هل إكراه الناس على سماع الواعظ من السنة؟؟؟

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الثلاثاء ٠٢ - فبراير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

هل إكراه الناس على سماع الواعظ  من السنة؟؟؟

 

عزمت بسم الله،

 

أود أن أخصص هذا المقال لأعرض  فيه عادات وتقاليد المسلمين في جنائزهم في مجتمعنا الجزائري المتعدد القبائل والألسن والألوان والمذاهب.

معظم المسلمين في الجزائر يتبعون ما يسمى (بالسنة) في غسل وتكفين ودفن الميت، وبغض النظر عن هذه السنة المتبعة أهي فعلا مما أمر به الله وفعله الرسول ؟ أم هي مما يعتبر من العادات العرفية المقلدة؟ فلو رجعنا إلى سنين خلت لوجدنا أن طقوس الجنائز يتغير من زمان لآخر، ومن جماعة لأخرى كل حسب ظروفه وانتمائه لمؤسسة عرفية أو دينية أو حتى مذهبية، فعندنا مثلا أربعة أنواع على الأقل من طرق حمل وغسل ودفن الميت، وأهم شيء هو كيف يجد رجال الدين منبرا ليقولوا كلمتهم بشرط أن لا يغادر أحد المقبرة حتى يسمع كلام رجل الدين.

من رجال الدين من يقول كلمته أثناء الدفن، ومنهم من يقولها بعد الدفن، وأخيرا وجَدَتْ جماعة حيلة لإرغام المشيعين للجنازة سماع رجل الدين رغما عنهم لأن رجال الدين يضعون النعش أمام المصلين ثم تقام الصلاة، وبعد الصلاة لا يحمل الميت إلى قبره المنتظر إلا بعد أن يلقي رجل الدين كلماته على الحاضرين الجالسين كأن على رؤوسهم الطير، ثم بعد ذلك يأمرهم بحمل النعش ودفن الميت، هذه آخر حيلة وجدها بعض رجال الدين ليرغموا الناس على سماع كلامهم.

لقد وجدت أثناء التنقيب في كتاب البخاري هذه الرواية التي لا يعلمها الكثير من الناس، لنرى كيف يسوغ للناس التبديل والتغير في الدين الأرضي حسب الهوى والمصالح، ولا صلة لذلك بدين الله تعالى إنما هو الدين الأرضي الذي يختلقه مرضى الكلام من رجال الدين وغيرهم لأنهم يجدون في كلامهم ذلك لذة وتفريغا لشحناتهم وكبتهم.

جاء في البخاري: 913 حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح   عن أبي سعيد الخدري  قال ثم كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف قال أبو سعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجذبت بثوبه فجذبني فارتفع فخطب قبل الصلاة فقلت له غيرتم والله فقال أبا سعيد قد ذهب ما تعلم فقلت ما أعلم والله خير مما لا أعلم فقال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة.

البخاري ج 1 ص 326 قرص 1300 كتاب.

 

وهذا ما فعلت جماعة عندنا فقدموا الكلام على الدفن لأن الناس لم يكونوا يجلسون لهم، فما رأيكم أعزائي القراء؟ ألا يكفي الموت واعظا؟ وهل غسل الميت والصلاة عليه من دين الله تعالى وبالكيفية المعروفة لدى الجميع؟؟؟ هل الصلاة على الميت هي الوضوء واستقبال القبلة والتراص في صفوف كصفوف صلاة الفريضة والتكبير والسلام؟؟؟ أم أن الصلاة على الميت هي الدعاء له بالمغفرة والرحمة من الرحمان الرحيم؟

وإليكم أعزائي هذه الرواية من البخاري: باب الصلاة على الشهيد     1278 حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني بن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال ثم كان النبي  صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم.

البخاري ج 1 ص 450 قرص 1300 كتاب.

ترى لماذا تركوا الشهداء بدمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم؟ ألم يكن من اللائق بهم بما أنهم شهداء وضمنوا الجنة أن يكونوا هم أولى الناس بالغسل والتكفين والبخور؟؟؟

 

 

 

اجمالي القراءات 13797