يا أهل الحديث, دعونا نفكر قليلا...!!

وداد وطني في الإثنين ١٩ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 1 الى 16

يا أهل الحديث، دعونا نفكر قليلا...!! (1)

 

كتاب الله.. المصدر الأول لا خلاف في ذلك..

السنة النبوية المصدر الثانية..

نتوقف هنا لنتساءل سوية..

هل لدينا كتاب من الله محفوظ يروي ما قاله نبيه الكريم؟؟

لا ننكر السنة والعياذ بالله ولكن عندما نقول السنة ماذا نقصد بها؟؟

أعتقد نظرياً أننا في المذاهب الأربعه نقصد ما أورده لنا البخاري ومسلم أو ما اتفق عليه عن رسول الله...

سؤالي..

هل ما جمعه البخاري ومسلم اجتهاد بشر وعمل معرض للخطأ والصواب كما هو حال جميع الأعمال البشرية أم هم منزهون من الخطأ؟؟

ولكننا عندما نقول أن السنة أصل ثان من أصول التشريع الإسلامي للمسلمين.. يفترض بقولنا "المسلمون" أي هم السنة والشيعة على حد سواء.

إذاً.. لنسأل أنفسنا مرة أخرى...

ما المقصود بالسنة لدى الطوائف والمذاهب الأخرى؟؟

هل هو البخاري ومسلم؟ أم لديهم مخرجون للأحاديث غير الذي نعرفهم؟

وما المعتمد لديهم من الأحاديث النبوية؟؟

هذا عن الحديث النبوي.. ماذا عن الإجماع الذي يعتبر الأصل الثالث للتشريع الإسلامي وهو إجماع العلماء..

ونفس السؤال يتكرر.. من هم علماء المسلون؟؟

هل هم علماء المسلمون من مذهب معين أم من بلد معين أم من نسل معين؟؟؟؟؟

وهل هناك شئ يسمى إجماع لعلماء المسلمين..؟؟

وبما أن أكثر شئ تكرر في عهد رسول الله الأذان فمن المفروض أن يكون هناك إجماع على كيفية الأذان على أقل تقدير!!

فهل يؤذن المسلمون كلهم الآن على طريقة واحدة؟؟

فأين الإجماع إذا؟؟

بل أنهم إختلفوا في أبسط الأمور.

لذا يبقى المصدر الأساسي للتشريع الإسلامي هو كتاب الله الذي تعهد الله  لنا بحفظه.

قد يحتج البعض بالآية الكريمة في قوله تعالى (وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون) "سورة النحل44" وأن الرسول أتى مبينا لكتاب الله وبالتالي فإن السنة هي تبيان للقرآن!!

لذا.. ولكي نفهم الآية الكريمة لابد من تفنيد المصطلحات المذكورة بالآيه ومنها كلمة (لتبين).

أخذ البعض قوله تعالى {لتبين للناس} على ظاهره وفهموا أن القرآن مفـتـقر إلى بيان..

والمفتقر إلى البيان المجمل يلزمه بيان لتفصيله..

ومن هنا فالبيان النبوي المفصِّـل مقدم على القرآن المجمل..

وفهموا أن القياس في التشريع حجة.. لأن القياس في أصله رجوع إلى البيان النبوي المفصِّـل!!

واسترسل البعض في هذا وتابع........

حتى وصل إلى القول بأن البيان النبوي إضافة إلى كونه تفصيلاً لمجمل فهو تخصيص لعام وتقييد لمطلق!!

ثم وصلوا إلى القول بحاكمية الخبر النبوي على النص القرآني ونسخه له!!!

انتهاء بأخطر نتيجة يصل إليها عقل مؤمن هي أن القرآن أحوج إلى السنة من حاجة السنة إلى القرآن!! تعالى الله عما يقولون.

إن ما قاد إلى هذا كله هو التبيان والبيان فالأمر بالتبيين الوارد في آية النحل أمر بالإظهار والإبانة وعدم الكتمان.

وهذا أوضح من أن ينكره أحد بدلالة قوله تعالى:

ـ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ ويلعنهم اللاعنون} البقرة 159.

ـ {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ..} آل عمران 187.

ـ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ} المائدة 15.

ـ {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ} البقرة 187.

فأمر الله رسوله بتبيان الرسالة وعدم كتمانها.. وإلا لماذا قال تعالى:

{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} القيامة 18،19.

وقوله تعالى :

{.. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ..} النحل 89.

أما إذا كانوا يقصدون أن السنة مفصلة للكتاب فكيف يرد على قوله تعالى:

{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ..} هود 1

ـ {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} الأنعام 114.

ـ {وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} الأنعام 126.

وغيرها كثير أمام وصف محدد لا لبس فيه يصف به تعالى تنـزيله الحكيم بأنه مبين ظاهر للعيان وواضح مكشوف أمام الأبصار والبصائر

ومفصل لكل شيء {ما فرطنا في الكتاب من شئ}

انكار السنة بالكلية ضلال كبير و تقديم السنة أو العلماء أو حتى الإجماع على كتاب الله ضلال أكبر ولو كان إجماع الناس حقا لكنا آمنا بما يؤمن يه غالبية سكان الأرض أن المسيح هو ابن الله!! تعالى الله أن يتخذ ولدا.

إن العودة لكتاب الله تعالى هو الحل الوحيد وفيه لـمّ لفرقة المسلمين ووحدتهم.

 

وما طرح من اجتهادات سابقة يبقى لنا الدعاء لهم والاجتهاد كما اجتهدوا..

وعلى هذا نسير في رأينا على أقوال الجميع..

لا نجعل رأي أي كان رأي رسول معصوم..

بل نخضع أقوال الجميع لكتاب الله..

ولا نجعل أحد فوق الشرع..

بل الكل وحتى العلماء والفقهاء والقضاة الأولون والآخرون محكومون جميعاً بكتاب الله..

لا نســلـم لأحد رقابنا (وهذه قضية جنـة و نـــار)

كل يؤخذ من قوله ويرد..

وكل يستدل لـقوله لا بقوله..

وكل لم ينزل من السماء..

وكل مأمور بالرجوع إلى الأدلة الشرعية..

لا إلى أقوال الرجال..

هذه هي السلفية الحق.

وهذه القواعد يجب أن تطبق على الجميع..

ويجب أن يحترمها ويلتزم بها الجميع..

ويجب أن يعرف العالم أن هذه هي عقيدتنا..

وأن نقد أخطاء العلماء يكون مع الاحتفاظ لهم بمحبتهم والدعاء لهم وتقدير جهودهم..

فلا تناقض بين الأمرين إلا على المغالين من الطرفين...

فمن رأى أن حبنا لهم يمنع من نقدنا لهم فهو مغالٍ فيهم...

ومن رأى أن نقدنا لهم يمنع من حبنا لهم فهو مغالٍ ضدهم...

فالحب والنقد..

والتقدير والمؤاخذة..

كل هذا يسير بلا تناقض ولا طغيان طرف على آخر..

ومن لم يعقل هذا فلن ينتفع بحوار ولا جدال ولا برهان..

لأن هذه من أساسيات العلم والإنصاف..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بقلم/ نثر الدر (الكاتب الكاتم ايمانه!) هكذا رمز الى نفسه (نثر الدر!) ولعل سبب كتمان اسمه الحقيقي يعود الى كونه (سعوديا) كما يظهر ذلك جليا في مقالاته ويبدو انه يعيش في هذه البلدة التي تحكمها زمرة آل سعود التي دكّت الحرية ورأس حرية التعبير فيها! كما ويتم اسكات الكتّاب والمفكرين الأحرار فيها، وكل من يريد ان يدلي بدلوه سيجد نفسه مجرما مرتدا حقيرا مخرسا خارجا عن دولة سعود الارهابية الوهابية المقدسة! اذاً هناك الردع لكل من يجرؤ على الكلام والعقاب الشديد لكل من يتجاسر على نقد دولة سعود المستبدة والفكر الوهابي المقيم في عمائم فقهاء (فقه النصف الأسفل!) من الانسان.

فالردع والعقاب لكل من يقف بوجه هذه الزمرة الظالمة ويشرع في تحليل الفكر العقيم الجامد الخامد الذي استمدت زمرة سعود شرعيته منه واستظلت بظل هذا الفكر الجرثومي الخبيث! واستمرت في السلطة والبقاء على العرش طيلة العقود الماضية تحت ظل اجنحة المَكر المصبوغ بصبغة الله! فكل من يجرؤ ويتجاسر ويفنّد هذا الفكر بآيات القرءان فالعقاب الأليم له بالمرصاد!! 

أحببت نشر هذه السلسلة السلسة من (1 الى 16) في الموقع ليعم النفع. نحن نتفق والكاتب (نثر الدر) في أفكاره ونختلف في النزر اليسير معه في ما يخصّ الاستدلال والاستشهاد بالاحاديث أو ما يسمى (السنة النبوية)! ـــ وداد وطني 

اجمالي القراءات 12045