تحرير مفهوم

يحي فوزي نشاشبي في الإثنين ٢٧ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

جاء  في  شريط  الأنباء   بموقع  أهل  القرءان  ليوم  24 فبريار  2012  ما يلي : (  أن  إيران  تلغي عقوبة  الرجم  وإعدام  الأطفال   وتبقي  على  شنق  المعارضين .).

إذا  كان  هذا  الخبر  صحيحا  ،  فإنه  سيكون  حتما محل  استغراب ومفاجأة ،  والأسباب  عديدة  ، ومنها :

*  بالنسبة  لعقوبة  الرجم  ، فإنها  تتعلق  بقتل  الزاني  بتلك الطريقة  أو  بغيرها .

وكيف  فعل  المنكرون  والمستخفون بحديث  الخالق  العلي  العظيم  الرحمان  الرحيم ، الذي جاء  صريحا  وواضحا  وصارخا  بعبارات  صريحة  ودقيقة ،  وصارخة  ،  وبأسلوب ومنطق   سوي مستقيم ،  ومؤكدة  درجة  جديته  في  مستهل  سورة  النور إزاء  عقوبة  الزاني والزانية  ؟  وكيف تمكنوا  طيلة  قرون  وقرون  من  وأد  تلك  التعليمات  الربانية  ؟  وكيف  دفنوها  بعد  أ ن  رجموها  رجما  وهي  حية  بأنقاض  من أحاديث  وتلفيقات  وافتراءات ؟  .

* وإن ما  يزيد  المرء استغرابا ،  ويشحذ  رغبته  هو :  أن  يطلع  على  ذلك  السبب  الذي  تدخل  أخيرا  ناصرا  ومنصفا  ومزيلا  تلك  الأنقاض  وذلك  التراب  على  الموؤودة   التي  تنتمي  إلى  سورة  النور ؟ ،  تلك   التعاليم  الخالدة   ولو  كره   المنكرون .

*  ولعل  السؤال  الآخر الذي  قد  يكون  أو  لا  يكون  مناسبا  هو :  إذا  كانت تعاليم  الله العلي  العظيم  (  نسخت  =  حسب  مفهوم  الإلغاء )  وأبطلت  في  بدا ية  الأمر ، بسبب  تلك  المقولات ،  التي  قتلت  العديد  بعد  وأد  الآية  القرءانية ،   فما  هو  يا  ترى  ذلك  أو تلك  الأسباب  أوتلك  الأحاديث  التي  فرضت  نفسها  في  القرن  الحادي والعشرين  الميلادي  لتتسلط  على  تلك  الأحاديث  التي   اعتمدت  وكانت  هي المتسلطة  على  حديث  الرحمان  منذ  القرن  الثاني  للهجرة  الذي يمكن  أن  بوافق  القرن الثامن  الميلادي  لتنقلب  انقلابا   جذريا  ولتتمكن هكذا  من فسخ  أو نسخ  أي  إبطال الحديث  الناسخ   ، ذلك  الحديث  الجديد   الذي أبطل  مفعول  ناسخ  الآية  القرءانية  وأنصفها  وأرجع  لها  مصداقيتها ،  وأخيرا  جعل إيران  تقرر  قراراها  الذي  سيرحب  به  طبعا  وحتما  أولو الألباب  ما  دام  الأمر  يتعلق  بإطلاق  سراح  الآيات  التي  كانت  معتقلة .

*  وأما  عن  شنق  المعارضين ، أي المعارضين  للحكم  ، وللكبت  ،  أي  المفسرين  للحكم  والمحدقين  فيه ،  فهو   يبقى  أمرا   لا هوادة  فيه  ولامساومة ،  ولا  رجعة  فيه  في  المستقبل  المنظور أو حتى  المتخيل ..

*  ومن يدري ؟  لعل  الزمن  يجود ويسوق لنا لاحقا  سببا  مخلصا  شجاعا   قويا  (  أو حتى  حديثا  مفترى )  يكون  هو  الآخر  مبطلا  ( وناسخا  وفاسخا ) قرار  شنق  المعارضين ؟

اجمالي القراءات 7872