الدور الحقيقى لحركتى كفاية و 6ابريل

حمدى البصير في الخميس ٢٨ - يوليو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الدور الحقيقي لحركتي 6 أبريل وكفاية
( بقلم - حمدى البصير)
عرف لماذا لم تتحول حركتا كفاية و6 أبريل إلي حزبين سياسيين حتي الآن، ولاسيما أن أعضاء الحركتين كانوا من أوائل الناشطين السياسيين الذين تحدوا النظام المباركي الأمني القمعي قبل الثورة، وقاموا بالعديد من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية قبل ثورة 25 يناير، أمام نقابة الصحفيين ودار القضاء العالي وميدان التحرير. وحركت "الحركتان" المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية، ووجدت تعاطفا كبيرا من الشعب المصري خاصة شبابه، وجذبت انتباه الغرب باعتبار أن في مصر من يقول لا لمبارك ونظامه، وقد وجد السياسيون والمثقفون المصريون في الحركتين وقوي سياسية صاعدة، الأمل في التغيير، بعيدا عن جماعة الإخوان المسلمين المغضوب عليها والمحظورة وقتئذ، وأيضا بديلا عن الأحزاب السياسية التي كانت قد وصلت إلي مرحلة اليأس، بعد أن أطبق نظام مبارك البائد بيده الحديدية علي رقابها، وخنق الحياة السياسية في مصر كلها.
نعم كانت الحركات السياسية قبل حوالي ثلاثة أعوام من سقوط نظام مبارك المخلوع هي البديل للأحزاب السياسية، لأن القديم من تلك الأحزاب قد "شاخ" وبدا في عمل تحالفات من نظام الحكم من أجل الحصول علي حفنة من المقاعد البرلمانية مقابل صفقات سياسية رخيصة، وعندما فشل في الحصول علي تلك المقاعد انقلب علي النظام. أما الأحزاب الصغيرة الأخري، فكانت تعمل في الأساس في حضن النظام لأنها صنيعته، وتكمل الديكور السياسي وقد عرف قادة تلك الأحزاب الورقية، أن المعارضة الشكلية للنظام هي الطريق إلي الحصول علي مباركته ومعوناته ورعايته بل واتقاء شره. ومن هنا كانت الأهمية السباسية للحركات الوطنية في مصر قبل الثورة في الداخل والخارج، لأنها كانت المعارض الرئيسي والواقعي لنظام الحكم الدكتاتوري، ولاسيما حركة كفاية، والتي قامت في الأساس كي تقول لمبارك ونظامه كفاكم حكما كل هذه السنوات الطويلة، ووقفت بشدة ضد التوريث. وكان لسان حال الشعب المصري يقول لتلك الحركات: ماذا ستفعلون في نظام عتيد مسلح بقوة أمنية غاشمة ؟
وأذكر أن حركتي كفاية و6 أبريل نظمتا وقفة احتجاجية أعقبتها مسيرة بالشموع في ميدان التحرير، وكانت قوات الأمن المركزي وضباط مباحث أمن الدولة والبلطجية الذين كانوا يعملون لحسابهم.. أضعاف أضعاف عدد أفراد الحركتين والجمهور الذي تعاطف معهم، وأغلقت يومها أجهزة الأمن العديد من الشوارع المؤدية إلي ميدان التحرير، بل وأغلقت محطة مترو أنفاق السادات الموجودة في الميدان لمنع جموع المتظاهرين من الانضمام إلي مظاهرة التحرير السلمية والتي أمسك المشاركون فيها بالشموع للتعبير سلميا عن أرائهم. وبالطبع كان للحركات السياسية الصاعدة دور في ثورة 25 يناير، خاصة حركتي 6 أبريل وكفاية، ولكن يبقي السؤال: ما الدور الحقيقي للحركتين في الحياة السياسية المصرية الآن وبعد الثورة وسقوط النظام، فحركة كفاية لم تعد تعارض بقاء مبارك في الحكم لأنه محبوس في مستشفي شرم الشيخ وينتظر محاكمته، ووريثه المحتمل جمال مبارك في طرة، وبالتالي لماذا لم تغير كفاية من جلدها؟ وأيضا ماذا تفعل حركة 6 أبريل في ميدان التحرير الآن؟ ولماذا لم تتحول إلي حزب سياسي؟ وهل فضلت أن تقوم بدور حارس الثورة ومنظم المظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية والتصعيد مع الجيش، وتنظيم مظاهرة ووقفة احتجاجية حتي أمام مقره في العباسية؟ وهل دور 6 أبريل الآن امتدادا لدورها قبل الثورة؟ أم أنها تنفذ أجندتها الخاصة فقط الخالية من التمويل الأجنبي والتحريض الخارجي ؟
وللحديث بقية
حمدي البصير
elbasser2@yahoo,com
اجمالي القراءات 8326