ثلاث رسائل من الاسكندرية

مؤمن سلام في السبت ٢٨ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

200 الف سكندرى خرجوا أمس فيما سمى "جمعة الغضب الثانية" تجمعوا فى ساحة مسجد القائد إبراهيم واتجهوا الى قيادة المنطقة الشمالية

كان هدف التظاهرة فى الاساس هو إرسالة رسالة الى المجلس العسكرى الحاكم للمطالبة بعدة طلبات على رأسها تأجيل الانتخابات وإعداد الدستور قبل إجراء الانتخابات وسرعة محاسبة ومحاكمة الرئيس السابق ونظامة.

ولكن مع وقوف الاخوان المسلمين ضد هذه المظاهرات واعلانهم ليس فقط عدم مشاركتهم - وهذا حقهم -  ولكن كالوا الاتهامات للمشاركين فيها بالوقوف ضد إرادة الشعب بالاضافة الى سيل الاتهامات والهجوم الذى دأب علية رموز الجماعة ضد كل التيارات السياسية الى حد تكفيرها على لسان صبحى صالح عندما قال ان الجماعة لا تعترف بالمسلم الليبرالى او المسلم العلمانى او المسلم اليسارى. بل واستبقت الجماعة تظاهرة الجمعة التى دعت اليها القوى العلمانية بوقفة احتجاجية على كورنيش الاسكندرية اسموها "حائط الثورة" وكان الهدف ان تكون سلسلة بشرية بطول كورنيش الاسكندرية من بحرى الى المنتزة ولكن الوقفة الاخوانية فشلت فشل زريع ولم يتعدا عدد من شارك فيها 2000 فرد كلهم من أعضاء الجماعة.

كان لكل هذه التصرفات والتصريحات الاخوانية التى تنم عن استعلاء وشعور بانتصار مزيف لم يحدث بعد لان المعركة الانتخابية لم تبدأ وربما لن تبدأ قبل سنتين من الان، انهم يتصرفون كما لو انهم اصبحوا بالفعل حكام مصر واضعين امالهم ان تكون الانتخابات فى سبتمبر فيفوزون فيها باعتبارهم الفصيل السياسي الوحيد الجاهز لهذه الانتخابات وبالتالى يقومون هم بوضع الدستور الجديد والذى سيكون بالتأكيد مفصل على مقاسهم ومقاس اخوانهم من سلفيين وجهاديين حتى يغلقوا باب الديمقراطية التى يعتبرونها كفرا كم صرح بذلك عدة مرات وجدى غنيم داعية الاخوان الشهير. كل هذه التصرفات والتصريحات ادت الى استفزاز القوى السياسية العلمانية فى مصر بالدرجة التى حولت التظاهرة بالامس من رفع طلبات الى المجلس العسكرى الى تظاهرة مناهضة للاخوان المسلمين بالاساس والتأكيد على المطلب الذى يرفضه الاخوان وباقى الاسلاميين وهى الدستور قبل الانتخابات رافعين شعار "إنتخابات بلا دستور كشجرة بلا جذور"

وما يلفت الانتباة هنا هو هذا العدد الكبير الذى حضر هذه التظاهرة والتى ربما لم يتوقعة المنظمون انفسهم فى ظل غياب الاخوان المسلمين، وهذا العدد كان رسالة هامة موجهه الى 3 أطراف رئيسية هى الاخوان انفسهم والمجلس العسكرى والأقباط

فالاخوان كانت الرسالة لهم واضحة وصريحة وهى انكم لا تملكون الشارع المصرى وحدكم وان استعلائكم ومطالبتكم بإنتخابات تتم الان وليس غدا مطمأنين انكم انتم الفائزون هو وهم كبير فقد اثبتت تظاهرة الامس التى كان اولها فى سيدى جابر واخرها فى سبورتنج ان العلمانيين ايضا قادرين على الحشد وانهم اذا تحالفوا وعملوا سويا قادرين على هزيمتكم وخاصة ان هذه التظاهرة تأتى بعد يومين فقط من فشل حائط الثورة الذى حاولتم إقامتة على كورنيش الثغر. فكفاكم استعلاء واحتقار للاخر فمظاهرة تسير بطول شارع بورسعيد هاتفة "الاخوان فين الشعب المصرى اهو" و ايضا " يا اخوان يا اخوان مصر ولا البرلمان" ومع ذلك يزداد عددها كلما تقدمت ولا يتناقص ويخرج اهالى الاسكندرية من الشرفات لمد المتظاهرين بالمياة والقاء البسكويت و الحلويات عليهم والهتاف معهم وحمل الاعلام من البلكونات لهو دليل قاطع على ان الناس قد سأمت الألاعيب الاخوانية وان هذه الالاعيب قد اصبحت مفضوحة للناس وان التستر والاختباء بالدين لم يعد مجديا وتكفير من قاموا بالمظاهرة والقول ان مظاهرة الامس هى للمسيحيين لمنع الناس من المشاركة فيها قد فشل فشلا ذريعا ولم يعد اهل الاسكندرية يصدقون هذه الدعاية السوداء. فهل مازلتم مصرون ان العلمانيين ليس لهم ارضية فى الشارع المصرى؟

اما المجلس العسكرى فقد كانت ايضا الرسالة لة واضحة ان الاخوان لا يملكون الشارع وحدهم ولكن للعلمانيين قوتهم ايضا فى الشارع وانكم اذا كنت تهادنون الاخوان منعا لاثارتهم للشارع، فالعلمانيين ايضا قادرين على تحريك المصريين. فاعملوا ما هو صواب وما قامت بة كل التجارب الثورية من وضع دستور اولا ثم الانتخابات ثانيا. فليخرج الينا المجلس العسكرى ببيان معلنا تأجيل الانتخابات حتى يتم وضع دستور للبلاد يحافظ على مدنية الدولة ويضمن حقوق كل طوائف الشعب المصرى ويكون حاكم لاى قوة سياسية تفوز بالانتخابات وضمان عدم انقلابها على الديمقراطية اذا فازت بالاغلابية ولا تخشوا الاخوان فنحن معكم وسندعمكم وسنقف ورائكم. فهذا هو طريق الاصلاح السياسي الطبيعى فى كل دول العالم اما وضع العربة امام الحصان فهذا لن يأتى الا بنظام سياسي مشوة وربما يأخذنا الى ثورة اخرى لا ندرى هذه المرة كيف ستنتهى. فمصر اولا ومصر فوق الجميع والدستور قبل الانتخابات.

والرسالة الأخيرة لأقباط مصر ان لا تخافوا فقوة العلمانيين والتى انتم جزء منها لا يستهان بها وان وصول الاخوان للسلطة ليس امرا حتميا لا مفر منة ولكن علينا جميعا ان نعمل ونتحالف ونتعاون اما ان نكتفى بالبكاء والشكوى وانتظار المنقذ المخلص فهذا لن يجدى والمنقذ لن يأتى فتحركوا يا اقباط مصر وانضموا الى الاحزاب وشاركوا بفاعلية فى كل نشاطات القوى المدنية وقد رأيتم بالامس فى شوارع الاسكندرية ان العمل المشترك بين قوى المجتمع المدنى قادرة على الانجاز والتحدى وهزيمة قوى الظلام.

لقد كانت هذه رسائل الاسكندرية امس وهى بالتأكيد قد وصلت للمرسل اليهم يبقى ان يقرأوها ويستوعبوها ويعملوا بمقتضاها

تحيا مصر

اجمالي القراءات 9229