..عن حادثة طرد المسيحيين من بيوتهم
أعتذر لك أخي المسيحي بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن عقلاء المسلمين

نبيل هلال في الجمعة ١٧ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

اطردوهم فتكونوا قد نقضتم ميثاق الله واستوجبتم لعنته , هذا ما جاء في ميثاق النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي تزعمون محبته وتدّعون معرفتكم بدينه :
قضى مجلس عرفي بطرد أسر مسيحية من بيوتها !!! والمجالس العرفية شكل شديد البدائية من وسائل التقاضى والفصل بين الناس ,وهى كانت صالحة في النظم البدوية حيث لا دولة ,وفيها يكون الحُكم لشيخ القبيلة الأكبر سنا وإن كان أقلها علما . ومن العار ,كل العار ,أن يُترك الأمر الآن لمجلس عرفي ليحكم بطرد مسيحيين من بيوتهم . المسيحي وكل من يعيش على أرض مصر له نفس حق المواطنة ,ومتى كان الدين موجبا لنقض هذا الحق ؟ المصيبة في من يجهل ولا يعرف .إليكم عهد النبي محمد (ص) للنصارى ,وذك في وثيقة مودعة بدير الطور بمصر وهي صورة من الأصل الذي نقله السلطان سليم إلى الآستانة .ونص هذا العهد مع بعض الاختصار ,كما يلي :
هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين ,كتبه لأهل ملته ولجميع من يدين بالنصرانية من مشارق الأرض ومغاربها ,قريبها وبعيدها , معروفها ومجهولها ,كتابا جعله لهم عهدا ,فمن نكث العهد الذي فيه وخالفه إلى غيره ,كان لعهد الله ناكثا , ولميثاقه ناقضا ,وبدينه مستهزئا ,وللعنة مستوجبا ,سلطانا كان أم غيره من المسلمين المؤمنين .وإن احتمى راهب أو سائح في جبل أو واد أو مغارة أو عمران أو سهل أو بيعة فأنا أكون من ورائهم ذابا (أي مدافعا ) عنهم بنفسي وأعواني وأهل ملتي وأتباعي كأنهم رعيتي وأهل ذمتي .ولا يغيَر أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ,ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبِيعهم ,ولا يدخل شيء من مال كنائسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين ,فمن فعل شيئا من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله . وأنا أحفظ ذمتهم أينما كانوا من بر أو بحر ,في المشرق والمغرب والشمال والجنوب ,وهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل مكروه .ولا يُجادلوا إلا بالتي هي أحسن ,ويُخفض لهم جناح الرحمة ,ويُكف عنهم المكروه حيثما كانوا وحيثما حلوا .وإن صارت النصرانية عند المسلمين (أي إن تزوجت المسيحية من المسلم) فعليه برضاها وتمكينها من الصلوات في بيعها (أي كنيستها),ولا يحول بينها وبين هوى دينها . ومن خالف عهد الله واعتمد بالضد من ذلك فقد عصى ميثاقه ورسوله .ويعانون على مرمّة بيعهم (أي ترميم كنائسهم) ومواضعهم . ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفاء لهم بالعهد, ولا يُخالف هذا العهد أبدا إلى حين تقوم الساعة وتنقضي الدنيا .
وشهد على هذا العهد عشرون صحابيا منهم :أبو بكر وعمر وعثمان وعلى والعباس وطلحة والزبير رضي الله عنهم ,والوثيقة بخط على بن أبي طالب ,مكتوبة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في الثالث من المحرم في السنة الثانية من الهجرة . ولمن يريد المزيد من التفاصيل يمكنه الرجوع إلى كتاب مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة – محمد حميد الله – دار النفائس, بتصرف ,ص561


 
 
2

 
   

 

اجمالي القراءات 10776