مطلوب وساطة لإغاثة سكان حي الحافة!!

سعاد السبع في السبت ١٣ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

         فرح الجميع في صنعاء بعودة الكهرباء ولو لساعات في صنعاء ، إلا أهل حارة الحافة في منطقة هبرة  فإنهم لم   يفرحوا كخلق الله والسبب في ذلك هو الانفلات الأمني الذي شجع البلاطجة على العبث باستقرار الناس وبكل شيء عام دون رقيب ولا حسيب ولا رادع ..

 في هذه الحارة التعيسة اجتمع الفقر والجهل والعنجهية لدى بعض السكان، الذين إذا حدثت لهم مشكلة  خاصة مع الخدمات العامة لا يحاولون حل مشكلتهم بالطريقة الطبيعية ، بل يخوضون معارك ضارية ضد كل مظاهر الحياة في الحارة، ويشركون الحارة كلها في المعاناة،  حيث يجدون أقصر طريقة لحل مشكلتهم هي توقيف الخدمة التي يعانون من مشكلة فيها عن الجميع تحت شعار (عقاب جماعي أو علي وعلى أعدائي) وهذا ما حدث قبل أيام في حارة الحافة ؛ ومازالت الحارة تعاني إلى اليوم فقد عادت  الحياة إلى كابل الحارة  العام بعد طول انتظار ، وبعد ساعات انفجر المحول وقتل فرحة الناس بالحياة، وحينما استطلع السكان الأمر لأنهم تعودوا على انفجار المحول بين الحين والآخر لضعف (الفيوزات)  كما يقول المختصون،  وجدوا أن الانفجار حدث بيد أحد سكان الحارة الذي فجر الكابل العام لأنه لم يتحمل أن يرى الحارة منارة وبيته مظلما، فتجمع السكان غاضبين من هذا الاعتداء،  و ذهبوا إلى الأمن للشكوى فلم يستطع الجنود ضبطه  لأنه فعل فعلته واختفى عن الأنظار،  ثم بعد أن ظهر لم يمتثل لأمر الإحضار، والمصيبة الكبرى أن والد هذا المعتدي ينتمي إلى السلك العسكري ( حماة الوطن) كما يقولون،  لكنه  يشعر مثل غيره أن هيبة الدولة لم يعد لها وجود في واقع حياة المواطنين، وكل شخص يعتبر نفسه دولة  يفعل ما يريد ومن قرح يقرح..

   تواصل السكان مع مؤسسة الكهرباء فكانت كل تلفونات الطوارئ مرفوعة سماعتها

 أو مقفلة، وبعد محاولات مستميتة من السكان للتواصل مع الكهرباء كان رد المختصين فيها ( نحن غير مسئولين عن إصلاح خلل أنتم المتسببون فيه) رد منطقي ظاهريا وبخاصة في عصرنا هذا الذي أسهل ما فيه أن يبحث كل مختص عن عذر للتخلي عن مسئوليته ، أعاد السكان المحاولة مع الشركة علها ترحم الحال وتجود على السكان بشيء من نعمة الكهرباء في هذا الشهر الفضيل  لكن الجميع لا يستجيب، تواصلت أنا بنفسي مع مدير المنطقة ، وطلبت منه أن يوجه بفتح صندوق المقسمات حتى نستدعي من يصلح الخلل على حسابنا ، ففتح معي ملفات طويلة عريضة من قصص حوادث الاعتداءات على  خطوط الكهرباء في أمانة العاصمة من قبل مواطنين لا يمكن أن يكونوا إلا في خانة البلاطجة قولا ومعنى، ولكنه الوضع الرديء الذي ساعدهم على تفريغ أحقادهم على النظام بالانتقام من الشعب ، وانتهى الحديث بإعلان المدير نفسه اليأس من الحال، واستعداده لتقديم استقالته بعد أن صارت مهنته سببا في تدهور صحته كما قال... ولأننا المتضررون الوحيدون من انقطاع الكهرباء فقد شحذت الهمم في استجلاب مهندسين أشكالا وألوانا لإصلاح الخلل، وكل مهندس يتسلق الكابل، ويصلح بض الخلل ويأخذ حقه وبمجرد ذهابه ينفجر المحول مرة أخرى..

      لذلك وقبل أن تحدث كوارث في الأرواح فإننا باسم الديموقراطية وحقوق الإنسان نرفع نداء استغاثة إلى كل من لديه  قوة الوساطة أن يتوسط لنا في جهتين، وعندنا استعداد لدفع كل مستلزمات الوساطة، نحتاج لوساطتين، وساطة عند المعتدي على الكابل لكي يتعهد بعدم تكرار الاعتداء، ووساطة عند شركة الكهرباء لإغاثتنا بإصلاح الكابل بنفس وضمير حتى لا ينفجر بمجرد وصول التيار إليه كما هي عادته منذ سنتين...فهل ستجد استغاثتنا آذانا صاغية؟!!!


 
اجمالي القراءات 7784