سوريا
بين الكرامة الوطنية والكرامة الإنسانية في سوريا

زهير قوطرش في الخميس ١٤ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

بين الكرامة الوطنية ,والكرامة الإنسانية

               في سوريا.

 

تعودنا منذ عقود مضت غرس فكرة الكرامة الوطنية من قبل الأنظمة الشمولية في وعي شعوبها في المنطقة العربية(لمصلحة في نفس يعقوب),وقد استُغلت هذه الشعارات الوطنية ومفهوم الكرامة الوطنية   بشكل جعل الأنظمة  تفسر أي احتجاج شعبي أو فردي ي&INtilde;دي يخرج على إرادتها  ضد جملة المساوئ الاجتماعية التي تعيشها الأكثرية الصامتة من شعوب هذه البلدان على أنه مساس في الوحدة الوطنية  ,أو الكرامة الوطنية.وعقوبتها حسب قانون الطوارئ أو قانون مكافحة الإرهاب الاعتقال والتعذيب ...الخ.

لكن ثورة الشباب التي بدأت رياحها تهب بعد ثورة التغير في تونس ,أعادت صياغة الشعار حول الكرامة الوطنية الذي تعودت الأنظمة  تسويقه,  وإعادة إنتاجه  واستهلاكه  كلما دعت ظروف التغير إلى التحرك ,واستبدلته  بشعار الكرامة الإنسانية ,لوعيها الكبير بأن الكرامة الوطنية , لن تتحقق إلا بوجود الكرامة الإنسانية  المفقودة من قاموس أنظمتنا العربية .

إن المطالب التي رفعها الشباب في سوريا  تقع  في مجملها تحت مضمون  الكرامة الإنسانية  (حرية عدالة ديمقراطية),وهذا يدل على أن الشباب استند إلى مرجعية حقوق الإنسان ,ومرجعية كرامة الإنسان التي كفلتها مواثيق حقوق الإنسان والأديان بعمومها وليس المؤسسات الدينية وخاصة الرسمية منها.

العالم أصبح قرية صغيرة ,وسرعة نقل الحدث بالصوت والصورة صار له التأثير المباشر على كل فرد في أي مكان في العالم.

لهذا استطاعت شعارات الكرامة الإنسانية ,أن تدخل وبسرعة في وعي الشباب في سوريا ليكون حاملها ومتفاعلاً معها لأنه افتقدها ولعقود طويلة من حكم البعث والجبهة الوطنية التقدمية  .

لقد استطاعت ثورة الشباب في سوريا (أو صرعة الشباب كما يدعي النظام)أن تفرض على النظام القبول بالتنازل والوعود بتحقيق جملة إصلاحات  الهدف منا لو تحققت  أن تكفل الحد الأدنى من كرامة المواطن السوري(الكرامة الإنسانية) الذي سيسعى إلى الوصول بحراكه الدائم إلى حدها الأقصى ,لكي يعيش في دولة القانون الذي سيسري على الجميع ,في دولة المؤسسات التي تكفل بغض النظر عمن يحكم العدالة والحرية .

إن الشباب الذين رفعوا شعار الكرامة الإنسانية هم من عاش تجارب مؤلمة في التعامل مع أجهزة الأمن المختلفة ,او سمع عن ممارساتها على الكثير ممن شاءت ظروفهم السيئة أن يكونوا ضحايا لهذا التسلط  الأمني الذي لم ولا يراعي أية حرمة للكرامة الإنسانية.وهم أي الشباب على علم يقيني أن ما يجري في داخل هذه الأنظمة يشبه إلى حد قريب المسالخ البشرية ,من يدخلها مفقود ومن يخرج منها مولود.

 

 

 إن مفاهيم الكرامة الإنسانية أصبحت حقيقة مادية  مترسخة في وعي شباب سوريا اليوم ولا يمكن  بعد اليوم تجاهلها أوالاستخفاف بها.لأن القديم على ما اعتقد قد سقط منذ اللحظة الأولى لكسر حاجز الخوف ,وحتى ولو عاد أو أعيد بالقوة فإنه سيكون تكويناً أخر ,لهذا فإن ما تحاول  بعض القوى الساسية والأمنية والطفيليين المستفيدين من النظام النيل من عزم الشباب  محاولين جر عجلة الثورة إلى الوراء هو عمل أخرق.

ومهما كانت نتائج الحراك الشبابي ....فهو ثورة ,والثورات السلمية كر وفر والنصر في النهاية للكرامة الإنسانية.

 

اجمالي القراءات 12516