مسلمون في مهب فوضى الفتاوي
سلسلة الفتاوى النكدية

محمد صادق في الأربعاء ٣٠ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

مسلمون في مهب فوضى الفتاوي

الحقيقة ان المرء يستغرب، إذ يرى الى ظروف هذه الأمة التي تتعرض لأقساها في تاريخها، حيث تتربع الصهيونية في فلسطين منذ ستين سنة والاحتلال الاميركي للعراق، وهي لا تقل خطورة عن اجتياح المغول والتتار لبغداد ثم العثمانيين للمنطقة، والاجتياح الصليبي للساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط، وعلى رغم ذلك تجد مرجعيات هذه الأمة الديني&Eaiacute;نية والسياسية تتلهى بقشور الدين وتتمسك بأذياله، وتبحث في فتاوى بعضها الدين منه براء وبعضها الآخر ينافي العقل وتطور الحياة. أليس التلهي بهذه القشور مؤامرة صهيونية تهدف الى شلّ العقل ومنع التفكير وتجويف الدين وهدم القومية؟ هذه الاجواء تذكّرنا بمحنة القسطنطينية يوم كان الاعداء يدكّون أسوارها، وأساقفتها وحكامها يتجادلون ويتقاتلون حول نوع الملائكة.

صدر حديثاً للكاتب فؤاد مطر كتاباً جديداً يتناول فيه الفتاوى الدينية، وتأثيرها على المجتمع ، وكيف ان بعض الفتاوى اوصلت الشعوب الى الفوضى التي دمرت العلاقات الانسانية بين افراد الشعب الواحد. والكتاب الذي حمل عنوان: "الف فتوى وفتوى ... مسلمون في مهب فوضى الفتاوى" صادر عن الدار العربية للعلوم".

من الضروري إلقاء بعض الضوء حول جانب من جوانب الدين الإسلامي المتمثل بالفتاوى والمفتين وكيف أن ظاهرة الفتاوى مع تَزايُد الفضائيات جعلت من الظاهرة أمراً لافتاً ومقلقاً في الوقت نفسه. ذلك أن ما يجوز اعتباره " فوضى الفتاوى" طرحت علامات استفهام وتعجُّب في المجتمع الإسلامي وحمَلَ الملك عبد الله بن عبد العزيز على أن يرعى ويشجع مؤتمراً دولياً لتنظيم الفتاوى استضافتْه المملكة العربية السعودية في مكة.

نقدم لكم ملخص عن ما جاء فى الكتاب مع بعض التعليقات عليها فيما يلي:

كتاب «ألف فتوى وفتوى: مسلمون في مهب الفتاوى» للصحافي والمحلل السياسي فؤاد مطر. يتطرق المؤلف،إلى أمور تتعلق بالدين، راصداً ظاهرة الفتاوى منذ أربع سنوات. وبسبب حادثة شخصية مع ابنته الصغيرة في المدرسة، وجد نفسه يخوض غمار عالم الفتاوى من خلال كتب أصدرها رجال دين وعلماء دين ومفتون، وجد نفسه يرصد ما تبثه الفضائيات من فتاوى وما تنشره الصحف من مساجلات حولها. يقول الكاتب...

كان يوم هزتني دهشة أحد أبنائي الذين ولدوا في لبنان لكن ظروف الحرب حملتني على أن أغادر بهم أطفالاً صغاراً الى فرنسا وبريطانيا حيث تنوعت مدارسهم لكننا كأب وأم كنا شديديْ الحرص على أن لا تأخذ ثقافة الأجنبي من جذورهم العربية وتربيتهم الإسلامية البعيدة عن التعصب. فقد سألتْني ابنتي وبكل البراءة والاستغراب عن صحة كلام سمعتْه من مُدرِّستها وخلاصته أن في الدين الإسلامي ما يجيز للمسلم أن يتزوج أربع نساء وأن هنالك رجال دين أضافوا بفتاوى أصدروها المزيد من الحرية للرجل وسهَّلوا له الأمر الى درجة أن يقتني إمرأة بقصد المتعة. وزادت الإبنة وبصيغة الخائفة من هذه المساحة من الحرية قائلة: إذا كان الأمر كذلك فمن الأفضل أن لا أفكر في الزواج وأحلم بتكوين عائلة، كما أنني، والكلام ما زال للإبنة، شعرتُ ببعض الجزع النفسي أن هنالك من يتكئ على الدين الحنيف لكي يجيز ذلك.

أصابتْني الحيرة عندما رأيتُ أمامي فتاة بريئة تعيش هذا القلق المبكر الذي سببه فتاوى صدرت عن بعض رجال الدين. في البداية هدّأتُ من روعها ومن روْع شقيقيها ورفاق ورفيقات لهم بدأوا يطرحون من الاستفسارات حول فتاوى ومفاهيم شوَّشت على افكارهم كمسلمين، ما يوجب عليّ الرد دحضاً أو توضيحاً أو تأكيدا.ً

 أليس من الطبيعي أن ينفر المسلم من فتوى تجيز للمرأة إرضاع زميلها في العمل الذي تجمعها به غرفة واحدة وبذلك يزول الحرام؟ أليس من الطبيعي أن ينفر المسلم المتجرد عندما يسمع أن رجل دين حرّم صعود رجل المصعد مع امرأة ملتزمة لأن الشيطان يكون ثالثهما، ورجل دين آخر حرّم وجود مسعف مع امرأة مريضة أو جريحة داخل سيارة الإسعاف، ورجل دين آخر يحرم وجود طالبة وطالب في فصل دراسي واحد، ناهيك برجل دين يكثر من حالات افتراضية مثل أن شخصاً رمى آخر بالبحر ليلتهمه الحوت.

يومياً تطالعنا قضايا جديدة حول مواضيع سبق الإفتاء في شأنها. مثلاً، الموضوع المتعلق بحادثة عابرة بطلها شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي وطالبة صغيرة منتقبة طلب الشيخ خلال تفقده لمدرستها الأزهرية نزع نقابها مرفقاً الطلب بعبارة حولتها إحدى الصحف المصرية إلى قضية وكانت مساجلات واتهامات غير مسبوقة في حدتها، عدا تلك المساجلات التي نشأت عن فتاوى د. يوسف القرضاوي حول «الغزو الشيعي للبلاد السنية». وهذا الغزو كما يسميه القرضاوي أفرز فتاوى واتهامات وصل بعضها إلى حد التجريح، ثم جاءت الفتاوى والاتهامات الناشئة عن واقعة شيخ الأزهر ونقاب الطالبة الصغيرة لتؤكد مع الفتاوى والاتهامات في شأن النقاب انطلاقاً من الواقعة الطنطاوية أن معارك رجال الدين والإفتاء هي أشد ضراوة من معارك أهل السياسة أحيانا.

أن موضوع النقاب والحجاب هو أحد المواضيع الموسمية، فما إن تنتهي صفحة فتاوى كتبها مفتون حتى يأتي نظراء لهم من جيل جديد ليبدأوا التسطير في صفحة جديدة. كذلك يشير مطر إلى أن الغضب على شيخ الأزهر مرتبط بمواقف دينية وسياسية متحررة بعض الشيء سبق أن اتخذها وجاءت واقعة الطالبة تنقل الغضب عليه من الصدر إلى الألسنة. من بين هذه المواقف، مصافحته الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أثناء انعقاد مؤتمر حوار الأديان والحضارات في نيويورك عام 2008. وهذه المصافحة بالذات تسببت له بإشكالات في الأوساط الأزهرية إلى درجة أنه في عهده بات هناك نوعان من الأزهريين: النوع الحكومي والنوع المعارض. وهذه حالة تنطبق على العمل السياسي، أما بالنسبة إلى العمل الديني فإنها تبدو مستغربة إلى حد كبير.

من كتابه لفتاوى تتعلق بالتفجيرات الانتحارية وحق العودة ولعبة البورصة وتحريم الفضائيات والأبراج والمسلسلات المدبلجة. مثال على ذلك، محاصرة ظاهرة الانتحاريين والانتحاريات بالفتاوى تعويضاً عن عجز السلطات الأمنية، والفتوى التي أوجبت قتل بعض مالكي الفضائيات، وعدم تحريم التعامل بالبورصة والأسهم لتفادي بلبلة ملحوظة داخل مفاصل المجتمع الخليجي. كذلك يعلق الكاتب على بعض الفتاوى المتعلقة بالرياضات النسائية.

في جزء غير صغير من كتابه لفتاوى القرضاوي حول الغزو الشيعي للبلاد السنية والردود الإيرانية وغير الإيرانية عليها وردود على الردود. من مفاجأة القرضاوي بوجود شيعة مصريين إلى صدمة الشيخ محمد علي التسخيري (الإيراني) والسيد محمد حسين فضل الله (اللبناني) من كلام الشيخ القرضاوي الذي أثار عاصفة من الردود والتعليقات. وتحذير القرضاوي من السكوت على محاولات التشييع عندما تصطدم الأقلية بالأكثرية، بذلك تشتعل النار وتكون الحروب. ويلقي الكتاب الضوء على واقعة تنصّر مصعب ابن القيادي في حركة «حماس» حسن يوسف وتعري ياسمين ابنة الداعية الإسلامي في بريطانيا الشيخ عمر بكري.

يوم السبت 3 اكتوبر/ تشرين الأول 2009 كان شيخ الأزهر الدكتور طنطاوي يتفقد مدرسة إعدادية تابعة للأزهر بمدينة نصر إحدى الضواحي القريبة من العاصمة المصرية عندما شاهد تلميذة منتقبة لا يزيد عمرها عن 13 سنة فإنزعج من هذا المشهد ولام الفتاة وطالبها بخلع النقاب فوراً قائلاً إن غطاء الوجه ليس من الإسلام في شيء. وعندما قالت التلميذة ببراءة وعفوية إن والديها هما اللذان أرادا لها ان تنتقب عملاً بما يأمر به الدين الإسلامي فإن الشيخ طنطاوي وفي لحظة انفعال قال لها: " أنا أعرف الإسلام أكثر منكِ ومن اللي خلّفوكي". وبعد انصياع الفتاة للأمر وخلْعها النقاب علّق شيخ الأزهر بعبارة: ماذا كنت ستفعلين لو كنت أجمل قليلا؟ً

واقعة المدرسة وما قاله شيخ الأزهر للفتاة المنتقبة حرَّك أوساط الأزهريين المعارضين له وكذلك بعض أعضاء البرلمان وبالذات مَن هم مِن الاخوان المسلمين ومن هؤلاء عضو البرلمان حمدي حسن الذي قدّم استجواباً جاء فيه: " إن الذي فعله شيخ الأزهر سبَّب ارتباكاً ملحوظاً للفتاة صغيرة السن، ومعلوم طبعاً أن فضيلته أعلم من فتاة إعدادي أزهر وهذا لا يحتاج الى تأكيد أما اللي خلّفوها فهذا يحتاج الى نظر ومقارنة فما ادراه أن يكون أبوها أو أمها من العلماء المحترمين الصالحين. ثم بأي حق سيُصدر شيخ الأزهر قراراً بمنْع المنتقبات سواء كنّ معلمات أو طالبات من دخول المعاهد الأزهرية. لقد نسي فضيلته أنه يزور معهداً دينياً وسيجد فيه عدداً كبيراً من المنتقبات فإذا أراد أن يزور معهداًَ ولا يرى منتقبات ولا محجَّبات فعليه زيارة معهد للرقص الشرقي وحينها لن يجد منتقبة واحدة ولن يجد نفسه مضطراً لأن يُصدر قراراً بمنْع النقاب."

التعليق من جانب البرلماني الإخواني يتسم بالتهكم وجاء وسْط حملة عنيفة في بعض الفضائيات الإسلامية البرامج والشهيرة بإحتوائها رجال دين يُكثرون من إصدار الفتاوى التي يتسم بعضها بالإرباك. وفي واحدة من هذه الفضائيات أفتى الداعية ابو اسحق الحويني بأن النقاب من الإسلام ومن يُجيز فتاة على خلْعه بالقوة يأثم. كما أن الداعية محمد حسين يعقوب أشار الى أن النقاب فرْض على كل فتاة بلغت سن الحيض. أما عاطف محمد عبده مدير معهد القرآن الكريم الأزهري فإستبعد أن يُصدر شيخ الأزهر قراراً يُلزم الفتيات بعدم إرتداء النقاب. وأضاف:" ربما قال هذا الكلام في لحظة إنفعال ونتمنى أن يتراجع عن هذا القرار، ونحن يجب أن ننظر الى النقاب على أنه حرية شخصية فضلاً عن كونه فضيلة تحفظ لنا نظافة المجتمع من الاختلاط والمناظر المثيرة التي تبديهابعض الفتيات أمام الشباب". وخفف وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي الدكتور هاني هلال أثناء خروجه من زيارة تفقدية للمدينة الجامعية لجامعة القاهرة من حدة التوجه الطنطاوي بالنسبة الى النقاب فقال لبضع فتيات متظاهرات احتجاجاً على موقف شيخ الأزهر إنهن حرائر في إرتداء النقاب داخل الحرم الجامعي وأنه تم تخصيص ضابطات أمن للكشف عن هوياتهن، أما داخل المدينة الجامعية للطالبات فلا توجد حاجة لإرتداء النقاب وعليهن رفْع النقاب بمجرد دخولهن باب المدينة الجامعية، خاصة أن كل مَن فيها طالبات أو مشرفات مضيفاً أن سبب منع النقاب داخل المدينة الجامعية هو حمايتهن من اختفاء الرجال أو الشباب تحت النقاب. لكن الطالبات المنتقبات رفضْن تصريحات الوزير، معتبرات أن ارتداءهن النقاب يدخل في إطار الحرية الشخصية، وانهن لا يمانعن إذا تم إخراج عمال المطعم و"الكانتين" الرجال من المدينة ليقتصر التواجد فيها على الطالبات والمشرفات والعاملات فقط أن يخلعْن النقاب داخلها، مهددات بالاعتصام في حال حرمانهن من السكن بالمدينة الجامعية، خاصة أن منهن حاصلات على تقديرات مرتفعة، يحق لهن بمقتضاها الإقامة بالمدينة.

أما المتعاطفون المتفهمون وجهة نظر شيخ الأزهر فلهم رأي آخر يراعي الحرية الشخصية بمثل مراعاة الالتزام الديني. ومِن هؤلاء وكيل الأزهر السابق الشيخ محمود عاشور الذي قال: " لا تعليق على كلام شيخ الأزهر لأنه هو المسؤول أولاً وأخيراً عن الدراسة بالأزهر لكن كل الذي استطيع أن أقوله: إن النقاب ليس مرفوضاً ولا مفروضاً وهو عادة وليس عبادة، وأن مَن أرادت أن ترتدي النقاب فمن حقها أن ترتديه بشرط ألاّ تفرضه على الأُخريات، وإذا ذهبت الى مكان يتطلب الدخول اليه أن ترفع النقاب عن وجهها أو أن تخلعه فيجب عليها أن تُقر بذلك.

أن انقسام الرأي العام، من خلال وسائل الإعلام،و عن طريقة تَعاملها مع الواقعة المتصلة بالنقاب والتنقب وهل هو محلِّل أم محرَّم أو فلنقل إنه ضروري أو أن مصر لا تتحمل تكريسه، كان وراء انعقاد المجلس الأعلى للأزهر الذي يتألف من رئيس و 17 عضواً غالبيتهم من علماء الدين الرفيعي المكانة الدينية والعلمية بينهم وزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، يوم الخميس 8 اكتوبر/ تشرين الأول 2009 وحسْم مسألة النقاب وحرية التنقب من خلال القرارات الآتية: يُسمح بإرتداء النقاب في أفنية المعاهد الأزهرية بما فيها تلك التي يقتصر التدريس فيها على النساء، أما استعماله داخل الفصل الدراسي الخاص بالبنات والذي تقوم بالتدريس فيه المدرِّسات من النساء فقط فإنه ممنوع. كذلك تُمنع الطالبات في كل المراحل الدراسية في الأزهر وفي جامعته من إرتداء النقاب في قاعات الامتحانات الخاصة بالفتيات والتي لا وجود للرجال معهن في هذه القاعات وتكون المراقبة عليهن أثناء الامتحانات مقصورة على النساء فقط". وأوضح المجلس أن المرأة تستعمل النقاب خشية أن يراها الرجال وليس من المعقول أن تستعمل المرأة النقاب إذا وُجدت في مكان كله من السيدات لأن الإصرار على استعماله في وجود النساء مع النساء هو نوع من التشدد الذي تأباه الشريعة. كما أن مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة أفتى تعليقاً على الضجة التي حدثت بأن النقاب ليس فريضة إسلامية وإنما هو عادة عربية منذ الجاهلية.

فتوى من إيران: ما إن هدأ ضجيج الواقعة التي سردْنا ظروفها وتداعياتها حتى إقتحمت الساحة في مصر فتوى جاءت هذه المرة من إيران تدعو الى تحجُّب " المانيكان" المعروضة في واجهات المحلات التجارية بحيث لا تظهر المرأة "المانيكان" المصنوعة من البلاستيك تعرض الملابس الداخلية النسائية وبدلات الرقص بل إن الشرطة كما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) بعثت برسالة الى إتحاد مصنعي الملابس في إيران قالت فيها إن " إستخدام تماثيل (المانيكانات) تكشف انحناءات الجسد وبدون تغطية الرأس بحجاب ممنوع في المدارس"وتضمنت الرسالة حوالى 15 بنداً يتم بموجبها فرض إجراءات الحظر الذي شمل أيضاً إظهار رباط العنق والملابس الداخلية النسائية فيارين المحال أو بيعها للرجال.وللتخفيف من ثٌقل تنوع الآراء والفتاوى نشير الى أن مصنعاً قي جاوة الوسطى "أندونيسيا" أنتج حجاباً مغناطسياً قال مصنعوه أن يقلِّل من آلام الجسم ويعزز تدفق الدم فضلاً عن أنه جميل بمودلاته الـ 21 التي تم انتاجها وتصديرها الى دول إسلامية. ويراوح سعر الحجاب المغناطيسي بين 6 و15 دولاراً وأقرت نساء استعملنْه بأنه يشفي من الصداع النصفي.

كما اقتحمت ساحة الفتاوى في مصر واحدة أفتى بها الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وتتلخص في أنه يجوز التخلص من الأموال التي جُمعت بطرق غير شرعية لصالح المجاهدين في فلسطين. ومع أن الشيخ القرضاوي لم يحدد هذه الطرق إلاّ أن المعروف والشائع أن مِن بينها: الربا، المراهنات، تبييض الأموال، الأموال العائدة من تجارة المخدرات، أموال السرقات من الدولة في إطار الفساد والإفساد، أموال المتاجرة بالأعضاء البشرية وبيْع الأطفال. والسؤال: هل هذا جائز أم أن التبرع الكريم من الحكومات والأفراد حتى إذا لم يكن سخياً أفضل. هذا أمر يحتاج في حد ذاته الى فتوى تُجيز أو لا تجيز.

نظرة وهَّابية جاءت في صيغة الرد من الشيخ عبد المحسن العبيكان  على المرشحة لعضوية الكونغرس الاميركي فريال بيت المال التي قالت: " إن الحجاب في السعودية هو من التقاليد والعادات الاجتماعية ليس إلاّ أو ربما يكون حماية من البرد القارس". وجاء رد الشيخ عبد المحسن على النحو الآتي:" ما صرحت به فريال بيت المال مصيبة وكلام سخيف ومثل هذه المرأة المسكينة كاذبة وجاهلة لا يُرد عليها لأنها ليست من أهل العِلْم ولا تفهم في الأمور الشرعية ومَن لا يفهم في أمور الشرع لا يُرد عليه. فالرد يكون فقط على العالِم والعلماء يردون على بعضهم أما الجاهل صاحب الجهل المركَّب فلا أحد يرد عليه لأنه في الأخير جاهل. إن فريال لا بد أن تُنصح لأن المناصحة مطلوبة وأن تلجأ الى احد العلماء وتستقي منه وتُنصح وأنا مستعد لو رغِبَت وطلَبَت مني ومن الواجب عليها أن لا تتدخل في الأمور الشرعية لأنها لا تفقه فيها شيئا.ً انزعاج الشيخ العبيكان مما قالته فريال سببه في الدرجة الأولى أنها سعودية تنتمي الى واحدة من أشهر العائلات السعودية في مكة المكرمة وكان أجدادها من أئمة الحرم المكي. أما والدها فكان مطوِّفاً لزوار بيت الله الحرام. وقد تنقلت في حياتها بين دول عديدة من بينها بريطانيا وكندا ومصر قبل أن تهاجر الى الولايات المتحدة وتستقر فيها. وفريال هي أول أميركية من اصول سعودية يتم ترشيحها الى أكثر من منصب سياسي في الولايات المتحدة وسبق أن خاضت الانتخابات لعضوية مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي. وهي متزوجة وأم لثلاثة أولاد أكبرهم خدم ضمن القوات الاميركية في العراق شأنه في ذلك شأن العشرات من الجنود الاميركان من أصول عربية لجهة الأب أو الأم.

حول ظاهرة فوضى الفتاوى الاقتصاديةوالتضارب بشأنها حيث هنالك من يجيز الربا بداعي مسايرة مصالح مالية ومن يحرمه إستناداً الى ما هو منصوص عليه في الكتاب والسُنة يقول الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: " إن فتاوى المعاملات لها أهمية كبيرة لأنها تتناول رافداً هاماً من روافد التنمية في العالم الإسلامي خاصة في ظل حالة التخلف التي تعاني منها الأمة، لذا لا بد من توحيد الفتاوى الصادرة في هذا المجال وعلى البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية العمل على القياس الشرعي الإسلامي". ويقول الدكتور حامد ابو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية "إن انتشار فوضى الفتاوى وتضاربها يؤكد مدى حاجة المسلمين لمنظومة قوانين تقي الناس شر دعاة الفتنة". ويقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية " إن الواقع الاسلامي يؤكد أن المسلمين في حاجة فعلية لمنع الجهلاء من العبث بإسم الدين فالإفتاء بغير عِلْم حرام ومِن الكبائر."

المسابقات الرمضانية: الشيخ عبد العزيز بن عبد الرزاق الغديان رئيس المحكمة العامة بالخبر في قطر أفتى (11/9/2009) بأن المسابقات الرمضانية التي تتم عن طريق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ذات التكلفة العالية غير جائزة شرعاً وهي أقرب الى الميسر المحرَّم كونها تهيء فرصة الفوز لقلة من المشتركين وعامل الفوز فيها هو الحظ وهو أمر غير جائز بإجماع علماء المسلمين، ولأنها تدر على القنوات الفضائية وشركات الاتصالات أموالاً طائلة غير مبرَّرة لذا يجب محاربتها والقضاء عليها لما لها من أضرار اقتصادية واجتماعية على صعيد الفرد والمجتمع. أضاف: " إن المسابقات الحقيقية هي التي تحتوي على معلومات جيدة وتهدف الى إثراء معلومات المتسابقين والمشاهدين وازدهار الفكر بعيداً عن إبتزاز أموال الناس والتغرير بهم. وعلى القائمين على هذه البرامج أن يتقوا الله في المسلمين وفي أنفسهم وأن لا يكون مطلبهم جمع المال بأي طريق.

الهيروين أو الحشيش: من المؤسف أن أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة يفتي بأن تعاطي الهيرويين أو الحشيش ليس حراماًهذا على رغم إبتلاء أجيال متعاقبة من المصريين بكارثة المخدرات وحتى إذا كان لم يرد نص شرعي صريح بتحريم المخدرات فإن أهل الفتوى مطالَبون بتحريمها وليس الاكتفاء بالكلام الذي قرأناه له وهو: " ما لم يرد نص صريح بتحريمه لا أُحرِّمه، ويكفي أن نقول إن تعاطي الهيرويين أو الحشيش محظور أو ممنوع. لفظا حلال وحرام يستخدمهما الفقهاء لتخويف الناس وترهيبهم إلاّ أن مصطلح حلال وحرام مصطلح ديني، لا يجوز أن يطلقه سوى الله عزَّ وجلَّ ورسوله. والقرآن شدد على ذلك في قوله تعالى " اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً" لذلك الحلال والحرام جزء من الدين المكتمل، وقال تعالى أيضاً " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام"ولذلك من الأوْلى أن يُصدر العلماء فتواهم بقول محظور، ممنوع، غير مستحب وهكذا، ولا يقولون حلالاً وحراماً ويستبدلونهما بعبارة أخرى".وفيما يرى الاستاذ الجامعي المصري ما أوردناه في شأن عدم تحريم المخدرات نجد في المقابل الشيخ حجة الله نجيح مفتي الأفغان يفتي بتحريم زراعة المخدرات ويناقض بتعقل فتاوى سبق أن أصدرها شيوخ حركة طالبان ومنها أن الموسيقى حرام والتلفزيون من الكبائر.ومع أن تحريمه لزراعة المخدرات لم يَلْقَ التجاوب المطلوب من قِبَل الفلاحين لأنهم فقراء كما لم تؤازر الحكومة هذه الفتوى لأن بين موظفي الوزارات والمؤسسات الرسمية من يتكسَّب من زراعة المخدرات وتسويقها فإنه خيراً فعل بأنه أفتى. ويا ليت كل الشيوخ والعلماء الذي يفتون يحذون حذوه في ما يتعلق بالمخدرات التي تفتك برجال من الجنسين وخصوصاً في رحاب المدارس والجامعات.

في موضوع الصوم وتضارُب الفتاوى حول أمور متصلة بالشهر الفضيل، نشير الى ان دار الإفتاء المصرية أباحت في فتوى الإفطار للاعبي كرة القدم للعب المباريات التي تقام في نهار رمضاني. وإستندت الدار في فتواها الى أن اللاعب المرتبط بعقد مع ناديه يجعله أجيراً خاصة إذا كان مصدر رزقه الوحيد وإذا كان لا مفر أمامه من المشاركة في المباريات وإن كان الصوم يؤثر على أدائه في تلك المباريات فإن له الرخصة في تلك الحالة للإفطار، لأن العلماء أجازوا الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصيام عن أداء عمله، فيما شددت على أن تكون التدريبات ليلاً حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام، وإذا خالف المسؤولون عن الأندية ذلك مع قدرتهم على جعْلها (التدريبات) فهم آثمون. كما نصت الفتوى على أنه إذا كان لدى الأجير ما يكفيه هو أولاده فلا يحل الفطر. لكن جبهة علماء الأزهر(وهي مستقلة عن جامع الأزهر تأسست عام 1946 وتضم في عضويتها مجموعة من العلماء) وجهت كعادتها كجهة دينية معارِضة، انتقادات شديدة لدار الإفتاء المصرية متهمة إياها بـ " التمييع الذي يُعد السلاح الأخطر على الإسلام الآن" مضيفة الى الانتقادات القول: " إن لعِبْ كرة القدم ليس من ضرورات الحياة التي يُرخَّص لها الفطر وليس من الأمور التي وردت في تكاليف هذا الدين، ومن حق الجميع اللَّعب على أن يكون ذلك ترفيهاً لا امتهاناً ولا وظيفة يبيح الشرع لأحد أن يمتهنها لطلب الرزق ولا يجوز التشريع في ما لم ينزل به الله سلطاناً". وتجدر الاشارة الى أن الجبهة درجت على التصدي لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ومعارضة فتاوى تصدر عنه، الأمر الذي انتهى بحل الجبهة بحكم قضائي عام 1999 إلاّ أن الجبهة لم تعترف بهذا الحكم وعادت الى ممارسة نشاطها وأطلقت موقعاً الكترونياً تبث عليه آراءها وبياناتها وفتاواها.

حول إستخدام بخَّاخ الربووهل يجوز للصائم استعماله كانت لمفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة  فتوى شملت استخدامات ومطيِّبات، وجاء فيها الآتي: استخدام بخَّاخ الربو يُبطل الصيام، استخدام قطرة العين لا تُبطل ولو لم يوجد لها طعم. الحُقَن والكريمات لا تُفطر؛ أما الحُقَن الشرجية فتُفطر كذلك الحجامة تُفطر، والامساك عنها واجب حسب رأي الإمام أحمد، الأئمة الاربعة يرون أن الحجامة لا تُفطر. يجوز استخدام العطر والتطيُّب أثناء الصيام إذا لم يدخل الجوف متعمَّداً، مع الاشارة الى كراهة بعض الفقهاء لإستخدامه أمثال الإمام الشافعي الذي يرى أن الصيام زهد وتقشُّف معتبراً أن وضع العطر في رمضان ترف.الدكتور طلعت عفيفي العميد الأسبق لكلية الدعوة جامعة الأزهر أفتى بأن تعاطي المرأة لأدوية أو حُقن لمنع نزول الدورة الشهرية في شهر رمضان لا يُبطل الصيام.

أنفلونزا الخنازير : الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أفتى بأن من يموت بمرض أنفلونزا الخنازير لا يُعتبر شهيداً ذلك أن هذا المرض يشبه وباء الطاعون إلاّ أنه ليس مماثلاً له. كما أن تعطيل فريضة الحج بسبب أنفلونزا الخنازير غير مقبول شرعاً. لكن تونس أعلنت يوم الثلاثاء 6/10/2009 إرجاء الحج الى السنة المقبلة مع توضيح بأن الإرجاء لا يعني التعطيل وبذلك فإن 10 آلاف تونسي لم يتمكنوا من أداء الفريضة تحسُباً من المستجدات الوبائية مع تفشي أنفلونزا الخنازير، والكلام لوزير الشؤون الدينية في تونس بو بكر الأخزوري. وكان الداعية السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان أفتى بأن من يقضي بمرض أنفلونزا الخنازير يُعتبر شهيداً. في تونس أيضاً يُفتي مفتيها الشيخ عثمان بطيخ وفي بيان عبْر التلفزيون بضرورة إعداد تقويم هجري موحَّد.

في الصومالوإستناداً الى فتوى طالبانية المفاهيم تم جلْد نساء علانية لإرتدائهن (السوتيان) أي الصدرية بحجة أن ذلك يخالف الدين الإسلامي.وكان المسلحون يطوقون في الشوارع أي امرأة أو فتاة مشدودة الصدر لأنها ترتدي (السوتيان) ويتم جلْدها. كما أن فتوى صدرت بمنْع عرْض الأفلام والرنات الموسيقية للهواتف المحمولة والرقص في الأعراس ولعب أو مشاهدة كرة القدم. بالنسبة الى (السوتيان) يرى الذين أفتوا في شأنه أنه يبرز نهديْ المرأة وهذا نوع من أنواع الإثارة الأنثوية. هذه الفتاوى كانت وما زالت قائمة في مناطق طالبان في أفغانستان وأيضاً في مناطق طالبانية النهج في باكستان وانتشرت في السنوات الاولى في إيران تطبيقاً لفتاوى خمينية. ومن الصومال أيضاً معلومة مفادها أن "حركة الشباب المجاهدين" وزعت جوائز على الفائزين بمسابقة حِفْظ القرآن الكريم والعلوم الإسلامية أقيمت على مدى شهر رمضان (2009) في مدينة كيسمايو الساحلية على بعد خمسمئة كيلومتر جنوب العاصمة مقديشو وشارك فيها عدد كبير من الطلاب في الحياء الثلاثة التي تتكون منها المدينة التي تعتبر ثاني أكبر المدن في جنوب الصومال بعد العاصمة وتم الإعلان عن نتائج المسابقة في حفل أُقيم ( السبت 17/10/2009) بحضور عدد من مسؤولي حركة الشباب المجاهدين". وروى الصحافي علي حسني في رسالة الى صحيفة الشرق الأوسط من مقديشو تفاصيل الاحتفال مشيراً الى أن الفائزين في هذه المسابقة حصلوا على بندقة كلاشينكوفAK 47 وعدة كاملة من الذخيرة، وقنبلتين يدويتين من نوع "أف-1" وقذيفة مضادة للدبابات بالاضافة الى جهاز كومبيوتر، وتُقدر قيمة هذه الجائزة بـ 1130 دولاراً أميركياً. وحصل الفائزون بالمرتبة الثانية على مجموعة متنوعة من الأسلحة والذخيرة والقنابل اليدوية تقدَّر قيمتها بـ 930 دولاراً، وكذلك الجائزة الثالثة التي تتكون من مجموعة أقل من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات بقيمة 800 دولار أميركي. وجاء في حيثيات التكريم أن الادارة الإسلامية نظَّمت التابعة لحركة الشباب المجاهدين نظَّمت هذه المسابقة في كيسمايو بهدف تشجيع أبناء المدينة على حِفظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية.

لا أدري ما هو موقف العلماء والمفتين في الدول الإسلامية من هذا التكريم السلاحي والقذائفي لحفظ كتاب الله؟

في موريتانيا وعلى نحو ما بعث به الصحافي عبد الله السيد من نواكشوط ونشرتْه صحيفة "القدس العربي" بتاريخ الإثنين 24/8/2009 إنتقد مفتي الجمهورية الشيخ أحمد ولد المرابط إسناد ست حقائب وزارية للنساء ضمن الحكومة ( إحداهن وزيرة الخارجية) وقال في فتواه: " إن الشرع أباح للمرأة أن تزاول من الوظائف ما لا يتعارض مع الضوابط الشرعية، ولا بد من التزام الضوابط الفقهية والشرعية والرجوع في القرارات العامة لرأي الفقهاء من ذوي الخبرة بالشرع والنبهاء ممن لهم خبرة بالواقع. ومِن واجب المرأة صيانة نفسها ممن عادتُه الميْل اليها ممن ليس زوجاً لها أو محرَماً. ومن هنا لا يجوز للمرأة أن تتقلد الوظائف التي تُحتم عليها السفر بغير محرَم أو الخلوة بالأجانب ذلك أن الشريعة حرَّمت على المرأة أن تكون عرضة بحيث يمكن للأجنبي أن ينظر الى مفاتنها.لكن " رابطة النساء معيلات الأُسر" ردت على المفتي المعروف عنه تأييده للنظام الذي يترأسه الجنرال محمد ولد عبد العزيز ببيان تضمَّن الآتي: " إنه فيما كان الدين الإسلامي هو أول من أعطى المرأة حقوقها، فإن إمامنا الأكبر هو أول من تجرَّأ علناً وعلى أمواج الاثير للمطالبة بالحد من هذه العطايا التي منَّ الله علينا بها، في خطبة مثيرة للجدل إعتمد فيها فهماً للآيات والأحاديث النبوية يُعتبر مسار شك وريبة لدى غالبية فقهاء العصر المتنورين الذين اعتبروا هذه النصوص نُزعت مِن سياقها الموضوعي لتلوي أعناقها دعماً لتوجُّه سياسي معيَّن معروف بعدائه التقليدي للمرأة والذي يحصر حياتها فيما بين قعر بيتها وقعر قبرها.

إن الحديث عن المرأة بصفتها وعاء لإشباع حاجات الزوج والوظيفة الأساسية لها كونها سكناً للزوج يرتاح اليها، بالمناسبة ما دور المرأة العانس؟_ ومخلوقاً دونياً ضعيفاً أو قاصراً لا يحق لها السفر وما الى ذلك... صور أصبحت بالية. فالمرأة التي جاهدت مثل نسيبة بنت كعب وعلّمت الرجال مثل أم المؤمنين عائشة ، وقادت في بعض الأقطار الاسلامية مثل شجرة الدر خلال القرون الماضية، لا يمكن النظر اليها بعد أربعة عشر قرناً من كسْر أصفادها ومنْع وأدها وتوريثها سقْط المتاع بنفس النظرة التقليدية الموروثة من إرث البداوة. إن النظر الى المرأة بصفتها شيطاناً يغوي كل من يقف معه أو يخلو به هي الأخرى فكرة من إرث الفترة القروسطية أصبحت متجاوزة تماماً، لأنها فكرة تجرِّم الضحية بدل المجرم الذي هو الرجل الذي يكون المعتدي، فمن يدعو المرأة للإنزواء بحجة الدفاع عنها، كمن يدعو المجتمع للتوقف عن العمل خوفاً عليه من اللصوص والمجرمين أضف الى ذلك أن من يَقصُر دور المرأة على خدمة الزوج يعطل أكثر من نصف المجتمع عن المشاركة في التنمية".

فتاوى غريبة عجيبة

- فتوى ارضاع المرأة زميلها في العمل (5 رضعات) كي تصبح محرمة عليه، أصدرها عزت عطية رئيس قسم الحديث في كلية اصول الدين في جامعة القاهرة. ونوردها بنصها نظراً الى طرافتها وخطورتها اجتماعياً "ان ارضاع الكبير يكون خمس رضعات وهو يبيح الخلوة ولا يحرّم الزواج،وان المرأة في العمل يمكنها أن تخلع الحجاب أو تكشف شعرها أمام من أرضعته، لكن يجب توثيق هذا الارضاع كتابة ورسمياً، ويكتب في العقد ان فلانة أرضعت فلاناً". هكذا تتحول المكاتب الى حاضنات للإرضاع. ولا مجال لمزيد لئلا ندخل في سفاهة هذه الفتوى. لكن من جملة الردود عليها، ان عطية سئل إن كان يقبل تطبيق هذه الفتوى على "حريمه".

- فتوى التبرك ببول الرسول !

- فتوى بعدم جواز تصوير مشاهد الزواج والطلاق على الشاشة، رد عليه الفنانون بأنه "ارهاب فكري

- فتوى رفض حفلات اعياد الميلاد والزواج والمناسبات الخاصة. ورفض بعض التسميات للابناء والبنات

- فتوى اعتبرت دعوةً الى قتل مالكي بعض الفضائيات العربية (صالح اللحيدان) وأخرى بمعاقبة مقدمّي الابراج في الفضائيات "بالقتل بواسطة السيف"! (صالح الفوزان)وفتوى بتحريم المسلسلات المدبلجة لأنها "تحارب الله ورسوله" (عبد العزيز آل الشيخ ))

- فتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، وصاحب البرنامج الديني "الشريعة والحياة" الذي تبثه فضائية "الجزيرة"، حول "الغزو الشيعي للبلاد السنيّة" و"التبشير" فيها. ورد عليه التسخيري الايراني نائبه في الاتحاد

-  خسر الحجاب في أندونيسيا وهو أكبر بلد مسلم، المبارزة السياسية على الانتخابات الرئاسية حين حاول المرشح الى الرئاسة استغلال حجاب زوجته وزوجة نائبه في مواجهة الرئيس الحالي، لكنه خسر وظهر الرئيس الى جانب زوجته الحاسرة الرأس

- وثمة فتاوى تعبّر عن كراهية ومؤداها الفتنة وإن لبست لبوس الحرص على الدين، كفتوى السعودي عبدالله عبد الرحمن السعد بتحريم بيع العقارات من الشيعة، التي تصدى لها الناشط الحقوقي السعودي مخلف بن دهام الشمري، عارضا بيع بيته من شيعي

ثمة فتاوى متعلقة بالحياة الاجتماعية وشؤون المرأة والرجل، وبحقوق الفرد المسلم، فضلا عن امور متصلة بالمال والاعمال، بحيث يستطيع المسلم ان يعرف ما هو حاصل في عالم الفتاوى الجدية "وما هو متخم في دهاليز فوضى فتاوى تروّج لها الفضائيات ويتسبب ترويجها بما يوسع رقعة الصدمات الناشئة عن فتاوى بعض رجال الدين الى درجة تجعل المسلم او المسلمة يطرح بينه وبين نفسه تساؤلات من نوع: هل هذا طبيعي؟ وهل الدين الاسلامي مهتم بهذه الامور غير المنطقية؟"

ومن يمنع رجل الدين من الافتاء في ما لا علاقه له، اي الشؤون السياسية والوطنية؟ وهل يمتنع؟ واذا لم يمتنع، فكيف السبيل الى ردعه؟ وهو غالبا ما يفتي بما يرضي السلطات، الا اذا قصد الى اثارة البلبلة والتحريض على السلطة، فهو عندئذ يدّعي الدعوة الى سبل الله والى الدين الصحيح متغافلا عن ان دعوته تهدف الى الاستيلاء على الحكم ويجب ان تخضع لما يخضع له كل انقلاب على الحكم.

وفى الختام لا أملك إلا أن أقول...حسبي اللـــه ونعم المكيل......

 

 

 

 

.

اجمالي القراءات 17260