إن مدلول النبى فى التراث يعنى :مانزل عليه كتاب ولم يؤمر بتبليغه أى أنه غير مأمور بالتبليغ .
أما الرسول فيعنى :مانزل عليه كتاب وأمر بتبليغه.
فلفظ الرسول أكبر وأعم من النبي لأنه يشمل الشيئين معا الكتاب والرسالة أما النبي فلا يشمل إلا شيء واحد هو الكتاب .
فما وجه التشابه والإختلاف في هذا بين القرآن والتراث ؟ للإجابة علي هذا السؤال عزيزى القاريء لابد لنا من تتبع لفظ النبي والرسول في بعض آيات القرآن الكريم لنحاول الإجابة علي السؤال.وأرجوأن يوفقني الله عز وجل .
أولا : لفظ النبي في القرآن لوتتبعنا لفظ النبي في القرآن الكريم لوجدنا أنه يدل علي شخص محمد بن عبدالله في حياته وشئونه الخاصة وعلاقاته الإنسانية ومن أوضح الأيات التي تذكر لنا وقائع مشهورة ومسجلة في القرآن ماكان فيها عتاب لشخص النبي مثل" ياأيها النبي لم تحرم ماأحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك.. التحريم 1" وآيات تسجل غزواته فعن غزوة (ذات العسرة)" لقد تاب الله علي النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ماكاد يزيغ قلوب فريق منهم .. التوبة117".
وعن علاقاته بأزواجه أيضا يقول تعالي" وإذ أسر النبي إلي بعض أزواجه حديثا.. التحريم3" " ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن واسرحكن سراحا جميلا.. 28 الأحزاب " وكذلك آية "6/الأحزاب" .
لذا كان الأمر للنبي بصفته نبياباتباع الوحي .
* أما حين ينطق النبي بالقرآن فهو الرسول الذي تكون طاعته طاعة لله قال تعالي" وماأرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله..النساء64" " من يطع الرسول فقد أطاع الله ..النساء 80" .
لم يأت مطلقافي القرآن أطيعوا الله وأطيعوا النبي لأن الطاعة ليست لشخص النبي بل إنما للرسالة التي يحملها ويبلغها الرسول أي لكلام الله تعالي ونفهم ذلك المعني ـ الرسول بمعني الرسالة أوالقرآن ـ من قوله تعالي " وكيف تكفرون وأنتم تتلي عليكم آيات الله وفيكم رسوله ..آل عمران 101" يعني أن كتاب الله قائمابيننا، وفي الآية القرآنية التالية " لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا .. الفتح 9" الضمير هنا جاء مفردا أي أن الله ورسوله أو كلامه ليس اثنين ولوكانا اثنين
لقال ـ وتعزرزهماوتوقروهما ـ
إذا فالنبي هو شخص محمد في حياته الخاصة والعامة .
أما الرسول فهو النبي حين ينطق القرآن وحين يبلغ الوحي
" ياأيها الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك.. المائدة 67"
والرسول كان يحكم بالقرآن وحده لذا وجب علينا طاعته..
قال تعالي" وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القري ومن حولها..الشوري 7" " ومااختلفتم فيه من شيء فحكمه إلي الله..الشورى10" فالحكم إلي الله في كتابه الذي نزل مفصلا " أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا .. الأنعام 114" والذي ينطق بهذا الكتاب ويبلغه إلي الناس كان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم .
لذا كانت طاعته واجبة لأنها طاعة لله سبحانه صاحب الوحي والنبي أول الناس طاعة للرسالة وكذلك أولي الأ مر ينبغي أن يكونوا أولي الناس بطاعة الله وإلا لا طاعة لهم في معصية الخالق " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله والرسول.. النساء 59" وكذلك فإن كل نبي يأتي لقومه برسالة يخاطبهم بوصف الرسول ويطلب منهم أن يطيعوه علي أساس هذه الرسالة " إني لكم رسول أمين " " فاتقوا الله وأطيعون" (الشعراء 107، 108 ، 179، 126 )
وبعدـ إن طاعة الرسول هي طاعة للقرآن الذي أنزله الله علي الرسول ولايزال الرسول أو القرآن بيننا.