لفت نظري عنوان هذا المقال ( إبليس لم يكن من الملائكة)، للشيخ عبد الرح

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الأحد ١٤ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

لفت نظري عنوان هذا المقال ( إبليس لم يكن من الملائكة)،  للشيخ عبد الرحمان حواش، وهو مشكور على هذا التدبر القرآني، بغض النظر عن موافقتي أو اختلافي معه، فقلت في نفسي إذا كان إبليس من غير الملائكة فلماذا حُشر مع الملائكة يوم كان المولى تعالى يخبرهم أنه سبحانه خالق بشرا من طين، وأمر المولى تعالى الملائكة فقال: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(30). البقرة. إذا كان رأي الشيخ حواش أن إبليس كما قال: ( كان من الجنّ ) ولم يقل كان من الملائكة . أهـ

ـ السؤال هو إذا كان إبليس من غير جنس الملائكة، فلماذا يلعنه الله إلى يوم الدين لاستكباره عن السجود مع الملائكة؟ لأن أمر الله تعالى كان موجها للملائكة؟؟؟ (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ) وليس للملائكة والجن، فهل يعقل أن يحاسب الله عبدا بما لم يؤمر به؟؟؟

 

ـ لا نجد في كتاب الله أمرا موجها للجن بالسجود لآدم، فهذا دليل في نظري على أن الجن الذين لا يمكن للإنس رؤيتهم هم الملائكة، وإبليس هو اسم الملاك الذي استكبر ورفض أن يسجد لما خلق الله طينا، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا)(61) الإسراء. فلا يمكن أن يظلم الله سبحانه عبدا ويحاسبه بما لم يؤمر به، فهل يعقل هذا؟

 

ـ  يقول المولى تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(36). الزخرف. ويقول سبحانه: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ(10)كِرَامًا كَاتِبِينَ(11)يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ(12).الانفطار. ترى من هو الشيطان القرين، ومن هم الحافظين الكرام الكاتبين ؟؟؟ هل هم الجن والملائكة حسب رأي الشيخ حواش؟ أم هم الملائكة الكرام الكاتبين والشياطين من ذرية إبليس الملاك؟؟؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا(50). الكهف.

 

ـ يستدل الشيخ حواش بقوله تعالى: وكذلك (... لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون) التحريم 6.  وأقول مع احترامي للجهد الذي يبذله الأستاذ حواش في التدبر، أقول ألا يمكن هناك فهم آخر للآية؟ لو تدبرنا الآية من أولها لوجدناها الوحيدة في كتاب الله تتحدث عن الملائكة الغلاظ الشداد، وهم خزنة جهنم الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6). التحريم. فهم غير الملائكة الكرام الحافظين الذين يعلمون ما نفعل ولا نراهم فهم من الجن، أي مما لا يرى الإنس.

جاء في لسان العرب:

 

لسان العرب: والجِنُّ ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة.
وفي التنزيل العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار.

 

ـ يقول المولى تعالى: قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ(75). ص. ألا يدل هذا الحوار الذي أخبرنا به المولى تعالى أن إبليس كان من الملائكة، ومن الملائكة المقربين، وما يوضح ذلك هو قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(30). البقرة. فما معنى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ )...( وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) فهل الضمير ( ونحن نسبح) يشمل الملائكة فقط دون الجن حسب وجهة نظر الأستاذ حواش؟ وهل يمكن أن يكون إبليس الذي هو من غير الملائكة (حسب رأي الشيخ حواش) حاضرا مع الملائكة ولا يوجه الأمر إليه بالسجود لتقوم عليه الحجة ؟ أما ما هو واضح من الآيات الكثيرة فإن إبليس من الملائكة المقربين لكنه استكبر وعصى أمر به فلعنه، ولم يشفع له مركزه المقرب، وحذرنا المولى تعالى منه ومن ذريته لاسيما من الاستكبار والتعالي.

 

ـ لقد ذكر المولى تعالى لنا عباده من الجن والإنس الذين خلقهم ليعبدوه وما يريد منهم من رزق ولا أن يطعموه سبحانه، يقول المولى تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ(55)وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي(56).الذاريات. فأين ذكر الملائكة؟ الجنس الثالث حسب رأي الأستاذ حواش الذي قال: ثامنا: الجن جنس  والملائكة جنس ءاخر والإنس جنس ثالث.أهـ.

 

ـ يقول المولى تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ(40)قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ(41)فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ(42).سباء.

السؤال الكبير هو لماذا وجه الله تعالى سؤاله للملائكة دون المعنيين الذين هم الجن؟ لأن الذين كانوا يُعبدون من دون الله هم الجن وليس الملائكة...

إذا كان الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم حسب رأي الشيخ عبد الرحمان حواش فما معنى قوله تعالى : وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِلَّا(75). الزمر. ؟ فما هو القضاء الذي ينتظر الملائكة؟

 

الحق أقول شكرا جزيلا للأستاذ عبد الرحمان حواش على هذا التدبر الذي قدمه لنا لنتدبر جميعا في آيات الله، ويبقى دائما العلم لله الواحد القهار سبحانه. ولمن يريد قراءة مقال الأستاذ عبد الرحمان حواش فعليه بالرابط: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=6247

 

لك أستاذي العزيز وللقراء الكرام أطيب تحية وأزكى سلام  في يوم الحب.

 

اجمالي القراءات 23492