توابع موقعة العباسية " العبثية "

حمدى البصير في الأحد ٠٦ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

الرصاصة التى أصابت قلب جندى الصاعقة سمير الكيال ، أثناء فض مظاهرة يوم الجمعة الماضى فى العباسية ، وأودت بحياته ، ستجعل المجلس العسكرى يأخذ منحى أخر فى تعاملاته مع المعتصمين والمتظاهرين فى المرحلة المقبلة ، فقد قامت قوات فض الشغب " العسكرية " بالقبض فورا على معظم المتواجدين فى مسجد النور الذى إنطلقت منه الرصاصة " القاتلة " ولم تفرق فى ذلك بين متظاهرين وبين صحفيين وإعلاميين أو حتى سيدات كن متواجدات فى محيط المسجد ، بل تم  إجلاء الشيخ حافظ سلامة من المسجد ، وركوبه سيارة رئيس الشرطة العسكرية ،بعد تدخل قائد الجيش الثالث الميدانى ، وتم فرض حظر التجول فى حى العباسية بأكمله وحول وزارة الدفاع بكوبرى القبة ، وعادت الحياة إلى طبيعتها فى صباح اليوم التالى فى ميدان العباسية ، وإنسابت حركة المرور فى الميدان والشوارع المحيطة به بعد تنظيفها ، بعد أن كانت العباسية مدينة أشباح ومهجورة لعدة أيام ، وقد شارك المشير طنطاوى والفريق سامى عنان فى الجنازة العسكرية المهيبة للجندى الكيال ، وتم القبض على حوالى ثلاثمائة متورطا فى أحداث العباسية ، وتمت إحالتهم إلى النيابة العسكرية التى تحقق معهم الأن ، بتهمة الإعتداء على جنود القوات المسلحة وقتل جندى وإصابة العشرات ومحاولة إقتحام مبنى وزارة الدفاع ، وهناك محرضين للمتهمين سيتم إستدعائهم قريبا ، للتحقيق معهم ، من بينهم المرشح المستبعد حازم صلاح أبو إسماعيل ، ومحمد الظواهرى شقيق قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى ، بالإضافة إلى نوارة نجم وأسماء محفوظ وأخرين .

والدروس المستفادة من " موقعة " العباسية ، والتى أظهر فيها المجلس العسكرى " العين الحمراء " للمتظاهرين المتجاوزين ، هى التأكيد على أن هناك بالفعل " لهوا خفيا " يطلق الرصاص على المتظاهرين أو قوات الجيش والشرطة ، فقد أطلق رصاصته قبل ذلك على مينا دانيال فى ماسبيرو ، وعلى عين المناضل أحمد حرارة فى محمد محمود، وعلى الشيخ عماد عفت فى محيط مجلس الوزراء ، بل أطلق الرصاص على رؤوس المعتصمين فى العباسية يوم الأربعاء الماضى ، وعلى قلب الجندى سمير الكيال مساء الجمعة الماضى ، وهذا يؤكد إن هناك " مندسون " مجهولى الهوية ، يظهرون وقت المظاهرات والإعتصامات والمواجهات ، ويضربون رصاصاتهم فى أجساد المتظاهرين السلميين والشرطة والجيش فى نفس الوقت من أجل الوقيعة ، وزرع الفتن بين الشعب والجيش والشرطة وبث الرعب ، وإثارة القلاقل ، وتقويض الحالة الأمنية.

كما إن القوات المسلحة لن تقف متفرجة بعد ذلك ، ولن تتهاون مع من يهز الإستقرار ويعبث بأمن البلاد ويحاول التطاول عليها ، أو يمس هيبة الدولة ، سواء كان هؤلاء من الفلول أو الثوار، أو من البلطجية أو المغيبين المعارضيين كالببغاوات.

وكذلك فإن المجلس العسكرى سيحرص جيدا – بحسم وحزم - على إجراء الإنتخابات الرئاسية فى موعدها ، والضرب بيد من حديد على مثيرى الفتن والقلاقل ، وتفويت الفرصة على دعاة الفوضى الذين يحاولون عرقلة المسيرة الديمقراطية .

فقد أثبتت مواجهات الجمعة بالعباسية إن المجلس العسكرى لديه قبولا شعبيا ، وفى نفس الوقت ضعف وجهة نظر المعتصمين ، وهشاشة موقفهم ، بدليل فض قوات الجيش المواجهات فى ساعات قليلة ، ولم تجرؤ أى قوى سياسية أو حزبية أو ثورية ، على تحمل مسؤلية ماحدث أو الإعتراض عليه عمليا ، وكأن من كانوا فى الميدان " مجهولين سياسيا "

فقد كان من العبث أن يحتل  "مجهولين" ميدان العباسية ، ويحاصرون جامعة عين شمس والمستشفى التخصصى ، ومقر وزارة الدفاع ، ويطالبون بتخلى المجلس العسكرى عن السلطة فورا ، وتسليمها إلى سلطة مدنية " مجهولة " ولايعرفوها.

ومن العبث أيضا أن يفتى أحد شيوخ الفضائيات ، بضرورة إقتحام وزارة الدفاع والقبض على أعضاء المجلس العسكرى ، واحد تلو الاخر ، ومحاكمتهم محاكمة علنية ، أو أن يغزو الشيخ الظواهرى مع إنصاره شارع الخليفة المأمون ، ويعلن الجهاد على"حكم العسكر " الذين أخرجوه من غياهب السجون ، وسمحوا له بممارسة النشاط السياسى والدينى بكل حرية .

بل من العبث أيضا أن يظهر فى موقعة العباسية أصحاب الرايات السوداء والبيضاء وطلاب الشريعة ، ويكون كل مطالبهم إسقاط الجيش ، ونسى هؤلاء أن يأتوا على ظهر الخيول ومسلحين بالسيوف والدروع ، ليواجهوا الجنود المصريين المسلحين ، ويبدو أن هؤلاء كانوا يحلمون بهزيمة الجيش المصرى ، وإعادة أمجاد الدولة العباسية ، فى موقعة العباسية ! .حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

   

اجمالي القراءات 8788