قال الله تعالى : {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِد
الرأي المخالف لفهم الباحث الإسلامي مصطفى فهمي لسورة الماعون

رياض على زهرة في السبت ٣١ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم جميعاً

قال الله تعالى :

{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } هود118

ثبات دين الله عز وجل بين عباده إلى يوم الحساب يؤكد ثبات هذا الإختلاف الأبدي ما دامت السموات والأرض .
هذه دعوة من منتدى ملة إبراهيم صراطاً مستقيماً وديناً قيماً إلى جميع علماء المسلمين إلى محاربة التكفير الذي يغزو الفضائيات والمنتديات الحوارية والمناظرات الدينية والترحيب بالتعددية الدينية وقبول الفكر الآخر المخالف لنا لأنه بهذا القبول نُثري الفكر الإسلامي بتنوع الأبواب التي ندخل منها للوصول معاً إلى هدف واحد وغاية واحدة رغم اختلاف أبواب الدخول لاستخراج كنوز وجواهر الحق الذي كاد الله عز وجل أن يخفيها بين سطوره وخلف كلماته وترك لنا حرية البحث والتدبر بتعاون وتعاضد نشد أزر بعضنا البعض لنصل معاً إلى كلمة سواء التي يريدها الله عز وجل في محكم تنزيله .

قال الله تعالى :

{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ } يوسف67

{إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } طه15

قال الله عز وجل { أَكَادُ أُخْفِيهَا } ولم يقل سبحانه{ أخفيها }


وهي ساعة معرفة الحق وفرزه عن الباطل بجد واجتهاد وهي خاصة بكل نفس إنسانية , وليس لها علاقة بيوم الحساب كما يتوهم البعض .

فما فائدة اكتشاف ساعة الحساب للبعض وكيف له التصريح بهذا الاكتشاف أو كيف لنا التأكد من صدق اكتشافه وقد ماتت أجيال وأجيال و تعاقبت قرون وقرون ومازال هذا السر لم يكشف بعد ولم يتجرأ أحد على البوح باكتشافه أو محاولة البحث عنه والله عز وجل يؤكد صعوبة الإكتشاف وليس استحالته .


أرحب بالباحث الإسلامي الأستاذ مصطفى فهمي في هذا البحث القرآني الهام جداً .

والذي أضع فيه فهم خاص بشخص الهميسع يخالف فهمه المختلف لسورة الماعون الذي تم نشره ومازال يرحب بالتعليقات على هذا الفهم المختلف على صفحته في موقع أهل القرآن لمديره الدكتور أحمد صبحي منصور ولأعضاء الإدارة والمشرفين وجميع كتابه الأفاضل كل التحية والتقدير من منتدى ملة إبراهيم صراطاً مستقيماً وديناً قيماً إدارة ومشرفين وأعضاء .

&&&&&&&&&&&&




-({ فهم مختلف لسورة "الماعون" })-




مازلنا نرحب بالتعليقات و نرد عليها


http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4267



سورة الماعون 29-03-2008 إصدار 1.03

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)

إن الله يخبرنا خبر من يُكذب بما أُنِزل علينا منه و بما ندين به له ، و صاغ ذلك بصيغة سؤال، و ما هو بسؤال، و لكن لنُعُمِل عقولنا فيه، و لكن أكثرنا لا يعلمون، لأن هؤلاء المكذبين يتخفون تحت ستار أشكال ظاهرة من الورع و التقوى يصعب علينا كشفهم ومعرفة حقيقتهم المتناقضة مع مراد الله، لأنهم أمامنا هم من المؤمنين، فلا يكون أحسن من الله ليجيب عن السؤال لعِلمه سبحانه بأن أكثرنا لا يفقهون.

و يبين الله لنا في جوابه على السؤال أن هؤلاء المكذبين بالدين هم الذين يأتون بأعمال مناقضة لتعاليمه وأوامره ، ويسوق لنا بعض من أفعال هؤلاء المكذبين مثل صد اليتيم الضعيف وزجره و عدم حث الدعوة لإطعام المسكين وذلك على نقيض قضاء الله بوجوب الإحسان له و بالمخالفة عن حض الله على التكافل و الصدقة ، و بذلك نتبين أن ما يُريده على عكس ما يفعلون وعلى غير ما يُظهرون من أشكال الورع و التقوى.

و ليبين الله لنا أن الشكل لا يغنى عن المضمون و لا يكفى عنه وأن فَهم المضمون و العمل به وعليه هو المراد لصلاح الدنيا والمبين لحسن العقيدة و المُظهر للتصديق بالدين، جاء الله لنا بعبادة من أكثر العبادات ممارسة ظاهرية أمام الناس وهى الصلاة وجعلها مثالا لنا نقيس عليه باقي العبادات التي لها جانب ظاهري مثل الحج والصيام و السعي لتزكية النفس عند الله بالصدقة.

وعد الله هؤلاء المكذبين الممارسين لتلك العبادة بويل الفضيحة و أنذرهم بعذاب شديد، لأنهم يؤدون الصلاة بشكلها فقط، يظنون أنهم قد أبرءوا ذمتهم عند لله، بأنهم أدوا الفرض عليهم و أتموا العبادة، لكنهم لقصور فهمهم لما يُريده الله ، هم يسهون عن تفعيل مضمون صلاتهم لله، بالغفلة و الالتفات عن صلتهم به، و ذكرهم له، و دوام العمل بتعاليمه المنزلة إليهم، التي هي – أي العمل عليها - تنهاهم عن الفحشاء والمنكر والبغي.

وأخيرا أدانهم الله ووصمهم بأوصاف مذمومة بأنهم أصحاب رياء و نفاق و أظهرهم لنا - بصفة في غاية الشمول - لنرصدهم ونتعرف عليهم و لا ننخدع بهم ونَتَمَثْل بمثلهم، لأن هؤلاء عند الشدائد و وجوب المعونة ، هم من يمتنعون ويمنعون.

آيات شارحة
{إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)} المعارج
نستطيع أن نقول إن هذه الآيات تبين لنا كيف يكون الإنسان الملتزم و المحافظ على صلته بالله , كيف تكون عقيدته و أفعالة و أعماله , و هي آيات مثالية شارحة لفهم المعنى المقصود من {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة} (البر عكس العقوق ويدل على زيادة الإحسان)
إجمالا هنا الدلالة واضحة لتلك الآيات السابقة بأن المطلوب ليس حركات الصلاة متمثلة بالتوجه نحو القبلة التي تُستَقبل عند الصلاة بالتوجه لها شرقا أو غربا حسب موقع مؤدى الصلاة الجغرافي، إنما المطلوب من الإنسان ليكون من الأبرار هو فعل الأفعال المذكورة في الآية التي من شأنها صلاح الدنيا حسب مراد الله و أساسها إقامة الصلاة بمعنى استمرار الصلة بالله التي بوجودها يزكى الإنسان نفسه عند الله و يتقيه

{ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت}
هذه الآية على الخصوص رسالة من الله، تعنى أن علينا تدبر الرسالة و المنهج المرسل إلينا من الله و أن نتذكره دائما و تذكر تعاليم رسالته ومنهجه و العمل به عند القيام بأفعالنا و أعمالنا و لن يكون ذلك إلا بدوام الصلة بالله على مدار الساعة {وَأَقِمِ الصَّلاةَ} و هنا فقط ينتهي الإنسان عن الأفعال التي وصفها الله بالفحشاء و المنكر و بذلك يتحقق كامل ذكر الله و ليس بعد ذلك شيء.
ثم تختم الآية بما يؤكد و يذكر المؤمنين على شمول علم الله بكل ما نصنع جهرا و خفية من أفعال و أعمال، فإما نريد وجهه أو نفاقا و رياء لآخرين من دونه.

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون (25) قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم (26) سباء}

هذا قولنا و فهمنا في زماننا و مكاننا و حسب علمنا و يجب أن يأتي من بعدنا من يفعل مثلنا.
والله أعلم

مصطفى فهمي

المراجع:
(1) العقل للفهم. (2) القرآن بفهمه بالعقل.


&&&&&&&&&&&&&&

أستاذ مصطفى فهمي المحترم أسمح لي أن أقول أن بدايتك في وضع فهمك المختلف لسورة الماعون أوصلتك وأوصلت المتابعين والمعقبين على موضوعك إلى نتائج تتوافق مع الباب الذي دخلت منه للوصول إلى الحق الذي يُريده الله عز وجل أن يصل لنا من خلال تعاون الجميع وتضافر جهود الجميع للوصول معاً إن شاء الله إلى أفضل فهم يتوافق مع آيات الذكر الحكيم .

وأنا سوف أدخل من باب جديد وبفهم جديد وأطلب التعاون من الجميع للوصول إلى أفضل السبل لإزالة الغشاوة عن بصائر بعضنا البعض بقبول الرأي المخالف ولنصوب لبعضنا البعض أخطاء الزوايا التي نقف فيها وننطلق منها و التي تتحكم كثيراً بفهمنا لهذه الآية أو لتلك أو بخطأ ربطهم بعضهم ببعض .

أستاذ مصطفى أقتبس بدايتك في تسجيل فهمك للآية الكريمة

حيث كتبتم مشكوراً :


اقتباس:


- إن الله يخبرنا خبر من يُكذب بما أُنِزل علينا منه و بما ندين به .....

- ويسوق لنا ببعض من أفعال هؤلاء المكذبين مثل صد اليتيم الضعيف وزجره و عدم حث الدعوة لإطعام الفقير و المسكين
- لإطعام

 



قال الله عز وجل

{ وَقُلِ الْحَقُّمِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} الكهف29


{ لَّيْسَعَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} البقرة272

وقال الله تعالى :


{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } العنكبوت43


{{{{{{{ وَمَايَعْقِلُهَا}}}}}}}



أي يفهمها و يلمس جوهرها ويكشف عن نفيس مضمونها إلا وفقطهم :

{{{{{{{ الْعَالِمُونَ}}}}}}}

قال الله تعالى


{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } الماعون


إن الله عز وجل يربط ربط وثيق ومحكم بين الذي يكذب بالدين و الذي يدفع باليتيم عن مكانه الطبيعي الذي خصه به الله عز وجل وحدد وظيفته ومهامه بمئات الآيات في محكم تنزيله وجعل من يَدْعُّهُ هو من يكذب بالدين وبشكل مؤكد لا لبث فيه ولا غموض .

وربط سبحانه أيضاً بين التكذيب في الدين و عدم الحض على طعام المسكين وليس الحض على إطعام المسكين .
أي أن العكس صحيح أيضاً , فمن لا يَدُعُّ اليتيم ويحض نفسه وغيره على طعام المسكين

" كما وردت في كتاب الله عز وجل وليس إطعام المسكين كما حاول البعض فهمها "

فهو صادق بالدين ويتمسك به تمسكاً أراده الله عز وجل

قال الله تعالى :

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ } { فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ }

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ } { وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ }

فلو أن زعيم مافيا بجميع جرائمه والمحرمات التي يرتكبها والدماء التي يسفكها والمخدرات التي يوزعها قام بإطعام فقراء العالم وأوى أيتام العالم ... الخ .

فهل هذا صادق بالدين ولم يكذب به ...؟؟؟

فجميع خلق الله من مختلف مللهم وشعبوهم متدينين أو مجرمين وقطاع طرق هم أيتام حالاً وحاضراً أو هم مشاريع أيتام مستقبلاً .

فما علاقة يُتمَهم بالتكذيب بالدين ...؟؟؟

وما علاقة عدم حضهم على طعام المسكين(وليس إطعام المسكين ) في التكذيب في الدين ...؟؟


بداية علينا التعاون على معرفة دين الله عز وجل الذي يسلط عليه الضوء الله ويربط التكذيب بهذا الدين الإلهي بِدَعِّ اليتم وعدم الحض على طعام المسكين .

قال الله تعالى :

{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } آل عمران19

فلا دين يقبله الله عز وجل بعيداً عن الإسلام أياً كان هذا الدين .

والإسلام هو دين الله عز وجل إلى عباده من حيث الجوهر منذ بدأ الخلق وهكذا إلى يوم الحساب .

أما من حيث التسمية , وهذا لا يغير من جوهر الدين الإلهي بشيء , فهو من عند رسول الله إبراهيم عليه السلام .

لقوله تعالى :

{ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ } الحج78

فدين الحق والدين القيم وصراط الله المستقيم هو بأتباع الدين الذي آمر الله عز وجل رسوله المصطفى باتباعه والقول الصريح لهذا الإتباع وهو دين الإسلام وهو إتباع ملة إبراهيم عليه السلام .

فالصدق الإيماني هو باتباع الصدق الإلهي وهو باتباع ملة إبراهيم عليه السلام والتكذيب بالدين هو بمحاربة ملة إبراهيم عليه السلام وتجاهلها أو الإبتعاد عنها ودفع يتيمها عن مكانه الطبيعي الذي خصه به الله عز وجل وتبوء مكانه وتقلد مهامه , الذي يصلي عليهم جميع المسلمين في كل يوم وفي كل صلاة الصلاة الإبراهيمية .

مصداقاً لقوله تعالى :

{ قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } آل عمران
95
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125

{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161

فاليتيم هادي زمانه من ذرية إسماعيل ( ملة النبي إبراهيم ) عليه السلام التي أسكنها الله عز وجل جانب بيته المحرم لتهوى قلوب الناس جميعاً إليها إلى يوم الحساب .

قال الله تعالى :

{ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } الرعد7

{رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }إبراهيم
37
{ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ }

فهوى القلوب لهم وليس له .

فهم الذرية المصطفاة على العالمين من عقب الإمام عمران عليهم السلام جميعاً والمشكلين لحبل من ناس مرافق لحبل الله تعالى أبد الدهر منذ الأزل إلى الأبد .

وإلا أصبح حبل الناس هذا نصف حبل أو قطعة من حبل وبقي حبل الله منفرداً وفي هذا يخالف ما قاله تعالى في سورة آل عمران :

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ{33} ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ} 112
{ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ }{ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ }

هذا ما عندنا كبداية لهذا الموضوع الهام .
وهناك ما يُقال بعد تعقيبكم وتعقيب الأخوة المهتمين
وشكراً

الهميسع - رياض علي زهرة

 

 

مدير منتدى ملة إبراهيم صراطاً مستقيماً وديناً قيماً

http://www.readz.org/vb/showthread.php?p=6621#post6621

 


****************


 

اجمالي القراءات 12502