مدرسة الإنكفاء على الذات .

عثمان محمد علي في الإثنين ٢٩ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا ومع كامل إحترامى للجميع - لا أقصد من العنوان التقليل من شأن أحد ،ولكنه توصيف لحالة من حالات بعض المثقفين الذين تعاملنا ولا زلنا  نتعامل معهم أو نواجههم أو نقرأ لهم هنا أو على مواقع أخرى .

ولخطورة ما يقومون به  ويقولونه أكتب هذه الخاطرة السريعة .

مدرسة الإنكفاء على الذات هذه - مدرسة أحادية النظرة ،واحادية الجانب ،وأحادية التفكير ،وغالباً ما تأخذ وتلبس ثوب التطرف والإكراه  بصورة مستترترة وغير معلنة ..ودائما ما يكون من ليس معها فى الرأى فهو ضدها وعدوها وخارج عن الملة (او هاجرا للقرآن) ، ونادرا ما تؤمن بأن مسئولية الباحث أو المفكر تبدأ عندما يبدأ فى جمع مادته العلمية ،وتدوينها وتنقيحها ،ونشرها ،وتنتهى تماما عندما ينشرها ويعرضها على الناس ، وبذلك فقد أقام على نفسه وعليهم الحجة والشهادة أمام رب العالمين ،وهذه هى غاية الباحث المؤمن إيمانا يقينيا بالله واليوم الآخر ..وربما يتابعها بعض الشىء للرد على بعض ما يثار حولها إن  أمكن له ذلك ..ولكنه لا يظل يدور فى فلكها ،وإلا سيقف وسيقف معه الزمن عند ذاك البحث وسينتهى عمره دون فائدة حقيقية له ،  أو أثر ينتفع به الناس منه  من بعده  .

.وبالتالى  فعليه أن يعرض فكره فقط  ،وعلى القارىء أن يختار ...وهنا تبدأ مسئولية القارىء( المتلقى ) ،فإذا كان متعدد الثقافات والأفكار والعلوم ،فسيقبل أفكار الأخرين ويتفاعل معها ،ويبنى عليها ،ويناقشها بهدوء وبلطف وبأدب جم من لغة الحوار .وإن رفضها  فسيرفضها فى هدوء ،وربما لن يلتفت  إليها مرة أخرى ،وينتهى  الأمر ..

.ولكن لو كان أحادى النظرة و الجانب ،وأحادى الثقافة والمعرفة ،فسيخوض معركة (وهمية) مع الباحث ،ولن يهدأ له بال حتى يعترف له الباحث أو الكاتب بأنه (اى صاحب النظرة الأحادية) على حق وعلى صواب ،وأنه (اى الكاتب) كان مخطئاً ،وعليه أن يتوب من ذنبه ويكفر عن خطاياه ،ولربما يقدم على الإنتحار ليُخلص البشرية من أخطاءه وخطاياه  ...وهذا شىء كريه ولا يطاق فى عالم الثقافة والمعرفة وتداول الأفكار .

ولذلك أرجو من أصدقائى (اصحاب تلك المدرسة ) وانا معهم ،بل قبلهم . أن نقرأ كثيرا فى كل المجالات (العلمية منها والأدبية ) لنزيد من مساحة ومرونة التعقل لدينا ولتنشيط عدد أكبر من خلايا الإستيعاب فى عقولنا ،والتى ستصب فى النهاية فى إزدياد رقعة ومساحة فهمنا لحقائق القرآن الكريم  وهذا هو المطلوب ..فالقرآن الكريم جاء لقوم يعقلون ،،،ويتدبرون ،ويقرأون ،ويدرسون ،ويتفقهون ،ولم يأت أبدا لأصحاب النظرة الأحادية ،ومدرسة الإنكفاء على الذات ..

اجمالي القراءات 14584