الخروج من شرنقة التراث

محمد دندن في الأحد ٠٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

                                   الخروج من شرنقة التراث إلى فضاء القرآن                                              

    كما يحدثُ مع معظم ِ الناس ِ،ننشأ و نتربى في عُهدة ِوالدِينا متأثرين ببيئتنا و مجتمعنا و محيطنا الأقرب فالأقرب و هكذا.....ثم نشُبًّ عن الطوق و تتوسع المدارك ، فمنا من يستسهل الأمور و يستسيغ الأمر الواقع و يرضى بما نُشِّأ عليه، و منا من تعترضه بعض الأفكار و المفاهيم التي قد لا تتفق مع ما شبَّ و كاد أ&aumن يشيب عليه. و بما أن الناس خلقوا أطواراً، فإن هذه النوعية الثانية لا تهدأ لها نفس و لا يستقر لها بال إلا بالبحث و بالتنقيب إلى أن تصل إلى نقطة الإنسجام الفكري مع النفس ، كلٌّ حسب طاقته و مقدرته، إلا من خذلته نفسه وسلّم و استسلم .

أول ما أذكره فيما يتعلق بالتناقض بين الأحاديث و القرآن الكريم ،الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه و سلم عن قتال المؤمن للمؤمن و كيف أنهما إذا تلاقيا بسيفهما، فالقاتل و المقتول في النار إلى آخر الحديث. حتى قبل عرضه على القرآن الكريم ،تساءلت بيني و بين نفسي، هل من المعقول و من المنطق أن يقول عليه السلام شيئاً كهذا لا يستقيم و لا ينسجم مع إدراك فتى يافع لا زال في أول طريقه في التمييز بين الحق و الباطل؟

طبعاً عند تسليط (الضوء القرآني) على هذا الحديث بالرجوع إلى قوله تعالى:" و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت  إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله..."الحجرات 9 ، ظهر بطلان الحديث عندي، و الحمد لله لم أكن بحاجة للرجوع إلى الألباني أو غيره.

من هنا بدأ عندي الميل إلى تمحيص الأمور و الأحداث و الأحاديث، و عدم الشعور بالرهبة من ذكر أسماء السلف، و إجماع الأمة، و قال أهل العلم، و صححه فلان، و ضعفه فلان و ما إلى ذلك. و كان من آثار هذا الإتجاه أن بدأتُ تدريجياً عدم الإعتداد بالمرويات و خاصة ما كان منها مسرفاً في الإسفاف و مستغرقاً في السخف. و مع ذلك كان لم يزل في النفس حاجة فيما يتعلق بالأحاديث و المرويات التي تحث على الفضيلة و مكارم الأخلاق ،مثل إماطة الأذى عن الطريق صدقة ، و تبسمك في وجه أخيك صدقة ،و و و.....هل هذه حقاً مما رواه الرسول عليه السلام؟ قد يكون الرسول قالها و قد يكون العكس،و بدى لي أنه من الأحوط و الأسلم أن أعمل بها و أن أطبقها في حياتي بدون أن أعزوها للرسول عليه الصلاة و السلام، لأنه في حال عدم ثبوتيتها ، لا أريد أن أكون في موقف من تقوّل على الرسول الكريم.

و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و كان في علم الله سبحانه و تعالى أن نتعرف على هذا الموقع و من خلاله على كتابات إخوة و أخوات مكرمون إن شاء الله ، و ازداد الإيمان رسوخاً بإذن الله ، و لله الحمد من قبل و من بعد  

اجمالي القراءات 10916