟
الناصريون ظنوا أن الزعيم حمدين صباحي أصبح جمال عبد الناصر ، فلما لعب مع الكبار بنفس قواعد المراهنة التي وضعها المجلس العسكري والفلول، بكى، ولطم وجهه قائلا: بأنه لم يكن يعرف أن للذئاب أنياباً فقد ظن أنه يستطيع أن ينام بجوارها ولا يحركها شخيره؟
الشيوعيون لم يرتدوا بعد الملابس المناسبة ماويا أو لينينيا أو خوجياً أو ماركسيا أو جورباتشوفياً، ربما ينتظرون عودة بريجنييف!
اليساريون لا يصدقون أن الدكتور رفعت السعيد لديه مفتاح كل الأبواب، وهو عسكري وشيوعي واسلامي وقبطي ومباركي وناصري، لكنه في كل الأحوال على يمين سيد القصر كضابط أمن برتبة زعيم حزب، وعدو الصحفيين رقم واحد!
العلمانيون لم يتمكنوا بعد من شرح العلمانية، لكنهم يدافعون عنها عندما يتهمها عبد المنعم الشحات بأنها كفر، وهم مع الثورة وضدها، وأعضاء في البرلمان لاعطاء شرعية للكتاتنيين.
الأقباط لم يفهموا أنهم أصحاب قضية مصرية عادلة، وليس فقط قضية قبطية. يختارون دائما من يظلمهم باسم الليبرالية نكاية فيمن يظلمهم باسم الإسلام! إنهم لا يميزون بين كرباج محمد مرسي وكرباج أحمد شفيق، بين سجون الإخوان ومعتقلات الفلول، وفي كل مرة يخسرون!
البرادعيون يتابعون زعيمهم كما تتابع عينا العاشق خطوات حبيبته. إذا طلب ملايين التوقيعات قالوا: لبيك! إذا سافر برروا سفره بحصد جوائز في الخارج. إذا قال بأنه لا يمانع في ترشيح جمال مبارك نفسه كمواطن صفقوا له. إذا زعم أن مبارك دمث الخلق ومهذب وعلاقته به جيده، قالوا بأنه مناور بارع. إذا اختفى عند الأزمات، قالوا بأنه لا يحب المهاترات، فإذا عاد قالوا بأنه جاء لينقذ الثورة لأنه حكيمها!
حزب الوفد يعيش بين الماضي والحاضر، فيمنح رئاسته الشرفية للفلولي عمرو موسى، ويتحالف مع كل الأطياف ليربح كل المعارك، ولو حكم مصرَ حمارٌ فإن الوفديين سيجدون وسيلة للحوار ليربحوا مقاعد في البرلمان.
في مصر أحزاب صغيرة كثيرة مكونة من رئيس وسكرتيرة جميلة وفرّاش وصحيفة تحصل على دعم من الدولة في مقابل شروط اللعب التي وضعها القصر.
لهذا ينبغي أن تتجدد الثورة، وتـُـطهر مصر من هؤلاء العابثين، ويتم حل كل المؤسسات السلطوية والاستشارية.
إنني واثق بأن مصر العظيمة سقطت من بطنها عشرات الآلاف من الأجنة التي كبرت، وأصبحت قادرة على إيصال مصرنا إلى برّ الأمان ثم الانطلاق إلى عالم التقدم والازدهار، لكنني لا أرى أياً منهم على الساحة المصرية، فأين هم؟
المصريون يعيشون في غيبوبة صندوق الانتخاب، والرئيس أحمد شفيق مشغول بوضع اللمسات الأخيرة لخطاب الرئاسة الأول.
 أوسلو في 9 يونيو 2012
 
 
 
هل زيارة أسرة مبارك له اليوم كانت لطبع قبلة الوداع، وتسليمه إلى عزرائيل؟
خرافة اسمها القضاء المصري الشامخ والنزيه، فرَدَّ عليهم القضاء بتبرئة جمال وعلاء مبارك ومساعدي العادلي، وما يزال أكثر المصريين يتبجحون بشماخة وعدالة القضاء.
من سيتقدم المشيعين في جنازة مبارك؟ وهل مشاركة أحمد شفيق في التشييع وتلقي العزاء سترفع من أسهمه أو تخفض شعبيته؟
أيام قليلة على هوس الإعادة، والمصريون منقسمون، وصندوق الانت...خاب يضحك لأنه يعرف أن الكلمة الأخيرة للمشير، ومع ذلك فملايين المصريين يــُـقسـِـمون بأغلى ما لديهم أنها انتخابات نزيهة!
سكوت، فالمصريون لا يثورون من أجل مليارات من أموالهم المنهوبة، والمجلس العسكري يعرف أن المصريين يتذكرون أسماء مسلسلات رمضان، لكنهم ينسوّن أن المليارات هي من أموال أولادهم وأحفادهم.
البرادعي يقول بأن انتخاب رئيس مؤقت لمدة عام هو الحل المثالي، لكنه لم يقل لنا ماذا سيفعل المجلس العسكري والفلول في انتخاب هذا المؤقت!
المجلس العسكري والسفيرة الأمريكية والفلول ومكتب نتنياهو كانوا من الذكاء بحيث أقنعوا المصريين أن الحل النهائي في الاختيار بين الدولة الدينية التي سترجم المصريين كما يفعل عمر البشير، وبين الدولة الشفيقية التي ستعيد الروح لزائر الفجر.
كل مصري يقول بأنه سينتخب أحدهما نكاية في الثاني! إنه اختيار السجين بين كرباج مدير السجن وكرباج الشاويش عطية!
اذكروا محاسن موتاكم! هل لكاليجالي وجنكيز خان وهتلر وموسوليني والقذافي ومنجستو هيلامريم وسوموزا وسالازا وبول بول وميلوسوفيتش وبينوشيه محاسن؟ فكيف سنتذكر محاسن المخلوع الراحل حسني مبارك؟
 
أوسلو في 10 يونيو 2012
 
بعض صور الظلم بعد ثورة 25 يناير

محاكمة مبارك عن عدة أيام من حُكمه رغم أنه مجرم لثلاثين عاماً، ولو حوكم على كل جريمة ارتكبها فستصل العقوبة، بحسبة بسيطة، إلى الإعدام مئة وثمانين مرة، والسجن أربعة آلاف وسبعمئة وستة وخمسين عاماً!
كل القوى الوط...نية والدينية والبرلمانية والثقافية والإعلامية والحزبية لا تعتبر المشير من الفلول، إنها شهادة زور يستحق من يبريء ساحة المشير زنزانة ضيقة وقذرة بجوار حبيب العادلي.
سبعة عشر ألف من المعتقلين، وأكثرهم من شباب الثورة، غابوا في أقبية النسيان تحت الأرض في سجون المجلس العسكري، ولم يعد هناك من يتذكرهم.
تبرئة بدون مُحاكمة لقتلة شهدائنا وكذلك قناصة العيون اعتماداً على ذاكرة شعبية من ورق.
ثلاثة عشر مرشحا للرئاسة كان كل واحد منهم قــِـزماً إذا قورن بمصر العريقة.
اختيار المستشار أحمد رفعت لمحاكمة القرن كان عن سبق اصرار لإهانة تاريخ مصر وجهازها القضائي ، وفعلا نجح الذين اختاروه في توجيه ضربة موجعة، وربما قاتلة، في قلب جهاز العدالة المصري.
أي مواطن مصري متابع ولو بنسبة متواضعة لجرائم الشقيقين جمال وعلاء مبارك، خاصة المالية والهبات والهدايا من حسين سالم والحُكم الفعلي لجمال مبارك طوال الأعوام الثلاثة الأخيرة بديلا عن والده اللعين يخرج بنتيجة مفادها أن المستشار أحمد رفعت كان من الفلول، وينبغي محاكمته قبل أن يهاجر.
اختفاء رجال مبارك من المشهد المصري، مثل فاروق حسني وأحمد أبو الغيط وغيرهما، وكأنهم لم يكونوا داعمين للديكتاتور.
عودة كبار المتملقين والمنافقين والطبالين الإعلاميين الذين نفخوا في الطاغية، واستقبلتهم الصحافة المصرية الآن للزعم بأنهم ثوار وفي مقدمتهم مكرم محمد أحمد وعبد الله كمال وعمرو عبد السميع ورفعت السعيد و ....
سرية الحياة في السجن أو الحجز لمجرمي العهد المباركي مثل أحمد فتحي سرور وأحمد نظيف وأحمد عز ...
أموال مصر في الخارج التي كان ينبغي أن تنعقد جلسة مفتوحة للمجلس العسكري منذ 11 فبراير 2011 تستمر ساعات، وأسابيع، وشهوراً حتى يسترد الوطن أموال الغلابة التي نهبها اللعين وزوجته وابناهما.
سوزان مبارك، عرابة التوريث، تتحكم في الاتصالات والأموال، والتحويلات، وهي حرة طليقة في صفقة مشبوهة.
النائب العام الذي يخفي ما لا يريد المجلس العسكري الافصاح عنه، والنائب العام في الحقيقة هو حسني مبارك في قناع جديد/ قديم.
الدور المشبوه للبلطجية، ومن الذي يدفع أجورهم، وكيف يمكن التحكم فيهم، وما هي الوعود التي تلقوها بالتبرئة مقابل أي جريمة يرتكبونها.
من الذي لعب لعبة وقف تصدير الغاز والبترول لاسرائيل، ثم رفع أسهم المجلس العسكري، ثم اعادة التصدير بنفس أسعار المخلوع؟
ثورة تقوم ولا تُحاكم العهد القذر والنتن لمبارك عن ثلاثين عاماً هي ثورة يجب أن تعود إلى ميدان التحرير لتكملة مطالبها.
الارتباك الذي حدث في العام ونصف العام منذ 11 فبراير انعكست نتائجه السلبية على الثورات العربية، فعلي عبد الله صالح تم تأمين خروجه بأمواله ورجاله وقاته إلى قصور منيفة في الخليج وهو قاتل كان ينتظره حبل مشنقة غليظ.
وبشار الأسد بدأ منذ أشهر طويلة في إبادة شعبه، وكان الدور الريادي المصري غائباَ من على الساحة العربية.
عمر حسن البشير المجرم الطليق الذي سبب انفصال جنوب السودان، وأعطى الفرصة لكل من هب ودب أن يجعل جنوب مصر غير آمن، وهو أيضا مطلوب للعدالة الدولية مثل حكام الصرب و .. سيف الاسلام القذافي.
وأخيراً إعادة إنتاج نظام مبارك البائد مع تضخم الوحش الديني المتطرف، ومصيدة الانتخابات، ولعبة التخويف، وسياسة ( فـَــرَّقْ .. تـَـسـُـدْ) التي جعلت المصريين فرقا وأحزابا ومزايدين وجماعات تتصارع على كعكة الثورة، هي أم الجرائم.
 
أوسلو في 11 يونيو 2012
 
 
مبارك يفكر في غيبوبته: لا أريد أن يسير المصريون في جنازتي فقد كرهتهم، وأهنتهم، وقتلت منهم الآلاف، وأفقرتهم، وخربت بلدهم، وفرطت في استقلالهم، ونهبت أموالهم، وسلطت عليهم وحوشاً بشرية تمزق وطنهم، وفرقت بين مسلميهم ومسيحييهم، وسرطنت طعامهم، وجعلت عهدي في ثلاثة عقود أن لا أغادر الدنيا قبل أن يتسول المصريون في كل أرجاء الدنيا، ويهربون من جحيمي إلى قاع البحر.
في عهدي من لم يمُت في ( عبــَّــارة)، أو قطا...ر الصعيد أو مسرح بني سويف، أو تحت جبل المقطم، أو في عشوائيات، أو يسرق أثرياءُ حُكمي أعضاءَ من أجسادهم المليئة بالأمراض، دفن صديق ابني نفايات الحديد تحت أرضهم الزراعية.
ما كرهت في حياتي مثلما كرهت المصريين، ومع ذلك فلن يحزنني قبل أن ينزلق نعشي في باطن الأرض أكثر من أوغاد وجبناء وعديمي الكرامة يسيرون في جنازتي ويدنسونها بحجة أنني بطل عسكري وأن للموت قدسية.
لو كان الأمر بيدي لخرجت من التابوت، ونظرت خلفي وقلت: يا ولاد الكلب بعد الذي الذي رأيتموه مني، تقومون بوداعي إلى مقبرتي الفاخرة. ثم أطلب من جمال وعلاء وهما يتقدمان المشيعيين الأوروبيين وبعض الزعماء وكثير من السفراء أن يبصقوا على كل مصري ذاق الويل في عهدي، وانتهك ضباط أمني كرامة أهله، ومع ذلك فهو يسير في جنازتي.
أيها المصريون، لا تترجموا عليَّ بعد موتي، فأنا لا يشرفني أن تصل إلى الله دعوات منكم، فقد كرهتكم حياً و .. ميّتاً.
لو عشت عقداً آخر في القصر لجعلتكم تتحسرون على حياة الحشرات فهي أكرم منكم في سنوات حُكمي.

 أوسلو في 11 يونيو 2012
 
 
هل الرئيس أحمد شفيق مضطر لأداء القسم أمام مجلس الشعب القندهاري؟
وحتى لو رفض معظم الكتاتنيين حضور جلسة القـَـسـَـم فإن الرئيس الجديد سيـُـقسـِـم أمام حفنة موجودة، أو يقوم بحل مجلس الشعب ويرسل نصفهم إلى المعتقلات، والنصف الآخر إلى مسرح العرائس!
لجنة وضع الدستور باطلة لأن هناك أعضاء مهمين لم يتم انتخابهم مثل سماح أنور وزكريا طلعت وشعبولا وعبد المنعم الشحات واللمبي!
من يلعب في الحظيرة لا ينبغي أن يشك...و من رائحة الأبقار.
لقد وافق الأحد عشر مرشحا على أن تتم مساواتهم بعمرو موسى وأحمد شفيق، لذا ليس من حق أي منهم أن يعترض عندما يصفعه الرئيس الجديد على قفاه، وهناك مثل من هاييتي يقول: لا قيمة للسمكة الصغيرة إذا دخلت معركة ضد كلاب البحر!
إذا اعترض محمد مرسي على النتيجة فهراوة المشير مع عصا الفريق كفيلتان بتأديب الذين دخلوا الانتخابات وطمعوا في الجزء الأكبر من الكعكة.
كيف تقيس ذكاء المصري؟
إذا قال لكَ بأنه مضطر للاختيار بين محمد مرسي وأحمد شفيق، فنسبة الذكاء صفر!
إذا قال لك بأنه سيختار محمد مرسي فنسبة الذكاء صفر.
إذا أكد أن صوته سيذهب إلى أحمد شفيق فنسبة الذكاء أيضا صفر!
أما إذا قال لك بأنك تهاجم الإسلام بانتقادك للإخوان المسلمين، فذكاؤه تحت الصفر بعشرين ألف فرسخ!
كيف يخرج من دائرة الصفر؟
لا يعترف بكل المؤسسات التي قامت على سرقة ثورة 25 يناير ومنها المجلس العسكري والمجلس الاستشاري وصندوق الانتخابات ومجلس الشعب ومجلس الشورى ومحكمة مبارك العبثية. المشهد المصري برمته عبث وسخافة واجبار للمصريين على اختيار المعاقين ذهنيا ليتحكموا في مستقبل مصر.
كيف يمكن أن يختار مجلس الشعب أعضاء يختارون دستور دولة؟
هل صحيح أن أعضاء المجلس العسكري يستطيعون القراءة والكتابة؟ إذا كانت الاجابة بالايجاب فكيف سقطوا في مئات الأخطاء خلال عام ونصف عام؟
أنا أقترح أن يتم عقد الجلسة الأولى للجنة وضع الدستور في أحد كهوف جبال تورا بورا، ويُكتب الدستور على جلد غزال!
 
أوسلو في 13 يونيو 2012
 
إذا لم يقم عزرائيل بزيارة حسني مبارك قبل أن يؤدي الرئيس أحمد شفيق اليمين الدستورية كرئيس للبلاد، فأغلب الظن أنه سيفرج عن المخلوع لأسباب صحية، وربما يأمر باعادة حقوقه كاملة ومنها التصرف في الأموال المنهوبة.
يمكن أيضا أن يموت المخلوع، ولا يعلن المجلس العسكري حتى يصدر الرئيس أحمد شفيق قراراً جمهوريا بالافراج عنه، وحينئذ ستكون جنازته مهيبة حتى لو شيــّـعه اللصوص والبلطجية فقط.
عندما يسقط محمد مرسي، وي...قوم الرئيس شفيق بحل مجلس الشعب، حينئذ لن يبقى للإخوان المسلمين إلا العمل في البزنس مع خيرت الشاطر.
من هم الذين سيقومون بالتشرف ليكونوا أول المعتقلين في سجون الرئيس أحمد شفيق؟
الإخوان المسلمون، السلفيون، الناصريون، الثوار، الدكتور علاء الأسواني، يسري فودة، الدكتور محمد البرادعي، أعضاء مجلس الشعب ... إنها قائمة تطول بطول وادي النيل.
مبروك لعباطتنا فقد صدقنا ديمقراطية الجنرالات!
 
أوسلو في 13 يونيو
 
 
صحيح أن الكلمة الأخيرة للمشيروالسفيرة الأمريكية ومكتب نتينياهو والفلول في وصول أحمد شفيق لرئاسة مصر، لكن ينبغي أن يتساوى في إيصال شفيق كممثل وخليفة للمخلوع غباء الإخوان المسلمين.
لو لم يطمع الإخوان المسلمون، ويتملكهم الجشع، ويلعبوا على كل الحبال وبكل الأوراق لما وصل الفلوليان شفيق وعمرو موسى إلى سدة الحُكم، الأول رئيساً للجمهورية والثاني عضوا في اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.
إن الأحد عشر أحمقاً ا...لذين وافقوا على دخول الانتخابات مع الفلوليين أعطوا الشرعية لهما، ولصندوق الانتخاب، وللتصفية النهائية بين رجل الإخوان و .. رجل المشير ومبارك.
كل منهم كان كارثة على مصر لأنه لم يرفض مساواة الثورة بالثورة المضادة، والآن إذا وقف أحمد شفيق وأمسك خرزانة رفيعة ووضع فيها مسامير مدببة ثم عبط الأحد عشر على مؤخراتهم العارية في حضور عمرو موسى وهو يضحك حتى يسقط سيجاره فلن أحزن عليهم.
كان بامكانهم أن يتعاونوا، ويتحالفوا، ويصرّوا على خروج الملايين من مؤيديهم لرفض عمرو موسى وأحمد شفيق، لكن الغطرسة ركبتهم، والعنجهية لبستهم، والخيلاء نفخهم، والكبرياء أعماهم، فظنوا أن صندوق الانتخاب باشراف المجلس العسكري سيمنح أحدهم شرف حُكم مصر.
إعادة إنتاج مبارك ساهم فيه الأحد عشر أحمقاً أكثر مما فعل المشير والمجلس العسكري ومليارات الأموال الفلولية التي تم انفاقها على تلميع وتأهيل تلامذة المخلوع.
أريد أن اصفع أي مصري يقول بأن فلاناً أفضل من فلان، أو أن الذئب أرحم من الضبع، أو أن التمساح أخطر من سمكة القرش، أو الثعلب أمكر من الجنرال!
هل سيبدأ الرئيس أحمد شفيق خطاب الرئاسة قائلا: أيها المواطنون الهُبل .. أيها المرشحون للرئاسة المعاقون ذهنياً، أليس فيكم رجل بصير؟
 
أوسلو في 13 يونيو
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
مبروك للساذجين الذين وضعوا ثقتهم في المجلس العسكري والمشير وصندوق الانتخابات وديمقراطية الجنرالات والقضاء المصري، فقد قضت المحكمة الدستورية العليا بركوب الفريق أحمد شفيق فوق ظهورنا تماما كما قضى المستشار أحمد رفعت بتبرئة الرئيس الفعلي لمصر في سنوات ما قبل الثورة، جمال مبارك. والقضاء المصري ممثلا بوزير العدل الذي عينه المشير يقضي بأحقية العسكر في توقيف المصريين المدنيين.
فعلا كما يقول الصينيون: كلم...ا تضاءلت المعرفة عند الرجل، ازداد ولعاً بالحديث عن هذا القليل الذي يعرفه. هذا هو حال ضيوف الفضائيات والمعلقين والإعلاميين والمثقفين الذي يبدؤون أحاديثهم بالصلاة والسلام على شماخة ونزاهة وشفاقية ومصداقية وشجاعة القضاء المصري.
إن من يذهب إلى المحكمة في مصر، يكسب قطة، ويخسر بقرة، تلك هي عدالة القضاء المصري الذي لم يُصر ثوار ميدان التحرير على تطهيره، وتركوا الأمر بين يدي المشير!
أعود مرة أخرى إلى الأحد عشر مرشحاً أحمقاً للرئاسة: لقد أتيتم لنا بمبارك جديد بدلا من أن تقدموا احتجاجكم على عمرو موسى وأحمد شفيق. كانت مصر كلها ستخرج لدعمكم لو أمسكتم بأيدي بعضكم البعض ولو كنتم متنافرين، لكن البساط الأحمر في القصر الجمهوري أعماكم جميعاً.
لن يكون من حق الإخوان المسلمين والناصريين وأولاد الشيخ حازم أبو اسماعيل ومؤيدي أبو الفتوح ومريدي كل مرشحي الرئاسة أن يحتجوا في ميدان التحرير، فالميدان للثوار الحقيقيين الذي لم يناموا في حظيرة الفلول، وبالتالي لم يستيقظوا على رائحة كريهة، فالذئاب لا تظهر إلا أمام الكلاب الهزيلة.
الخطوة القادمة هي أن يصيح صندوق الانتخاب قائلا: لــَـمـِّـعوا أقفيتكم فكف الجنرال غليظة!
الحمقى سيقولون لنا: كانت مفاجأة!
الهُبل سيرهقون أحبالهم الصوتية: إن الله يقف مع الإخوان المسلمين فهم يوزعون السكر والزيت والدقيق الأبيض بدون أخشاب!
أعضاء المجلس العسكري للمشير: لماذا يتلذذ المصريون بالدخول إلى أي مصيدة ننصبها لهم حتى لو كانت ظاهرة لأصغر فأر .. ميكي ماوس؟
المشير للمجلس العسكري: انتظروا قليلا، وستتضحكون حتى الموت، فالمحللون والفضائيون والمثقفون سيقولون كلاما أقرب إلى الهزل. الآن يمكن لرئيسنا وقرة أعيننا وقائدنا حسني مبارك أن يستريح، هذا حديث المشير.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 14 يونيو 2012
 
 
 
 
اجمالي القراءات 10516