لمحات إدارية من سورة يوسف
فذروه في سنبله

محمد خليفة في السبت ٢٤ - ديسمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

فذروه في سنبله.....

 

مقدمة :

بالرجوع إلى كلا العلمين ،علم إدارة المخازن، وكذا علم التسويق، فإننا سوف نجد أن نبي الله يوسف كان قد قدم إلتماسا إلى ملك البلاد مشفوعا بالسيرة الذاتية

 

{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
       (55)
}

 

 الخزائن   :


  أولا    : الأموال( الذهب، الفضة، الأحجار الكريمة، اللؤلؤ)

  ثانيا    : الأشياء ( المعادن - النحاس، البرونز- ، الجلود، الأصواف
               والأوبار، الأخشاب الثمينة، البخور- العود والصندل
                                    وغيرها...)

  ثالثا   : المحاصيل الزراعية      

 رابعا  : المعلومات

 

ترشيد الإستهلاك   : يومي، تقاوي(سنوي) ، إســـتراتيجي

تأمين المخازن      : بناء الحصون     ".. إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) }
                            لتوفير الحماية من النمل والحشرات والقوارض                                   والطيور والإنسان
 أسلوب التخزين    : 
".. فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) }
                           الحفظ في السنابل يحمي الحبوب من
الفطريات                                     وهوام الجو، وبعد درسها سوف ينتج التبن لغذاء                            الحيوانات
 الحفاظ على البيئة  : روث البهائم يكون سمادا طبيعيا للأرض
   تأمين داخلي     : ( الشرطة )، للحماية من هجمات اللصوص.
   تأمين خارجي
 : ( القوات المسلحة ) من هجمات دول الجوار                                    الجائعة.

 

 

 

 

علم إدارة المخازن من أبرز العلوم التي تناولتها سورة يوسف ، والتي تكاد أن تكون هذه السورة   حصرا عليها ، وقد ظهرت في السورة على نسقين

 

النسق الأول   : الظهور الصريح اللفظي

النسق الثاني  : الظهور المنطقي البدهي

 

 أما عن النسق الأول فقد وردت كلمتان تفصحان عن كونهما من عائلة التخزين ، ألا وهما   كلمة  تحصنون ، وكذا  كلمة  خزائن.

أما عن كلمة " خزائن "  فكان لابد  وأن يسبقها تمهيد لظهورها، فقد دعت الحاجة إلى ذكرها بعدما طلب ملك البلاد مقابلة يوسف وقد ظهرت براءته وأمانته وطهارة ذيله

 

   "....فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) }

عندها نسي يوسف كل أحزانه ، ومحيت من ذاكرته كل عذاباته وأشجانه ، كان شاغله الأول الكيفية التي سوف تدار بها الأزمة القادمة ، وكان يعلم يقينا أنه لديه الخبرة والإمكانيات اللازمة لإدارة هذه الأزمة والخروج بالبلاد من هذا المأزق ، مما تعلمه وخـَـبـِره وأتقنه أثناء تواجده في قصر عزيز مصر، وأيضا مما علمه الله

{  وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) }

 عندها لم يتردد في  التعرض لمواجهة التحدي القائم الذي يجبن عن مواجهته أعتى الرجال ، لقد عرض أن يتحمل المسؤلية كاملة على عاتقه حيث قال بالثقة الكاملة في نفسه وفي قدراته

{ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) }

 

والإشارة إلى الخزائن هنا تعني

العمل على ابتكار الوسائل المختلفة للحفظ  (  البيانات ، الشيئيات ) مع الحرص على توثيق هذه المعارف ، وحفظها في وسائط التسجيل المتباينة، بحيث تكون أكثر أمانا ، وأقل حجما ووزنا وثمنا لتسهيل التداول ، مع التيقن من حفظها     وتأمينها في مخازن خاصة من غوائل السرقة والحريق والتلف [عوامل بيئية ( الهواء والرياح والأتربة والرطوبة ، متلفات حيوية ( القوارض ، الحشرات ، الحيويات الجرثومية ، الميكروبية ، الفطريات ) ] ، ومن قبل ذلك كله يأتي الإنسان الأمين الذي يحرص على المتابعة المستمرة الدائبة  لعمليات ترقيم المخازن وتصنيفها ، وكذا عمليات الإضافة والخصم والتعديل ، لكي يمكن الوقوف دائما على بيانات ومستويات المخزون آنيا ، وهو من نستطيع أن نصفه  بأنه مؤتمن حفيظ.

 

وصدور مصطلح    -  خزائن الأرض -    بهذه الكيفية وفي هذا  التوقيت بالذات ينبا عن حذق نبي الله يوسف فقد إختار اللفظ المناسب في المكان المناسب والتوقيت المناسب ليشير إلي شيئين مهمين :

الشئ الأول : هو الخزائن بمعانيها الشاملة أي خزائن الأموال وخزائن الأشياء ، وخزائن المحاصيل ، وأيضا خزائن البيانات والمعلومات ، أي إدارة كل ما يمكن أن يخزن في المخازن مهما تنوعت واختلفت طبيعتها.

 

الشئ الثاني  : وفيها إشارة إلى الأرض ، حيث كانت هي مصدر الثروة والنماء ، بما تغله من محاصيل زراعية ، للإستخدام المباشر مثل القمح والشعير والبقل والفوم والبصل وغيرها ، ومنها ما يعاد تصنيعة وعصره للإستفادة من عصيرة وزيته ، أو بتجفيفه وقديده ، والأرض بذلك تكون هي المصدر الوحيد - وكما كانت دائما وكما ستكون دوما - ذاك الحين لتنمية الثروة.

 

وبهذا المصطلح المركب من لفظين ( خزائن الأرض )  يكون نبي الله يوسف قد جمع بين مصادر إنتاج وتنمية الثروة ، وبين وسائل الحفاظ عليها ، ثم أضفي إلى مهاراته ، أنه عليم بدقائق ووسائل إنماء الشيئين ، أيضا هو أمين مؤتمن عليهما قادر بعون الله على حفظهما وتأمينهما ، حتى يكونا في طوع الملك يؤمن به ملكة ، ويأمن بهما غائلة الأيام والمجاعة على الناس.

 

وعودة إلى الخزائن فقد تنوعت مطلوباتها ، وتباين الغرض من كل منها  فخزائن البيانات والمعلومات ،تولى إدارتها فريق المكتبات وحفظ الوثائق ، وذلك لتسهيل مهمة فريق جمع وتسجيل المعلومات ، أما خزائن المحاصيل فقد تنوعت تلك المخازن حسب نوعية المحاصيل وحسب خطة إستخدامها، وبعد جني المحصول كانت القيادة العامة وطبقا لمؤشرات إستراتيجية خاصة تضعها نصب عينيها ، تحدد الكميات التي ستوجه إلى ثلاثة أصناف من مخازن المحاصيل :

 

أولهما :  كمية المخزون للإستهلاك الجاري ، للإطعام اليومي  للبشر والأنعام .

ثانيها  :  كمية المخزون الذي سوف يستخدم كتقاوي للزراعة في العام القادم (سنوي).

ثالتها  :  كمية المخزون الإستراتيجي ، والذي سوف يحتفظ به لمدة سبع سنوات

 

 وكان والأمر كذلك ، لابد من تصنيف وترقيم المخازن وتحديد الكميات المخزنة فيها بدقة ، وكذا تثبيت تواريخ الحصاد ، حتى يتسني صرف المخزون  بنفس ترتيب سنوات الخصب والجفاف، بمعنى أن مخزون السنة الأولى في الخصب، يوزع  في السنة الأولى للجفاف، وهو ما يسمي في علوم التخزين أول القدوم ( الإضافة ) هو أول الإنصراف ( الصرف ) ، وآخر القدوم هو الآخر في الصرف .

من هنا يتضح أهمية عملية تنظيم وتسجيل المعلومات، في المتابعة الدقيقة للعملية الإنتاجية والتخزينية والتصريفية.

ليس هذا فحسب ، بل كان للتوجيه الذي أشار به نبي الله يوسف أثرا مهما في تحديد وسيلة التخزين المناسبة لكل نوع من أنواع المحاصيل المخزنة، وكان على رأسها بالطبع المحصول الحيوي الرئيسي ألا وهو القمح، حيث أشار إلى ضرورة تركه في سنابله، حيث أنها تكون بمعزل تام عن الهواء، فلا يكون للعوامل البيئية ولا العوامل الحيوية أي أثر عليها، هذه من ناحية، وأيضا كان لهذه النوعية من الحفظ وجهة نظر أخرى، فعند إخراج السنابل المخزنة حين وقت الحاجة إليها، سوف يجري بالطبع درسها لإخراج حبات القمح منها، عندها تنفصل القشور المغلفة لتكون هي بذاتها الوجبات الرئيسية لإطعام الأنعام وحيوانات الحقل، والتي تشكل المصدر الرئيسي للألبان واللحوم وأيضا مصدرا وحيدا للأسمدة العضوية المكونة من روث تلك البهائم.

{ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) }

وهذه الآية أيضا تشير إلى اللفظة الثانية ، والتي جاءت لتنبأ عن الذكر الصريح للمخازن ، ألا وهي كلمة  " تُحْصِنُونَ "  التي وردت في عجز الآية (48) ، حيث أنها تدل دلالة قاطعة على ضرورة توافر شكل من أشكال المخازن الحصينة، والحصينة هنا تعني أنها حصينة على ما بها من محاصيل، بمعنى أنها مبنية بطريقة خاصة لا تسمح بنفاذ الهواء إليها، أيضا لا تسمح باختراقات القوارض والحشرات المتلفة للمحاصيل، بل يدخل في خلطة المونة خاصتها زيت السمسم الطارد للحشرة الدؤوبة ( النمل ) ، وهذا يتطلب وجود فريق خاص تنحصر مهمته في إقامة وإنشاء هذه المخازن، وطبقا لمواصفات خاصة يحددها كلا الفريقين فريق توحيد المقاييس والمواصفات وأيضا فريق ضبط الجودة .

ثم نذهب للمعنى الآخر من التحصين ألا وهو التواجد الأمني المكثف للحراسات المستمرة المتواجدة باستمرار، درءا لأي شخص أو جماعة تسول لهم أنفسهم إمكان التلصص أو سرقة بعضا مما تحتويه هذه المخازن.

بل نذهب إلى أكثر من ذلك ، فإن الأمر يوحي بتشكيل فرق من القوات المسلحة ، تكون مهمتها فضلا عن الحراسة ، تأمين وتحصين تلك المخازن ليس من المحاولات الفردية فقط ، وإنما أيضا من صد هجمات محتملة ، قد تقوم بها دول الجوار أثناء السنين العجاف ، لإستلاب ما بها من محاصيل لإطعام شعوبها.

ألا ترون معي أن كلمة واحدة مجردة وهي كلمة " تُحْصِنُونَ " قد أوردت جميع هذه المعاني للذهن مباشرة ودفعة واحدة بمجرد قراءتها ..سبحان الله.

 

كان هذا الذي عرضنا إليه آنفا ، ينطوي كله تحت لواء الذكر الصريح لكلمة المخازن ، أما الظهور المنطقي البدهي ، والمقصود منه المعاني غير المباشرة ، أو هي تلك المخازن التي يتوجب تواجدها لإتمام هذه المنظومة المتكاملة من التنظيم ، حيث أنه بعد مضي سنين الحصاد وقدوم سنين الجفاف فإنه يتعين على من يريد الحصول على الطعام أن يقايض عليه ببضاعة من صنف ما هو يتوافر لديه أو هو ما ينتشر إستخدامه في بيئته.

 

فمن المنطقي مثلا ، وجود عدة أنواع من المخازن يخصص كل منها لتخزين نوع بذاته من أنواع البضائع ، فبعضها مثلا مخصص لتخزين الأموال من الذهب والفضة ، وكذا تخزين الأحجار الكريمة واللالئ ، ونوع آخرلتخزين المعادن الحديدية وغير الحديدية - النحاس والبرونز - وغيرها مما يجلبه المتعاملون للمبادلة بالميرة ، فضلا عن وجود مخازن أخرى للشيئيات مثل جلود الحيوانات ، والأصواف والأوباروالأخشاب والبخور من العود والصندل وغيرها.

وقبل كل تلك الأنواع  بديهية الإنشاء من المخازن، تأتي نوعية خاصة جدا من نوعيات التخزين، ولا تستقيم أمور العمليات كلها إلا بإنشائها، ألا وهي أسلوب جمع وتصنيف وترتيب وتبويب البيانات، ومن ثم تسهيل عمليات استرجاعها، وكذلك أسلوب ضبط عمليات الصرف والتحصيل، ولولا هذه النوعية من الإنضباط الفذ لفسدت العملية كلها، وما كان من الممكن أن يكتب لها النجاح، والآيات تترى بنجاح تنفيذ خطة الإنقاذ الخمس عشرية، مما يقطع بنجاح نظام المعلومات المستخدم ذاك الحين نجاحا منقطع النظير.

كان إستخدام نبي الله يوسف لهذا الأسلوب التبادلي للبضائع، أو بما يعني نظام المقايضة، عدة أسباب نحصرها في سببين رئيسيين:

أولهما  : عدم توزيع المحاصيل في أعوام الجفاف بالمجان فتعم فوضى الإستهلاك.

ثانيهما :  توافر مواد خام تتيح لعمال الزراعة العاطلين عن العمل، وببعض من التدريب البسيط ، لتكون هناك قاعدة صناعات تحويلة صغيرة، تدفع عنهم غيلة الحاجة، وتؤمن لهم دخلا يعينهم على كفالة أنفسهم وذويهم، مما يشيع نوعا من الهدوء الإجتماعي، والأمن الداخلي، فالعاطل الجائع ماهو إلا  قنبلة موقوتة شديدة الخطورة، لا نعلم زمانا ولا مكانا لإنفجارها.      

 

أسلوب بناء الحصون والتي سوف تستخدم كمخازن للغلال

 

كانت للإشارة القرآنية "  إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ " الأثر الكبير في توجيه الأنظار نحو أهمية بناء صوامع الغلال بطريقة شديدة الخصوصية حيت تستطيع أن تفي بالغرض التي أنشأت من أجله، وهو بداهة لايخرج عن الحفاظ على المخزون من التلف من عوامل الجو والرطوبة،وأيضا من الحشرات والقوارض وكذا من غائلة السرقة والخطف والإستيلاء المسلح.

أولا :

كان لابد أولا من بناء سراديب تحت الأرض والتي يجب أن تختار في مناطق شديدة الجفاف ، خشية سقوط الأمطار أو تسرب المياه الجوفية أو مياة الصرف الصحي والزراعي إليها، وذلك لتجميع هذه المياه في حالة ورود إياها في هذه السراديب، ومن ثم تصريفها فيما بعد في أعماق الأرض بحيث لا تصل إلى المخزون من المحاصيل، ثم إقامة وبناء المخازن الحصينة فوق تلك السراديب.

ثانيا : مواد البناء :

1.    وحدات البناء من الطوب الأحمر المحروق
{
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38 ) } سورة القصص

2.    الملاط المستخدم للصق الطوب وكان من الطفلة شديدة النعومة.

3.    التغليف والتغطية ( التمحير) كان يستخدم له الجص     ( المصيص)

4.    إستخدام زيت السمسم كدهان خارجي وهو طارد للنمل

5.    إستخدام زيت زهرة اللوتس (رمز الأبدية عند قدماء المصريين) للدهان من الداخل لسد المسام وتقليل نفاذ بخار الماء والرطوبة

6.    معاملة الأخشاب المستخدمة في البناء ( الكمرات والرفوف والأبواب والدرج) بمزيج خاص ( مغلي قشر البصل والحلبة) مما يمنع إقتراب كثير من الحشرات خاصة حشرة النمل الأبيض المهلكة.

 

 

وبهذا الأسلوب من بناء الحصون ، تمكن نبي الله يوسف من تخزين المحاصيل الزراعية، بمستوياتها الثلاث - استهلاك الإطعام اليومي واستخدام التقاوي السنوي ثم المخزون الإستراتيجي لمواجهة أيام الجفاف المتوقعة بعد سبع سنوات -

كما استخدم اسلوبا خاصا في تخزين تلك المحاصيل بتركه في سنابله - مع ما يعني هذا من ضخامة حجوم التخزين المطلوبة -  ذلك ليتسنى له الحفاظ عليها من عوامل الجو وكذا لضمان توافر الغذاء لكافة الأحياء من البشر والأنعام.

أليس في ذلك آية من الله بإمداد عباد الله الصالحين، وخلصائه الطيبين، بالتوفيق والنجاح والتمكين،

إي والله إنها لآية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.   

 

 

 

بحث مقدم من المهندس /  محمد عبد العزيز خليفة داود

استشــــاري   تصميم وبناء نظم معلومات الحاسب الآلي

معهد الدراسات والبحوث الإحصائية     جامعة القاهرة

 

 

اجمالي القراءات 12188