قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين
ختام حديث الخبير

محمد عبدالرحمن محمد في السبت ١٢ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

       مستقبل مصر الزراعي وأملها في زراعة صحاريها بطرق الري الحديثة هو مفتاح من مفاتيح حل الأزمة المصرية المستعصية                               

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ }الملك30

  واستمر  الحديث مع الخبير الزراعي الدكتور ن ،ع  وبدأنا الحديث فخاطبني قائلاً أن خريجي الطب هم من أذكى أفراد المجتمع فرددت عليه قائلا نعم ولكن هناك فارق كبير بين الذكاء والعقل..وبادرته بسؤال مباشر فقلت له: ما معنى تخصص الماجستير أو الدكتوراة في نظم الري الحديث.. فأنا مهتم بهذا الموضوع..

قال لي: لقد حصلت على درجة الدكتوراة في نظم الري الحديث من كندا.. فقلت له: كنت اعمل بشرق العوينات وقابلت مهندساً زراعياً حاصلا على الماجستير في نظم الري الحديث من كندا أيضا وهو مصري وكان يعيش بكندا وأتى ليعمل بشرق العوينات لفترة.. لماذا كل خبراء نظم الري الحديث درسوا بكندا!!؟ قال لي لاتعجب فكلها منح كندية مجانية مدفوعة أجر الاقامة والدراسة ومصروف الجيب منح من كندا وحكومتها وشعبها للدارسين المصريين. بجميع مستوياتهم.

سألته قائلا: ما هى أنواع الري الحديث ؟ قال لي: هناك انواع عديدة من الري الحديث منها ثلاثة انواع شهيرة وهى : الري المحوري جهاز (البيفوت) والبابيب سيستم (الخراطيم)  تحت جذور أشجار الفاكهة والخضار.. وهناك الصنابير المتحركة الموصلة بالبابيب سيستم..

سألته هل هذه النواع ثلاثة تصلح لجميع أنواع الزراعات..؟

قال لي : لا بالطبع كل نوع من أنواع  الزراعات لها طرقها الخاصة بها في الري الحديث..

فهناك انواع معينة المزروعات تروة بجهاز الري المحوري البيفوت .. كل المحاصيل الحقلية تروى بالري المحوري..

فسألته: وما هى موصفات المساحات المروية بها من حيث التوبوغرافيا .. قال لي إن جهازر الري البيفون لابد أن تكون الأرض المقام عليها الجهاز مستوية تماما بحيث لايزيد معدل الارتفاعات والانخفاضات في المزرعة أو المساحة المقام عليها البيفون (لاتزيد الارتفاعات عن ثلاثين سنتيمتر) فأجزاء جهاز البيفوت يمكن ان تتحرك رأسيا إلى أعلى وإلى أسفل في حدود هذه الارتفاعات..  أما فيما أكثر من ذلك فلابد أن تروى بالصنابير المتحركة الرشاشة .. فتزرع المرتفات كما هى والمنخفضات كما  هى بدون تسوية أو تميهيد وهذه ميزة نسبية للصنابير الرشاشة في زراعة الأرض ذات الارتفاعات والانخفضات المختلفة مثل الذرة والقمح والبرسيم والقطن.

أما البابيب سيستم المرنة(شبكة الخراطيم) فتكون أفضل جدا في أشجار الفاكهة العالية من المناجو والبرتقال والجوافة والعنب وغيرها وكذلك في البطيخ والكنتالوب  وتكون أكثر ملائمة  للأراضي  غير المسطحة  والمتعددة الارتفاعات. والانخفاضات.

سؤال عن البيفوت:

ما أكبر مساحة وأصغر مساحة يمكن أن يرويها جهاز البيفوت.. في المرة الواحدة..؟وكم عدد الساعات التي تلزم ليروي البيفوت مساحته المخصصة له.؟

أجابي قائلاً أن جهازر البيفوت في أقل منسوب له ربما يتكون من  ثلاثة أبراج ويروي البرج عشر أفدنة فيمكن للجهاز الصغير أن يروي ليس أقل من ثلاثين فداناً ..!

 أما عندما يعمل جهار البيفوت بطاقته القصوى ويتم تركيب عشر أبراج فإنه يروي مائة فدان على الأقل.. ليس هذا فحسب .. بل إننا كخبراء الري الحديث .. نضيف ما يُسمى بــ

(المسدس المائي الرشاش) ونقوم بتركيب مسدس في آخركل برج من من طرفي البيفوت.. وبضغط المياة يمكن للمسدس الواحد أن يروي لوحده ثلاثين فداناً وبالتالي  بتشغيل هذين المسدسين يمكن زيادة كفاءة جهاز البيفوت لكي يروي مائة وخمسون فداناً .!!

فقلت له يا للعجب مسدسين للمياة  قويين يضخان المياة في طرفي البيفوت ويرويان خمسون أو ستون فدانا  والبيقوت كجهاز بأكمله يروي مائة فدان.!

قال لي : لا تعجب ولنحسبها رياضياً قلت له كيف قال .. إن الجهاز يروي في صور نصف قطر لدائرة هى المزرعة وكلما زاد نصف القطر طولاً زادت مساحة الدائرة .. والمسدس الواحد في الطرف يضخ المياة لمسافة ثلاثين متراً يعني المسدسين يزيدوا من نصف قطر الدارة ستين متراً عند محيد الدائرة.. وهو ما يشكل مساحة كبيرة جدا تصل إلى نصف مساحة الدائرة.

يعني بهذين المسدسين الاضافيين للبيفون يمكن زيادة قدرة الري للبيفوت إلى النصف فبدلا من أن يروي مائة فدان يمكن أن يروي مائة وخمسون فداناً.

 واستطرد قائلاً أما عن المدة الزمنية التي يدور فيها البيفوت دورة كاملة لكي يروي مساحته المخصصة له فهذا يختلف من فصل إلى آخر في السنة ومن نوع زراعة إلى آخر .. ولكنها في المتوسط من 14 إلى 18 ساعة في الدورة الكاملة.

سؤال آخر لك يا بروفيسور : ما صفات وخواص التربة والأرض التي لا يمكن ريها إلا بالنظم الحديثة وما هى طبيعة وخواص الأرض التي يمكن ريها بالطرق التقليدية القديمة للري؟ 

أولاً : من البديهي أن لكل تربة طبيعتها الخاصة فهناك التربة الطينية والتربة الطفلية والتربة الرملية المخلوطة بالحصى الصغير. وهناك التربة الجيرية وغيرها..

 ولكل نوع من هذه الأنواع طريقة خاصة تصلح مع نوع هذه التربة.. كما أن درجات الحرارة  ومعدلات الرطوبة عوامل مهمة في تحديد طرق الري المناسبة لكل نوع من أنواع الأراضي.

تابعت أسئلتي: هل هناك تجارب معينة نحدد بها الطريقة المناسبة لري كل تربة.؟

قال لي : نعم .. هناك تجارب عملية علمية تُجْرى لتحديد مُعَامِل  احتفاظ كل نوع من التربة بالمياة ونطلق عليه Precepitating factor OR precepitating rate)) .

قلت له: هل هى تجارب صعب القيام بها أومكلفة لتحديد طريقة الري المناسبة لأرض بذاتها؟

قال الخبير:  بالطبع هى سهلة جدا، قلت له كيف؟ قال : نحضر اسطوانتين من الزجاج مدرجتين قطر الأولى منهما عشرين بوصة أو اثنين وعشرين وطولها حوالي خمس وعشرين بوصة وقطر الثانية عشر بوصات ونفس طول الأسطوانة الأولى ونصع الاسطوانة الثانية ذات العشر بوصات قطراً داخل الاسطوانة ذات العشرين بوصة ونثبتهما على سطح  التربة المراد تحديد معامل ترسيب المياة بها أو تسريب المياة منهاإلى الأعماق..

ثم نملأ الاسطوانة الداخلية بالمياة بارتفاع خمسين سنتمتر .. ثم نلاحظ معدل هبوط المياة بسبب امتصاص التربة للمياة.. هذا المعدل يقاس بقياس هو ديسيمتر/ساعة .

قلت له ثم ماذا بعد؟ قال لي .. لو انخفضت كمية المياة  بالأسطوانة التست والكنترول بمعدل اكثر من واحد ديسي / ساعة ..معنى  ذلك أن هذه التربة لاتحتفظ بالمياة لمدة طويلة وبالنالي فلا يمكن أن نروي هذا النوع من التربة بطرق الري التقليدية القديمة.. ولابد من استعمال طرق الري الحديث.. حتى ولو كانت كميات المياة وفيرة جداً لأن الري بالطرق التقليدية سوف يستغرق عدد ساعات طويلة جدا للمرة الواحدة ناهيك عن كميات المياة المهدرة.

سؤال آخر: وماذا عن مصطلح (معدل ملوحة التربة) كيف يمكن قياسه وما هى طرق علاجه لأننا كثيرا ما نسمع عن ملوحة التربة وأنها عائق في استصلاح الأراضي الصحراوية والطفلية..؟

أجاب خبير الري الحديث قائلاً: أن معدل المولحة وانت رجل علمي ما هو إلا معدل ومستوى الــ PH وهناك معدل عام تترواح فيه هذه النسبة  بحيث يمكن زراعة هذه التربة إذا كان الــPH يقع خلالها ..وله ثابت وقيمة معينة يقاس بها..بطرق غير مكلفة ويمكن إجرغئه بسهولة تامة.

 أما عن طرق معالجة مشكلة ملوحة التربة فهى بالغسل المتكرر للتربة لعدة ريات كبيرة متواصلة عن طرق أجهزة الري الحديثة أو عن طريق غمر التر بة بالماء الوفير وهى طريقة الطمر التقليدية القديمة لعدة ريات فقط قبل الزراعة.. بحيث تنزل الآملاح الزائدة إلى عمق 30 سنتمتر فقط  إلى أعماق الأرض المستصلحة المراد إنبات الفواكة والخضروات بها أو المحاصيل الحقلية... قلت لهثلاثين سنتيمتر فقط.؟

قال لي : نعم ثلاثين سنتيمتر هى كفيلة للإنبات بالنسبة للخضروات والمحاصيل الحقلية على الأٌقل..

نظرت من نافذة الحافلة.. ورأت عيني مئات الآلاف من الأفدنة في الطريق بين الواحات البحرية و6أكتوبر وقلت له.. وماذا عن هذه المساحات الشاسعة المسطحة تسطحيا عجيباً ربانياً ألا يمكن زراعتها.. ولأنها قريبة جدا من القاهرة مائة إلى مائتين كيلو متر من العاصمة.. وماذا عن الحصوات الصغيرة الممتزجة بالرمال الناعمة هل تعيق عملية الاستصلاح..؟ ثم ماذا عن هذه المساحات الجبارة التي استولت عليها شركات التنقيب عن البترول والغاز المحلية والأجنبية .. ألا يمكن زراعة هذه المساحات المهولة  أيضا مع استمرار عمليات التنقيب عن البيرول وعن الغاز..!!؟؟

  أجاب قائلاً:

  إن هذه النوعية من التربة (الرملحصوية) بكل بساطة يمكن زراعتها فنعمل مجسات على عمق ثلاثين سنتمتر وإذا كانت التربة الرملية مختلطة بالحصى الصغير والمتوسط ونسبة الملوحة معدلها طبيعيا تزرع على الفور وبدسون تميهد .. بمجرد التسميدوالري بعد الزراعة..

هذا اولاً .. أما ثانياً:عن ميزة هذه المساحات الجبارة القريبة جدا من القاهرة مائة إلى مائتين كيلو متر.. فهى مميزات فريدة لأننا لا نحتاج للتبريد المكلف أثناء نقل الخضر والفاكهة المنتجة من هذه المزارع القريبة..  بخلاف شرق العوينات وتوشكى فإنها تحتاج إلى ما يعرف ب Pre cool Phase  بمجرد قطف الثمار او جني الخضار قبل النقل للمستهلك أو للتصدير.. فمطار مدينة 6أكتوبر قريب  جدا  على بعد  سبعين كليو إلى مائة وثلاين كيلومتر عن هذه المساحات الجبارة القابلة للزراعة بأقل التكاليف .. حتى  أنه بالطرق الحديثة يمكن إنشاء خط أنابيب عملاق هذه المسافات البسيطة لنقل مياة النيل إلى تلك المساحات الجبارة.. وهى ثروة مصر الحقيقية وأملها الكبير.

 أما عن شركات التنقيب عن البترول والغاز فهم بهذه السياسة هم والحكومة يرتكبون أبشع الجرائم بالاستلاء على هذه المساحات بزعم التنقيب.. ففي زيارتي لأمريكا وجدت هذه المساحات مزروعة داخل مساحات التنقيب عن البترول لدرجة أن التنقيب عن البرول والغاز لايستهلك إلا أقل المساحات وهى مساحة حفر البئر وتركيب البريمة.. وأماكن الاعاشة والانارة وجراش العربات.. مساحات بسيطة جدا حتى أن المزارع تحيط بالبريمات في دوائر لايزيد عن قطرها عن عشرين مترا فقط وجميع المساحات مزروعة ومستغلة. في المساحات المرشحة للتنقيب.!!

قلت له :ماذا المخزون الاستراتيجي من المياة الجوفية بمصر: هل يكفي لزراعة كم من الأفدنة وكيف نقيس عدد الأفدنة بالنسبة للكيلوت متر المربع أو المتر المربع..؟

قال لي: هناك حسبة بسيطة جدا يمكن منها ان تتعرف على عدد الأفدنة بمئات الآلاف  ومضاعفاتها..  فمثلا الكيلو متر المربع = 1000في 1000 يعني مليون متر مربع عندماا تريد أن تعرف كم فدانا في الكيلو متر المربع اقسم على 4200متر وهى مساحة الفدان إو الهتكتار =4000  وهو نوع من الفدان في مصر يساوي 32 قيراط يعني 4000متر. فيكون الناتج 250 فدان يعني كل كليو متر مربع يعطينا مائتين وخمسون فداناً  يعني لو مساحة عشرة كيلو متر  أو مساحة مربع طوله ضلعه ثلاثة كيلو وثلت كيلو متر طولي تساوي 25 ألف فدان تقريباً  وهكذا..

 أما هن المخزون العام او الاستراتيجي فأنا أقول الآتي:

  وكالة ناسا صديقة لعلماء دول العالم الثالث:

 قلت هل هذه هى الاجابة عن سؤالي فقال لي: هى افتتاحية إجابة السؤال:

إننا دول متخلفة علمياً وإدارياً إن وكالة ناسا لها أقمار صناعية تغطي وتمسح مسحا شاملا كوكب الأرض وطبقاته العميقة.. وهم كانوا يجربون جيلا جديدا من الأقمار يستخدم تكنولوجيا متقدمة للبحث في اعماق القشرة الأرضية NEW  SETTLITE  VIRGINوبمسح منطقة الصحرا الكبرى الإفريقية ومنها الصحراء الغربية المصرية .. التقطوا مئات بل آلاف الصور وكانت هى الدليل والمرشد العلمي لمعرفة كميات البترول والمياة الموجودة بتلك الصحاري والواحات.. وكما تعرف أن هذه  المؤسسات العلمية العالمية  لاتبخل بتيادل الخبرات و ويمكن أن تمنح علماء وحومات دول تلك الصحراء هذه الصور العظيمة ..

 وبالفعل لقد قاموا بإهداء هذه الصور لعالم جيويولجي مصري بجامعة أسيوط كلية العلوم  في  اسمه الدكتور م.ج  وقالوا له ابحث في بلدك وواحات مصر وصحاريها مسترشدا بصور الأقمار الصناعية هذه وطابقها بعلم التبوغرافي الذي هو من تفصيلات علم الجيويوجيا وأنت تتعرف وتتأكد من  أماكن تواجد المياة الجوفية وكمياتها  المتوقعة بصحاري مصر وواحاتها بكل  تفصيل .. !!

 قلت له:لماذا نحن كمسلمين نصف هؤلاء الأمريكان بأنهم الشيطان الأكبر ونجمعهم كلهم في سلة واحدة هى سلة الكفر..ً وهم يتعاونون مع علمائنا ويهدوننا هذه المنح العلمية القيمة وهذه الخرائط الجوفية لكميات المياة التي هى الأمل في الحياة الكريمة بمصر وكل ذلك بدون مقابل..إلا تبادل الخبرات العلمية مع أنهم الأٌقدر والأمهر علمياً.؟

قال لي:  إن هناك مؤامرة ولكنها ليست من الخارج لا من الأمريكان ولا من الأوربيين ولا من اليابانيين ولا من غيرهم إنها من الداخل من حكومات الفساد والاستبداد والرؤساء والملوك العرب الذين يعلنون الاسلام وهم أبعد ما يكونون عنه هم ومساعديهم..

 وأضاف : أن النتيجة الأكيدة  لخرائط الأعماق للمياة الجوفية هى:

أننا  قد وهبنا الله تعالى خمسة أنهار جوفية في صحاري مصر وواحد منها يمتد في شرق العوينات وبالقرب من ليبيا وقد استغلوا المياة وسحبوها فيما يعرف بالنهر الجوفي الصناعي الليبي العظيم الذي أنشؤه ..

 وهناك فرع من هذه الأنهار الجوفية الخمسة يمتد حتى يصل الواحات البحرية بالقرب من منطقة (الحِيز) تحت منطقة المزارع التي أعمل بها مستشاراً وخبيراً للري الحديث.

 لكن هناك  بداخل مصر طبقة من المصريين مسئولة عن هذا التدمير والاهدار لثروات مصر الطبيعية التي حباها الله تعالى بها..

عندها تذكرت قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ11 ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون 12}البقرة.

اجمالي القراءات 11720