;كركوك وتفكيك العراق

حمدى البصير في الأحد ١٩ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

تفكيك العراق يبدأ من كركوك

 

بقلم حمدى البصير

 

المشاورات المارثونية من أجل التوافق على إسم رئيس الوزراء العراقى ،بل وتشكيل الحكومة الجديدة بعد ولادة متعثرة لايعنى أبدا إن العراق دخل فى مرحلة التخلص الأمن والناعم من المحتل الأمريكى وتوابعه ، لأن هناك قضية شائكة قد تعرض العراق إلى التفكيك والتقسيم ، وهى قضية كركوك الغنية بالبترول والنزاع التاريخى عليها بين العرب والأكراد ، بل أصبح النزاع حول كركوك قنبلة موقوته ، من الممكن أن تäcirc;نفجر فى أى وقت وتعرض العراق لخطر التفكيك ، بل إن شظايا تلك القنبلة سوف تصيب التضامن العربى ككل فى مقتل ،  وتكون تمهيدا لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ، كردية فى الشمال ن وسنية فى الوسط ، وشيعية قى الجنوب ، وتلك بداية سوداء لتقسيم الوطن العربى الكبير فى المستقبل ، ولاسيما إن أول العام الجديد 2011 سيكون بداية لإنفصال جنوب السودان عن شماله ، ولاسيما إن منطفة أبيى الغنية بالنفط أيضا هى محور الصراع فى السودان الان ، وقد تتسبب فى تفسيم السودان فى المستقبل إلى خمس دول على أقل تقدير ، وبالتالى أخشى أن يكون العام الجديد الذى سيبدأ بعد أيام ، هو عام الأنقسام العربى ، وتبخر حلم الوحدة العربية ، ولاسيما إن قوى عديدة تتربص بالعرب منذ فترة ،وتسعى إلى تقسيمه ،والهدف بالطبع هى بحار البترول فى أراضية ، وستكون كركوك العراقية فى الشمال ، وأبيى السودانية فى الجنوب المتخمتان بالبترول هى الكماشة التى ستطبق على رقبة الحلم من أجل خنقه ، ثم تقسيم الجسد العربى المتهالك بين قوى عديدة ، ولكن إذا إنتبهنا من الأن لحقيقة مايحاك لنا نستطيع أن ننقذ الجسد العربى المثخن بجراح الإنقسامات من مقصلة الإنقسام والتشرذم، وليكن الحفاظ على العراق من خطر الإنقسام  هو بداية للحفاظ على العقد العربى فبل أن ينفرط.

وأولى خطوات النجاح العربى فى إنقاذ كركوك من تحويلها إلى برميل بارود يشتعل فى العراق ككل ويفتته ومن ثم تلهب نيرانه باقى جسد الوطن العربى الواهن هو معرفة حقيقة الصراع حول كركوك ،وكيفية حل المشكلات العالقة بين أبناء الوطن الواحد أى كانت توجهاتهم وثقافتهم وعقائدهم ، بعدالة شديدة ومراعاة المصالح المشتركة بعيدا عن العقلية العربية التقليدية التى تكاد تنفى وجود الأخر وعدم تقبله ، والتعامل بعنجهية عربية متأصلة ، لم تجن لنا سوى النازعات ، وتعرضنا الأن لخطر الإنقسام والتفكك بل والذوبان فى المستقبل .

 

وتعد قضية الصراع حول كركوك من أهم القضايا التى تهم الأمن العراقى والعربى والدولى لما لكركوك من أهميه اقتصاديه فائقه إذ يتجاوز المخزون النفطى لكركوك ٤۰٪من احتياطى البترول العراقى أى بمايعادل ١۰مليارات برميل وهو مايدعو المجتمع الدولى الى الحرص على عدم استئثار أى من أطراف الصراع العرقى (التركمان –الأكراد –العرب) على منطقة كركوك منفردا وعلى حساب القوميات الأخرى لما قد ينتج عن ذلك من بروز كيانات سياسيه وتقسيمات عرقيه جديده لايرضى عنها هذا الطرف أو ذاك مما قد يجر المنطقه الى حروب وصراعات داخليه وخارجيه.

وأطراف الصراع العرقى حول كركوك هم التركمان والأكراد والعرب وجميعهم سكنوا المنطقه منذ آلاف السنين فعلى سبيل المثال فان وجود التركمان فى كركوك يسبق العثمانيين بزمن بعيد ويعود بالضبط الى أواخر القرن السابع الميلادى عندما اندفعت القبائل التركمانيه من موطنها فى وسط آسيا غربا باتجاه شرق البحر المتوسط وأخذت تستقر فى بعض البلدان ومن بينها العراق التى عاش فيها التركمان واندمجوا فى مؤسسات الحكومات العربيه / الاسلاميه المتعاقبه على حكم البلاد ولعبوا أدوارا مهمه فى تاريخ هذا البلد.. وفى وقتنا الراهن تقدر المصادر التركمانيه عدد التركمان بما لايقل عن مليونى تركمانى يعيش أغلبهم فى كركوك والتى كانوا دوما يشكلون الأغلبيه فيها ويعد التركمان الأقليه العرقيه الثانيه من حيث عدد السكان فى العراق بعد الأكراد وكان التركمان على مر العصور أقل العرقيات القاطنه فى العراق إثارة للقلاقل والفتن وعرف عنهم الميل للمقاومه السلميه والصبر على المظالم ومحاولة انتزاع حقوقهم السياسيه والثقافيه بطريقه حضاريه.

وقد شكل الأكراد (الطرف الثانى فى الصراع العرقى حول كركوك) على مدار التاريخ عنصرا هاما وفعالا من النسيج الوطنى العراقى ونظرا لأن مناطق توطن هؤلاء من المناطق الجبليه الوعره فلم تلق أى اهتمام من قبل الحكومات العراقيه المتعاقبه لبسط سيطرتها على تلك المناطق واقامة الادارات والتنظيمات التى تعبر عن سيطرة الحكومه المركزيه وانما تركت الحكم فيها لأمراء العشائر القبليه فتمتع الأكراد على الدوام بنوع من الحكم الذاتى فى ظل إمارات متعدده يجمعها الولاء الشكلى لحكومه مركزيه فى بغداد أو فى استانبول ولم يخضع الأكراد فى تاريخهم لحكومه كرديه موحده..ومع تنامى المد القومى فى القرن التاسع عشر ليشمل مختلف مناطق العالم وظهور الدول القوميه تحركت النوازع القوميه لدى الأكراد وتنامت لديهم النعره القوميه حتى تغلبت على الهويه الدينيه والوطنيه غير أن جماعات أصحاب المصالح فى العشائر الكرديه ظلوا على خلافاتهم الكردية –الكرديه فغطت تلك الخلافات على تلك النزعه القوميه وشتت جهود الأكراد فى سعيهم نحو تحقيق حلم كردستان الكبرى

 و فى أبريل ۱٩٩۱والذى نص على ضمان حقوق الانسان والحريات لجميع المواطنين بما فيهم الأكراد وتلى ذلك قرار حظر الطيران وتوفير الملاذ الآمن للأكراد وقد تسببت حالة الضعف والوهن التى أصابت الحكومه المركزيه فى بغداد فى تنامى الأطماع الكرديه الهادفه الى ضم كركوك الغنيه بالنفط الى منطقة الحكم الذاتى والسعى من أجل تحقيق الانفصال عن العراق واتخاذ كركوك كعاصمه للدوله الانفصاليه الجديده وقد زاد هذا العزم والتصميم على ضم كركوك بعد زوال قبضة الدوله المركزيه تماما بسقوط صدام حسين ونظامه حيث كثف الأكراد من إجراءاتهم الهادفه الى تكريد منطقة كركوك والتطهير العرقى للعرقيات الأخرى واستغلوا علاقاتهم الوثيقه بالولايات المتحده الأمريكيه وسيطرة قوات البشمركه الكرديه على كركوك عقب سقوط النظام وقيام الولايات المتحده الأمريكيه بفرض محافظ كردى على المدينه وتعيين مجلس بلدى للمحافظه أغلبية أعضائه من الأكراد فقاموا بطرد مائة ألف عربى من كركوك وضيقوا على التركمان بهدف دفعهم لترك المدينه واستجلبوا نحو مائتى ألف كردى من ايران وسوريا وتركيا والمناطق الشماليه فى العراق بهدف توطينهم فى المدينه وتغيير التركيبه العرقيه لها..وقد تسببت التحركات الكرديه تلك فى حدوث تقارب عربى /تركمانى حيث شعرت القوميتان بأنهما مهددتان بالزوال من المنطقه فبدأتا على الفور فى تنظيم الصفوف والتصدى للمخططات الكرديه.

وتعد قضية الصراع حول كركوك من أهم القضايا التى تهم الأمن العراقى والعربى والدولى لما لكركوك من أهميه اقتصاديه فائقه إذ يتجاوز المخزون النفطى لكركوك ٤۰٪من احتياطى البترول العراقى أى بمايعادل ١۰مليارات برميل وهو مايدعو المجتمع الدولى الى الحرص على عدم استئثار أى من أطراف الصراع العرقى (التركمان –الأكراد –العرب) على منطقة كركوك منفردا وعلى حساب القوميات الأخرى لما قد ينتج عن ذلك من بروز كيانات سياسيه وتقسيمات عرقيه جديده لايرضى عنها هذا الطرف أو ذاك مما قد يجر المنطقه الى حروب وصراعات داخليه وخارجيه.

وأطراف الصراع العرقى حول كركوك هم التركمان والأكراد والعرب وجميعهم سكنوا المنطقه منذ آلاف السنين فعلى سبيل المثال فان وجود التركمان فى كركوك يسبق العثمانيين بزمن بعيد ويعود بالضبط الى أواخر القرن السابع الميلادى عندما اندفعت القبائل التركمانيه من موطنها فى وسط آسيا غربا باتجاه شرق البحر المتوسط وأخذت تستقر فى بعض البلدان ومن بينها العراق التى عاش فيها التركمان واندمجوا فى مؤسسات الحكومات العربيه / الاسلاميه المتعاقبه على حكم البلاد ولعبوا أدوارا مهمه فى تاريخ هذا البلد.. وفى وقتنا الراهن تقدر المصادر التركمانيه عدد التركمان بما لايقل عن مليونى تركمانى يعيش أغلبهم فى كركوك والتى كانوا دوما يشكلون الأغلبيه فيها ويعد التركمان الأقليه العرقيه الثانيه من حيث عدد السكان فى العراق بعد الأكراد وكان التركمان على مر العصور أقل العرقيات القاطنه فى العراق إثارة للقلاقل والفتن وعرف عنهم الميل للمقاومه السلميه والصبر على المظالم ومحاولة انتزاع حقوقهم السياسيه والثقافيه بطريقه حضاريه.

وقد شكل الأكراد (الطرف الثانى فى الصراع العرقى حول كركوك) على مدار التاريخ عنصرا هاما وفعالا من النسيج الوطنى العراقى ونظرا لأن مناطق توطن هؤلاء من المناطق الجبليه الوعره فلم تلق أى اهتمام من قبل الحكومات العراقيه المتعاقبه لبسط سيطرتها على تلك المناطق واقامة الادارات والتنظيمات التى تعبر عن سيطرة الحكومه المركزيه وانما تركت الحكم فيها لأمراء العشائر القبليه فتمتع الأكراد على الدوام بنوع من الحكم الذاتى فى ظل إمارات متعدده يجمعها الولاء الشكلى لحكومه مركزيه فى بغداد أو فى استانبول ولم يخضع الأكراد فى تاريخهم لحكومه كرديه موحده..

 

وعلى الرغم من ان الثروة النفطية والغاز في المدينة هما العامل الابرز للصراع الدائر حول المنطقة، الا ان نظرة اوثق لدوافع واحتياجات الاكراد والسلطة الفدرالية تعطي صورة اكثر شمولية عن ذلك، تختلف الآراء حول مدى تأثير الثروة النفطية في المنطقة على مختلف الفرقاء وتقييمهم للمنطقة.

سجل الحكومات العراقية يشير الى ان بغداد ظلت تنظر الى كركوك من منظور ما تحتويه من ثروة نفطية، وبالمثل، فان بعض العرب والتركمان يعتقدون ان اهتمام الاكراد بكركوك مرده الثروة النفطية

وقد قالها صراحة مسعود برازانى رئيس إقليم كردستان أثناء قيامه بالواسطة بين الأحزاب للتوافق على  إختياررئيس وزراء وتشكيل الحكومة فى شهر نوفمبر الماضى ، فقد أكد إن إستقلال إقليم كردستان أصبح وشيكا ، كما إن ضم كركوك لايعدو كونه مسألة وقت ، ولم يهتم القادة العراقيين بما قاله البرزانى ، لإن إهتمامهم الأول كان حول إختيار المالكى وليس علاوى رئيسا للوزراء ، وأنا أتوقع لإذا لم تتحرك الجامعة العربية بل وكل القادة العرب من أجل ضمان وحدة العراق سيعلنها بزانى صراحة ويستقل بجمهورية للأكراد فى شمال العراق وسيجد كثير من الدول التى ستعترف به وتصبح كركوك عاصمة للدولة الكردية الجديدة ، وسيبقى لنا أن نغنى  " أمجاد ياعرب أمجاد "

حمدى البصير

Elbasser2@yahoo.com  

 

اجمالي القراءات 9736