2012 ..عام أفضل للمرأة المصرية المظلومة

حمدى البصير في الأحد ٠١ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أتمنى أن يكون العام الجديد 2012 عام أفضل للمرأة المصرية ، بعد أن ظلمت كثيرا فى العام الراحل 2011.

فرغم المشاركة الإيجابية للمرأة فى ثورة يناير  العظيمة ، وأيضا مشاركتها الرائعة فى الإنتخابات التشريعية فى جولتيها الأولى والثانية ، إلا أنها لم تحصد الثمار السياسية لتلك المشاركة ، فلم يكن لها نصيبا كبيرا فى مقاعد البرلمان وحصلت على مقاعد هزيلة لاتتعدى أصابع اليد ، لأنه الأحزاب وضعتها فى  " ذيل القائمة الإنتخابية " ، ولم تفاح حتى الأن أى سيدة فى الفوز بمقعد فردى على مستوى الدوائر ، وكأن المرأة أصبحت ، كتلة صوتية إنتخابية يستغلها الرجال " المرشحين " لصالحهم .

 ووفقا لتقرير حديث أعده المركز المصرى لحقوق المرأة فإن أهم " المظالم " التى تعرضت لها المرأة المصرية خلال 2011 ، الإقصاء من المناصب القيادية حيث اقتصرت وزارات الثورة على عدد ضئيل من السيدات، حيث ضمت وزارتا دكتور عصام شرف سيدة واحدة فى كل منهما، بينما ضمت وزارة الإنقاذ الوطنى برئاسة الدكتور كمال الجنزورى ثلاث سيدات، كما تم إقصاء المرأة من المواقع المهمة مثل منصب المحافظ، ومن لجنة التعديلات الدستورية وحتى من المناقشات حول تعديل قانون مجلسى الشعب والشورى وقانون تقسيم الدوائر "والتى لم يشارك فيها من النساء سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ضمن عشرات الرجال وجاء إقرارهما مخيبا للآمال.

كما حظيت الناشطات فى عام 2011 بنصيب ليس بالقليل من الانتهاكات لحقوقهن الإنسانية وحقهن فى المشاركة والتعبير عن الرأى، فقد شهدت مصر ولأول مرة من قوات أمنية – بشكل فردى -  الكشف على عذرية الناشطات ، وقد ألغت محكمة القضاء الإدارى ذلك ، فى القت الذى نفى فيه المجلس العسكرى وجود قرار بالكشف فى الأساس ، معتبرا ماحدث تصرفا فرديا من جهه تحقيق.

كما تصدرت المرأة المصرية صفحات الغلاف فى جرائد ومجلات العالم من بداية العام كمناضلة فى الثورة وتصدرتها أيضا فى نهاية العام فى صورة فتاة تسحل عارية على الأرض ، وقد إعتذر المجلس العسكرى عن ماحدث لتلك  الفتاة ،كما أقيمت مليونية فى منصف ديسمبر الماضى تضامنا مع المراة المصرية سميت بجمعة رد الإعتبار لسيدات مصر ..

ولكن من الإيجابيات التى لايمكن إغفالها عن المرأة فى عام الثورة ، إنه تمخض عن العديد من أشكال العمل الجماعى النسائى منها: التحالف المصرى لمشاركة المرأة ، تحالف المرأة المصرية، تحالف المنظمات النسوية المصرية، ائتلاف نساء الثورة وحركة مصرية حرة وجمعيها يهدف إلى تجميع القوى النسائية لدعم مطالب النساء وتشكيل قوة ضغط مؤثرة ، من أجل حصولهن على المزيد من حقوقهن المسلوبة ..

كما نجحت المرأة المصرية فى تقديم نماذج مشرفة دوليا ، فقد وضعت صحيفة «جارديان» البريطانية الدكتورة نوال السعداوى، الناشطة النسائية، فى المركز الـ١٦ بقائمة أهم ١٠٠ ناشطة نسائية فى العالم، بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، فيما اختارت صحيفة «أرابيان بيزنس» إسراء عبد الفتاح، الناشطة بحركة ٦ أبريل، فى قائمة أقوى ١٠٠ امرأة فى العالم العربى ومنح البرلمان الأوروبى جائزة "سخاروف" التى يقدمها سنويا لحرية الفكر وهى من أهم الجوائز العالمية فى مجال حقوق الإنسان، للناشطة المصرية أسماء محفوظ و4 من أبرز نشطاء الربيع العربى ، منهم اليمنية كارمان توكل الفائزة بجائزة نوبل للسلام ..

كما أطلق بعض نشطاء الفيس بوك على الإعلامية بثينة كامل والمرشحة الوحيدة من العنصر النسائى لرئاسة الجمهورية، أشجع امرأة لـ 2011 ، ولكن كنت أتمنى أت تفوز الإعلامية جميلة إسماعيل فى إنتخابات مجلس الشعب الحالية ، ولكن للأسف لم توفق بسبب إصرارها على الترشح على المقعد الفردى فى دائرة قصر النيل ، دون تنسيق مع الليبرالين ! ..

أتمنى أن يشهد العام الجديد ، وضع أفضل للمرأة المصرية ، وأن تصل الى منصب المحافظ ، ولاعيب إن أصبحت رئيسة للوزراء ، فليس مايمنع شرعا من توليها ذلك المنصب ، وألا يكون صعود الإسلاميين سياسيا ، بداية لتقليص حقوق المرأة ، بل بداية لتبؤها مكانة جيدة وفقا لتعاليم الإسلام ، كما أنها شريكة ولاعب رئيسى فى حصول الإخوان والسلفيين على الاغلبية البرلمانية ، ولابد أن يرد لها الجميل ، حتى لاتظل المراة المصرية مظلومة إجتماعيا ، منذ العهد البائد ، وحتى بعد " الثورة " .

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 9860