بسم الله الرحمن الرحيم
(وإنك لعلى خلق عظيم) هذا الخلق العظيم الذي كان عليه الرسول محمد عليه الصلاة والسلام هو أخلاق القرآن. ويقول سبحانه وتعالى:
(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ.
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
فالإيمان أولا ، ويرتبط به العمل الصالح ثانيا هما النجاة من الارتداد إلى أسفل سافلين.

والإيمان هو نقطة الانطلاق إلى مكارم الأخلاق:
(ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون)
إن دخول الإيمان إلى القلب ينفر الإنسان من الكفر والفسوق والعصيان وهذه خطوة مهمة لا غنى عنها لكي يبدأ الإنسان في التخلص من الرذائل وسوء الخلق ،وبما ينتج عن هذا الإيمان حالة من التقوى تجعله يخاف ربه فيجتنب عن  السيئات والأخلاق المشينة.
(يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون)
والإيمان مراتب:
(انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون)
لذلك يجب على المؤمن الإنصات إلى آيات الله عز وجل حتى يزداد إيمانا:
(واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون)
كما يزيد الإيمان بالتفكر في خلق الله وآياته في الكون:

(ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)

(ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لاولي الالباب)
ولا انفكاك بين الإيمان والأخلاق فلا يصلح أحدهما بدون الآخر:

(إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)
وقد تكررت في القرآن كثيرا:آمنوا وعملوا الصالحات.
(وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون)
(والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون)
(ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة واتوا الزكاة لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
....... إلخ
إذن يأتي فورا بعد الإيمان التحلي بمكارم الأخلاق وهي الأعمال الصالحة التي سنتناولها إن شاء الله تعالى في المقالة التالية:ونختتم بالتوجه إلى المولى عز وجل:

اللهم بلغ بإيماني أكمل الإيمان،واجعل يقيني أفضل اليقين