التقويم الإسلامي على ضوء القرآن

أحمد عبدالقادر في الأربعاء ٠١ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

بعد الغوص في إشكالية تحديد بداية الشهورالقمرية اتضخ بأنه هناك مشكل جوهري في معنى كلمة شهر، فالتعريف العلمي للسنة هو دورة كاملة للأرض على الشمس أما الشهر فما هو إلا تعريف إضافي  حيث تقسم  السنة إلى  12جزء كل واحد منها يسمى شهرا ، قال تعالى "ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين"  سورة التوبة   آية 36 هذا يعني أنه لا يمكن أبدا إضافة شهرآخر  في التقويم القمري ونسميه نسيئا فتصيرالسنة 13شهرا في بعض المرات وقد أقر الله ذلك في كتابه الكريم "إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" سورة التوبة    آية 37 وقد تعمدت وضعها مشكولة حتى أرد على من يدعي بأن التشكيل قد حرف بهذه الآية فقد زعموا بأن زيادة كانت منصوبة ولا محل لها من الإعراب فيصير النسئ ليس هو المقصود بالتضليل لهذا اقترح بعضهم تقويم التقويم القمري بأضافة النسئ مرة أخرى، بالنسبة للشكل فالقرآن محفوظ  تماما وإن شكل فيما بعد فالله وعد بحفظه من أي تدخل إنساني
 
 رجوعا لموضوع النسئ, ذكرمن زعم بأنه وقع تغييرللتقويم المعتمد في عهد الرسول وخلفائه حجة صلبة على ذلك  , راجع  http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=5648 وهي بأن معركة اليرموك حسب الغربيين  حصلت بالضبط في  20 أغسطس (آب) سنة 636 ميلادية وهوما يوافق 5 رجب سنة  15للهجرة المذكورة كذلك بالكتب التاريخية الإسلامية المعتمدة ،هذا ما يعني أن نسيئا أو تقويما شمسيا فعلا كان على عهد الخلفاء الأوائل لكن كيف  نزاوج بين الآية القرآنية المحرمة له والأخرى المقرة بأن السنة 12 شهرا وبين هذه الإضافة التقويمية الموثوقة بالدليل؟؟

يكون الجواب سهلا، فالتقويم فعلا جرى لكن بإضافة أيام للشهوروليس بإضافة شهرللسنة كما فعل اليهود بإضافة  شهر كامل للسنة إذا تراجع التقويم 30 يوما مقارنة بمرور المواسم في بعض السنوات.

 السؤال الملح الذي يطرح نفسه الآن ، إذا أضيفت أيام للشهورهذا يعني أن الأهلة لن تنفع في تحديد بداية الشهور، لنرى ماذا يقول الخالق " يسالونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تاتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون "سورة البقرة  آية  189 ، أول ملاحظة ، فالله عز وجل لم يذكر بأن الهلال هو بداية الشهر، ثانيا لم يتم ذكر رمضان بالآية رغم أنه هو ما يطرح المشكلة الكبرى، كل ما تم ذكره هو أن الأهلة مواقيت ، قال تعالى أيضا "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون" سورة يونس   سورة 10   آية 5 هنا أيضا لا وجود لذكرالشهربمعناه الوقتي والملاحظ هنا أن الله بدأ بضياء الشمس لعلم عدد السنين وذلك حسب منظور الفصول حيث تشتد أو تنقص حرارتها.
 
وبهذا يمكن اقتراح سنة إسلامية جديدة  على  منهج القرآن : كل  شهر منها متكون من 30 يوما عدا الأخيرالمتكون من35 يوم (أو 36 يوم كل أربع سنين).
ويكون رمضان هو الشهرالتاسع  الإسلامي.
والأشهرالحرم هي 4 أهلة ، تبدأ بيوم الحج الأكبرويؤذن به أول هلال في شهر ذي الحجة, ويعتمد رؤية مكة بالطبع.
اجمالي القراءات 18621