الهباء المنثور

عبداللطيف سعيد في السبت ١٦ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أخي الفاضل أسامة
لن أكرر ما ذكره الأخ الفاضل دكتور عثمان من أن الرسول عليه السلام لا يعلم الغيب وهذه الحقيقة القرآنية التى ذكرها الله سبحانه وتعالى فى كتابه ،والتي وإن اجتمعت الأنس والجن بعلمائهم على أن يذكروا ما هو مضاد لهذه الحقيقة القرآنية فلن يفلحوا إلا فى خداع أنفسهم ومن يؤمن بما هو زخرف القول غرورا..
صديقي الفاضل تريد منا أن نؤمن بخبر منسوب للنبي ليس عليه من دليل إلا هذا البحث،فقط يفتح علينا فتوحات أخرى وهى أن يطالبنا أبناء الحضارات الأخرى مثل الحضارة الفرعونية أو الحضارة الصينية ،أن نؤمن بما يقولون عن أجدادهم ونعتقد فيما يعتقدون لأن أجدادهم كانوا يقومون بالعلاج بالإبر الصينية والتي أثبت العلم الحديث مدى صحتها واعتمدت فى أماكن كثيرة .. وطبعا المؤتمرات العلمية ستقوم بهذه المهمة وستأتى بالدلائل التى لا تقبل الشك.
واقرأ عن ما وصل إليه الفراعنة من تقدم علمي طبي ..الخ وبالتالي سنكون مطالبين بالأيمان بعقيدة عبادة الفرعون ..
صديقي الفاضل عندما يكون هناك 600000 إلى 1000000رواية منسوبة للرسول الكريم زورا وتحمل بالتأكيد ثقافة العصر الذي كتبت فيه ، وثقافة العصر فى أي مكان ليست ثقافة المكان نفسه فقط ولكنه عبارة عن التفاعل بين هذه الثقافة والأماكن المجاورة أو الحضارات المجاورة ، وتحمل أيضا مئات الآلاف مما ذكر عن الأمم السابقة ومما هو من المتوقع حدوثه فى المستقبل .. من المؤكد أن هذه الأخبار ال600000 على أقل تقدير من المؤكد أن تجد فيها ما يوافق العلم وما يعارضه وما يتخاصم معه أي ستجد كوكتيل من المفارقات التى تتعارض مع بعضها البعض ،أى ستجد فيها ما تريد أن تجد ..
ومن المؤكد أيضا والعلم أيضا يتطور ويتغير أن يحدث فى بعض مراحله ما يوافق أو يشكك فى مثل هذه الأخبار..
إذن الثابت هو القرآن فقط وما عداه دون ذلك وهوأى القرآن حكم على كل شيء..
صديقي العزيز هناك حقائق فى القرآن لا تقبل الشك فهل نتركها ونذهب إلى نظريات لم تصل لدرجة الحقائق ولن تصل أبدا لأن الحقائق هى فى القرآن الكريم وحده ..
هناك ملمح آخر صديقي العزيز وهى إن مصر مثلا كان يمر بها أنهار كثيرة وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة العلمية فى قوله تعالى ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتي) أي ليس نهر واحد ولكنه انهار
وهو ما أثبت من خلال وجود طمي النيل فى سيناء الحبيبة فى ما يعرف بسهل الطينة ..
و كما تعرف فإن سيناء الآن هى صحراء والعيب فينا وهذا التغير حدث فى سنوات قليلة هى حدود الحضارة الفرعونية..
أما ما تتكلم عنه بخصوص العصور الجيولوجية ومنها العصر الجليدي فأنها أزمان أقل ما يقال فيها ملايين السنيين ومن المؤكد أن كل بقعة فى الأرض كان عليها حياة وبساتين وزروع وليس هذا حكرا على مكان ما دون مكان آخر أى أنا الأكتشاف الذى عقد من أجله المؤتمر لم يأتى بجديد والدولارات والريالات ذهبت هباءا ..
صديقي العزيز هناك أيضا موضوع أخر وهو أن كل خبر منسوب للنبي زورا يحتاج لمؤتمرات علمية تثبته وهذا يحمل اعتراف ضمنى بأن طريقة إثبات السابقين للأحاديث غير كافية ويحتاجون لمثل هذه المؤتمرات ،  ويصرف على هذه المؤتمرات أموال لا حصر لها من شراء للأبحاث الموجهة والتى تهدف إلى إعلاء غير القرآن مع أن القرآن كافي بنص القرآن نفسه وأقرأ معي قول الله سبحانه وتعالى" أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)..العنكبوت" ونستخلص من الآية الكريمة الحقائق الآتية
1 ـ المؤمن يكتفي بالقرآن وحده ..
2 ـ فى هذا الاكتفاء رحمة لأنك سوف تركز فى القرآن فقط
3 ـ هو ذكرى لقوم يؤمنون أي يتذكر به المؤمنون ، وما عداهم يحتاجون لشيء آخر ليتذكروا به أي لا يكتفون به مذكرا لهم.

أي يكتفي به المؤمن ولا يكتفي به غير المؤمن وبذلك فإن المؤمنون بعدم كفاية القرآن يحتاجون إلى 600000 مؤتمر على أقل تقدير وشراء العلماء فيها لكي تصبغ الصحة على ما هو منسوب للرسول عليه السلام وهومنه برئ .
ومن المؤكد أن هناك بعض الأمور ستحتاج لأكثر من مؤتمر ولن يكفيها آلاف المؤتمرات مثل كون نهر النيل ينبع من الجنة أو أنه من أكل سبع تمرات لن يصبه سم ولا سحر ..
أي أن أموال البترول لن تكفى مجتمعة لإثبات صحة مثل هذه الأقوال وبالتالي سيكون أموال البترول من نصيب حفنة من المحسوبين على العلم وتجار المؤتمرات وكل هذا لن يفيد ومحكوم عليه بالفشل بنص القرآن لأن الله سبحانه يقو ل فى سورة الإسراء (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89).. أي لن يستطيع كل من على الأرض مجتمعين بما فيهم من علماء وأموال أن تأتى بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وان الله سبحانه وتعالى قد صرف فيه من كل مثل يحتاجه البشر ولكن الأكثرية لا تؤمن بتمام هذا القرآن وكماله وكفايته ..
أليس من الأفضل الاتجاه للقرآن الكريم وتوفير هذه الأموال لمن يموتون جوعا من المسلمين..
أليس من الأفضل صرف جزء  يسير من هذه المبالغ فى الغرب لخلق جماعات ضغط تحاول فك الحصار عن الشعب الفلسطينى وإدخال ما يحتاجه من أمور معيشية لا تحتمل التأخير ..
أليس من الأفضل شراء مساحات إعلانية فى الصحف الغربية لتعريف المواطن الغربي عدالة قضايانا وبالتالي نطلب منه الضغط على حكوماته ..
إن هذه المحاولات هى إفساد للعلم والعلماء يقوم به شيوخ البترول الذين يحاولون صناعة تاريخ مزيف يخالف القرآن الكريم ويحاربه وخلق كيان مضاد للقرآن الكريم وبالتعبير العلمي على ما أعرف Antiquranic لكي يفلحوا فى القضاء على القرآن وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. هدانا الله وهداهم أجمعين
اجمالي القراءات 16039