العقيدة
الإسلام كما عرفه القرآن الكريم

عثمان عمران في الإثنين ٢٧ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

ألإسلام كما عرَّفه القرآن الكريم

 

لقد فرقنا في مقال سابق بعنوان " ألإيمان وألإسلام " بين مفهومي الإيمان والإسلام -

نبدأ بالتساؤل - هل نحن في حاجة لتعريف " الإسلام " وبعد انصرام أكثر من 14 قرن من الزمان علي نزول الرسالة ؟ من الواضح والمؤسف نعم - بل إننا في أمس الحاجة لذلك - وما كل هذه الخلافات والتشيعات التي نراها في الساحة الإسلامية ما هي إلا دليل قاطع علي اختلاف المفاهيم العقائدية والتشريعية من منظور كل طائفة دينية – ولن تزول هذه الخلافات الفكرية إلا إذا اجمعنا علي مدلول واحد لما نحن فيه مختلفون حتي نتحدث حول ذات الموضوع وبذلك يزول سوء الفهم بيننا -

في هذا المقال سوف نبين المدلول اللفظي والقرآني لكلمة " الإسلام " –

إذا نظرنا في الساحة نجد ان الإسلام قد عرِّف بشتى الطرق وغالبا بتعبيرات اجتهادية لا سند لها من الكتاب –

و من اكبر الأخطاء التي وقع فيها المجتهدون هو ان كل هذه التعريفات تمت علي فرضية خاطئة ألا وهي ان الإسلام هو مرادف للقرآن الكريم (الثوابت والمسلمات) في حين ان المولي عز وجل وفي كتابه الكريم قد فصَّل وبيين لنا ما هو الإسلام ففيما الاجتهادات إذاً مع وجود النصوص القرآنية الواضحة ؟!

- العقيدة هي ما تؤمن به وتعتقد فيه وتدين له بالولاء والتبجيل وفي عقيدة الإسلام هي الإيمان بالله واليوم الآخر وتعني التصديق بهما – وهي الجزء الفكري الفلسفي من الدين

فكل من آمن (أي صدق) بوجود لله واليوم الآخر فهو مؤمن (أي مصدقا) فإذا امتثل وطبق ما فرض عليه في كتابه (شرعته) في إطار ما آمن به فقد أسلم لله أي استسلم ورضخ وهذا هو التطبيق للعقيدة أو العمل الصالح وهو الجزء التشريعي والمنهجي الذي يحكم حياة المؤمن (المصدق المتيقن) ويحكم تصرفاته تحت ظل عقيدته – وتتعدد الشرائع والعقيدة واحدة في كل الشرائع (الكتب) السماوية :

" وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةًكُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(28) الجاثية " تحاسب بما جاء في كتابها هي - شريعتها التي أنزلت عليها "

" إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62) البقرة " "عمل صالحاً أي اتبع تعاليم شريعته وطبقها – مما يدل علي ان كل الشرائع السماوية كلها مقبولة وانها لم تنسخ بعضها البعض أو اللاحقة جاءت ناسخة لسابقتة كما هو المتعارف :

"الذين آمنوا" هنا تسمية - اسم فاعل وليس فعل ويقابله " الذين هادوا (اليهود) والنصاري والصابئون – كلها أسماء أمم (شرائع : القرآن والتورآة والإنجيل والصابئة)

فالذين آمنوا هم نحن اتباع الشريعة المحمدية (القرآن) وإلا فأين " الذين أسلموا " في الآية عاليه إذا ؟

ولماذا قالت العرب (السلف الصالح ) " أمير المؤمنين " ولم تقل " أمير المسلمين " ؟ ألِقصور في إلمامهم بلغتهم العربية وهم الفصحاء أم لجهلهم بدينهم وقد مكث الرسول بين ظهرانيهم سنين عددا ؟!

- أما الشريعة فهي الفروض الملازمة لهذا الولاء من قوانين وأوامر ونواهي واحكام ومناسك ومناهج حياتية الواجب علي الأمة طاعتها وممارستها والاحتكام إليها دون سواها تحت مظلة هذه العقيدة أي أنها الكتاب الذي أنزل علي كل أمة – الجزء العملي والتطبيقي من الدين وكل من قبل وطبق ومارس شريعته فهو مسلم (أي مسلّــما مستسلما لأوامر ونواهي وأحكام شريعته التي انزلها عليه الله سبحانه وتعالي ) ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة

" وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًاعَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48) المائدة والهيمنة تتطلب تزامن المهيمِن والمهيمَن عليه فليس هنالك نسخاً للشرائع بعضها البعض وإلا لما كانت الهيمنة – مهيمنا عليه - علي ماذا إذا كان المهيمن عليه منسوخا ؟ والهيمنة هي ألمسؤولية تجاه المهيمن عليه – وتتمثل هذه المسؤولية في الآيات المبينة والمصححة لما أفسدوا وحرفوا في كتبهم :

" يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌوَكِتَابٌ مُبِينٌ(15) المائدة : "النور هو الآيات المبينات التي بينت لهم تحريفاتهم – نور الهداية

" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواالنُّورَالَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157) الاعراف : أي اتبعوا دعوة الرسول لهم صلعم ليقيموا ويصلحوا ما أفسدوا من دينهم ويحكموا به-

" فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(8) التغابن

" لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ(1) البينة

" رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً(2) البينة

" وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَإِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُالَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(64) النحل

" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِيأَ وْحَيْنَا إِلَيْكَوَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىي وعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13) الشوري - والمشروع هو المباح – من الدين : للتبعيض لان كل هذه الشرائع تتبع لعقيدة واحدة الإسلام – كلها دين واحد فأقيموا الدين (أي الدين الواحد ) ولا تتفرقوا فيه (الدين الواحد) وفعل الأمر " أقيموا الدين " هو للمعاصرين آن ذاك من أهل الكتاب وللمؤمنين أيضا فالإحتجاج بأن شرعية الكتب السماوية كانت قبل نزول القرآن الكريم ثم انتفت بعد نزول القرآن ونسخت هذا احتجاج لا أساس له فالمتحدث والقائل بما سبق هو الرسول نفسه عليه الصلاة – فهل كان يخاطب أهل القبور منهم وليس الأحياء المعاصرين

وكيف بالآية :

"قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(68) المائدة – وهل يستطيع من كانوا في القبور إقامة التوراة والإنجيل ؟!

ألأمة في لغة القرآن هي مجموعة من الناس تحتكم إلي شريعة سماوية واحدة و الملة هي مجموعة من الناس علي عقيدة واحدة – وكل الشرائع السماوية من تورآة وانجيل وزبور وصحف إبراهيم وقرآن , كلها تنضوي تحت عقيدة واحدة الا وهي " الإسلام" الإسلام ليس بمعناه المتداول اليوم والذي يرتبط بالقرآن فقط ولكن بمعناه القرآني ( الإيمان بالله واليوم الآخر والتسليم لله وحده لا شريك له - التوحيد) -

" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78) الحج

" ملة ابيكم إبراهيم " أي عقيدته – الإسلام

"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(120) النحل – أمة أي علي شريعة وله صحف وتعاليم تتَّبع

والتسمية التي أطلقها علينا سيدنا إبراهيم من قبل وفي هذا أي القرآن هي تسمية للعقيدة وليس المقصود بها الشريعة فسيدنا إبراهيم عليه السلام لم يكن يتلو القرآن بل صحفه صحف إبراهيم فكيف صح إسلامه بدون القرآن :

" إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) البقرة

" " رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128) البقرة – وذرية سيدنا إبراهيم تشمل المؤمنين (نحن) واليهود والنصاري

" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(132) البقرة – كيف هذا والقرآن لم يكن قد أنزل بعد – كيف هذا وقد عاتب الله سبحانه اليهود والنصاري علي قولهم ان ابراهيم كاان يهوديا أو نصرانيا مستخدما في ذلك منطق التسلسل الزمني مع تثبيت إسلام سيدنا إبرآهيم عليه السلام :

" يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(65) آل عمرآن – لا عقلانية في هذا الإدعاء – كلام لا يتفق والمنطق السليم -

" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(67) آل عمرآن " – فإذا نفي المولي سبحانه نصرانية ويهودية سيدنا إبراهيم بناءً علي تعارضهما مع التسلسل الزمني لنزول التوراة والإنجيل فلا يستقيم ان يكون اسلام سيدنا إبراهيم قائما علي القرآن الذي أنزل في زمن لاحق للتوراة والانجيل – أ فإذا انتفت يهوديته ونصرانيته بسبب لامنطقية التسلسل الزمني أفلا ينتفي إسلامه القائم علي القرآن لذات السبب ؟ !

بل الرسول صلعم كان يتبع سيدنا ابراهيم في عقيدته وليس في شريعته –

" ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(123) النحل

أي كان موحدا في عقيدته التي هي الحنيفية أو الإسلام في عمومه –

" مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(67) آل عمرآن

“* أما فيما يتعلق بشريعتنا (القرآن) فقد سمانا الله سبحانه وتعالي ب (المؤمنين) أو الذين آمنوا :

" إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62) البقرة ولم يقل " إن الذين أسلموا " حيث ان المقصود هنا التخصيص وليس التعميم و إذا قلنا " الذين أسلموا " لشملت كل الأمم المذكورة من يهود ونصاري الخ

" آمن بالله واليوم الآخر " العقيدة – اعتقد (صدَّق) بالله والبعث والحساب

"وعمل صالحا" طبق شريعته التي أنزلت عليه :

" قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(68) المائدة – القرآن يحث أهل الكتاب علي تقويم (تبيان ما أخفوا وتعديل ما حرفوه في كتبهم – شرائعهم) وتطبيق ما أنزل اليهم من شريعة -

"وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(47) المائدة فعل أمر مؤكد بلام التوكيد

"إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوالِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ(44) المائدة

النبيون الذين أسلموا وحكموا بالتوراة هم سيدنا موسي وسيدنا عيسي والرسول محمد صلاة الله عليهم فهم مسلمون جميعا -

"لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ(67) الحج "

" وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ(34) الحج ورغم تباين المناسك والشرائع لكننا جميعا نسلم لله

" ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18) الجاثية

أي بما ان لكل شريعته الخاصة به فكل ملزم بتطبيق شريعته هو –

إذا توصلنا إلي ان الكتب السماويه كلها ديانات إسلام (وإلا لما قبلها الله سبحانه منا فمن يبتقى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه (غير الإسلام أي غير الديانات السماوية – البوذية مثلا) في حين ان كل أمة تدعي إلي كتابها يوم القيامة إلي كتابها لتحاسب به – كذلك شرع ألمولي عز وجل شرع لنا من الدين ما وصي به نوحا وما أوحي إلي محمد صلعم وما وصي به إبراهيم وموسي وعيسي وأمرنا بأن نقيم الدين أي الدين الواحد أي ان كل ما ورد ذكره هو دين واحد "إسلام " وأمرنا بالا نتفرق فيه ) كل هذا يقع تحت مظلة عقائدية واحدة الا وهي " الإيمان بالله واليوم الآخر" – وبما ان التشريع لا يمثل كل الدين وتلزمه العقيدة ليكتمل جرت الآية أدناه للتبعيض :

" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13) الشوري " فكل الذي أوصي به أو أوحي هي شرائع متعدده وليس عقائد مختلفة بل تحت عقيدة واحدة هي الإسلام (الإيمان بالله واليوم الآخر)"

ونعود بعد هذا لاسباب الأخطاء التي وقع فيه المجتهدون في تعريف " ألإسلام"

لقد عرفوا الإسلام (العقيدة) علي أساس القرآن (الشريعة) وما يسمي بأركان الإسلام هي في الواقع اركان شريعة المؤمنين - الاسم العائد علي أمة محمد أمة المؤمنين أو الذين آمنوا ولا ينطبق علي بقية الأمم التي هي ايضا مسلمة في عقيدتها –

أما بقية التعريفات فهي في الغالب تعريفات جزئية لصفات المسلم فمثلا لا يعقل أن يكون المسلم هو فقط " من سلم الناس من يده ولسانه" فهذا تعريف ناقص للمسلم فقد نجد كافر أو مشرك وتنطبق عليه هذه الصفة بل قد نجده محسناً ومحترِماً لحقوق الإنسان أكثر من كثير ممن يدّعون الإسلام – فهل يجعله هذا حنيفا مسلما ؟!

" فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(2) آل عمرآن :

أسلمت وجهي أي أتوجه في كل أعمالي بما تمليه علي شريعتي –ابتقاء وجه الله ومرضاته – هذا هو التعريف الأشمل لأنه يشمل كل ما جاء في الشرائع من أوآمر ونواهي وهداية وليس فقط سلامة الناس من اليد واللسان – فإن توجهوا بعملهم إلي الله فقد اهتدوا –

" وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ " : الأميون هم العرب جميعا آن ذاك لجهلهم بالكتب السماوية - بالتوراة والإنجيل لذلك كانت المقابلة بين من كان لهم كتاب ومن لم يكن لهم كتاب يهتدوا به ولا يعقل ان يكون المقصود بالأميين " الذين يجهلون الكتابة والقراءة " فالدعوة لم تكن قصراً علي الجهلة دون المتعلمين !

" أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ(156) الأنعام : كانوا غافلين وجاهلين بالتوراة والإنجيل ومن هنا كانت أميتهم :

" وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) آل عمران : أي أن الله لن يحاسبنا علي أخذ أموال العرب لأنهم كفرة يجهلون الدين الديانات السماوية – فأميتهم هي عدم إلمام بالديانات السماوية وليس بالكتابة والقراءة -

" وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ(78) البقرة : الأميون هم الذين لا يعلمون الكتاب

أما الخطأ الثاني الذي فيه وقع المجتهدون فهو ألفهم لمدلول كلمة " إتباع "

ومن الحجج المستخدمة في تكفير أهل ألكتاب هي الآية :

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157) الاعراف

والافتراض الخطأ هنا أن الإتباع يكون في كل شيء ويشمل في ذلك كل من العقيدة والشريعة واعمال واقوال الرسول محمد صلعم-

أولاً نقول ليس المطلوب هو الإتباع في كل شيء وإلا لما كان اتباعا بل محاكاة وتقليد – فعندما أوحي للرسول صلعم ان يتبع ملة إبراهيم حنيفا لم يأتنا بصحف إبراهيم بل بالقرآن الكريم – فكيف صح هذا الأتباع ؟ اذا صح هذا الاتباع فهذا يعني ان الاتباع يكون في العقيدة وليس في الشريعة –

" ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين (123 ) النحل

وكيف كان إبراهيم حنيفا مسلما وهو لم يتلو القرآن

ثانياً : وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ هذا ليس تكرار انما هو تفصيل لكيفية الاتباع المطلوب منهم في أعلي الآية – النور هو نور الهداية أو القرآن – فلنري ماذا طلب منهم في القرآن : ان يقيموا التوراة والإنجيل ويبينوا ما أخفوا منها ويزيلوا ما ادخلوا عليها من تحريفات وأهواء – ان يحكموا بما انزل الله اليهم " ما أنزل اليكم من ربكم" وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه – فهم الفاسقون وهم الكافرون إذا لم يفعلوا –

وإذا هم لم ينفذوا ما طلب منهم في هذه الآيات أبذلك يكونوا قد اتبعوا الرسول صلعم وهو يأمرهم بإقامة التورآة وألإنجيل ؟

وكيف نفهم معني هذه الجزئية من الآية " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً " ثم نصر علي وجوب وحتمية هجر شرائعهم وإتباعهم لشريعة القرآن لكي تنطبق عليهم التسمية بالمسلمين -

وإذا كان يفترض ان تتبع كل الأمم شريعة واحدة " القرآن " فلماذا يبين لهم الرسول صلعم كثير مما كانوا يخفون من دينهم ويعفوا عن كثير – كيف يعفوا عن كثير ثم يمنعهم من ممارسته – ممارسة شريعتهم ؟ فلا يكون قد عفي هكذا – وإذا " نسخ " القرآن ما قبله فهل يمضي في ان يصلح لهم دينهم ويبين لهم ما أخفوه ثم يأمرهم بإقامته ثم ينسخه بعد كل ذلك ! ما هو المغزى المراد من هذا ؟!

لنتصور ان لدي أحدنا قطعة أثاث قديمة وغير صالحة للاستخدام ويريد التخلص منها ثم يبعث النجار مثلا ليقوم بإصلاحها وترميمها وبعد اكتمال تقويمها يقوم بالتخلص منها ورميها في القمامة !!!

"وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(64) النحل -

ولماذا لم ينسخ الإنجيل التورآة من قبل وقد أقر القرآن ان اليهود والنصاري علي السواء أهل كتاب ولم يقل ان اليهود قد كفروا لانهم لم يتبعوا الإنجيل شريعة سيدنا عيسي من بعد موسي – كيف يظل اليهود علي شريعتهم بعد مجئ سيدنا عيسي عليه السلام ولم يتبعوا شريعته بل تمسكوا بالتوراة ولا يزالوا أهل كتاب رغم ذلك - إذاً فالإنجيل لم ينسخ التوراة وهي معمول بها عند النصارى حتي يومنا هذا (العهد لقديم)

كذلك ما ينسخه سبحانه يكون تبديل للأحسن أو المماثل ولكن في نفس الموضوع وإلا فلا يكون نسخاً بل إضافة أو تفصيل أو توضيح أو تخصيص :

" وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِين الأعراف (155): وسبعون رجلاً ليس ناسخة لقومه وتعني سبعين رجلاً من قومه كما نقول "أكلت الخبز نصفه"

ثانيا كان الرسول صلعم يقوم ببعض الأعمال وينهي عنها المؤمنين كمواصلة الصوم وإقام الليل علي أنها أعمال ألأنبياء فقط - فالاتباع ليس في كل الأمور -

 

كل هذا : اتباع الرسول صلعم لسيدنا إبراهيم عليه السلام واتباع أهل الكتاب المأمورين به لرسولنا محمد صلعم هو اتباع في العقيدة الملة ملة إبراهيم حنيفا وليس اتباع شريعة لأن لكل جعل الله شريعة ليتبعها هي دون سواها ولو شاء الله لجعلنا أمة واحدة –

لقد أكد القرآن الكريم إسلام كل الأمم أو الشرائع السماوية السابقة للقرآن وكل المخلوقات بنصوص قرآنية نذكر بعضها علي سبيل المثال وليس الحصر :

" وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءَامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ(84) يونس

" فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُون آل عمرآن(52)

" إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) البقرة

" " رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128) البقرة – وذرية سيدنا إبراهيم تشمل المؤمنين (نحن) واليهود والنصاري

" وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(132) البقرة "

" أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ(83) آل عمرآن "

" قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(44) النمل

تم بعون الله

 

----------------------------------------------------------------------

اجمالي القراءات 21760