أعزائي القراء أضع بين أيديكم ردا على مقال الدكتور أحمد خيري العمري

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الأحد ٠١ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

  عزمت بسم الله،

 أعزائي القراء أضع بين أيديكم  ردا على مقال الدكتور أحمد خيري العمري الذي اقتبسته من الموقع التالي: http://www.quran4nahda.com/?p=1728

وسوف تجدون المقال كاملا في نهاية الرد على مقاله.

 الدكتور الفاضل أحمد خيري العمري يرد على رسالة سيدة فاضلة، ولولاها لما كتب هذا المقال الذي  قال فيه:

أريد أن أكون أكثر فجاجة من المعتاد هذه المرة، لست منزعجا على نحو شخصي، ولا أكتب نتيجة لرد فعل، ولكن في بعض الأحيان علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها، ونترك ا&a; الاحتمالات المفتوحة التي من ضمنها “الاجتهاد الخاطئ الذي يؤجر صاحبه عليه”..  بعض الآراء تحتمل ذلك فعلا( قليلة بالمناسبة!) ولكن البعض الآخر لا يحتمل ذلك بالمرة، ومعاملته بحسن نية يتجاوز السذاجة أحيانا إلى التواطؤ والمشاركة المباشرة في الجريمة..

سبب حديثيعمن يسمون أنفسهم بالقرآنيين(والقرآن منهم براء طبعاً) هو رسالة استلمتها من سيدة فاضلة ومثقفة تشكو لي تأثر أكبر أبنائها بهذا التيار.. أهـ

 

1) بداية أود أن أسأل الدكتور أحمد خيري العمري الفاضل، هل هذا الجهد في كتابة مثل هذا المقال كان ابتغاء مرضاة الله تعالى، أم كان لوجه السيدة الفاضلة وابتغاء مرضاتها؟؟؟

إذا كان المقال لوجه الله تعالى فلماذا لم يكن أكثر فجاجة من المعتاد حتى وردت إلى حضرتكم رسالة السيدة الفاضلة؟؟؟

لماذا لم ينزعج فضيلة الدكتور العمري قبل استلامه الرسالة من السيدة الفاضلة؟ هل كان قبل ذلك راضيا بمن يسمون بالقرآنيين، أم كان يعتبر ذلك من الاجتهاد الخاطئ الذي  يؤجر صاحبه عليه ومن الآراء التي تحتمل ذلك؟؟؟

كيف للمرء أن يقول جزافا ـ مثلا ـ والقرآن منهم براء طبعا؟؟؟وعلى ماذا يستدل المطمئن نفسه؟؟؟ هل من آية قرآنية أم من آية بخارية؟؟؟ وكيف عرف الدكتور خيري أن القرآن من أهل القرآن براء؟؟؟ فهل اتخذ عند الله عهدا أن ينبئه بما تخفي الصدور؟؟؟

هل القرآن العظيم يكون براء ممن هجروه واتخذوه وراء ظهورهم؟؟؟ أم يكون براء ممن يستمسكون به ولا يشركون به شيئا مما كتبت أيدي الناس؟؟؟

هل السيدة الفاضلة التي تشكو تأثر أكبر أبناءها بهذا التيار ( القرآنيين)، تريد أن تتأسى بوالد أبي الأنبياء آزرالذي قال رسول الله عن الروح الأمين عن ربه: قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا(46). مريم؟؟؟

أم تريد السيدة الفاضلة أن يكون أكبر أبناءها صادقا حنيفا مؤمنا برب لا شريك له ولا لكتابه، ويتأسى بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام الذي قال الرسول عنه عن جبريل عن ربه: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(74). الأتعام.

ما بال الدكتور الفاضل أحمد خيري يريد أن يخرج السيدة الفاضلة من النور إلى الظلمات، لأن الله تعالى وصف كتابه ( القرآن) بالنور المبين، قال رسول الله عن جبريل عن الله تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174). النساء. وقال أيضا: اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى

النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(257). البقرة.

 

2) قال الأستاذ الدكتور أحمد خيري: وكنت أعتقد، حتى وصول رسالة السيدة الفاضلة أن انحراف هذا التيار شديد الوضوح ولا يحتاج إلى بيان بسبب التناقضات الهائلة المترسخة فيه أولا، وبسبب افتقاده إلى أية منظومة قابلة للصمود أمام أي نقاش ودحض ثانيا.. أهـ

 

غريب هذا الأمر من الدكتور خيري كيف يعتقد حتى وصول رسالة السيدة الفاضلة أن انحراف هذا التيار شديد الوضوح ولا يحتاج إلى بيان؟؟؟ هل يقصد بذلك أهل القرآن!!! ؟؟؟ إذا كان يقصد أهل القرآن ويصف جهودهم بالانحراف، فكيف يصف الدكتور خيري من ورثوا الانحراف عن آباءهم، واتبعوا ما  ألْفَوا آباءهم عليه، و ولُّوا ظهورهم عن كتاب الله تعالى، واتبعوا ما تتلوا الشياطين والكذبة المدلسون والمختلطون، والرواة عن المنافقين وعلى رأسهم كعب الأحبار الذي يملأ كتب ما يسمى ( بالصحاح) نقلا عن أهل الكتاب المنحرفين. فهل الدكتور خيري يجد الاختلاف الكثير في كتاب الله تعالى، الذي يجاهد أهل القرآن بالاعتصام به وكفى، أم أنه يجد التناقضات الهائلة والاختلاف الكثير في كتب ( السنة) ؟؟؟

فهل الدكتور أحمد خيري مستعد لدحض أفكار أهل القرآن بنقاش علمي، وقرع الحجة بالحجة؟؟؟

 

3) قال الدكتور الفاضل أحمد خيري العمري: هذا التيار يجب أن يكون واحدا من اثنين: أن يكون أولاً من أصحاب الأهواء الذين يريدون أي مسوغ ومبرر لجعل أهوائهم محمية عبر من يسميه أتباعه عالما.أهـ

 

 أقول للدكتور معذرة، فإن أصحاب الأهواء لا يمكن أن يخاطروا بأنفسهم ويقفوا ضد أكثر الناس عبادة لأهوائهم المتبعين لزينة الحياة الدنيا، إن أهل القرآن المخلصين العبادة لله وحده لا شريك له يُضطهدون من كل المفسدين في الأرض، الذين يريدونها عوجا ولا يصلحون ... فلو كان أهل القرآن كما هو الزعم  لما سبَّلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله بالعلم والقلم ليخرجوا الناس من ظلمات الجهل بكتاب الله إلى اتباع شرع الله الذي بلَّغه الرسول محمد عليه السلام، وترك كل ما يخالف كتاب الله وراء ظهورهم  مما نسب في ( الصحاح) إلى الوحي كذبا وزورا وجعل ذلك يقضي على كتاب الله تعالى، كما جاء في إحدى الكتب المعتبرة: كيف يقول قال لي الزهري ايعجبك الحديث قلت نعم قال اما انه يعجب ذكور الرجال ويكرهه مؤنثهماما ذكور الرجال فهم الذين يطلبون الحديث والعلم وعرفوا قدره واما مؤنثهم فهم هؤلاء الذين يقولون ايش نعمل بالحديث وندع القران او ما علموا ان السنة تقضي على الكتاب اصلحنا الله واياهم.

الجامع لاخلاق الراوي و آداب السامع ج 1 ص 141.

 

4) قال الدكتور خيري: الاحتمال الثاني أكثر تعقيدا، ويضم أناسا من أصحاب الاحتياجاتالخاصة، ولا أقصد هنا بالاحتياجات الخاصة نواحي فيزيائية في المشي أو السمع والنطقأو التخلف العقلي بمعناه المباشر، بل أقصد أنهم أصحاب احتياجات خاصة بالمعنىالنفسي، معظمهم متعلمون والبعض منهم موهوبون بطريقة ما، وهم يؤمنون بأنهم أفضل منسواهم بشكل عام... إنهم أصحاب احتياجات خاصة وهم يعتبرون أنهم أفضل منسائر المجتمع عقلا وتميزا وإدراكا.. أهـ

 

اسمح لي يا دكتور العمري فمن أدراكم أنهم يؤمنون بأنهم أفضل من سواهم، وأنهم يعتبرون أنفسهم بأنهم أفضل من سائر المجتمع عقلا وتميزا وإدراكأ، وتحضرني مقولة وهي: كل إناء بالذي فيه ينضح...

 

5) يقول فضيلة الدكتور خيري : كانوا موجودين دوما دون أن ينتبهلهم أو يسمع بهم أحد.. لكن “الانترنت” اليوم منحهم صوتا ومنابر افتراضية جمعتهمونظمت من شتاتهم ، وشيئا فشيئا صار هناك من يقرأ لهذيانهم، لا شك أن خطرهم أقل مندعاة العنف ومنفذيه مثلا، لكن دعونا لا ننسى أن ذاك العنف يمتلك من القبح ما ينفرالناس منه، أما هؤلاء فقبحهم أخفى وبالتالي قد يكون أشد ضررا على المدىالبعيد..أهـ.

 

الظاهر أن الدكتور خيري لم يقرأ عن معاناة أبي حنيفة و محمد عبده وغيرهما من المصلحين، لذلك لم يسمع بهم، والغريب يا دكتور كيف تصف ما يكتب في موقع أهل القرآن بالهذيان رغم أنه من شروطهم كما أشرتم ونقلتم: (ألاّ يسند الكاتب حديثا لخاتم النبيين محمدعليه السلامعبر ما يعرف بالسنة). هل تعلمون يا دكتور لماذا؟ لأن ما يسند إلى النبي محمد عليه السلام هو من قول البشر وهو من لهو الحديث، فكيف تريدهم ترك أحسن الحديث وإتباع لهو الحديث؟؟؟ وكيف يسمح فضيلة الدكتور لنفسه أن يترك أحسن الحديث الذي لا ريب فيه، ويتبع غيره الذي فيه اختلافا كثيرا؟؟؟ لأنه من عند غير الله تعالى...

وما أتعجب منه أكثر هو وصفكم لأهل القرآن بأن قبحهم أخفى، فهل يا دكتور قد علمك الله تعالى غيب ما تخفي الصدور، لتحكم على أهل القرآن بالقبح وبأن ضررهم أشد من متَّبعي لهو الحديث؟؟؟

 

 ترى ما الذي جعل المسلمين أرذل الناس وأجهلهم بما في السماوات والأرض وأفقرهم،  رغم وجود الثروات التي تعيش بها الإنسانية جمعا؟؟؟ أرجو من فضلكم يا دكتور أحمد خيري العمري جوابا علميا شافيا مقنعا عن هذا السؤال.

 

6) يقول الدكتور خيري: مهما قالوا عن أسباب تحييدهمللحديث النبوي، وهي أسباب سنأتي لشرحها لاحقا، فإن كونهم لا يعتمدون إلا على القرآنكذبة سخيفة، بل إن تحييدهم للسنة النبوية ليس سوى وسيلة لإدخال مفاهيم أخرى منمنظومات ثقافية مختلفة، وبالتالي فإن إدعاءهم (القرآن وكفى مصدرا للتشريع) ليس سوىوسيلة لتمرير مفاهيم أخرى(على سبيل المثال،الديمقراطية عند كبيرهم تعد قدس الأقداس،بفعل الموضة -أو بقوة مصادر التمويل-، فهل وجدها في القرآن أم من التجربة الغربية.. ) ولست هنا بصدد مناقشة تناقض الديمقراطية أو توافقها مع الإسلام، لكني فقط أناقششعارهم (القرآن و كفى مصدرا للتشريع).. فهم يؤكدون ذلك تبريرا لاستغنائهم عن الحديثالنبوي، لكنهم عمليا يقرؤون القرآن عبر منظومات ثقافية أخرى، أي إنهم يستندون إلى(الكتب الأخرى) في قراءة القرآن، وهذا يجعل هذه الكتب مصدرا مشاركاللتشريع..أهـ

 

 

  1.  أذكِّر نفسي والدكتور خيري أننا سوف نحاسب بما قدمت أيدينا وكتبت أناملنا يوم تشهد علينا يوم يُنطقها المولى تعالى...
  2.  هل تعتبرون المستمسكين بالقرآن وحده كذبة سخيفة؟؟؟
  3. ألم يأمر الله تعالى رسوله أن يستمسك بالذي أوحي إليه فإنه على صراط مستقيم؟؟؟ يقول الله تعالى آمرا رسوله ومن اتبعه: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(43). الزخرف.
  4. ألم يقل الله تعالى لرسوله: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(45). ق. فإن كان لديكم يا دكتور خيري دليل واحد على اتباع كتاب مع كتاب الله تعالى فأتي به على رؤوس الأشهاد.
  5. ألم يكن الرسول والرعيل الأول من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم متبعين للقرآن وكفى فقط؟؟؟ وبعد حوالي قرنين من الزمن وبداية انتشار الفتن والتكالب على الحكم والجري وراء متاع الحياة الدنيا، هنالك بدأت مصانع الروايات الأموية والعباسية تنتج الروايات على لسان بعض الصحابة الفقراء ليصبحوا بعد ذلك من الأغنياء مثل أبي هريرة الذي لم يصاحب الرسول عليه السلام إلا ثلاثة أعوام على الأكثر، ــ  لأنه أسلم بعد غزوة خيبر التي وقعت في السنة السابعة للهجرة وتوفي الرسول في السنة العاشرة ــ، ومع ذلك فهو الذي له حصة الأسد في الروايات قبل أبي بكر وعمر وغيرهما ممن صحبوا الرسول مدة أطول بكثير من أبي هريرة!!!  فجاء البخاري بعد قرنين من الزمن ليجمع كل ذلك في كتاب سمي  ( بأصح كتاب) بعد كتاب الله تعالى ثم أصبحت ما يسمى (بالسنة) بمرور الزمن وسيلة لذوي الحاجات الخاصة من رجال الدين والحكام لنيل متاع الحياة الدنيا، فأصبحت ( السنة) تقضي على أحكام الله تعالى وتغيرها حسب الحاجة، وتشكك في حفظ الله سبحانه لكتابه المبين الذي تحدى به خلقه من الجن والإنس أن يأتوا بمثله، فلم ولن يأتي أحد بمثله أبدا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

7) يقول فضيلة الدكتور أحمد خيري العمري: لغة القرآنيين واضحة عند أغلب (كتابهم).. وهم يستثمرون في قارئ لايدقق كثيرا لهذا السبب أو ذاك (الكسل، عدم القدرة على التدقيق بسبب القراءةالتلقينية التي تعودنا عليها..الخ).. إنهم يُغرقون القارئ بسيل من الانتقاءاتالقرآنية وتتخللها بعض التعليقات والتحذيرات من ترك القرآن والسير خلف كتب الحديث! فمثلا هذه الآيات:
(
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَالْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)العنكبوت 51

فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍمِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ )الطور 34
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَالْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِاللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُفَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر(23) (و يعلق الكاتب، كيف نترك أحسن الحديث إلىسواه!)

(
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ المرسلات) (50) والأعراف185

هذه الآيات التي يعرفها كل مسلم يقدمها القرآنيون في صياغة مختلفة،فبدلا من السياق الذي نزلت فيه، ومن خلاله، أي سياق حوار الإيمان والكفر، الحق معالباطل، وهو السياق الذي لا يزال مستمرا في أوجه ومظاهر عديدة، والذي نملك منالقرائن والأدلة أنه سيستمر، نجد القرآنيين يقدمونها في سياق مواجهة مزعومة بينالقرآن والحديث النبوي!.. وهكذا يتم حشر تعليقات موحية بذلك بين الآيات المذكورةوسواها..أهـ.

 

فضيلة الدكتور خيري نحن لا نطلب منكم شيئا صعبا، فنرجو من فضلكم ما دمتم تملكون من القرائن والأدلة فلا تبخلوا علينا مما علمكم الله لتبلِّغوه للناس، فنرجو منكم أن تشرحوا لنا معنى الآيات السالفة التي ذكرتم، مثل: المرسلات "50" والأعراف "185" وأجركم على الله تعالى.

كما نرجو من فضلكم أن تشهدوا الله والملائكة والناس أجمعين بالإجابة بالقبول أو الرفض لبعض الروايات التالية:

  1. هل تؤمنون برضاعة الكبير ذي اللحية؟ وترضى أن تفعل ذلك زوجتكم؟ معلومات   باب رضاع الكبير     1943 حدثنا هشام بن عمار ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقالت يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة الكراهية من دخول سالم علي فقال النبي  صلى الله عليه وسلم  أرضعيه قالت كيف أرضعه وهو رجل كبيرفتبسمرسول الله  صلى الله عليه وسلم  وقال قد علمت أنه رجل كبير ففعلت فأتت النبي  صلى الله عليه وسلم  فقالت ما رأيت في وجه أبي حذيفة شيئا أكرهه بعدوكان شهد بدرا     1944 حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله  صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل   داجن  فأكلها

صحيح البخاري ج 5 ص 2403.

 

  1. هل تقبلون بهذه الرواية المشجعة للفاحشة؟  : 4827 حدثنا علي حدثنا سفيان قال عمرو عن الحسن بن محمد عن جابر بن عبد الله وسلمة بن الأكوع قالا كنا في جيش فأتانا رسول رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال ثم إنه قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعواوقال بن أبي ذئب حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أيما رجل وامرأة   توافقا  فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركافما أدري أشيء كان لنا خاصة أم للناس عامة قال أبو عبد الله وبينه علي عن النبي  صلى الله عليه وسلم  انه منسوخ.

صحيح البخاري ج 5 ص 1967 قرص 1300 كتاب.

  1. هل يا دكتور خيري تقبلون أن يقال عنكم ما يلي:

296   حدثنا إسماعيل بن خليل قال أخبرنا علي بن مسهر قال أخبرنا أبو إسحاق هو الشيباني عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت ثم كانت إحدانا   إذا كانت حائضا  فأراد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرهاقالت وأيكم يملك إربه كما كان النبي  صلى الله عليه وسلم  يملك إربه تابعه خالد وجرير عن الشيباني .

صحيح البخاري ج  1 ص 115.

 

  1. 13364 عبد الرزاق عن معمر عن ابن جدعان عن يوسف بن مهران أنه سمع ابن عباس يقول أمر عمر بن الخطاب مناديا فنادى أن الصلاة جامعة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس لا تخدعن عن آية الرجم فإنها قد نزلت في كتاب الله عز وجل وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد صلى الله عليه وسلموآية ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد رجم وأن أبا بكر قد رجم ورجمت بعدهما وإنه سيجيء قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ويكذبون بالشفاعة ويكذبون بالحوض ويكذبون بالدجال ويكذبون بعذاب القبر ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما أدخلوها.

مصنف عبد الرزاق ج 7 ص 330.

 

لعلي أكتفي بهذا القدر من عرض لبعض ما تحمله كتب السنة من الركام والطعن في دين الله وكتابه وفي رسول الله عليه السلام، فما دمتم فضيلة الدكتور أحمد خيري العمري يمكن أن تكونوا أكثر فجاجة من المعتاد، ويمكن أن تسموا الأشياء بمسمياتها، فأرجو منكم الرد على هذا المقال بما يليق بمقامكم الكريم وبمستوى علمكم الغزير، لأنني علمت أن مجموعة من المثقفين قد تحدثوا عن تكريمكم وتلقيبكم بالعالم لسنة 2010. وشكرا لكم وتقبلوا أخي الفاضل الدكتور أحمد خيري العمري كل التقدير والاحترام والسلام عليكم.

 

“القرآنيون”-1-: الاسم على غير المسمى..

 

د.أحمد خيري العمري

 

أريد أن أكون أكثر فجاجة من المعتاد هذه المرة ، لست منزعجا على نحو شخصي، ولا أكتب نتيجة لرد فعل، ولكن في بعض الأحيان علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها، ونترك الاحتمالات المفتوحة التي من ضمنها “الاجتهاد الخاطئ الذي يؤجر صاحبه عليه[S1] ”.. بعض الآراء تحتمل ذلك فعلا( قليلة بالمناسبة!) ولكن البعض الآخر لا يحتمل ذلك بالمرة، ومعاملته بحسن نية يتجاوز السذاجة أحيانا إلى التواطؤ والمشاركة المباشرة في الجريمة..

 

سبب حديثي عمن يسمون أنفسهم بالقرآنيين(والقرآن منهم براء طبعاً) هو رسالة استلمتها من سيدة فاضلة ومثقفة تشكو لي تأثر أكبر أبنائها بهذا التيار.. عمليا ما كنت لأهتم كثيرا بذلك لأن انحراف البعض مع تيارات التخريب والانحراف أمر حتمي، لا يمكن عمليا منع ذلك، بعض البشر يختارون ببساطة وبملء إرادتهم أن يكونوا حطبا لجهنم.. ولا شيء سيمنع ذلك مهما كان، حدث ذلك عبر التاريخ وحتى مع الرسل الأنبياء ومعجزاتهم وأخلاقهم وسيرهم الكريمة، ولذا فلا يمكن عمليا أن نركض خلف كل من يتأثر بدعاوى الانحراف ونجره جرا إلى جادة الصواب.. يكفي فقط أن نبين مدى انحراف الدعوى..

 

وكنت أعتقد، حتى وصول رسالة السيدة الفاضلة أن انحراف هذا التيار شديد الوضوح ولا يحتاج إلى بيان بسبب التناقضات الهائلة المترسخة فيه أولا، وبسبب افتقاده إلى أية منظومة قابلة للصمود أمام أي نقاش ودحض ثانيا.. وبذلك كنت أعتقد أن كل من يتبع هذا التيار يجب أن يكون واحدا من اثنين: أن يكون أولاً من أصحاب الأهواء الذين يريدون أي مسوغ ومبرر لجعل أهوائهم محمية عبر من يسميه أتباعه عالما(لدينا مثل شعبي في العراق يعبر عن حالة سلوكية عامة في عموم بلاد المسلمين

للأسف، يقول المثل:خلها براس عالم، واطلع منها سالم، أي ضع خطيئتك فيرقبة من أفتى لك، واخرج سالما من الإثم يوم القيامة..) وهؤلاء عموما غير جادين بكلالمعايير وهمهم الوحيد الجدل من أجل الجدل فحسب بغض النظر عن أي وصول لحق والالتزامبه، إنهم النموذج الموجود في كل زمان ومكان الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: “قَالُوامَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَاأُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِكَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْتَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا الفرقان(8  [S2] )”

أي إنهم سيستمرونبالجدل والرفض بكل الأحوال، وإتباعهم هذا التيار المنحرف ليس سوى شكل من أشكال هذاالجدل.

الاحتمال الثاني أكثر تعقيدا، ويضم أناسا من أصحاب الاحتياجاتالخاصة، ولا أقصد هنا بالاحتياجات الخاصة نواحي فيزيائية في المشي أو السمع والنطقأو التخلف العقلي بمعناه المباشر، بل أقصد أنهم أصحاب احتياجات خاصة بالمعنىالنفسي، معظمهم متعلمون والبعض منهم موهوبون بطريقة ما، وهم يؤمنون بأنهم أفضل منسواهم بشكل عام[S3] .. لكنهم في الغالب فاشلون اجتماعيا عاجزون عمليا عن تحقيق أي شيءمما يمنحهم مكانة اجتماعية، وفشلهم هذا جزء من فشل الحكومات العربية والإسلاميةعامة في استيعاب الجيش الهائل من الخريجين الذين أنتجتهم سياسات التعليم الجماعي،اصطدامهم بصعوبات الحياة وعدم تمكنهم من إثبات جدارتهم ولّد عندهم إحباطا شديداتجاه المجتمع ككل..

النتيجة المعتادة لهذا الإحباط وفي الحالات الاعتياديةتكون إما إفراطا (تيارات العنف والتكفير الجماعي المنفلتة من أي ضابط والموظفةبإتقان لخدمة مصالح سياسية) أو تفريطا( الانحراف والمخدرات والجريمة).. لكن هؤلاءليسوا من الحالات الاعتيادية، إنهم أصحاب احتياجات خاصة وهم يعتبرون أنهم أفضل منسائر المجتمع عقلا وتميزا وإدراكا.. لذلك فحقدهم على المجتمع وشعورهم بالإحباط يتخذشكلا مختلفا تماما، وهم يتجهون بالذات نحو الأسس العميقة للمجتمع، والرموز التي لايُختلَف على مكانتها التاريخية لكي يصبوا عليها جام غضبهم وإحباطهم..

هؤلاءهم ضحايا من نوع خاص للمجتمعات المعاصرة، ولعلهم

 

كانوا موجودين دوما دون أن ينتبهلهم أو يسمع بهم أحد[S4] .. لكن “الانترنت” اليوم منحهم صوتا ومنابر افتراضية جمعتهمونظمت من شتاتهم ، وشيئا فشيئا صار هناك من يقرأ لهذيانهم، لا شك أن خطرهم أقل مندعاة العنف ومنفذيه مثلا، لكن دعونا لا ننسى أن ذاك العنف يمتلك من القبح ما ينفرالناس منه، أما هؤلاء فقبحهم أخفى وبالتالي قد يكون أشد ضررا على المدىالبعيد..

كنت أعتقد حتى وصول تلك الرسالة، أن لا أحد يتبع هؤلاء إلا إذا كانمن الصنفين السابقين، لكن هذه الرسالة، ولأني أعرف السيدة وأعرف تقييمها لابنها،صححت لي أوهامي عن الأمر، يبدو أن الصنفين المذكورين (أصحاب الأهواء+ أصحابالاحتياجات الخاصة) يمثلان المنبع الأساسي الذي ينتج “الكتاب” في هذا التيار، أيأولئك الذين لديهم وقت كافٍ من الفراغ، ولوحة تحكم مربوطة بشاشة حاسوب واتصالبالانترنت.. هؤلاء هم من يسودون الصفحات في الانترنت (يسودونها بكافة المعاني) ويعلقون على نتاج بعضهم البعض وعلى تعليقات بعضهم البعض، وبالتالي يشغلون مساحة منالانترنت تتيح لغيرهم أن يتبعوهم..

هذا (الغير) –الذي لا ينتمي عمليا لأي منالصنفين، هو ما يدفعني للكتابة، وهو الذي يجب توفير الحماية له.. على الأقل يجبتوفير وسائل المناعة التي تجعل انحرافه أكثر صعوبة وبالتالي يكون هذا الانحرافعندما يحدث على بينة أكثر..

بماذا يؤمن هؤلاء الذين يسمون أنفسهمبالقرآنيين(والقرآن منهم براء[S5] ).. هم يقولون طبعا إنهم يؤمنون بالقرآن الكريم فقط،ويقصدون بذلك أنهم لا يعترفون بالسنة النبوية بالمطلق، ولا بأي شيء منها وهم يشددونعلى ذلك على نحو غريب( من شروط المشاركة بموقعهم على الانترنت ما يلي: موقع ( أهلالقرآن!) يفتح أبوابه لكل فكر حر بشرط ألاّ يسند الكاتب حديثا لخاتم النبيين محمدعليه السلامعبر ما يعرف بالسنة، أو أن ينسب قولا لله تعالى خارج القرآن عبرالأكذوبة المسماة بالحديث القدسي[S6] ) هكذا إذن، الشرط الأول هو أن لا يستعمل الحديثالنبوي بغض النظر عن صحته أو ضعفه أو تواتره أو أي شيء.. (ممنوع استعمال الحديثالنبوي وانتهى).. أي إن الأمر هنا لا علاقة له بكون الحديث النبوي له حجة تشريعيةأو لا، بل هم ينسفون أي سند للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كما لو أنه جاء إلىهذه الدنيا ورحل دون أن يتحدث ولو كلمة واحدة..

مهما قالوا عن أسباب تحييدهمللحديث النبوي، وهي أسباب سنأتي لشرحها لاحقا، فإن كونهم لا يعتمدون إلا على القرآنكذبة سخيفة، بل إن تحييدهم للسنة النبوية ليس سوى وسيلة لإدخال مفاهيم أخرى منمنظومات ثقافية مختلفة، وبالتالي فإن إدعاءهم (القرآن وكفى مصدرا للتشريع) ليس سوىوسيلة لتمرير مفاهيم أخرى(على سبيل المثال،الديمقراطية عند كبيرهم تعد قدس الأقداس،بفعل الموضة -أو بقوة مصادر التمويل-، فهل وجدها في القرآن أم من التجربة الغربية.. ) ولست هنا بصدد مناقشة تناقض الديمقراطية أو توافقها مع الإسلام، لكني فقط أناقششعارهم (القرآن و كفى مصدرا للتشريع).. فهم يؤكدون ذلك تبريرا لاستغنائهم عن الحديثالنبوي، لكنهم عمليا يقرؤون القرآن عبر منظومات ثقافية أخرى، أي إنهم يستندون إلى(الكتب الأخرى) في قراءة القرآن، وهذا يجعل هذه الكتب مصدرا مشاركاللتشريع..

لغة القرآنيين واضحة عند أغلب (كتابهم).. وهم يستثمرون في قارئ لايدقق كثيرا لهذا السبب أو ذاك (الكسل، عدم القدرة على التدقيق بسبب القراءةالتلقينية التي تعودنا عليها..الخ).. إنهم يُغرقون القارئ بسيل من الانتقاءاتالقرآنية وتتخللها بعض التعليقات والتحذيرات من ترك القرآن والسير خلف كتب الحديث! فمثلا هذه الآيات:

(
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَالْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ)العنكبوت 51

(فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍمِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ )الطور 34

(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَالْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِاللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُفَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر(23) (و يعلق الكاتب، كيف نترك أحسن الحديث إلىسواه!)

(
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ المرسلات) (50) والأعراف185

هذه الآيات التي يعرفها كل مسلم يقدمها القرآنيون في صياغة مختلفة،فبدلا من السياق الذي نزلت فيه، ومن خلاله، أي سياق حوار الإيمان والكفر، الحق معالباطل، وهو السياق الذي لا يزال مستمرا في أوجه ومظاهر عديدة، والذي نملك منالقرائن والأدلة أنه سيستمر، نجد القرآنيين يقدمونها في سياق مواجهة مزعومة بينالقرآن والحديث النبوي!.. وهكذا يتم حشر تعليقات موحية بذلك بين الآيات المذكورةوسواها..


فلنقرأ هذا المثال المنقولحرفيا من أهم كتبهم.. (.. والنبيأيضاً ليس لديه إلا القرآن ملتحداً وملجأ ﴿واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدللكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا﴾ هذا بالنسبة للنبي عليه السلام.. فكيف بنا نحن؟…) ( انتهى!)

..
وذلك الذي يعرض عن آيات الله شأنه أنه يتمسك بأحاديث أخرى غيرالقرآن سماها القرآن ﴿لهو الحديث﴾ يقول تعالى: ﴿ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضلعن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين. وإذا تتلى عليه آياتناولى مستكبراً كأن لم يسمعها[S7] كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم﴾ (لقمان 6: 7).

أي إن الكاتب يعتبر أن الحديث النبوي هو “لهو الحديث” الذي يحذر اللهمنه وليس حديثا كحديثه مثلا !.. ويقحم خلال ذلك كله لهجة تحذر القارئ وتتوعده سوءالمصير إذا أصر على تفضيل الحديث النبوي (و كتبه!)..على القرآنالكريم وتحثه علىالكف عن ذلك قبل أن يأتي الأجل المحتوم ولا ينفع الندم!

من السهل على القارئالذي نشأ في رحم ثقافة التلقين، وتعود أن يخاف من نفس التحذيرات (في سياق آخر أكثرعراقة وموضوعية ) أن يسقط في الفخ الذي ينصبه هؤلاء بهذا الأسلوب، خاصة إذا كانلديه مآخذ وردود أفعال تجاه السلوكيات السلبية لبعض المتدينين وبعض مشايخهم (الذينيهاجمهم من يسمون أنفسهم بالقرآنيين بين سطر وآخر)..

العلة الأساسية فيالموضوع هنا هو أن من يسمون أنفسهم “القرآنيون” يعاملون القرآن كما لو كان “مجردكتاب“.. مجرد كتاب يتألف من صفحات ورقية وغلاف يضمها.. اختزال القرآن إلى هذاالمعنى هو الذي يسهل كل ما سبق من ما يعقدونه من مقارنات، وما يزعمونه من تناقضات.. القرآن، قبل أن يكون كتابا بهذا المعنى، هو منظومة ثقافية كاملة، دستور[S8] ،عقد بينالبشرية وخالقها، وجوده على الورق وبين الغلافين ( أو كنسخة الكترونية على الجوالأو الكمبيوتر) هو مجرد إجراء تنفيذي لا أكثر.. وبالتالي فإن تشابهه مع ما نقرأهونتداوله من مطبوعات هو تشابه لفظي فحسب، بعبارة أخرى، عندما نضع القرآن في مواجهة،ونحن نؤمن سلفا أنه سيتفوق حتما، فإن الطرف الآخر في المواجهة لا يمكن أن يكون مجردكتاب (رواية مثلا، أو كتاب شعر، أو كتاب في علم التربية أو حتى أحد كتب الحديـــثالشريف)..

المواجهة أصلا غير موجودة في حالة كهذه، ولذا فإن افتراض من يسمونأنفسهم بالقرآنيين باطل أصلا، لأنهم يضعون كتب الحديث في المواجهة، يفترضون أنالمواجهة ممكنة ومن ثم يبنون على هذا الافتراض كل ما ينتج عن ذلك

الكتبالتي يمكن أن تكون في المواجهة هي الكتب التي تعبر عن منظومة ثقافية مغايرة، الكتبالسماوية مثلا، أو مدونات وأدبيات الديانات الوثنية (ريج فيدا للهندوس ،تيبتاكاللبوذية…الخ)،. كتب كهذه يمكن أن تكون في المواجهة لأنها تعبر عن رؤية للحياة،.. منظومات ثقافية أخرى قد لا يعبر عنها كتاب واحد بل مجموعة كتب (المنظومة القيميةالغربية على سبيل المثال لا يعبر عنها كتاب واحد، بل هناك مجموعة من الكتب التيتكوّن هذه المنظومة: العقد الاجتماعي لجان جان روسو، مقال عن المنهج لديكارت، رسائللوثر الخمس والتسعون، ثروة الأمم لأدم سميث، الماغنا كارتا.. عصر المنطق لتوماسبين.. مؤلفات فرويد وايمرسون وتوكوفيل..الخ)..هذه كلها يمكن أن تضم بمجموعها لتكونالكتاب المضاد على الطرف الآخر.. باعتبار أنها تمثل رؤية حياة.. أما أن يتم اعتباركل كتاب مطبوع أو منتج ثقافي مهما كان تصنيفه على أنه في المواجهة المقصودة في سياقالآيات فهذا سخف في أحسن الأحوال، وتزوير في أغلبها..

هذه الطريقة في النظرإلى القرآن باعتبار أنه مجرد كتاب، التي يمررها من يسمون أنفسهم قرآنيين، هي التيتؤدي إلى النظر إلى كتب الحديث النبوي والسنة النبوية كما لو أنها (كتب أخرى).. أيكما لو كانت مستقلة عن المنظومة التي يمثلها القرآن.. وهو ما يؤدي إلى ما يزعمونهمن مواجهة وتناقض…الحديث النبوي يجب أن ينظر إليه على أنه بمثابة الحواشي والهوامشعلى الكتاب الأصلي..على القرآن، وبالتالي فإنه جزء لا يتجزأ من المنظومة الثقافيةالتي أنتجها القرآن[S9] ، لا يمكن التعامل معه على أنه مستقل عن المتن الأصلي.. ولا معنىلقراءة الهامش والحاشية فحسب-بل لا معنى لقراءة الهامش بمعزل عن النص،هذا النوع منالعلاقة بين القرآن الكريم والحديث النبوي تجعل من المستحيل وضع الاثنين في مواجهةكما يزعم هؤلاء.. لن نقول إن العلاقة بينهما هي علاقة تكامل لأن التكامل يكون بينندين يحتاج أحدهما الآخر[S10] ، والأمر هنا مختلف، فالحديث النبوي وسنته عليه أفضل الصلاةوالسلام تابعة للقرآن الكريم ولا يمكن أن يكون لها وجود مستقل عنه.. علاقة الحاشيةوالهامش بالمتن هنا هي بمثابة متابعة للتطبيق العملي للقرآن الكريم على أرض الواقعالبشري.. لا يمكن أن نفهم آليات التطبيق ما لم تكن لدينا هذه الحواشي التي تقدم لناالصورة الواقعية لهذا التطبيق وما استلزمته أحيانا من قوانين لم تذكر في القرآنلكنها كانت ضرورية لتنفيذ تشريعاته
 

 


سيقول من يسمون أنفسهم قرآنيين إن هذايعني إن القرآن يحتاج إلى بيان وتفصيل وهو ما يناقض ما جاء في القرآن نفسه من أنفيه تبيان وتفصيل لكل شيء (نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لكل شيء) النحل 89 (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًىوَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ الأعراف(52)…لكنهم في الوقت ذاته يتجاهلون أمريناثنين[S11] ..

الأمر الأول: أن هذا الكتاب الذي نزل بالبيان والتفصيل لكل شيء لمينزل في قرطاس من السماء أو لوح حجري، بل نزل عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا يجعلمن سيرته ومن حديثه ومن كل ما فعله مرتبطا بما أنزل عليه بشكل مباشر..(قالت السيدةعائشة في الحديث الذي لا يعترف به هؤلاء[S12] عنه عليه الصلاة و السلام:كان خلقهالقرآن..أي أنه كان يمثل تجسيدا عمليا لما أنزل على صدره عليه الصلاة و السلام،فكيفيمكن لنا أن نترك شيئا كهذا و هو امتداد طبيعي للقرآن؟)

الأمر الثاني: إنالكتاب ذاته، الذي يدعون الاحتجاج به، يحيلنا إليه عليه الصلاة والسلام في أكثر منموضع “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَوَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَىاللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا النساء(59)“، فهل يكون في هذه الإحالة إليه مايتناقض مع معنى اكتمال البيان والتفصيل أم إن هذه

 

الإحالة تعزز هذا البيان وتمنحنافرصا أخرى في الفهم المفصل من خلال الحديث النبوي وسنته عليه الصلاةوالسلام؟

لدى من يسمون أنفسهم بالقرآنيين حيلة (غير شرعية !) للخروج من هذاالمأزق.. وهو ما سنتابعه لاحقا معهم..

  

 

 


 [S1]هذا من جملة الروايات الموضوعة من أجل بلوغ متاع الدنيا.

 [S2]أليس هذا مما يوجد في كتب ( الصحاح) التي تعج بالخرافات والمعجزات نسبت ظلما إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؟

 [S3]كل إناء بما فيه ينضح...

 [S4]هذا دليل جهل الكاتب بتاريخ المصلحين السابقين، أمثال محمد عبدو وغيره الكثيرون...

 [S5]لا يمكن أن يكون القرآن منهم براء ما داموا مستمسكين بالذي أنزل على محمد وهو الحق...

 [S6]كان ذلك طبقا لحديث متواتر واحد من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار...

 [S7]وهذا المقال يصدق فيه قول الله تعالى، ألا يدافع الكاتب عن لهو الحديث على حساب أحسن الحديث؟؟؟ وهذا المقال يصدق فيه قول الله تعالى، ألا يدافع الكاتب عن لهو الحديث على حساب أحسن الحديث؟؟؟

 [S8]حسب مقالكم القرآن العظيم ليس منظومة ثقافية كاملة، دستور،عقد بينالبشرية وخالقهالأنه تنقصه كتب ( الصحاح) المكملة للمنظومة الثقافية والدستور وتواصل بين العبد وربه...

 [S9]كيف كان يتعامل المسلمون مع المنظومة الثقافية والدستور والعقد بين البشر وخالقهم ( بالكتاب المبين) قبل أن يولد ( البخاري وغيره من أيمة الرواية)؟؟؟

 [S10]كيف يقول قال لي الزهري ايعجبك الحديث قلت نعم قال اما انه يعجب ذكور الرجال ويكرهه مؤنثهم اما ذكور الرجال فهم الذين يطلبون الحديث والعلم وعرفوا قدره واما مؤنثهم فهم هؤلاء الذين يقولون ايش نعمل بالحديث وندع القران او ما علموا ان السنة تقضي على الكتاب اصلحنا الله واياهم.

الجامع لاخلاق الراوي و آداب السامع ج 1 ص 141.

 

 [S11]ما قولكم في الآيات التي استشهدتم بها؟؟؟

 [S12]بل أنتم لا تعترفون بهذا الحديث، ألم يكن الرسول يتبَّع ما أنزل إليه من ربه ولا يتقول عليه؟

اجمالي القراءات 26767