عائلة مبارك بين طرة والقناطر

حمدى البصير في الإثنين ١٦ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

بقلم – حمدى البصير

 

" كلنا عائلة فى القناطر " الأغنية الشهيرة لمحمود ياسين فى مسلسل عندما تتفتح الزهور الذى أذيع فى التلفزيون منذ 20 عاما ، أصبحت منذ السبت الماضى الأغنية الشهيرة فى " الفيس بوك " والتى بدأ الشباب تداولها وتوزيعها بين المنتنديات والمواقع والجروبات الألكترونية المختلفة ، وقد بدأ إنتشار &Cclde; إنتشار الأغنية ، عقب صدور قرارالنائب العام مساء يوم الجمعة الماضى بحبس سوزان ثابت صالح الشهيرة بسوزان مبارك قرينة الرئيس المخلوع مبارك ، أو سيدة مصر الأولى سابقا ، 15 يوما على ذمة التحقيق وترحيلها إلى سجن النساء بالقناطر.

 

وقد حذفت الأغنية السابقة الخاصة بسوزان من على الفيس بوك وكانت بعنوان" ماما زمانها جاية " للفنان الراحل محمد فوزى ، وأستبدلت بأغنية " كلنا عائلة فى القناطر " بعد قرار حبسها ، وإكتمال دخول أسرتها كلها السجن وهم " الزوج المخلوع من الرئاسة " ووريثه الذى كان محتملا جمال ، والبرنس علاء مبارك ، أمير البيزنس فى مصر سابقا .

 

وقد واجه قاضي التحقيق قرينة الرئيس السابق بامتلاكها فيلا فاخرة في حي مصر الجديدة رغم أن ميراثها الشرعي نصف منزل وفدانين من الأراضي الزراعية في مركز مطاي بالمنيا، كما واجهها بالهيمنة على الحساب المصرفي لمكتبة الإسكندرية البالغ 147 مليون دولار تمثل جملة التبرعات "عربية وخارجية ودولية" صرفًا وإيداعًا بعيدًا عن رقابة مؤسسات الدولة ، بالإضافة إلى إختلاس اموال وهدايا من مهرجان القراءة للجميع .

 

والمعروف إن الهانم سوزان لم تكن تعمل فى مهنة محددة مثلها مثل ولديها فمن أين أتت بتلك الأموال والأصول العقارية؟.

 

وعلى طريقة الأفلام العربى قامت " الهانم " بعد سماع قرار حبسها ، بالسقوط أرضا وأمسكت بقلبها ، مما إستدعى الكشف عليها ، وكان التشخيص " إشتباه فى ذبحة صدرية " وهذا المرض المفاجىء أو " المرتب والمتفق عليه " كان وراء تاجيل ترحيلها إلى سجن القناطر ، وبقائها مؤقتا فى مستشفى شرم الشيخ " محبوسة " بجوار زوجها .

 

وبالطبع أنا لاأشمت فى المرض وأتمنى أن يشفى الله كل مرضانا حتى من نهب أموالنا ، واذلنا وسعى إلى ترسيخ هذا النظام الفاسد الفاشى المستبد ، سنوات طويلة فى إطار برنامج توريث جهنمى . لأننى متأكد من وقوع عقاب عليه فى الدنيا والأخرة .

 

وانا بشكل شخصى متعاطف مع سوزان مبارك لأنها تعيش مأساة حقيقية ، ففى الوقت الذى ذاقت فيه لذة أن تكون زوجة رئيس جمهورية ، وسيدة مصر الأولى ،على مدى ثلاثة عقود ، و كانت تتحكم فى مصائر البشر وكان معظم الوزراء يرتعدون منها خوفا ، ومنهم من كان يقبل يدها علنا ، وبعد أن كاد ينجح مخططها لتوريث إبنها ، لولا ثورة يناير ، لكى تكون زوجة رئيس جمهورية سابقا وأم رئيس حالى هو "جمال مبارك" ، أصبحت من نزلاء سجن القناطر ، بعد حبس إبنيها فى طرة وزوجها فى شرم الشيخ ، بتهم أبشع من الخيانة العظمى ، وهى سرقة اموال الشعب المصرى الفقير ، والإثراء الغير المشروع على حساب محدودى الدخل الذى تاجر بهم الرئيس المخلوع وعائلته كثيرا ، وإدعى أنه ينحاز إليهم وهو فى الحقيقة يسرق قوتهم ليل نهار .

 

علينا أن نأخذ العظة والعبرة من أسرة الرئيس السابق التى فى السجون الأن ، فبعد أن منحهم الله السلطة والجاه ، والوفرة فى العيش على مدى ثلاثين عاما ، أصبحوا فى غياهب السجون وتطاردهم الفضائح .

 

فماذا كان الدافع لدى أسرة " الرئيس " كى يستحلون كل تلك الاموال ؟ بل ويسرقون وينهبون أموالا حراما ويشترون قصورا وعقارات فاخرة ، ويضعون الملايين من الجنيهات داخل وخارج مصر وهم لايعرفون أين ومتى كانوا سينفقونها ؟

 

ماذا كان ينقص أسرة الرئيس المخلوع كى يستولون على اموالا حراما وهم على أعتاب القبر؟ الم يكن هناك مايكفى ويزيد لعلاء وجمال كى يؤمنا مستقبلهما بدلا من أن يقوما والدهما بجمع تلك الثروة الضخمة الحرام لهما ؟ ومامقبل سجنهما الان وضياع تاريخ مبارك العسكرى والرئاسى .

 

إن أموال العالم لن تغسل سمعة عائلة مبارك حتى ولو خرجوا من تلك القضايا وحصلوا على البراءة، ولكن علينا أن نعى قدرة الله ، الذى يهب الملك لمن يشاء ، ويعز من يشاء ويذل من بشاء ،وهو على كل شىء قدير .

 

حمدى البصير

 

Elbasser2@yahoo.com

 

اجمالي القراءات 8475