تعليق من أهل القران يتهمنى بإشعال الفتن!

حمدى البصير في الإثنين ٢٦ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

كنت رئيسا لتحرير تقرير الأقليات منذ حوالى 13 عاما ، وهو تقرير كان يصدره مركز إبن خلدون ، وكان يراجع المادة العلمية للتقرير ويشرف عليه ، الدكتور أحمد صبحى منصور ، وكنت قد كتبت فصلا عن " الأباضية " وكان تحاملى عليهم واضحا فى كتابتى ، لأننى لدى خلفية بحثية بأن هؤلاء لديهم " إنحرافات " فكرية ، وكنت قد قرأت بعض الكتب التى تؤكد إن أتباع " الأباضية " بعضهم قد وصل إلى مرحلة الكفر .

ولم تعجب تلك النظرة الاحادية عن الأباضية الدكتور أحمد صبحى منصور ، وطلب منى إعادة كتابة ذلك الفصل من التقرير بمنظور الباحث المحايد والذى لايجب ألا تكون له نظرة مسبقة عن ما يكتب ، خاصة مع من يختلف معه فى الرأى ، وطلب أيضا أن أقرأ بشكل أكثر تعمقا عن الأباضية ، بعقلية الناقد المحايد ، وأستعرض بشكل عقلانى وجهتى النظر أى المؤيدين والمعارضين للأباضية ، وقد تتطلب منى هذا الأمر جهدا شاقا ، ولكن كان ذلك درسا مفيدا تعلمته منه جدا لا على مستوى إنتاجى البحثى فقط ، ولكن أيضا فى حياتى الصحفية ، ومعظم كتاباتى عن كل من يخالفنى فى الرأى اصبحت تحمل الكثير من الموضوعية والنظرة المجردة للوقائع ، وأصبحت أفصل تماما بين الهوى الشخصى والبحث عن الحقيقة .

أقول ذلك بمناسبة تعليق كتب عن مقال لى نشر فى موقع أهل القران فى منتصف شهر رمضان الماضى وكان بعنوان " الأسد يأكل السوريين فى رمضان " وهذا التعليق أزعجنى جدا ، ولكنى لم ألتفت إليه ، على إعتبار أنه يدخل فى إطار حرية الرأى ، وأنا لا أنتظر أن يشيد الجميع بمقالاتى ، ولكنى أتعلم ممن يخالفنى فى الرأى ، بل وجدت تعليق " مضاد " من قارىء محترم أغنانى عن الدخول فى جدل أنا لا أحبه .

والسبب فى التركيز على هذا التعقيب على مقالى هو أننى وعدت " أهل القران " بكتابة مقال عن تعليقاتهم ومداخلاتهم ، إستكمالا لمقالى " ماذا يعنى كتابة 100 مقال عند أهل القران ؟" وعندما إستعرضت التعليقات والتعقيبات والمداخلات سواء المؤيدة أو المعارضة لى ، إستوقفنى بشدة تعليق الأستاذ عمر أدلبى ، والذى كان بعنوان "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " حيث قال عن مقالى " الأسد يأكل السوريين فى رمضان " :

 

[59764]

 

تعليق بواسطة عمر ادلبي - 2011-08-25

الفتنة نائمة لعن الله موقظها

 

هذا المقال كتب من أجل الجملة الأخيرة منه أي من أجل اشعال الحرب الأهلية بيننا وبين اخوتنا أبناء الطائفة العلوية الكريمة

.

السيد حمدي: اذا كان 90% من الوزراء في سورية غير علويين واذا كان90% من أعضاء الحزب الحاكم غير علويين واذا كان 95%من المحافظين غير علويين واذا كان 90%من قادة الفرق والألوية المقاتلة في الجيش غير علويين واذا كان 95% من قادة الشرطة غير علويين. وأنا أتحداك أن تثبت غير ذلك لأني مستعد اذا قبلت التحدي أن أنشر أسماء هؤلاء جميعاواحدا واحدا وأثبت صحة كلامي100

%.

فكيف اذا تكون الطائفة العلوية هي الحاكمة ؟؟؟؟؟

!!!!

ياسيد حمدي الضابط الذي كان مسؤلا عن الأمن الشخصي للرئيس حافظ الأسد حتى وفاته هو مسلم سني فلسطيني اسمه : خالد الحسين. والمرافق الذي ألقى بنفسه على القنبلة التي ضرب بها الرئيس حافظ الأسد في الثمانينات هو سني من دير الزور

 

الفتنة نائمة لعن الله موقظها ...اتق الله يا رجل

 

والحقيقة إن ما أغضبنى فى تعليق الأستاذ عمرأدلبى هو التعليق من منظور " التخوين " وتبنى نظرية المؤامرة

وهذا لم أجده أبدا بين أهل القران ، كما أن شعار لاتخوين أو تكفير تعلمته وترسخ لدى من رواق أبن خلدون والذى كان يشرف عليه مؤسسه الدكتور احمد صبحى منصور ، والذى أشرت فى بداية مقالى عن موقفه من فصل " الأباضية " - ولا أعرف الدكتور أحمد يتذكر هذا الموقف أم لا ؟

المهم أننى كمتخصص فى شؤن الأقليات لم أخذ موقفا مسبقا من أى أقلية ، وعندما هاجمت الطائفة العلوية الحاكمة فى سورياكان هجومى عليها ليس من منطلق أننى سنى وهم علويين وإننى أنتصر لطائفتى ، ولكن كنت أهاجمهممن منظور سياسى وليس دينى ، أى أنهم يقتلون ويعذبون ويضربون ويصيبون ويسحلون ويأسرون محكوميهم ، أى الشعب السورى الأعزل ، الذى أريق دمه فى نهار رمضان ، وهو يطالب بالحرية والتغيير والعيش بكرامة ، فكان رد الفعل عنيفا جدا من النظام " العلوى" الحاكم ،و الذى قام بمساعدة " البلطجية أو الشبيحة " بإطلاق النار على المتظاهرين ، ولم يفرق فى ذلك بين شيخ وطفل ، وبين إمرأة وعجوز .

وبدلا من أن يدافع الأستاذ عمر أدلبى عن النظام الحاكم فى سوريا وهذا حقه إختار أن يبدأ تعليقه على مقالى بجملة صادمة وهى " هذا المقال كتب من أجل الجملة الأخيرة منه ، أى من أجل إشعال الحرب الاهلية بيننا وبين أبناء الطائفة العلوية الكريمة ".

وختم تعليقه بقوله " الفتنة نائمة لعن الله موقظها .. إتق الله يارجل "

وأستطرد الأستاذ أدلبى فى تعقيبه بامثلة تثبت أننى "من مشعلى الفتن النائمة وموقظها" وفقا لنظرية المؤامرة التى يؤمن بها ، وقال لى إتق الله يارجل ، وكأننى أكتب لحساب الغير أو من أجل الأنتصار لطائفتى ، ولعله طبعا لايعرف أننى من أنصار أن تأخذ كل الطوائف والملل والنحل والأعراق حقوقها ، ورئاستى لتحرير الأقليات لمدة أربع سنوات متتالية تشهدعلى ذلك وماتعلمته من الدكتور احمد صبحى منصور فى موقعة " الأباضية " يدعم موقفى.

فقد قال الأستاذ أدلبى فى أمثلته إن الضابط الذى كان مسؤلا عن الأمن الشخصى للرئيس حافظ الأسد كان فلسطينيا مسلما سنيا، والمرافق الذى ألقى بنفسه على القنبلة التى ضرب بها الرئيس حافظ الأسد فى الثمانينيات هو سنى من دير الزور !!

نطقت بالحق ياأدلبى ! ، إتق الله أنت يارجل ...

هل الحفاظ على حياة الرئيس السورى العلوى من قبل رجال سنة ، هو دليل على أن الطائفتين تعيش فى سلام، وإن السنة كانوا يعشقون الأسد ونظام الحكم العلوى العادل ؟

ماهذا التسطيح السياسى ، ليت القنبلة قد إنفجرت فى تلك الطاغية وقتل وقتئذ ، وتغير نظام الحكم القمعى الدموى فى سوريا وتحررت الجولان.

إلى هذا الحد هناك من يعشق الزعيم الطاغية فى عالمنا العربى، و سارت دماء الدكتاتورية فى عروقه .

كنت أتمنى أن يفسر لى الأستاذ أدلبى سبب تشبث الطائفة العلوية الحاكمة فى سوريا بكرسى الحكم ، وتوريثه ، حتى لو كان ذلك على حساب الدم السورى والكرامة السورية ، وماذا فعل هؤلاء من أجل تحرير الجولان ، ولاسيما أن نظام الأسد - الأب والإبن - لم يطلق رصاصة واحدة على جبهة الجولان المحتل؟

ألم تحزن ياأدلبى على الأطفال السوريين القتلى ؟ ولما لم تعلق على مشاهد الشبيحة وهم يضربون بالأحذية شيوخ المتظاهرين ، وعلى مشاهد الجنود السوريين وهم يضعون أقدامهم على رقاب الشباب السورى الذى كان يتظاهر سلميا من اجل حياة أفضل، مثلما حدث فى مصر وتونس .

بالطبع قد عجبنى الرد البليغ للأستاذ أبراهيم أيت أبورك على أدلبى ، وهذا ماجعلنى لا أعقب على التعقيب ،

 

وقد رد الأستاذ أبورك على تعليق أدلبى بكلام أثلج صدرى، رغم أننى لم أتشرف بمعرفته ، وأيضا لم أعرف الأستاذ عمر وأتمنى لقائهما قريبا :

فقد قال :

 

[59766]

 

تعليق بواسطة ابراهيم ايت ابورك - 2011-08-25

الى عمر ادلبي

 

ذكرني تعليقك بما حدث للزنوج الامريكيين عندما تم تحريرهم من العبودية وبعد خمسة أشهر من ذلك خرجوا في مظاهرات للمطالبة بإرجاعهم الى حالة العبودية التي اعتادوا عليها في السابق

!!

يعلم لنا الاسلام ان لا نناصر الظلم مهما كانت مصالحنا مع المستبد الفاجر قاتل الاطفال والنساء والشيوخ والعجائز

..

و سؤوال بريئ جداااا : هل كان يستطيع الأسد أن يفعل بأطفال اليهود ما يفعله بأبناء جلدته ؟؟؟؟؟؟

 

 

أكيد من المستحيلات العشر

!!

Top of Form 1

 

وهناك تعليقات من أهل القران تعلمت منها جيدا لا لكونها مدحت شخصى المتواضع ،خاصة من الدكتور أحمد صبحى منصور والدكتور عثمان محمد على والأستاذ محمود مرسى ، ولكن لإن معظم تلك التعليقات كانت بمثابة مشروعات مقالات وليس مجرد تعقيبات ، خاصة التى كانت من السيدات المحترمات

وقد طلب منى الدكتور أحمد تقييما لموقع اهل القران

وسوف أتحدث فى مقالى القادم عن أهم التعقيبات ورؤيتى للمستقبل ل" أهل القران "

وللحديث بقية

حمدى البصير

elbasser2@yahoo.com

Top of Form 1

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 10346