الدولة المدنية أو الهجرة إلى السعودية
الدولة المدنية أو الهجرة إلى السعودية

رمضان عبد الرحمن في الإثنين ٠٩ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

الدولة المدنية أو الهجرة إلى السعودية

 

إن طموحنا هو أن تقوم دولة مدنية في مصر تحوي جميع المصريين على أرض مصر دون تفرقة بين أبناء مصر جميعاً، وأن يكون القانون هو الفاصل بين الجميع، على أساس أنه لا فرق بين مسلم ولا مسيحي في الوظائف ولا في قيادة البلاد، وأن الدولة المدنية هي الحل، ويمنع منعاً باتاً بالقانون  أي جماعة أو حزب أن تمارس الفكر الذي يدعو إلى العنف، ويترك موضوع الدين كحرية شخصية لكل إنسان يعتقد كما يشاء دون التدخل في عقائد الآخرين من مسلمين ومسيحيين، كما يمنع بالقانون أيضاً السماح لأي جماعة من الجماعات التي تظهر من وقت لآخر وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية على حسب أهواءها وأفكارها الخاصة.

ونحن هنا لسنا ضد الإسلام لأننا مسلمين، ولكن نحن ضد أي جماعة تدعي أنها تعمل باسم الدين والإسلام بأفكارها الشخصية لأهداف شخصية أو سياسة، ومن يريد الخير لمصر والمصريين جميعاً يسعى لإقامة دولة مدنية، إن الشتات الفكري بين أبناء مصر هو الذي أضعف الدولة المصرية وقزم دور مصر ومكانة مصر، وعلى جميع المصريين بما فيهم الأخوان أن يرجعوا لتاريخ مصر ومكانة مصر قبل الأخوان، وعلى الأخوان أن يعلموا، نحن نعلم ما يخططوا له بمصر، وهو طمس الهوية المصرية وجعل مصر بدلا من القائد أن تكون تابع، ولن نترك لهم ما يخططون له، والذي يقرأ عن الأخوان وعن تاريخهم يعلم عن أهدافهم الحقيقية والتي ظهرت في أول يوم من إعلان حزبهم، والذين قالوها صراحة نحن لا نريد أن نرشح أحد من الأخوان لرئاسة الدولة ولكن نريد أن نحصل على نصف مجلس الشعب، ولاحقاً سينضم لهم جميع أفراد الجماعة والتابعين لها تحت مسميات مختلفة  فيصبحوا بذلك هم الأغلبية في مجلس الشعب، ومن ثم سوف يقولون للناس أن الديمقراطية تقول أن رأي الأغلبية هو من يطبق على الجميع، أي يحق لنا أن نرشح رئيس من الأخوان، ثم بعد ذلك   يجعلون مصر دولة دينية أو دولة مدنية والغلبة تكون لهم، إذا لم يدرك الشعب المصري ما يخطط له الأخوان منذ ثمانية عقود بدعم من السعودية حتى الآن ونحن هنا نقول أن مصر هي بلد جميع المصريين وهذا لا بد أن يعلمه كل مصري، ولكن إذا كان الأخوان لا ينامون الليل بسبب أنهم يريدون إقامة دولة إسلامية، ومن وجهة نظرهم إن كانوا جادين ومخلصين وصادقين لهذا الأمر ليس هناك أفضل من الهجرة في سبيل الله، وليس هناك أفضل من أن يذهب الأخوان إلى مكان الرسالة الأولى لبداية نشأت الأخوان، وأعتقد أن السعودية سوف ترحب بقدوم الأخوان لها على اعتبار أن الأخوان  أبناءها المشتتين في كل مكان من العالم، وكما يعلم الأخوان وجميع المسلمين أن الأخ في العقيدة هو الأقوى، وسوف توفر السعودية المبالغ التي تدفع من أجل تحويل الأموال للإخوان في مصر وغير مصر، هذا من جانب ومن جانب أخر سوف يستريح الأخوان من الكفار في مصر الذين لا يتبعون فكر الأخوان، انتم كفيتم وبلغتم ووفيتم، اتركوا المصريين يعيشون كما يشاءون ويدخلون جهنم، لا عليكم بهم، ثم لم يسال الأخوان أنفسهم أن جميع الدول التي يوجد بها جماعة الأخوان لماذا لم تتقدم في شيء؟!.. والسبب معروف لا يحتاج لبحث وهو أنه منذ أن ظهر فكر الأخوان في أي دولة هذا يعني على المجتمع السلام من الشتات الفكري، مرة دين ومرة سياسة، ولو أن الأخوان على سبيل المثال نجحوا في الدين في مصر لتقدمت مصر، ولو أنهم نجحوا في السياسة لتقدمت مصر، ولكن الحمد لله فشلوا في الاثنين معاً وفشلت مصر معهم وبهم وبفكرهم.

 

اجمالي القراءات 17020