رمضان و حالة الطوارئ فى مصر

حمدى البصير في الجمعة ١٣ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

شهر رمضان هذا العام  سبقته استعدادات كثيرة ،ورفعت حالة الطوارئ  فى البيوت والمحلات التجارية والوزارات إلي أقصي درجة استعدادا للشهر الكريم التي شملت المجتمع ككل حكومة وشعبا، مؤسسات وأسر مصرية، مسئولين وأولياء أمور وحتي ربات البيوت ، الكل رفع حالة الطوارئ إلي الحالة »جيم« وهي تعني الاستعدادات القصوي من أجل استقبال الشهر الكريم.

وحالة الطوارىء المنزلية أشد قسوة من حالة الطوارىء التى نعيشها ،أو التى &a;ى نتعايش معها منذ سنوات عديدة.

فالمواطن العادى أو الغلبان "اللى فى حاله "لم يتأثر إطلاقا بحالة الطوارىء السياسية ،لإن الحكومة أوفت بعدها ولم تطبق حالة الطوارىء إلا على الإرهابيين رغم إختفاء الإرهاب ،وأيضا على تجار المخدرات ،رغم زيادتها وإرتفاع أسعارها فى الفترة الأخيرة.

والطوارىء التى أقصدها ،هى الإستعدادت غير العادية لإستقبال شهر رمضان. وهى أستعدادات مادية وليس روحية.

فالمؤسسات الدينية استعدت جيدا بداية من اعلان مفتي الجمهورية عن ثبوت الهلال وبدء الصوم وحتي تنظيم صلاة التراويح في الساحات المختلفة وأيضا السرادقات المخصصة للاحتفالات الدينية أمام المساجد وأشهرها السرادق الذي يقام كل عام أمام مسجد الحسين في وسط القاهرة.

أما الداخلية فقد استعدت بخطة مرورية مكثفة لمنع الاختناقات قبل مدفع الافطار.

وأيضا وزارة التضامن الاجتماعي والتموين سابقا - والمنوط بها »تجهيز« المواد الغذائية الرسمية بأسعار مناسبة للجمهور قد أعلنت عن منافذ عديدة لعرض السلع الرمضانية بأسعار مخفضة بل واقامت العديد من معارض السلع الغذائية والياميش لبيعها للجمهورخاصة محدود الدخل  بأسعار مناسبة.

وزارة الكهرباء ايضا إستعدت بخطة هجومية على المستهلكين من أجل ترشيد الإستهلاك فى رمضان ،ففرضت غرامات باهظة على تعليق الزينة فى الشوارع، وهددت بفرض قانون الطوارىء على سارقى التيار الكهربائى فى رمضان,

وعلي جانب آخر تباري كبار التجار في عرض منتجاتهم الرمضانية الشهيرة من الياميش والمكسرات وقمر الدين بأسعار تنافسية بل تحولت معظم محال بيع التسالي إلي منافذ لعرض الياميش والمكسرات, ولكن هذا العام شهد تراجعا فى الاقبال على المكرات والياميش وحتى فوانيس رمضان الصينية بسبب حالة الغلاء التى ضربت كل ربوع مصر.

وعلي مستوي الشارع المصري استقبل السكان رمضان بالزينات المختلفة والفوانيس الكبيرة ،ولكن على المنازل والمحلات وليس الشوارع تجنبا للغرامات ، وقد اختفت قليلا أفران اعداد الكنافة والقطائف من الشارع المصري بعد ان انتشرت ماكينات اعداد الكنافة الآلية.

فالمعروف ان رمضان موسم لعرض العديد من السلع منها الكنافة والفوانيس والياميش وحتي الطرشي والبرامج والمسلسلات التلفزيونية.

وعلي مستوي البيت المصري فهناك استعدادات من نوع خاص لاستقبال الشهر الكريم منها حرص الأطفال علي شراء الفوانيس وايضا اصرار ربات البيوت علي تخزين كميات كبيرة من الطعام من أجل شهر الصيام وهذا مرهق للميزانية الأسرية المصرية ولاسيما في ظل هذا الغلاء والأزمة المالية العالمية.ورغم ان الأسرمعظم الأسر لا تستهلك كل هذه الأطعمة ،ولكنها العادات المتوارثة التى ندفع ثمنها باهظا ،لإن العقلية المصرية يبدو أنها غير قابلة للتغيير إال بصعوبة.

اجمالي القراءات 9178