الثورة
خواطر بعد الثورة التونسية
زهير قوطرش
في
الخميس ٢٠ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
خواطر بعد الثورة الياسمنية
-
ثورة تونس ليست ثورة الياسمين وحسب ،بل هي ثورة الفقراء المستمرة على الأغنياء، هرب الأمين العام للأغنياء.... وبقي الطفيليين والثعالب والقطط السمينة تـحت مسمى الحكومة الجديدة إلى جانب المؤسسة الاقتصادية الأمنية التي تتلون مع الزمن والظروف و التي تحكم قوانين اللعبة السياسية في البلدان العربية.
وإذا لم يفعل التوانسة ما يجب فعله , فسيأتي طامح آخر يربض على صدروهم لثلاثين عاماً ميلادية قبل أن يفر بثروته إلى السعودية..
-
-
الفقراء يريدون الحياة الكريمة الحرة ,لكن بعد كل ثورة مخملية أو ياسمنية أو جورية .... يسرق الأغنياء الطفيلين من الفقراء حلم التغير، وهذا ما غاب عن قصيدة الشاعر العظيم أبي القاسم الشابي.وكأن القدر الذي يصنعه الفقراء ,هو قدر الأغنياء الجشعيين الذي نقدمه لهم على طبق من ذهب ......أما آن الآوان أن نعتبر !!!!!!!
فمنذ ثورة الشاب الفقير النبي محمد بن عبد الله في مكة وحتى آخر شهيد في شوارع تونس ،الفقراء يشعلون نار الثورات ليأتي الأغنياء ويتدفأون عليها.
فقط لأننا شعوب لم تتجذر فيها ثقافة الحرية والديمقراطية في علاقاتنا اليومية، لهذا يجب أن تكون الحرية والديمقراطية قبل الخبز لأنها هي الضامن الوحيد لاستمرار توزيعه بين الناس بالعدل .
وإذا لم تشعل النار بجسدك المنهك الضعيف أيها الفقير والعاطل عن العمل ,فلن تشتعل ثورة التغير ,في عالم حرَّم على الفقير الذي لا يملك قوت يومه ,أن يموت بشرف ,كفروه ,لأنه حرق نفسه منتحراً ,كونه بلغ الحد من الفقر والقهر بحيث لايكلف معه. هو لم يقتل الأبرياء من حوله كما يفعل الانتحاريون ,كفره مشايخ الأزهر وشيوخ الحسبة , كفروا الفقير الذي كان يموت قبل التضحية بجسده على مرآى منهم كل يوم ألف ميتة. كفروه لأنه افتدى الفقراء والمساكين بجسده الطاهر .
المسلمون المعاصرون الوهابيون والسلفيون وصنيعهم الأخوان ,وممثلهم الرسمي الأزهر ,وغيره من المؤسسات الإسلامية الرسمية ,والذين بدونهم سيضيع الإسلام .
قسموا الدين الإسلامي إلى .
* إسلام آل البيت، إسلام الصحابة، إسلام سعودي، إسلام أفغاني، إسلام أهلي، إسلام حكومي، إسلام كلاسيكي، متطرف، معتدل، عسكري، تجاري،إسلام استثماري.. أسلام شيعي ,إسلام سني ,إسلام ......الخ, ترى هل هناك إسلام يتطابق مع ذاك الذي جاء به نبينا ورسولنا رسول الرحمة محمد عليه السلام الإسلام القرآني .وهل نحن فعلاً مسلمون بتفرقنا إلى هذا الطيف الغريب والعجيب أم لعصبيتنا وجهلنا وعنصريتنا مستسلمين؟