المسلم في الاعتقا
مقلدٌ مُتَبِعْ ومفكرُ مُتَبَعَ

شريف هادي في السبت ٠٦ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

المسلم في الاعتقاد صنفان مقلدٌ مُتَبِعْ ومفكرُ مُتَبَعَ ، فأما الأول يأخذ بمأخذ الآخرين ويقلد السلف الأقدمين وذلك إما بعلة الجهل أو نقصان العقل أو إجتماعهما معا وأعلم يرحمك الله ما إجتمعا معا في رجل أو إمرأة إلا وأورداه مورد التهلكه وأنزلاه منزل في جهنم علمانيا كان أو أزهرياً مُعَمَمْ وهنا يقول الإنسان ليس في الإمكان أفضل مما كان وأتبع ما عليه الأباء من زمان ومالي والعقل فكل من يستخدمه زنديق وجب عليه العذاب حقيق وليس له منا صديق بل نقتله تقربا ويقف على جيفته البوم نعيق ونستحل منه الدم والمال والحلال والعقيق فأول من استخدم العقل الشيطان - وقال لرب العرش الرحمن أنا أفضل من هذا الانسان خلقته من صلصال كالفخار وخلقتني من نار فلن أسجد ولو أصابني العار وطردتني من رحمتك وعذبتني بالنار - فليس لي أن أفعل فعله أو أن أقوم مقامه أو أن أحذو حذوه ويكفيني ما وجدت عليه أجدادي والفتهم فائمين عليه آبائي فإن ذلك هو زادي وزوادي فآخذ بالكافي أو البخاري وإن خالفا القرآن كلام الله الشافي وأتبع الاسناد والتخريج ، هلك ورب الكعبة وخلط الجد بالتهريج ونسخ القرآن بالشعر والأهازيج مدعيا أنها قول الرسول الكريم وأن لها حكم القرآن المجيد في اللوح المحفوظ فإن جائت في الحدث بعده نسخت حكمه وإن بقى للتعبد نصه.

وفي معرض الرد الحسيس على شبهة إستخدامه للعقل ابليس فالحقيقة أنه لم يستخدم عقله ولو فعل لسجد لأن الأمر جاء بحزم وجد من القادر المقتدر الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فكيف يعصاه عاقل فكر وهو يعلم أن لا مهرب ولا مفر ، إذا فهو أحمق بعدما من عليه الرحمن وأغدق عصى الجبار ذي الطول وأبق فحقت عليه النقمة وكتبت له جهنم مستقر ونسق ، أما قياسه بين الطين والنار فهو قياس غبي معلول لا يقول به إلا صاحب عقل مشلول فالنار آكلة حارقه والطين يربي لزارعه وحاصده فالقي البذرة في النار تحترق وفي الطين تنموا وتخترق فالفضل لمن يربي ويضيف لا لمن يأكل ويخيف.

أما في القول بالاسناد والعنعنه والذي إبتدعوه بعد مائة سنه فإن القول السديد هو ما جاء في القرآن المجيد ﴿أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم؟﴾ ثم الاسناد يفيد الظن والقرآن مبني على اليقين فكيف يكون لإحكامه ناسخ مهين تعالى الله عن ذلك رب العالمين وهو القائل ﴿وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغنى من الحق شيئا﴾ و القائل (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ إن تتبعون إلى الظن وإن أنتم إلا تخرصون﴾.

أما شبهة إتباع الأباء والأجداد فإنها مسلك فرعون ذي الأوتاد وثمود وعاد وقوما جابو الصخر بالواد وأقرأ معي كلام رب العبادْ وكفى به قول هادْ.

قال تعالىقال تعالى

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" البقرة 170

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" المائدة104

"وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُون"َ الأعراف28

"قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ" يونس78

وأخيرا إعلموا أن الشيطان يزين لأولياءه زخرف القول غرورا ويزين لأتباعه المعصية حبورا والحزن سرورا ثم ينقض عهده مدحورا وقد فعلها من قبل مع جيش الكفار وقال إني جار لكم فظنوه نعم الجار ولما تراآى الجمعان وأشتعلت الحرب والنار نقص على عهده وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله الجبار والله سبحانه أحق أن نخافه وقد كذب الشيطان فيا له من عار

والصنف الثاني من الناس رجح عقله وزاده الله إحساس وأتبع فعل إبراهيم الخليل من قبل أن يأتيه التنزيل نظر فيمن حوله حيران عليل يبحث عن رب جليل فإتخذ القمر إله إلي حين والشمس بعده حتى أفلت فقال لا أحب الأفلين ثم دعا ربه أن يجعله من المهتدين فهداه الله رب العالمين وفتح له الطريق المسدود ونجاه من نار النمرود ووهبه البنين وجعله أبا للانبياء والمرسلين ومكن لدينه وجعله يسود.

والأن وقد وهبنا الله القرآن أنزله على قلب محمد نبي آخر الزمان وجعله صالح لكل زمان ومكان وحفظه من التحريف والبهتان وجعله هاد وأمر بإتباعه كل إنس وجان فلنا أن ندرسه بإمعان وأن نستخرج منه أحكامه ومقاصده وننتهي عن نواهيه ونأتمر بأوامره ونكتفي به أمرا ننفذه كما إكتفينا يالله إله نوحده.

فالقرآن تفصيل كل شيء وما فرط الله فيه من شيء وأنزل الكتاب تبيانا لكل شيء وهو محكم لا يحتاج لشيء أما الحديث فالمتن يحتاج للإسناد وقد يعتل المتن وقد يعتل الاسناد والاسناد يأتي بالسلاسل والطرق وقد أمرنا الله إلا نتبع الطرق وجاء الحديث في كل أمر بنصٍ ونصٌ يخالفة فأي النصوص نصدقه ، فقالوا أنكروا السنه فقلنا صه والله ما أنكرنا لله سنه ولكن أنكرنا لغوكم وجمعكم ما نهى عنه نبينا ونبيكم وسار عليه صحابته وآل بيته ويحُكُمُ فالحق ديننا والظن دينكم فأنتم تتبعون كلام الاجداد ونحن للقرآن نحتكم

وقبل الخاتمه أسوق لكم مسأله ، تدبرت آيات الخمر المحرمه فوجدُتها إثمٌ ورجسٌ وصدٌ وإجتنابٌ ونهي فقلت هي إذا محرمه ولكن أعدت فحص المسأله فوجدت واو عاطفه والتحريم إن كانت للعقل مانعه أما مادون ذلك فلا جناح إن لم تكن مُغِبه وأثرت المسأله وذكرت قوله قل لا أجد فيما يوحى إلي محرما على طاعم يطعمه وتصدى فوزي والفران وساندهما عثمان وقالوا كلها حرام بعدما بحثوا في القرآن وكان النقاش بيننا مثالا يحتذى فلم يتهموني بالظلم والبهتان ولم أتهمهم بالجمود والنكران بل أخوة في رحاب القرآن وكل منا مسئول عن رأيه أمام الرحمن ، لم أقتنع ولم يقتنعوا قدمت أدلة للتحليل مقنعه وقدموا أدلتهم للتحليل مانعه والقراء بيننا للنظر ماعنه حتى كان لفوزي مداخله قرأ فيها آبة محكمه "فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله" فهزت مني الأعماق والأبنيه وخفت أن يعرض لي الرحمن محكمه فرجعت أسأله التوبة والمغفره فالحمد لله أن منَ علينا بأنظار ماعنه وعقول واعيه وألباب للحق راجعه.

والسلام من الرحمن على أهل القرآن

شريف هادي

اجمالي القراءات 10492