ذو القرنين وبناء ردم يأجوج ومأجوج
كيف تم هندسيا بناء ردم يأجوج ومأجوج ؟

محمد خليفة في الخميس ٠٩ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

كيف يمكن هندسيا بناء ردم يأجوج ومأجوج..؟؟

مقدمة :

وردت الآيات والتي تصف قصة ذو القرنين كلها وعددها ستة عشر آية، في سورة الكهف،  ولن نعرض لتدبر هذه الآيات، ولا لخوطرنا في تأويلها ، فليس هذا بمقامه ولا مكانه ولا وقته ، وإنما سوف نركز الضوء على آية واحدة ، تصف كيفية بناء الردم وهي الآية
{ آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)
وقبل أن نشرع في تعقب كلمات الآية كلمة إثر كلمة، نود لو نركز الضوء على بعض الكلمات والتي وردت في الآيات الواصفة لقصة ذي القرنين، وهي تمس بشكل مباشر ما نحن بصدده، ألا وهما كلمتي

 السد والردم
، فهناك فارق جوهري بين الكلمتين من الناحيتين اللغوية والهندسية.
فمن الناحية اللغوية نجد أن القرآن قد حدد معنى كلمة " سد " بأن أوردها في سورة يس مرتان في الآية التاسعة
{
 وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) }
وهنا السد لا يعني شيئا ملموسا، وإنما هو شئ غير مرئي وليس له جرم مادي محسوس، لكنه يصف حالة من العمى المؤقت والذي طاف بأعين المراقبون المتتبعون لرسول الله، ومع أنه أمامهم فهم لا يستطيعون إبصاره لأنه محجوب عنهم رؤيته، هذا هو المقصود من السد من الناحية اللغوية.
أما السد من الناحية الهندسية فهو مانع طبيعي يكون صخريا في أغلب الأحيان، يمنع الماء خلفه، أو يحجز الرمال أمامه بشكل أو أخر، وفي العصر الحديث تم بناء خزانات للمياة من الخراسانات المسلحة أو رص وحدات من أحجار الجرانيت الصلبة وتلتصق إلى بعضها بمونة أسمنتية قوية.

لذا حين  جاء في محكم الآيات
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) }
السدين هنا تعنيان مانعين صخريين طبيعيين أو جبلين ، لكن حين وصف الحق وصول ذا القرنين إلى هذه المنطقة أشار إلى "  بَيْنَ السَّدَّيْنِ "  فكأنما يشير إلى ممر هائل بين هذين السدين مما يوحي أيضا بأن هذين السدين متوازيين أغلب الظن، أو حتى شبه متوازيين.
لكن المثير أن الحق وصف هؤلاء القوم
 ".. وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا"
فلماذا وصفهم الحق بهذه الصفة ؟
يجيب على هذا السؤال الآية التي تليها
{  قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) }
فالواضح أنهم أناس على سجيتهم، حيث وصل ذو القرنين عندهم تتبعه جيوش جرارة، فكان من الواضح أنه ملك عظيم الشأن فلم يكن من اللائق أن يخاطبوه بهذه اللهجة الخالية من أي إحترام أو تبجيل أو إكبار، ذلك بتوجيه الخطاب إليه بنداءه باسمه مجردة " قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ..." هذه سقطتهم الأولى
أما سقطتهم الثانية فهو طلبهم بوجود سد مانع، والسد هنا ليست الكلمة اللائقة لما هو مطلوب إنشاءه، إلا إذا كان طلبهم يعني وجود فصيل من الجيش يقوم عنهم بصد هجمات يأجوج ومأجوج، وهذه أيضا ليست بالفكرة السديدة نظرا لإستحالة ديمومتها.
وقد تغاضي ذو القرنين عن السقطة الأولى تواضعا منه بما جبل عليه من نبل الأنبياء، وأصلح لهم التعبير عما يكون من الأليق أنهم كانوا طالبيه، حيث قال
{  قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) }
فبعدما رفض الرشوة (... فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا...) بكل تهذيب ، ثم أثني على الله بإرجاع الخير الذي هو فيه كله إلى الله، بعدها طلب همتهم وعافيتهم وخبراتهم وأياديهم معه لمعاونته في بناء ردم يحول بينهم وبين الذين يغيرون عليهم.
أي أنه حولهم من قوم يشترون أمنهم إلى قوم يصنعون أمنهم.
فما هو معنى الردم الذي أشار إليه ذو القرنين في تصحيح الطلب؟
الردم هو أن تضع ركاما من المواد فوق بعضه، ثم يسير ضخ مادة لاصقة لينة لكي تتخلل الفراغات وتملؤها ، ثم لا تلبث أن تجف لتشكل كتلة واحدة ضخمة لكنها  شديدة التماسك، مانعة لما يراد منها أن تمنع.
وأبرز مثال على ذلك هو بناء السد العالي، حيث تم بناءه من ركام من الصخور والرمال والحصي،  ثم تم حقن مزيج لاصق من الأسمنت اللبـََّاني ( أي في حالة سيولة ) حيث ينساب لملأ الفراغات ، وبعد جفافه يتم التماسك في كتلة واحدة شديدة المتانة، هذا هو الردم وهذا هو ما تم لذو القرنين بناءه.
 فكيف تم بناء الردم ..؟؟

كيف تم هندسيا بناء ردم يأجوج ومأجوج ؟

لابد للقارئ المتمحص أولا أن يتمهل في الكشف عن بعض معاني الألفاظ التي وردت في الآية الكريمة والتي وردت لتصف لنا كيف تم بناء الردم.

زبر الحديد :
أغلب الظن أن المقصود به هو خام الحديد الذي يتواجد في الطبيعة على شكل أكاسيد الحديد المعروفة باسم الهيماتيت وهي توجد على شكل صخور بنية اللون تميل إلى الحمرة تقترب في لونها من لون طوب البناء الأحمر( طوبية اللون ) ، ويتوجب على من يزعم استخدامها أن يقوم بنزعها من تكويناتها الصخرية الجبلية على شكل كتل ضخمة، ثم يقوم  بتكسيرها إلى أحجام أقل فأقل إلى أن تصل إلى الحجم الذي يمكن الإمساك به في قبضة اليد ، ويسهل معها نقلها إلى مواقع الاستخدام،  وتسمى حين ذاك زبر الحديد.
وقد يدعي مدع أن زبر الحديد هو عبارة عن قطع من معدن ( فلز) الحديد - وليس خام الحديد - وهذا يشكل استحالة تصنيعية ذاك الوقت، ذلك لأن تحويل خام الحديد إلى فلز الحديد يتطلب تقنيات هندسية معقدة، وأفران عالية، خاصة وعلى هذا المستوى من الضخامة، وحقيقة الأمر أن هذا الأمر كان متاحا على المستوى الضيق والمحدود لصناعة الأسلحة من الحراب والسيوف الدروع والقلونسوات والزرد وغيرها من عدة الحرب، لكن على هذا المستوى شديد الضخامة، فالأمر يتطلب ألآف الأطنان من الحديد، وعليه يكون الأجدر استخدام خام الحديد وعلى صورته البدائية، بدلا من زيادة صعوبة التنفيذ وكذا إطالة المدة اللازمة له.

القـِطر :
هو معدن ( فلز ) النحاس ، والذي هو متوافر بالتأكيد في منطقة العمل أو هو على الأرجح قريب منها ، ومعدن النحاس يتواجد في الطبيعة على صورة أكاسيد النحاس الخضراء ( الجنزار ) ، ويتطلب الأمر عمليات كيمائية عديدة وتقنيات معقدة
لاستخلاص فلز النحاس من خام النحاس، لكن الحق أشار إلى أنه قد أتاح ووفر لنبيه ورسوله سليمان هذا الفلز خالصا مخلصا من الشوائب، وأزاد من فضله وكرمه بأن وفره له على الصورة السائلة، أي أن النحاس كان منصهرا وجاهزا للاستخدام الفوري ، وذلك في الآية 12 من سورة سبأ
{
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) } ، وأتصور أن تلك العين المشار إليها لا تخرج عن كونها عين بركان نشط، لكنه ليس في حالة تفجر، ويحتوي من الحمم المنصهرة والتي هي في حالة السيولة،  والمكونة من معدن النحاس سائلا.
وقد أشرنا في مبحثنا....     من هو ذو القرنين؟ ،
 إلى أن ذو القرنين هو بذاته نبي الله ورسوله سليمان، وقد ألمحنا إلى أن الحق أسال عين القطر لنبيه سليمان ولم يشر إلى أي استخدام لهذا القطر المسال ، في حين أنه أشار في الآية 96  من سورة الكهف إلى الاستخدام الفوري لهذا النحاس الذائب، وكان ذلك أحد القرائن والتي استدللنا منها على كون نبي الله سليمان
 وذو القرنين هما شخص واحد، وأن ذو القرنين ما هي إلا  كنية لنبي الله سليمان.
ذهب البعض من الذين تعرضوا لتفسير هذه الآية إلى أن القطر هو القطران أو هو نوع من أنواع البترول الأسود، وهذا التأويل لا يصمد أمام فكرة أن تفريغ القطر السائل سيكون فوق زبر الحديد الملتهب { ...
حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا..} ، فإذا أخذنا بالقول بأن القطر هو القطران وهو مادة  سوداء لزجة من عائلة البترول الخام القابل للاشتعال، فإنه سوف يشتعل على الفور، ولن يحقق الغرض المطلوب منه.
ذهب البعض الآخر[1] إلى أن القطر هو نوع من أنواع الأتربة أو الصخور الناعمة، المكونة من أكاسيد وقلويات مختلفة ومختلطة، والتي تذوب مع ظروف الحرارة العالية، وتتخلل كتل الحديد الملتهب، وهذا الأمر يقوضه من أساسه أن الأتربة مهما كانت درجة انصهارها فهي سوف تبقي على السطح في أعلى البناء ولن تسري حتي الطبقات السفلى من التكوينة الركامية والتي هي تشكيلة البناء.
هذه واحدة، أما الثانية فإن اختلاط الأتربة بزبر الحديد الملتهب سوف يضعف من تماسك الخلطة، مما سوف يؤدي إلى سهولة نقضه، وثقبه، وتهدمه، وهذا يتنافي مع التصريح الإلهي {
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)} 

الصدفين :
ذهب بعض المفسرين إلى أن الصدفين المذكورين في الآية الكريمة
{ ....
حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ....} هما بذاتهما قمة السدين المذكورين في الآية الكريمة {..... حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ...(93) }
وقلنا أن السدين هما عبارة عن موانع جبلية طبيعية تشكلان سلسلة متلاحقة من رسوبيات صخرية متعاقبة، هذين السدين أرساهما الله متوازيين ليكون بينهم ممرا طويلا ومنه كانت تغير جحافل يأجوج ومأجوج على هؤلاء القوم المسالمين، لذا طلبوا من نبي الله ذي القرنين
{
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) }
وقلنا أن الحق وصفهم بأنهم     {.......
قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) } ذلك لأنهم لم يوقروا هذا القادم عليهم ومعه عداته وعدده وجيوشه الممتلئ بهم الأفق، بأن نادوه باسمه مجردا { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ....(94) }ولم يخلعوا عليه ألقاب من قبيل يا أيها الملك ، أو يا أيها السلطان ، أو يا أيها العظيم ، أو يا صاحب الجلالة، هذه واحدة
أما الثانية فإنهم قد جانبهم الصواب في التعبير عما يريدون فقد أخطأوا خطأين إذ قالوا  {...
فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) }
 الخطأ الأول : أنهم عرضوا عليه رشوة مغرية فالخرج هو ثروة صغيرة من اللألئ والأحجار الكريمة والذهب،  تدفع مرة واحدة ، كجعل في مقابل طلب ما.
الخطأ الثاني : أنهم أرادوا سدا مانعا لغارات يأجوج ومأجوج، والمفروض أن يطلبوا منه بناء ردم وهو ليس بسد.
تغاضى نبي الله ذو القرنين عن أسلوب النداء بما جبله الله عليه من الرحمة وتقدير حالة الخوف والفزع التي كانوا عليها ، ورفض الرشوة المعروضة عليه بأدب ونبل الأنبياء ، وأرجع الفضل إلى الله في التمكين بما هو خير من ذلك، وصحح لهم التعبير عن المطلوب بأن قال
{
 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) }
أي أنه طلب منهم معاونته بما لديهم من امكانات من القوة البشرية ، ومن الثروات الطبيعية، ومن المعادن المتوافرة في الجوار، وهو بذلك قد أحالهم من أمة تشتري أمانها، إلى أمة تصنع أمنها.
وعودة إلى السدين، فقد أبانت الآية الكريمة عن أن أول خطوات التنفيذ كانت نقل زبر الحديد  - المجزأ إلى جزاز من القطع في الحجم الذي يمكن أن يقبض عليه بقبضة اليد - ، إلى حيث هذين السدين، ثم إلقاءها في الممر بينهما، حتى يمتلئ ذلك الممر بزبر الحديد،  ثم تأتي بعدها المرحلة الثانية ألا وهي النفخ...!!
وهذا الإجراء لا يمكن أن يتم على هذه الصورة الساذجة، فإن الذي سيحدث أنه كلما أفرغ حمل من زبر الحديد في الفراغ بين السدين ، فإنه سوف يتبعثر في الممر بين الجبلين، ولا نهاية لهذه البعثرة ، فالممر طويل ولا يمكن بذلك إتمام ملئ الممر بين السدين بزبر الحديد، مما يعني عدم  إنجاز المرحلة الأولى مهما طال زمانها، ومهما تكاثفت كمياتها ، وتكاتفت مجهوداتها.
كان لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة، لذلك تم بناء حائطين حجريين متوازيين ومتعامدين على كلا السدين، وكانت المسافة بينهما هي التي حددت سمك الردم المزمع إنشاؤه ، ولتقريب العملية من الأذهان فكأنما تم تجسيم علبة أو إنشاء  صندوق - متوازي المستطيلات - يتشكل ضلعاه الأصغران من جسم السدين ، أما ضلعاه الأطول فقد تم  بناءهما من الأحجار الكلسية  ولكن على نفس الارتفاع الذي عليه السدين، وكان يتوجب أن يكون سمك كلا من الحائطين كبيرا بحث يسمح لوسائل النقل المتاحة من البغال والحمير والخيول بالسير فوق سطحيهما لتفريغ  أحمالها في داخل الصندوق مما يعدد نقط التغذية، ولا يركن إلى نقطة واحدة تكون هي نقطة الشحن الرئيسية ، مما يسرع بانجاز العمل.
أمر آخر  كان لابد وأن يضعه ذو القرنين في اعتباره، ألا وهو أن المنشأ  سوف يصنع من سبيكة من المعادن ( الحديد والنحاس ) ، مما يستتبع أن تعرضة للعوامل الطبيعية البيئية من حرارة وبرودة سوف تؤدي إلى حدوث تمددات وانكماشات في جسم الردم ، وكان لابد والأمر كذلك من إنشاء فواصل عرضية في جسم الردم لمواجهة مثل هذه العوامل البيئية.
تم ذلك بعمل حوائط حجرية رقيقة موازية لضلعي السدين ، ومتعامدة على الحائطيين الحجريين، وروعي أن تكون هذه السلخات العرضية قليلة السمك وممحرة بالطفلة من جانبيها، مما يعني تقسيم الصندوق الحجري الكبير إلى عدة صناديق – حجرات - أصغر، على
ألا يصل ارتفاعها إلى ذات ارتفاع الحائطيين الحجريين، بل تكون أقل بحوالي طول قامة الرجل، ولقلة ثخانة هذه الحواجز العرضية فيراعى عند تفريغ شحنات الخامات أن تتم في كل الحجرات في نفس الوقت، ذلك لضمان توزيع الأحمال بالتساوي على جانبي الحاجز قليل السمك، حتى لايتسبب ذلك في انهياره أو تفتته.
وبذلك يمكن أن تلقي شحنات الخامات وتتراكم فوق بعضها إلى أن تمتلئ الحجرات تماما وتصل إلى قمة هذه الفوصل الحجرية الرقيقة، وتلكما الحافتين هما اللذان عبر عنهما القرآن بالصدفين {.......
حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ.......}.

عملية النفخ :
تترى عملية النفخ عقب الانتهاء من المرحلة الأولى وهي إتمام ملئ الصندوق الحجري بقطع زبر الحديد إلى حافته حيث أروى الحق
{
آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) }
لم توضح الآيات  كيفية إتمام عملية النفخ ولا أدواته، وكل الذي يتضح من الكلمات أن النفخ سوف يتم على مستوي الردم كله، وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة تقنية هائلة تقترب من الاستحالة، وكان لابد من إيجاد وسيلة سهلة ميسورة ، ولا تتطلب الكثير من العنت والتمحل لإتمام عملية النفخ.
وكان الحل يكمن في اللجوء إلى قوانين الطبيعة ، خاصة تلك التي تعني بتيارات الحمل الصاعدة، وتتلخص في أنه لو شاء أحدهم إشعال كومة من الفحم النباتي بطريقة جد بسيطة، فإنه يتحتم أن يتم إشعال قطعة واحدة من الفحم حتى تبلغ حالة التجمر والاحمرار، ثم توضع على قمة كومة الفحم المطلوب إشعاله، ثم توضع فوق كومة الفحم اسطوانة معدنية فارغة  - علبة سمن فارغة منزوعة القمة والقاع - ، فسوف تعمل قطعة الفحم المشتعلة والموجودة على قمة كومة الفحم على تسخين الهواء المحيط بها وعلى اثر ذلك سوف تعمل قوانين الحمل الطبيعية عملها ، ذلك بأن تبدأ تيارات الحمل برفع الهواء الساخن إلى أعلى، عندها لابد أن تحل طبقة جديدة من الهواء البارد بدلا من الهواء المتصاعد إلى أعلى، وهكذا نحصل على حركة تجديد الهواء والتي تشكل صلب عملية النفخ المطلوبة.
هذه الفكرة على بساطتها كانت الأساس في إتمام عملية النفخ المطلوبة على مستوى الردم كله، وذلك بالحرص على عمل فتحات كأنفاق تهوية أسفل كلا  الجدارين الحجريين ، فتقوم تيارات الحمل المتصاعدة من أسفل البناء بتجديد الهواء عبر تلك الفتحات مؤججة السخونة وعاملة على الوصول إلى حالة التجمر المطلوب لزبر الحديد.   

الحصول على النار
لم يتطرق إلى ذهن أحد من المتعرضين لتدبر الآية (96) أن يتساءل عن كيفية إيجاد المواد المستخدمة في إشعال النار في هذا الحجم الهائل من الركام المتراكم من زبر الحديد، ذلك للوصول به إلى حالة التأجج والاحمرار المطلوبة والموصوفة له  { ... قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا.....}
وقد يتصور البعض أن هذا الوصف إنما يعني الوصول بزبر الحديد إلى حالة السيولة، وهذا قول تجافيه الصحة، ذلك لأن الوصول إلى حالة السيولة تتطلب إمكانيات بعينها، وآليات شديدة التخصص ، كما تتطلب تقنيات عالية خاصة وعلى هذا القدر من الضخامة ، كما وأن الإسالة لا تفي بالغرض التصنيعي لسبيكة النحاس والحديد، ذلك لأنه يوجد شبه استحالة لخلط سائلين مختلفي الكثافة، والتي تتطلب تقنيات أعلا وأعلا بكثير من تقنيات الإسالة، فضلا عن أن الوصول إلى حالة السيولة إنما يعني أن يسيل سائل الحديد خارج الخزان الصندوقي عبر أنفاق التهوية المنشأة أسفل جدر حوائط الصدفين.
وهذا الذي قدمت آنفا لا يعني سوى الالتزام بالوصف القرآني تحديدا، بدلا من إطلاق العنان للخيال أو تحميل الألفاظ بغير معانيها، أو لي الكلمات لتشير إلى معنى بعينه لا يوجد إلا في ذهن صاحبه، فرحمة بالقرآن.
وعودة إلى موضوع الحصول على النار، فالمنطق يحتم توافر نوعا خاصا من أنواع الفحومات في الجوار، ألا وهو الفحم الحجري والمخصص لأشغال الحديد
 - حيث لا يصلح الفحم النباتي لهذه العملية بحال من الأحوال -
ويكون بذلك أمر إلقاء زبر الحديد في الممر، إنما هو يتضمن في ثناياه أمرا آخر هو خلط كميات من الفحم الحجري مع زبر الحديد، ذلك لأن هذا الفحم هو الذي سيشتعل موجدا كميات كبيرة من الحرارة هي فقط التي يمكنها أن تصل بكتل زبر الحديد إلى حالة التجمر.
ويفرض  تساؤلا  نفسه على الحديث الآن، هذا التساؤل  فحواه  .....
      كيف  نبدأ الإشعال ؟
وببساطة نرجع إلى فكرة قطعة الفحم المشتعلة والتي وضعت على رأس كومة الفحم المطلوب إشعالها، والتي تدفع تيارات الحمل إلى التفعيل والتصعيد وإدارة حركة الهواء، مما ينتج عنه اشتعال باقي حبات الفحم، ذلك الذي سوف نتبعه في حالتنا هذه، فعلى قمة الركام الحديدي والمختلط معه حبات الفحم الحجري، سوف نضع كميات من خشب الأشجار المجفف والأعشاب الجافة والتي يسهل إشعالها بإلقاء بعض الشعلات المشتعلة فوقها فلا تلبث إلا وتبدأ في الاشتعال وتبدأ تيارات الحمل في العمل، وتبدأ ذابلات ملتهبة  ونقط متجمرة في الظهور على سطح قطع الفحم، ثم لا تلبث أن تنتشر في باقي كتل الفحم ليكون بعدها الاشتعال الكامل والالتهاب الشامل والذي يحيل كتل الحديد إلى مثل الجمر المشتعل.
وقد يقول قائل أنك قد ذكرت أن خام الحديد - الهيماتيت -  ذو اللون الأحمر الطوبي هو عبارة عن أكاسيد الحديد، أي هي مكونة من  فلز الحديد ومختلطا به غاز الأوكسجين، فكيف سوف نخلص الهيماتيت من الأوكسوجين الممتزج معه ؟
والجواب ببساطة أن ذلك يرجع إلى أن الفحم الحجري يتكون أساسا من عنصر الكربون  ، فالفحم حين يشتعل يكون محتاجا لعنصر الأكسوجين لإكمال عملية الاحتراق، عندها يقوم الكربون الموجود في الفحم باختزال عنصر الأكسوجين من كتل زبر الحديد ويترك فلز الحديد خالصا دون شوائب تذكر.

ويجدر الآن الإشارة  إلى الدراسات الأولية والتي أجراها ذو القرنين قبل الشروع في إنجاز هذا المنشأ العـَلم.

تجهيزات ما قبل الإنشاء
كان لابد أولا من التدقيق في إختيار المكان الذي سوف يتم فيه التشيد ، فكان من المنطقي أن يختار أقصر مسافة بين السدين ليقلل من الجهد المبذول، وأيضا لتقزيم كميات المواد والخامات المستخمة في البناء.
يتبع ذلك إجراء لاختبارات مدى صلادة المكان ، وامكانية تحمله لهذا الثقل الهائل المنتظر أن يكون بعد تمام الانشاء، وذلك بتتبع تضاريس المنطقة، والتيقن من طبيعة أرضية الممر بين السدين، وأنها من نفس الصخور النارية الصلدة المكونة لجرم السدين.
يستتبع بعد ذلك ضرورة حفر خندق أفقي - بعمق معقول - وذلك يتم نحتا في صخور أرضية الممر متعامدا على الجبلين، فيكون عرض الخندق هو الذي يحدد سمك الردم ، وليكون عمق الحفر بمثابة الأساس الذي سوف يحمل مثل هذا المنشأ يالغ الضخامة، شديد الثقل.
أيضا كان لابد من عمل شق رأسي – أخدود - في جسم السدين  وعلى نفس أحرف الخندق الأفقي، على أن يتم التأكد من تمام ضبط الزوابا بحيث تكون متعامدة تماما مع الخندق الأفقي – أي أن الزاوية بين الخندق الأفقي والأخدود الرأسي لايد وأن تكون قائمة تماما أي تسعون درجة ستينية[2] والغرض من ذلك الأخدودين هو أن تكون أحرف الردم مزروعة داخل جسم السدين، لضمان تمام انضباط التشييد الرأسي للردم وذلك لجعل مركز ثقلة منضبطا داخل قاعدته الأفقية، مما يعني انعدام احتمالات سقوطه على أحد جانبيه من فرط ثقله أو ميله إلى أحد جوانبه.

 بعد هذه المقدمة الطويلة من تفصيلات معاني الألفاظ التي وردت في الآية (96) فلا يزال السؤال مطروحا       كيف تم هندسيا بناء ردم يأجوج ومأجوج ..؟
الناظر للأمر من وجهة النظر الهندسية المحضة، يستطيع أن يؤول الآية على النحو التالي :

فقد أصدر نبي الله ذو القرنين أوامره لأهل منطقة بين السدين بناء على خطة محددة لتنفيذ خطوات متزامنة على صورة مراحل متعاقبة :

أولى هذه المراحل :  هي تكليف فريق بحث لاستطلاع المنطقة،  لاكتشاف الخامات المتوافرة بها ومدى كفايتها لإقامة الردم ، واكتشاف توافر مناجم لخام الحديد
( الهيماتيت ) ، وكذلك مناجم للفحم الحجري، وكذلك استطلاع وجود عين بركانية نشطة تعلو السدين تموج بالحمم البركانية الغنية بالنحاس المسال، أيضا توافر الأحجار الكلسية ومناجم الطـَفـْلة.

ثاني هذه المراحل : استطلاع صخور أرضية الممر،  وذلك لاختيار أنسب الأماكن لإقامة هذا الردم، حيث سوف يختار أضيق مسافة بين السدين لتوفير المجهود المبذول فضلا عن تقليص كمية المواد المستخدمة في بناءه، وبدء نحت الصخور
لإنشاء الخندق الأفقي ، وكذا الأخدوديين الرأسيين.

ثالث هذه المراحل :  توجيه فرق للعمل في تكسير وتفتيت الصخور، الفريق الأول لمناجم خام الحديد ، والفريق الثاني لمناجم الفحم الحجري، الفريق الثالث لتقطيع الأحجار من الجبل وجعلها في أحجام مناسبة للنقل وللبناء، ثم الفريق الرابع لطحن الطفلة وتنعيمها لتكون جاهزة لعجنها بالماء لتكون صالحة كمونة للبناء وللمحار ثم بعدها تجميع الخامات المصنعة في ساحات خاصة بكل منها.

رابع هذه المراحل :  كانت بناء حائطين حجريين متوازيين من الأحجار الكلسية، ومستخدما تراب الطـَفـْلة الناعم كمونة للبناء، بحيث يتم بناء الحائطين متعامدين على السدين وبسمك يسمح للدواب الناقلة للشحنات بالسير فوقهما، كما يجب أن يصل ارتفاعهما لنفس ارتفاع  قمم الجبلين، على أن يتم مراعاة ترك فتحات لأنفاق التهوية أسفل الحائطين لضمان جودة التهوية وحركة تجديد الهواء لإزكاء الإشعال، كما يتوجب أن يتم تمحير الحوائط من الداخل بمعجون الطـَفـْلة ليتسنى الحصول على سطح ناعم أملس على جانبي الردم، وكذا إنشاء الحواجز الحجرية الرقيقة وتقسيم الفراغ بين الحائطيين الكبيريين إلى مجموعة حجرات مستقلة، على أن يتم تمحير الحواجز بالطفلة من جانبيها، فضلا عن أن تكون ارتفاعاتها يقل عن ارتفاع حافة الحائطيين بطول قامة الرجل.

خامس هذه المراحل : تجهيز وسائل نقل خفيفة من الخيل والبغال والحمير وتحميلها بالخامات المقطعة والمصنعة من ساحات التخزين إلى الحجرات الحجرية التي تم إنشاءها في المرحلة الرابعة وإلقائها في داخلها، على أن تكون نسبة الخلطة أربعة وحدات حجمية من خام الحديد إلى وحدة حجمية واحدة من الفحم الحجري، بالإضافة إلى وحدة حجمية أخرى من الأخشاب المجففة .

سادس هذه المراحل :  تأتي بعد امتلاء الحجرات الحجرية بخلطة الخامات المشار إليها في المرحلة السابقة، ويراعى أن يفرش سطح الخليط بالأخشاب والأعشاب الجافة سريعة الاشتعال إلى أن تصل إلى قمة السدين  ، ثم يقذف إليها ببعض شعلات النار، وفي أماكن متفرقة، مما يستتبع اشتعال السطح بأكمله سريعا، ثم تقوم تيارات الحمل بعملها في إزكاء النار وتأججها، لكي تبدأ وحدات الفحم الحجري في الاشتعال ، ومع استمرار عمل تيارات الحمل فتلتهب على إثرها كتل الفحم الحجري مما سوف يؤجج قطع الحديد ويحيلها إلى كمثل الجمر الملتهب.

أما سابع هذه المراحل : فهو إيجاد أسلوب سهل ميسور لتوصيل الحمم البركانية السائلة من عين البركان إلى موقع العمل، ذلك بإنشاء ما يشبه ترعة ري المحاصيل في الحقول الزراعية، لكنها بدلا من حملها للماء فهي تحمل في حالتنا هذه ذائب الحمم من النحاس المسال، هذا إلى أن يصل مستوي السوائل المصبوبة إلى قمة الحوجز الحجرية الرقيقة عندها يوقف اندفاع الحمم،  ولسوف ينزل القطر المسال فوق الحديد الملتهب فيتخلل الفراغات فيه، فكأنما قطع الحديد بمثابة وحدات من الطوب المرصوص، أما القطر المسال فيكون بمثابة المونة أو أشبه ما تكون بالأسمنت اللبـَّاني الذي يتخلل الفراغات ليملؤها وبعد جفافها تصبح شديدة الترابط  والتماسك.

الخطوة الثامنة :  يحين دورها بعد أن تهدأ حرارة هذا المنشأ الجبار، وتبرد مكوناته، حيث يتوجب إزالة الحائطين الحجريين اللذان تم إنشاءهما في البداية لإتمام تراكم خامات البناء، وواقع الأمر أن إزالتهما سوف تكون أسهل بكثير جدا من إنشائهما ، ذلك لأن الأحجار الكلسية المنشأ منها الحائطين ( وهي أصلا مكونة من مادة كربونات الكالسيوم ) تتحول بعد تعرضها للحرارة العالية التي كانت فيها إلى مادة أكسيد الكالسيوم ( الجير الحي ) وهي مادة ضعيفة التماسك، بل يكفي رشها بالماء لتنهار ولتتحول فورا إلى تراب أبيض متساقط، فتسقط علي الفور أمام الحوائط  تاركة أسطح الردم المنشأ أملسين كأسطح الزجاج المصقول، كما وأن الحواجز الحجرية الرقيقة سوف تتحول إلى فواصل - تسمح للكتل المعدنية بالتمدد - مفرغة بعد سقوط أحجارها هي الأخرى كتراب ناعم للجير الحي.

ثم يأتي في النهاية كخطوة تاسعة : دور تأمين وضبط جودة التنفيذ، وفيها تظهر أهمية الاطمئنان على أن العمل قد حقق الغرض من إنشاءه، حيث كلف فريق متابعة الجودة، بعمل محاولات متعددة لتسلق هذا البناء الشامخ ففشلت جميعا، ثم حاولوا أيضا في محاولات متعددة لاختراقه ثقبا أو هدما فباءت محاولاتهم بالخسران وخاب رجائهم، وهكذا اطمأن ذو القرنين على أن المنشأ تم بناءه كما يجب أن يكون البناء، ثم أضاف وبوحي من الله أن هذا الردم لن يهدم ولن يثقب وإنما وفي موعد بذاته سوف يدك كاملا في الأرض، أو فيما يعني أن الأرض سوف تبتلعه كاملا.

وهكذا تم بناء الردم، أو هكذا تصورت أنه قد تم بناءه، وقد حاولت فيما ذكرت أن أنتهج منهجا علميا هندسيا، حيث أنه استخدمت في تشييد هذا البناء عدة علوم هندسية والعديد من المعارف والتقنيات العالية، فقد استخدمت فنون وهندسة النحت،
وهندسة المناجم والتعدين، وهندسة البناء والتشيد والأساسات، وهندسة واقتصاديات النقل، ودقائق الهندسة الحرارية، ثم تقنيات علوم السبائك، وأخيرا اختبارات ضبط الجودة ومدى فعالية المنتج.
وقبل ذلك وبعده، فإن هذا العمل لابد وأن يصاحبه ويخطط له ويقوده عقلية إدارية فذة، بل أن خطوات التنفيذ المذكورة في آيات الذكر الحكيم، قد استثارت أحد الباحثين الإسلاميين[3]، فأعد بحثا عنوانه
(أسس القيادة والإدارة في ضوءالقصة)وسوف نعرض لهذا البحث بإذن الله إن كان في العمر بقية، حتى تكتمل جوانب التدبر من الناحيتين الإدارية والفنية الهندسية .

 

 

وللحق فقد تلاحقت أنفاسي مشدوهة منبهرة أثناء وصوفاتي من
عِظـَمْ المـُنـْشـَأ، وهي كانت تشير بحق إلى عـِظـَمْ المـُنشِئ ، فكيف بعظمة الله خالق الأكوان فسبحان الله الخالق المصور، البديع المبدع ، سبحان الله العظيم ، سبحان الله العظيم ، سبحان الله العظيم  ، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.

 

 

رؤية وإعداد المهندس /  محمد عبد العزيز خلـيفة داود
استشاري تصميم وبناء نظم معلومات الحـــاسب الآلي
معهد الدراسات والبحوث الإحصــائية - جامعة القاهرة

 

 



  فك أسرار ذي القرنين ويأجوج ومأجوج – حمدي حمزة أبو زيد – ط 2 – الرياض 1428 هـ[1]

1 كان القدماء يستخدمون مثلث مصنوع من الحبال المجدولة بعمل عقد عليه بأبعاد 3 ، 4 ، 5 من وحدات القياس المسافية، ثم بجعل أضلاع المثلث مشدودة فتكون الزاوية بين الضلعين الأصغر هي زاوية قائمة تماما أي تكون تسعون درجة ستينية 

 اكتشافات وأبحاث جديدة من قصة ذي القرنين في القرآن الكريم المهندس / السيد حامد السيد علي       أسس القيادة والإدارة في ضوء القصة[3]   

اجمالي القراءات 61837