كلمة حق يراد بها باطل

مؤمن سلام في الجمعة ٢٤ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

جملة نرددها كثيرا فى حياتنا اليومية وربما لا يدري الكثيرون ان قائل هذه الكلمة هو الامام على وربما لا يدرى الكثيرون الكثيرون السبب والموقف الذى قال فية الامام على هذه الجملة التى تحولت الى حكمة ومثل يضرب عندما يخلط بعض المدلسين الحق بالباطل

لقد قالها الامام على فى ظروف مشابها للظروف التى تعيش فيها مصر الأن، عندما انطلق الخوارج يكفرون من يخالفهم الرأى بما فيهم الامام على نفسة لانة قبل بالتحكيم واوقف القتال مع جيش معاوية رافعين فى وجهه الأية الكريمة "إن الحكم إلا لله" فقد رأوا فى تصرف الامام على علمانية فقد فصل القرار السياسي عن النصوص الدينية

فهم يرون ان معاوية وجيشة بغاة يجب قتالهم وفقا للنص القرأنى ولكن على بن ابى طالب خالف الامر وقبل بتحكيم عمرو بن العاص وابو موسي الأشعرى اذا فقد حكّم الرجال فيما حكم فية القرأن فهو كافر !!! هكذا والغريب ان معظم هؤلاء الذين خرجوا على الامام علي هم من "القراء"  اى حفاظ القرأن

ما اشبة اليوم بالبارحة نفس السيناريو يعاد انتاجة من اشخاص وجماعات ترفع راية الدين وتحفظ القرأن وتطلق اللحية وتقصر الجلباب تارة يعلنون إنتصارهم فى غزو الصناديق وتارة اخرى يعلنون عدم إعترافهم بالمسلم الليبرالى او اليسارى او العلمانى كما لو كان الله فى انتظار اعترافهم وختمهم حتى يقبل عبادة ويقرر ان كانوا من اهل الجنة او اهل النار وثالث يريد تربيتنا حتى نأتى الية خاضعين نطالب بتطبيق الشريعة التى سيطبقها هو وفقا لفهمة هو، واجتهادة هو، على قاعدة لا اريكم الا ما ارى و ما اهديكم الا سبيل الرشاد، وأخيرا وليس اخرا بالتأكيد، يخرج احدهم ليكفر الجميع الا فرقتة الناجية فكل المرشحين لرئاسة الجمهورية كفار ومن ينتخبهم كفار الا مرشحهم السلفيى ام نقول الوهابى ام نقول الخارجى؟ المرشح الهمام الذى اختصر مشاكل العالم فى معرفة معنى كلمة بيبسي؟؟؟

فالليبرالى والعالمانى واليسارى والديمقراطى كافر لانها افكار لا تمت للاسلام بصلة ؟؟؟

هل يدرى المتحدث ان تاريخ الاسلام واقصد هنا التاريخ الحقيقى المذكور فى كتاب البداية والنهاية لابن كثير وكتاب الكامل فى التاريخ  لابن الأثير  وتاريخ الطبرى وغيرها من كتب التاريخ الاسلامي  وليس كتب التاريخ التى يؤلفها شيوخ الجماعات الاسلامية على طريقة القص واللزق لتحقيق اهداف سياسية وايديولوجيا تصور التاريخ الاسلامي على انة تاريخ ملائكة وعباد ونساك

فقد بدأت عملية فصل الدين عن الدولة منذ اللحظة الأولى لوفاة الرسول عندما تركة الصحابة وذهبوا لسقيفة بنى ساعدة لاختيار حاكم الدولة. فالدين يقول ان إكرام الميت دفنة والميت هنا ليس اى ميت ولكنة رسول الله الأولى بالتكريم ولكن مقتضيات السياسة والحكم تقول ان الاولى هو تعيين حاكم لهذه الدولة الناشئة خاصة ان الرسول مات دون ان يعين احد لخلافتة فى الحكم فوجب الاسراع بإختيار الحاكم قبل ان تنفجر الصراعات ويضرب امر الدولة الوليدة كما حدث لاحقا

وعندما قامت الثورات على عثمان بن عفان بسبب اتهامات سياسية له، رغم ان الدين يمنع الخروج على الحاكم وترك الصحابة له يواجة مصيرة حتى قتل بعد ان رفض التنازل عن الحكم قائلا كلمتة الشهيرة " والله لا أخلع ثوبا سربلنيه الله" ولكن لان المسلمين كانوا يفصلون الدين عن السياسة لم يهتموا بهذه الكلمة التى تجعل الحاكم معين من قبل الله ولكن قاموا بخلعة وقتلة بسبب ما رأوة أخطاء سياسية. ويلحق بهذه الاحداث قتال على ومعاوية من اجل السلطة رغم ان الدين ينهى عن قتال المسلمين لبعضهم ولكنها السياسة

ثم قصف الحجاج ابن يوسف الثقفى للكعبة بالمنجانيق عندما تحصن بها عبد الله بن الزبير بن العوام عندما اعلن نفسة خليفة للمسلمين ودخل فى صراع سياسي مع الدولة الاموية بقيادة عبد الملك بن مروان بن الحكم لم يتوانا الاموييين فى استخدام كافة الاساليب السياسية لتحقيق النصر علية. فرغم ان الدين يجعل مكة بلدا محرما فية ليس فقط القتال بل حتى الصيد، لم يتوانى عبد الله بن الزبير من استخدمها استخدام عسكرى ليتحصن فيها معتقدا ان الأمويين يخلطون الدين بالسياسة وسيراعوا حرمة المدينة المقدسة ولكنهم كانوا يفصلون الدين عن السياسة ولذلك تعاملوا مع مكة على انها مدينة يتحصن بها خارج على الدولة ومثير للفتنة فقصفوها بالمنجانيق بل وهدموا الكعبة فى هذا القصف ولم يتعاملوا معاها على انها مدينة مقدسة

ان الخوض فى التاريخ الاسلامي يجعلنا نستخرج الكثير والكثير من الامثلة على فصل الدين بالسياسة فى الدولة الاسلامية وخاصة اذا تعلق الامر بحفظ وحدة الدولة وكيانها والحقيقة ان خلط الدين بالسياسة لم يكن يتم الا فى حالة واحدة فقط وهى ضمان استمرار الحاكم على كرسي الحكم هنا فقط كانت تظهر التفسيرات الدينية لاعطاء بعد دينى لشرعية الحاكم بخلاف ذلك فقد كانت قواعد اللعبة السياسية هى التى تحكم تصرفات وقرارات الحاكم فى الدولة الاسلامية  دون اى اعتبارات دينية

انة التاريخ يعيد نفسة مرة اخرى اشخاص ومجموعات ترفع الشعارات الدينية وتكفر كل من يخالفها باعتبارة عدو للدين فاذا تمكنت من الحكم نسفت كل ذلك وفصلت الدين عن الدولة وتصرفت ببرجماتية شديدة ضاربة عرض الحائط باى نصوص دينية تخالف مصالحها الحزبية والشخصية ولا تستخدم النصوص الدينية الا فى وجه المعارضة لتكفيرها واعتقالها وإعدامها

اجمالي القراءات 86407