حوار بين المشير و .. السفيرة الأمريكية

محمد عبد المجيد في الخميس ٢٤ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مقال لي بتاريخ أول أمس 23 مايو 2012 نشرتــُـه في ( الحوار المتمدن )

 

هذا الحوار جرىَ في مُخيلتي ولا أتذكر إذا كنت لحظتـئـذٍ نائماً أو مستيقظاً.

السفيرة الأمريكية: مساء الخير فيلد مارشال طنطاوي!
المشير: جود إيفينيج، السيدة السفيرة. ما رأيك في خط سير الانتخابات المصرية؟ ألم يأن الوقت الذي يتعلم فيه الأمريكيون أصول الديمقراطية من المصريين؟
السفيرة: ها ها ها .. هل ستختار الرئيس القادمَ بمفردك، أم تحتاج لمساعدتنا؟
المشير: نحن تسعة عشر جنرالاً إذا مشيناً خرقنا الأرضَ وبلغنا الجبال طولاً!
نحن تلامذة صاحب الضربة الجوية الأولى، ونستطيع أن نختار الأصلح دونما حاجة لفرز الأصوات!
السفيرة: أراك كأنك تريد أن تخرج عن تعليمات سيّد البيت الأبيض، فهل تظنون حقاً أنكم جنرالات؟
المشير: معذرة، ست الكل، فقد كنت أمزح معكِ رغم معرفتي أنَّ المزاحَ معكم يجرح دون قطرة دم واحدة!
السفيرة: نحن نريد الآتي، سقوط حمدين صباحي رغم شعبيته الكبيرة، فمريدوه يرونه جمال عبد الناصر الجديد، فضلا عن أنه من مؤيدي ( القاعدة ) في العراق!
ولا نرغب في عمرو موسى فهو لن يتمكن من مقارعة البرلمان وميدان التحرير في نفس الوقت.
ولا نضمن عبد المنعم أبو الفتوح الذي إنْ عاجلا أو آجلا سيعود إلى حظيرة الإخوان المسلمين ليصبح إمتداداً للكتاتني.
المشير: غــُـلـُـب حماري يا ست الكل!
السفيرة: أقترح أن ينجح محمد مرسي وأحمد شفيق لجولة الإعادة!
المشير ولكن محمد مرسي لا يصلح أن يكون بائع سجائر كليوباترا وزجاجات سينالكو في كشك صغير على حواف ترعة في الدلنجات، فكيف يصبح هو وسيدنا أوباما نــِـدَيـّن أو نـَـظـِـيرَيـّـن؟
السفيرة: لأن نجاح الإثنين لن يترك حُجَّة لمعارضيك، وسيفرح مجلس الشعب القندهاري، وكذلك سيسعد رجال مبارك الذين قاموا بتهريب مليارات لأمريكا والغرب، فأموالهم المنهوبة في أمان. وأحمد شفيق يمكنه أن يمسح ميدان التحرير من على وجه الأرض في حالة الضرورة.
المشير: وماذا بعد؟
السفيرة: من الآن وحتى الجولة النهائية نختبر الشارع المصري، وتهدأ القوى الإسلامية وتحلم بالخليفة أمير المؤمنين محمد مرسي قدس الله سره، ويوافق البرلمان على تمرير قوانين يضعها المجلس العسكري، وفي يوم الإعادة يحصل أحمد شفيق على أصوات كل كارهي الإخوان ومنهم مؤيدو عمرو موسى.
المشير: ولكن الجماهير تضرب أحمد شفيق بالجزم القديمة في كل مكان يقوم بزيارته تماما كما رفعتها في وجه المخلوع، وكما ضرب منتظر الزيدي رئيسَكم السابق جورج بوش في بغداد!
السفيرة: الحذاء قـَـدَرُنا ويجب أن نتعامل معه كحقيقة واقعة في أقدام مُناهضينا، لكن إذا أردتَ أنْ تستبدل بأحمد شفيق صاحب السيجار.. ذلك الطاووس الذي يقترب من ثمانينيته فلا مانع لدينا، وإنْ كنت أنصح بالقبضة الحديدية لأحمد شفيق فهو الذي سيقضي على بقايا الثورة بضربة موجعة وقاتلة .. قبل أن تبدأ الجولة الأولى!
المشير: وماذا عن ثوار 25 يناير، هل سيلتزمون الصمت؟
السفيرة: لقد وافقتْ كل القوى، تقريبا، على الرهان في سباق الخيل الرئاسي، وبعضها أعطى صوته للحصان الأسود، والبعض صــَـوَّتَ لحصان أعرج، وهناك من وقف ساعات في الطابور ليعطي صوته لحصان مريض.
الثورة فقدت زخمها وقوتها وبعض روحها بالاشتراك في لعبة الانتخابات بدون دستور وأمام فوهة بنادق العسكر.
وأحمد شفيق يُجمع على كراهيته المصريون بمختلف توجهاتهم، لكن لا تنسَ، فيلد مارشال، أن مصلحة إسرائيل وأمنها وأمانها فوق أي إعتبار.
إن شرط نجاح أي رئيس أمريكي في انتخاباتنا العريقة هو التأكيد على ضمان تفوق إسرائيل على جيرانها، فنحن نحارب الجن والإنس من أجل شعب الله المختار.
ثم إن أحمد شفيق سيقوم بحل البرلمان، وسيأتي من بعد أعضائه الطالبانيين أعضاء مطيعون يلتزمون بتوجيهات الرئيس أحمد شفيق الذي سيظل وفيا لكما.. أنت والمخلوع!
المشير: ولكنني بعد نجاح الثورة قلت لأحمد شفيق بأننا أغلقنا القصر الجمهوري، ولا يغفل عليك، يا ست الكل، بأنه كان رئيس وزراء المخلوع ويمكن أن يظن نفسه أعلى مني مقاما ومنصبا وقوة وسطوة وسلطة!
السفيرة: عليك كغيرك من حُكام العالم الثالث أن تسمع وتطيع، أن تنصت ثم تنظر تحت قدميك، وعندما يأمر سيدكم في البيت الأبيض، فعليكم أن تقولوا: سَمِعنا، وأطعنا!
وصمت المشير، ثم تمنّى للسيدة السفيرة جود نايت، وطلب سامي عنان ليُعَّجل في اجتماع المجلس العسكري صباح اليوم التالي لنقل رغبات أسيادنا.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 23 مايو 2012

 

اجمالي القراءات 9157