واقع الأمة
الشيخ القرضاوي وواقع الأمة .

زهير قوطرش في السبت ٠٢ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

الشيخ القرضاوي  وواقع الأمة .

 

حالفني الحظ , صباح يوم الجمعة الفائت أن أكون على غير عادتي في المنزل ,,وكنت مُحملاً بهموم البلد وما يجري على أرضها ,من قتل ,وفوضى يذهب ضحيتها أبرياء من كل الأطراف ,وتخسر سوريا من جراء هذا العنف ,خسائر متعددة ...بشرية, اقتصادية, واجتماعية ,يصعب معها تخيل الحلول ,والإجابة على السؤال الملح إلى متى؟؟؟؟؟؟.

وبالطبع تنقلت كالعادة بين الفضائيات ,لتتبع أخر المستجدات ,وبالصدفة تحولت إلى الفضائية القطرية ,وكان الشيخ القرضاوي يخطب خطبة الجمعة  ,ولا أدري ماذا  كان موضوع الخطبة , ,إلا أنني سمعته يحلل حال اليهود والنصارى ....اللذين أصابتهم العداوة والبغضاء , والتي سوف تستمر إلى يوم الدين .مستنداً على قوله عز وجل في اليهود .

  1. وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ

 

وقوله عز وجل في النصارى.

 

وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ

 

واستند إلى واقع المسيحية المقسم بين الكاثوليكية ,والبروتستانت ,والأرثوذكس ...وعاد إلى ماضيهم الأليم ,الذي وصفه بالماضي الدموي والمأساوي ,حيث تقاتلت اتباع هذه المذاهب ,وذهب ضحية هذا القتال الملاين من المسيحيين على اختلاف مذاهبهم.وهكذا اليهود

 

وبعد ذلك عرج على واقع الأمة الإسلامية التي هي حاملة للرسالة الخاتمة ,والتي وحدها القرآن والسنة على حسب قوله ,والتي لا تجتمع على ضلالة .وكعادة العلماء الأفاضل ,يستحضرون واقع المسلمين الأول ,للدلالة على هذه الوحدة الإيمانية .دون التطرق إلى واقعهم الحالي ,والذي لا يختلف أبداً عن واقع اليهود والمسيحيين.

نسي الشيخ القرضاوي ,أو تناسى عن حسن نية ,تلك التناقضات المذهبية التي تولدت عبر تيارات تحصنت شيئاً فشيئاً خلف عباءة المذهب التي يصعب أختراق خيوطها ,لأنها تقدست بفعل مؤيديها , وفرقت الدين ,وأصبح المسلمون بعد ذلك ,على منهج المسيحية واليهودية في تفرقتهم لدين الله الواحد , واللذين صار ينطبق عليهم قوله عز وجل, قد ألقى بينهم أي بين المسلمين  العداوة والبغضاء إلى يوم الدين.

شعرت وأنا أتابع الشيخ القرضاوي ,وكأنه نسي أن في واقع المسلمين ,مذاهب عدة ,السنة, والشيعة ,والإسماعلية والعلوية ,ووو الخ ,ونسي ما وقع علي بعضهم من  قتل وتهجير ساوى في عدده ومآسيه ما وقع على مذاهب المسيحية واليهودية بل وأكثر عبر تاريخنا الأليم.

وما مواقع هذه المذاهب الإلكترونية اليوم  إلا أكبر دليل على هذه الفرقة .إنها حرب إلكترونية حقيقية ,تمهد لحرب سنية شيعية  قد يتحزب من حولهما العديد من المؤيدين لتكون حرب مذهبية شاملة لا يعلم نتائجها ومصائبها إلا الله عز وجل .

لقد وضح لنا كتاب الله عز وجل ,تبرئه وأمر رسوله أن يتبرأ أيضاً من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً .بقوله عز وجل .

 

 

إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ

 

هؤلاء حقاً ,هم من أغرى الله عز وجل بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم الدين.

 

والسؤال هل من عودة نصوح ,كان على الشيخ القرضاوي أن ينصح من خلالها الأمة حتى لا يكونوا ,أعداء ؟؟؟؟؟.

الله عز وجل أخبرنا في قرآنه الكريم بقوله

 

وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

 

بأي شيء ألف العزيز القدير بين قلوب المسلمين ؟؟؟؟؟

 

فقط بكتاب الله وسنة الله .

كم كنت أتمنى في نهاية خطبة الشيخ القرضاوي أن يذكر الأمة بذلك ...لكنه أصر على أن المسلمين موحدون ولا يجتمعون على ضلالة اليوم ... وسيكونوا شهداء على الناس!!!

 

 

اجمالي القراءات 11432