يحرم على المرأة تعدد النكاح

سامر إسلامبولي في الإثنين ١٥ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

يحرم على المرأة تعدد النكاح

من المعلوم أن الشارع قد أباح للرجل تعدد النكاح من الأرامل والمطلقات وذوات الحاجات الخاصة, وما شابه ذلك من أجل ترميم خلايا المجتمع وحفظ توازنه ولتعويض الأيتام عن والدهم بأبٍ جديد يعتني بهم, ويقوم مقام الوالد من حيث التربية والتنشئة،(العناية بالأم وأيتامها). قال تعالى:[ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا] النساء3

فالأصل في الزواج هو حالة الثنائية بين ذكر وأنثى، أما التعددية في النكاح بالنسبة للرجل فهي حالة استثنائية ظرفية وليست أصلاً ، وقد وضع الشارع حداً أعلى لهذه التعددية المشروطة بالعدل بين الأبناء ، وعدم أكل أموالهم من والدهم . وامتلاك المقدرة المادية على إعالة الجميع ،هو أربع نساء فقط . أما التعدد بالزواج من النساء فقد سكت الشارع عن ذلك ، فيكون حكمه الإباحة بناء على الأصل مع عدم الحض عليه ولا يأخذ حكم الندب فهو مباح مثل غيره من المباحات ومتروك تنظيم ذلك منعاً أو سماحاً حسب ما يراه المجتمع مصلحة له وللمرأة . والسؤال الذي يفرض ذاته في هذا الموضوع هو هل يباح تعدد النكاح بالنسبة للمرأة مثل الرجل ؟ أم حرَّم الشارع ذلك عليها ؟ ولمعرفة ذلك ينبغي دراسة دور الرجل والمرأة وعلاقتهما مع بعضهما في الحياة الاجتماعية .

والدارس لطبيعة حركة الرجل والمرأة وعلاقتهما مع بعضهما في الحياة الاجتماعية ، يلاحظ أن الرجل هو بمثابة النواة للذرة ، والمرأة بمثابة الإلكترون والبروتون في الذرة ، يدورون حول النواة مرتبطون بها بعلاقة لازمة تشدهم إليها وتحكم حركتهم وتحافظ عليهم ، وكذلك حركة الرجل في المجتمع فهو في مقدمة الحياة الاجتماعية يدافع عن المرأة ويحميها ويؤمن لها العناية وذلك لأهميتها في الوجود من حيث قيامها في حفظ وإدارة البنية التحتية للأسرة وتعلق الأطفال بها ، فالمرأة مديرة للأسرة وفق قيادة الرجل ليشكلا مع بعضهما فريقاً واحداً يقوم ببناء الأسرة ويكونان ركنين يرفعان سقف الأسرة . فكما أن الذرة لها نواة واحدة والكترونات متعددة ، فكذلك الرجل أبيح له التعدد لتماثل حركته مع حركة النواة والكترونات . وحَرِّمَ التعدد على النساء لتماثل حركتهن مع الإلكترونات حول نواة واحدة .ونزل الشرع ينظم علاقة الرجل بالمرأة بصورة منسجمة ومتناغمة مع حركة الكون, فعامل الرجل مثل نواة الذرة ، وعامل المرأة مثل الإلكترون ليشكلا مع بعضهما وحدة إنسجامية ، فالنواة وحدها ليست ذرة ، وكذلك الإلكترون وحده ليس ذرة !! . وحتى تصير الذرة ذرة لا بد من اجتماع العنصرين مع بعضهما بعضاً ليصيرا ذرة . وكذلك الرجل والمرأة ، فالواحد منهما لا يمثل الإنسان كاملاً وإنما هو شطر إنسان ، ولا بد له من الشطر الآخر ليكمل في نفسه وجسده صفة الإنسان ويقوم بدوره على أكمل وجه من حيث وجود الوالد والوالدة ، والأب والأم ، والرجل والمرأة ، والذكر والأنثى ! فكما أن الإلكترون لا يدور إلا حول نواة واحدة ، فكذلك المرأ

اجمالي القراءات 23713