رسالة لإدارة الموقع – أهل القرآن
رسالة لإدارة الموقع – أهل القرآن

غالب غنيم في الخميس ٢٤ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

استاذي الحبيب أحمد منصور،

الأخ العزيز عثمان محمد ،

أود أن أعلق على بعض المسائل اللتي تشغل بالي منذ فترة بالرغم من حداثتي في موقعكم، والله شاهد على ما أقول:

1 : إن إختلاف وجهات النظر في أي امر (غير عقائدي ) لهو أمر طبيعي، فليس من الممكن أن يتفق الجميع مع الآخرين – أي مع بعضهم البعض – في كل المسائل، وعلى سبيل المثال، أنا أرى في شخص معلمنا الأستاذ أحمد منصور كثير من العلم العقائدي، وأتفق معه حتى الآن في أغلب ما قاله، وأقول أغلب، فقط احتياطا لعدم علمي الكامل بكل ما كتب وعلق، ولكن ما قرأته اقتنعت به، ولكن، لا أتفق معه في كثير من أرآئه السياسة والحياتية واجتهاداته في غير العقيدة، وعلى سبيل المثال، مسألة المسجد الأقصى، ونظرته الشخصية للمجتمع والسياسة الأمريكية، ونظرته لعمر ابن الخطاب وأبو بكر...وهذه الأمور ليست بالعقائدية، ولا يضر الموقع ولا أهل القرآن اختلافهم في مثل هذه الأمور، لأنها اجتهادية بحتة، بل شخصية أكثر منها دينيه، فهل يعني هذا أنني لست من أتباعه؟ وهل يدعو هذا الى عدم نشر مقالاتي في قسم المواضيع الرئيسية؟ وهذا ما لاحظته من حضرتكم، فموضوعان لم يذكرا هناك بسبب نقاشي لأمور غير عقائدية واختلاف وجهة نظري مع استاذنا! وهل يجب علي في كل مقال أن أكيل سيل من الشتائم واللعنات على البخاري وغيره ممن شوهوا صورة الإسلام؟

إنني لا أحب الشتيمة إلا لإبليس لعنه الله تعالى، ولا أجد سببا يدعوني لذلك بعد أن تبين لي الحق من كتب استاذنا الكبير، بل إن أجمل موضوع قرأته لمعلمنا أحمد منصور هو في فهم الآخر وأسلوب التعامل مع الآخرين من تسامخ وحب والإبتعاد عن الشتم والذم، وله في ذلك الفضل علي بتعليمي ذلك، فهل يجب علي بهد استيعابي لدرسه مناقضة نفسي والعودة للشتم والذم؟

أنني أرى أن سر نجاح هذا الموقع وجهد أهله يكمن في إعادة جدولة وتحديد الأقسام فيه، فيجب أن يكون هناك قسم لا يتعدى عليه أحد إسمه التأصيل القرآني، والذي لا يحتوي على أي من الأمور الحياتية والسياسية والفكرية الإجتهادية القابلة للجدل والإختلاف، وأن يطرح هناك آرآء كل من يكتب فيها من كتاب أهل القرآن، وهنا يكون الفصل بين العقيدة والأمور الأخرى، وعلى سبيل المثال:

في قسم التأصيل القرآني يفتح موضوع الصلاة (والتي منذ سنين مهملة ومشرذمة)، وفي هذا الباب يكتب كل من له رأي في الصلاة بشروط عدم استخدام التراث والقدح والذم..وسترى بنفسك كيف يتقدم الموضوع ويزدهر ونجد الطريق السليم للوصول الى كل الحلول لما هو غامض..أما ما يحدث الآن...فمرة أقرأ عن الصلاة في الفتاوي، نعم بعد أن قرأت لأستاذنا كتابه (الذي لم يكف حاجتي من العلم!)، ومرة أخرى بالصدفة قرأت للأخ أيمن اللمع مقالة عنها، واليوم قرأت مقالة للأستاذ عثمان محمد، وفيه ردود وجدالات كثيرة أثارت حفيظتي، فكتبت هذا المقال العام، كرسالة،ثم أجد في مواضيع مختلفة فتات من المعلومات هنا وهناك...والأبلى حين أجد كتابا يخالف كل ما قيل في هذا الموقع عن الصلاة..وكاتبه (من كتاب أهل القرآن!)... فما هي الصورة اللتي ستتكون عندي حول ذلك كله؟ ثم ألاحق تعليقات على هذه الفتات...وهذا كله يدعو الى عدم الثقة بسبب عدم القدرة على تكوين صورة كاملة أو شبه كاملة عن الموضوع أي كان، وبالتالي هذا يدعوني للعودة إلى التراث من جديد، فكريا أو عمليا...فبالنسبة لي قرائة التحيات مناسبة أكثر من غيرها لتعدد الآراء وتشرذمها وعدم فتح باب خاص لها..

        هذه أول خطوة لتحقيق الإتفاق والوفاق، والتي ستدعو الأكثرية للإلتفاف حول استاذنا،فتنظيم محتويات الموقع هي أول خطوة لبناء الوحدة، والنطام من أصول الخلق.

الخطوة الثانية رفض أي مقال يظهر مخالفته للعقيدة أو يتضح من خلاله (الخوض) في آيات الله، ومثل هذه المقالات كثيرة هنا، فمنها من يحرف الصلاة علنا بدون تدبر وفهم للقرآن، بل ومنها من ينكر الكعبة، فنحن نحج (ليس لبيت الله!) ونتجه في صلاتنا (الله تعالى وحده يعلم إلى أين!) فلماذا تترك مثل هذه المقالات في موقع يريد تأسيس البشر ويريد أهله أن يكونو أشهاد؟ فلكي تكون من الأشهاد يجب أن تلغي ما يوقع الناس في التيه والحيرة مثل هذه المقالات.

الخطوة الثالثة: العدل في النشر، فكما قلتـ ، إن كتبت أنا مقال عن عمر فليس معنى ذلك أنني أرفض وأكره ولا أصدق وغير مقتنع بما كتبه استاذنا..لا ..بل ربما أكون أكثر له تصديقا واتباعا من الذين يقلدونه بشكل أعمى...فإن قال استاذنا نعم، رأيتهم يتنافسون في التأكيد على (نعمه) ...لا سيدي ..الأمر ليس هكذا..فاستاذنا يكتب الآن ويجتهد..وربما اصاب في هذه وأخطأ في تلك..فإن كنا بالفعل تلاميذ نجباء فيجب علينا نقده في كل ما يكتب قبل أن ينقده غيرنا، والنقد ليس بالشتم أو رفض الفكرة، بل هو تأكيد لصحة وصلاحية الفكرة، وأحيانا تعديل لدقتها، فالمهم هو أنه بعد وفاة الأستاذ أحمد (أطال الله تعالى في عمره)، ألا نكون مقلدين عمي البصر والبصيرة، لأن جهده سيذهب هباء حينذاك، بل مبدعين مصححين داعمين للفكرة الصحيحة مبتعدين عن الخلافات الفكرية غير العقائدية والسياسية لنستطيع التوحد حول القرأن الكريم، ولقد رأيت الكثيرين ممن تركو الموقع لأسباب تافهة لا تدعو لخسارتهم ، فبدلا من أن يفترشو فضاء الإنترنت الوسيع، نخلق لهم مكانا صغيرا في فضائنا، ليقومو هم ببنائه، فعسى أن يكون أحدهم على حق، والرسول خير أسوة لنا في صبره في المدينة بكل ما احتوتها من مشركين ويهود ومنافقين وغيرهم...!
ومن هذا يجب العدل في النشر بجعل مقالي عن عمر في قسم المواضيع الرئيسية حتى يرى الآخرون كل وجهات النظر،ويقتنعو بشفافية وعدل القائمين على الموقع..وهذا جزء من عقيدتنا...علمنا إياه استاذنا...ففي المدينة كان المنافقون بكل أريحية يعقدون المجالس للتفكه على المسلمين..واعتبرونني من هؤلاء المنافقين، فأفوني حقي حين أكتب – والمسألة ليست أنا بل الجميع-..ولا تجعلوني أنظر الى مقال ليس فيه من معلومات إلا القليل الشحيح ويبقى في المقالات الرئيسية لمدة أسبوع فقط لأنه يتهجم على التراث..فأنا اقتنعت أن التراث لا يستحق المتابعة وليس لي رغبة في تداول أمره دائما لكي أثبت انتمائي..!

أخيرا أعود فأقول أن ترتيب وتقسيم محتويات الموقع من أهم المسائل اللتي تدعو للنظر فيها، فأنا مع كل علمي في البرمجة ألجأ الى غوغل للبحث عن موضوع في موقعكم الكريم، وليس لي قدرة على إيجاده بشكل سليم بدون ذلك، وهذا يعني ضياع جهود سابقة هدرا بتكرير ما كتب عنه سابقا، والقول بقرائة ما سبق وكتب في الموقع غير سليم لعدم القدرة على تنفيذه، وذلك بسبب عدم الترتيب، وفصل الأقسام عن الكتاب، وتعدد المواضيع المتكررة، وللتوضيح بمثال نهائي:

*. يوجد في الموقع باب اسمه التأصيل القرآني (وهو يجب أن لا يكون حصرا على استاذنا فقط) لجلب المعرفة والعلم والتقدم في الفكر.

*. بشكل متوازي يوجد قسم لكل كاتب يحوي جميع ما كتب، وهو موقعه الخاص.

*. بشكل متوازي يوجد قسم للفتاوي.

*. تشترك كل هذه الأقسام بأنها مبوبة : فالكاتب حين يضيف مقالا يبوبه ويقول أنه ينتمي لباب الدين أو الإجتهادات أو التأصيل القرآني(بغض النظر عن الكاتب هل اشترك اليوم أو هو أستاذنا بنفسه)..والذي يستفتي يجب أن يحدد نوع سؤاله ضمن أي باب..

*. النتيجة هي أنني حين أدخل الى باب الدين أو الإجتهادات أو التأصيل القرآني فسأجد كل ما كتب عن ذلك الموضوع من كتب ومقالات وفتاوي، وليس شرطا ترك باب التأصيل عاما فيمكن جعله قسما وفتح أبواب تحته (من صلاة وزكاة وايمان وعقيدة...الخ)
*. للعدل والحق، ليس خطأ بعد ذلك جعل جزء من الصفحة الرئيسية حصريا على استاذنا، فهو صاحب الموقع والمؤسس، ويجب على الجميع معرفة ذلك والعلم به، وبهذا حين يدخل الإنسان الموقع يرى أن رأس الحربة هو الأستاذ الدكتور أحمد منصور، وله الخيار بعد ذلك في قرائته لهذا أو لذاك.

*. هنالك الكثير من الملاحظات الأخرى المفيدة إن كان هذا الأمر من حيز اهتماماتكم.

وبهدا سيصل الموقع الى قمة انتاجيته، فحين يأتي غالب غنيم للكتابة عن الصلاة سيرى بسهولة كل ما كتب عنها، ولن يجد أن ما كتبه ليس بالجديد بل هو موضوع قد كتب كثيرون فيه وأفتو..وسيقرا غالب غنيم كل ما كتب قبله بسهولة ويسر، فإن وجد في نفسه حاجة للكتابة بعد ذلك فلن يكون تكرارا وإعادة لمن هم قبله...وإن أردت قرائة ما أنتجه كاتب بعينه في ذلك الموضوع ذهبت الى صفحته وكفى..والجميع يعلم أن الكاتب الرئيسي صاحب الموقع (كما قال عن نفسه – ناظر المدرسة) هو استاذنا الحبيب أحمد منصور، ولكنه –بإعطائنا الحق في الكتابة والتعليق- قد أعطانا كامل الصلاحيات بالمثل معه لنقول ما رأينا بكامل الحرية في كل ما كتب ويكتب، ضمن حدود الأدب وشروط الموقع في الكتابة وهذا برايي من حسناته الكبيره، فلم بعد ذلك يضيع غالب غنيم وقته وقدراته في (علك) ما سبق، حينما يكون هناك الكثير مما يستوجب البحث فيه؟

أخيرا

أرجو لكم دوام التقدم والنجاح، وأشكر لكم صبركم على ما كتبت وقلت بشأنكم وأعتذر إن أسأت اليكم في شيء.

 والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور

اجمالي القراءات 2315