الحرية الحقيقية

دينا عبد الحميد في السبت ٠٢ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الحرية هى غاية كل إنسان من يوم مولده حتى مماته 0 يولد الانسان حراً وبعد ذلك تسلب منه حريته سواء من اسرته التى ولد فيها او من المجتمع الذي تواجد فيه 0خلقنا الله وأعطانا الحرية الكاملة فى الإيمان به أو الكفر به ولكننا بكل بساطة نتنازل عن حريتنا بإرادتنا لاشخاص أو جهات أو حكومات وبعد ذلك نصرخ و ننادي اعطونا حريتنا ولكن لا حياة لمن تنادي كيف تطلب من سجانك أن يفتح لك ابواب السجن ويقول لك بكل ببساطة خذ حريتك 0 إذا أردت ان تكون حراً يجب أن تأخدها بنفسك لا تنتظر من أحد أن يعطيها لك فذلك لم ولن يحدث 0 كل من أراد الحرية ونالها قد دافع عنها وحارب من اجلها و دفع أثماناً باهظة للحصول عليها وهذا ما يجب على كل من يريد الحرية 0 الحرية الحقيقة لا تقبل الانانية إذا اردت أن تكون حراً يجب ان تتقبل حرية الاخريين فى ابداء آرائهم مهما اختلفت معهم ونتذكر هنا مقولة فولتير المشهورة " قد أختلف معك فى الرأي ولكنى على الاستعداد أن أضحي بحياتى فى سبيل ان تدافع انت عن رايك " وهو فى الحقيقة لا يضحي بحياته فى سبيل رأي الاخر ولكنه يقوم بذلك من اجل حريته هو لانه يعلم انه لن يكون حراً الا إذا كان الأخر حراً0 إذا اردنا ان يسمعنا الأخرون يجب ان نسمعهم مهما كانوا مختلفين عنا وإذا اردنا أن يتقبلونا فيجب علينا فى البداية ان نتقبلهم 0 وطالما رددنا الحكمة السائرة إن الإختلاف فى الرأي لا يفسد للود قضية ولكن فى ثقافتنا الإختلاف فى الرأي يفسد اكثر من الود فإنه يفسد العلاقات البشرية والانسانية المتفق عليها فعندما نختلف فى الرأي نبدأ فى التجريح وإلقاء الاتهامات على الأخر 0يظن كل صاحب رأي انه هو وحده من يملك الحقيقة الكاملة ومن يختلف معه فهذا هو الكفر بعينه أو الخيانة العظمى ونجد أنفسنا امام قضية شائكة فمن هو الكافر وبمن يكفر هل كل من يختلف معنا يجب ان يكون على باطل ونحن على الصواب ومن أين لنا بذلك التاكد من يستطيع ان يدعى انه يملك الحقيقة المطلقة ومن هو الذي يملك صفة الكمال غير الله سبحانه وتعالى من منا لا يخطئ 0 لا يكفى الحديث عن الحرية كى ننالها ولكن يجب أولا أن نؤمن بها ونغير من طبيعتنا الهمجية والعدائية تجاه كل من يختلف معنا فى الرأي أو فى الدين أو فى الجنس او فى اللون يجب أن نتخلص من عنصريتنا تجاه الاخر يجب أن تسمح للأخر بالحرية حتى يسمح لك بها فالحرية لا تقبل الانانية0




اجمالي القراءات 20116