إلى أن يأتى الإعتذار

كمال غبريال في الأحد ١٦ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 أطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة "بالاعتذار" عن مذبحة الأقباط بماسبيرو يوم الأحد 9 أكتوبر 2011، فهذه ستكون البداية الوحيدة للطريق المستقيم. . هل أحد منا نحن المصريين يتمتع بشجاعة الاعتراف بالخطأ والاعتذار حتى لو اقتضى ذلك تحمل نتائج خطأه، خاصة لو كان في موقع المسئولية؟!!
• أدعو دائماً البابا شنودة للصمت، لكن ماذا أقول له اليوم وقد وقف رجلاً وتحدث كرجل؟!!. . أقول له يسلم لسانك يا رجل!!. . عزيزي الأنبا شنودة: كنت قوياً في إعلان الحق، ونأمل أن تثبت على ذلك النهج. . إن قلت ماتخافش، وإن خوفت ماتقولش. . أخوف ما أخافه أن تعود لسيرتك الأولى، وتبيعنا في أقرب جلسة صلح وتبويس لحى!!
• رأس المشكلة الآن ليست في الظلاميين الذين يعلنون أنهم سيقلبونها ظلمة ويسحقون الأقباط الكفار، لكنها فيمن يقدمون لنا أنفسهم بصفتهم حكام عدول، ثم ينفذون راغبين أو صاغرين ما يمليه عليهم الظلاميون.
• منذ بداية السبعينات ومشكلة الأقباط ملتهبة، وحددت علاجها سلسلة من لجان تقصي الحقائق، لكن الإرادة السياسية للعلاج كانت دائماً غائبة، سواء لقناعات الحكام الشخصية، أو لخوفهم من الشارع المتعصب، ولم تفلح الضغوط الدولية في إجبار السلطات على تنفيذ توصيات اللجان الوطنية التي ظلت حبيسة الأدراج، حتى اللجنة الأخيرة التي استقالت منها احتجاجاً د. نهى الزيني، والآن وقد وصل الأمر لمذبحة للأقباط قامت بها السلطات وليس الغوغاء، فلا يمكن استمرار الأمر على ذات النحو، المحكمة الجنائية الدولية هي الحل، هي القادرة على إجبار صاحب القرار المصري على اتخاذ ما يتحتم عليه اتخاذه من إجراءات ليحمي الوطن المكلف من الشعب بحمايته. . فلنتوجه ِإلى المحكمة الجنائية الدولية مباشرة.
• عندما تشكل لجنة تقصي حقائق في أمور أعلم يقيناً أنك تعرفها جيداً، فعليك أن تعذرني إذا لم أصدقك!!
• لست بالتأكيد عضواً في لجنة التحقيق في مذبحة ماسبيرو، لكنني أنتظر إجابة سؤال بسيط: لماذا تحركت المدرعات أساساً من مواقعها لتدخل وسط المتظاهرين وماذا كانت مهمتها؟!!. . هل حركتها أيادي مندسة وقوى خارجية تستهدف مصر، أم حركها الأقباط، أم هناك من حركها ربما بأوامر عليا وربما من تلقاء نفسه متجاواً الأوامر العسكرية؟!
• "المتهم باغتيال مبارك في أثيوبيا يقرر الترشح لمجلس الشعب بالأقصر - بوابة الشروق". . هل هذه هي نتائج ثورتنا وديموقراطيتنا الجديدة؟!!. . لعل أبرز إنجازات الثورة أنها أتاحت للإرهابيين والقتلة الحديث والتخطيط لمستقبل مصر!!. . المتصدون للحديث باسم ثورتنا يطالبون باستبعاد الفلول، وهم يضمون في وسطهم أخطر الكائنات على البشرية وليس على مصر فقط!!
• استمرار نهج مبارك رغم سجنه يدل على أنه كان ابناً للشعب المصري وثقافته وسلوكياته، وأن ثورتنا عليه كان ينبغي أن ترافقها ثورة على أنفسنا. . أظن من الواضح الآن أن مشكلتنا لم تكن نظام مبارك، وإنما شعب نظام مبارك!!
• افتضاح مذبحة ماسبيرو أكبر من مجلس عسكري وقوات مسلحة، هو افتضاح شعب تغلغل التعصب والكراهية في جسده، ولم يترك سليماً غير هامش محدود يتآكل. . التربة المتعفنة لا تنبت إلا الأشواك سواء حاكمة أم معارضة أم ثائرة. . نحن حصرياً نزرع الشوك ونجنيه، ثم نتذمر من مرارته وقسوته في حلوقنا. . لا يوجد في مصر احتقان ولكن تعفن طائفي!!
• لا أعرف ولا أعترف بمطالب خاصة للأقباط أو أي فئة، المطلوب فقط الحرية والعدالة والمساواة لكل ملاك هذا الوطن.
• إما أن تكون مصر خالية تماماً من الرجال، وإما أنه لا يصل لمواقع المسئولية إلا الإمعات.
• الكثير من المنتمين للثورة يتحدثون الآن عن مسئولية المجلس العسكري عن مذبحة ماسبيرو وهذا عظيم، لكن هل سبق ووقفوا وقفة جادة في وجه الظلاميين، أم تعاموا عنهم اتقاء لشرهم، ومازالوا يفعلون وسيفعلون ذلك!!
• إذا كانت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة تعد في نظر البعض وصفة لدواء مر، فإن تناول الدواء المر أفضل بما لا يقاس من ترك المرض يتمكن من الجسد المصري.
• "شرف يصدر قراراً بإنشاء بيت العائلة المصرية برئاسة شيخ الازهر والبابا شنودة - بوابة الشروق". . كده يبقى مفيش فايدة، يستهلكون الوقت للتهدئة، وإعادة إنتاج الفشل والكوارث، وتسليم البلاد لرجال الدين. . أمثال عصام شرف يقودون مصر للخراب. . فليخسأ كل من يتحدث عن ثورة، أنه انكفاء على وجوهنا، وإصرار على التخبط في ظلمات عقولنا القاصرة وثقفاتنا النتنة. . رجال الدين من الطرفين وهم أصل المشكلة لا يمكن أن يكونوا شركاء في حل حقيقي!!
• مبروك لمصر نجاحها في التوفيق بين حماس وإسرائيل وحل مشكلة شاليط، وعقبال حل مشكلة الأقباط ووقف ذبحهم وحرق بيوتهم وكنائسهم.
• القلة ظلاميون حقيقيون، والقلة مستنيرون حقيقيون، والبقية يلعبونها ظلامية أو استنارة في معرض التجارة. . أحترم الظلامي الحقيقي، وأحتقر من يتشدق بخطاب مستنير من قبيل الوجاهة، ووقت الجد يدلس وينافق ويميس!!
مصر- الإسكندرية

اجمالي القراءات 7424